«برّاد» مدينة الصدر المفخخ يهز حزمة إصلاحات العبادي ويضيف مطلبًا جديدًا لمظاهرات الجمعة

أوقع ما يقرب من 200 ضحية.. و«داعش» تبنّى العملية الإرهابية

جانب من الدمار الذي أحدثه تفجير شاحنة مبردة مفخخة في سوق خضار جميلة شرق بغداد فجر أمس (أ.ف.ب)
جانب من الدمار الذي أحدثه تفجير شاحنة مبردة مفخخة في سوق خضار جميلة شرق بغداد فجر أمس (أ.ف.ب)
TT

«برّاد» مدينة الصدر المفخخ يهز حزمة إصلاحات العبادي ويضيف مطلبًا جديدًا لمظاهرات الجمعة

جانب من الدمار الذي أحدثه تفجير شاحنة مبردة مفخخة في سوق خضار جميلة شرق بغداد فجر أمس (أ.ف.ب)
جانب من الدمار الذي أحدثه تفجير شاحنة مبردة مفخخة في سوق خضار جميلة شرق بغداد فجر أمس (أ.ف.ب)

في الوقت الذي تنام وتستيقظ فيه العاصمة العراقية بغداد منذ نحو أسبوع على وقع حزم الإصلاح الحكومية والبرلمانية على خلفية المظاهرات الجماهيرية الضخمة المطالبة بالإصلاح ومكافحة الفساد، فقد استيقظت بغداد فجر أمس على وقع انفجار هو الأعنف من نوعه منذ أسابيع. وطبقًا لما أعلنته وزارة الداخلية العراقية فإن الانفجار وقع في (علوة) سوق خضار جميلة التابعة لمدينة الصدر شرق بغداد من خلال شاحنة مفخخة «برّاد» أوقع أكثر من 150 قتيلاً وجريحًا، بالإضافة إلى 25 مفقودًا استمرت عمليات البحث عنهم تحت الأنقاض طوال ليلة أمس.
تنظيم داعش الذي يواجه مأزقًا صعبًا في المعارك الحالية حاليًا في محافظة الأنبار غرب العراق، وبالذات في مدينتي الرمادي والفلوجة تبنى في بيان له نقلته بعض المواقع التابعة له تفجير جميلة.
وطبقًا لوكالة «أسيوشييتد برس» في خبر لها، أن «تنظيم (داعش) نشر على موقعه في (تويتر) بأنه استهدف تجمعًا شيعيًا بشاحنة مركونة في سوق جميلة شرق بغداد». ويعد تفجير جميلة بغداد ثاني أكبر تفجير يتبنى تنظيم داعش القيام به بعد تفجير ناحية خان بني سعد في محافظة ديالي، والذي راح ضحيته أكثر من 250 مواطنًا بين قتيل وجريح.
وفي الوقت الذي تستمر فيه المظاهرات الجماهيرية الحاشدة للأسبوع الثالث على التوالي في بغداد فإنها وطبقًا لما أعلنه الناشط المدني وأحد منظمي المظاهرات حميد قاسم لـ«الشرق الأوسط»، أن «تفجير جميلة سوف يضيف عنوانًا جديدًا لمظاهرات الجمعة وهو ضرورة إحالة الفاسدين والمفسدين في الأجهزة الأمنية المسؤولة عن حياة المواطنين كإحدى الأولويات الأولى قي برنامج الإصلاح الحكومي». وأضاف أن «هذه الأعمال الإجرامية وأنها تزيدنا تصميمًا في مواصلة الدرب من أجل إصلاح المنظومتين السياسية والأمنية إلا أنه لا يمكن الاستمرار في منطق الإدانة فقط مع بقاء ذات القيادات الفاشلة تمسك بالملف الأمني».
في سياق ذلك، أكد عضو لجنة الأمن والدفاع البرلمانية محمد الكربولي في حديث لـ«الشرق الأوسط»، إن «تنظيم داعش وبعد سلسلة هزائمه في معركة الرمادي أراد أن يثبت أنه قادر على الاستمرار في المواجهة بطرق وأساليب مختلفة من بينها أساليبه المعروفة باستهداف الأماكن والتجمعات المدنية والشعبية من أجل إيقاع أكبر عدد ممكن من الخسائر ومحاولة جر العراقيين إلى مربع الفتنة الطائفية الذي غادروه»، مبينا أن «العراقيين باتوا يعرفون أن تنظيم داعش وأنه يحاول التركيز في هجماته في بغداد على مناطق معينة ومن مكون معين (في إشارة إلى الشيعة) في مناطق شرق بغداد فإنه قتل ولا يزال يقتل أضعافًا مضاعفة من المكون الآخر (في إشارة إلى السنة) في المناطق الغربية من البلاد».
وأوضح الكربولي، أن «هذه التفجيرات الإجرامية لا تزال تشير إلى عنوان واحد وهو فشل الأجهزة الأمنية، لا سيما ضعف الجانب الاستخباري وهو ما يستدعي المزيد من المحاسبة».
إلى ذلك، أدان نائب الرئيس العراقي أسامة النجيفي تفجيرات مدينة الصدر. وقال في بيان له تلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه، إنه «إذ يدين ويستنكر بأشد العبارات قوة هذه الجريمة الكبرى يدعو الحكومة والأجهزة الأمنية إلى الارتقاء بالجهد الاستخباري وكشف حلقات الموت التي تتربص بشعبنا، والضرب بشدة على الإرهاب المعادي للحياة والإنسان». من جهتها، فقد وصفت الحملة الشعبية الوطنية لإدراج تفجيرات العراق على لائحة جرائم الإبادة الجماعية (حشد) جريمة تفجير منطقة جميلة شرق بغداد بأنها جريمة ترقى إلى مصاف جرائم الإبادة الجماعية. وقالت الحملة في بيان صحافي، إن «الجماعات الإرهابية ارتكبت جريمة بشعة بحق السكان المدنيين بإحدى الأسواق الشعبية الكبيرة في مدينة الصدر شرق العاصمة بغداد بتفجير شاحنة مفخخة أدى إلى استشهاد المئات من المدنيين». ودعت الحملة «السلطات إلى وضع حد للعمليات الانتحارية والتفجيرات التي تستهدف المناطق المأهولة بالسكان والأسواق الشعبية بعد تصاعدها مؤخرًا». وأشارت إلى أن «هذه الجريمة ترقى لأن تكون في مصاف جرائم الإبادة الجماعية والجرائم ضد الإنسانية كونها تستهدف المناطق المأهولة بالسكان، مطالبة المجتمع الدولي بإدانة هذه الجريمة النكراء واعتبارها جريمة إبادة جماعية».



طائرات سورية وروسية تقصف شمال غربي سوريا الخاضع لسيطرة المعارضة

TT

طائرات سورية وروسية تقصف شمال غربي سوريا الخاضع لسيطرة المعارضة

قوات جوية روسية وسورية تقصف مناطق خاضعة لسيطرة المعارضة في شمال غرب سوريا قرب الحدود مع تركيا (أ.ب)
قوات جوية روسية وسورية تقصف مناطق خاضعة لسيطرة المعارضة في شمال غرب سوريا قرب الحدود مع تركيا (أ.ب)

قال الجيش السوري ومصادر من قوات المعارضة إن قوات جوية روسية وسورية قصفت مناطق خاضعة لسيطرة المعارضة، شمال غربي سوريا، قرب الحدود مع تركيا، اليوم (الخميس)، لصد هجوم لقوات المعارضة استولت خلاله على أراضٍ لأول مرة منذ سنوات.

ووفقاً لـ«رويترز»، شن تحالف من فصائل مسلحة بقيادة هيئة تحرير الشام هجوماً، أمس (الأربعاء)، اجتاح خلاله 10 بلدات وقرى تحت سيطرة قوات الرئيس السوري بشار الأسد في محافظة حلب، شمال غربي البلاد.

وكان الهجوم هو الأكبر منذ مارس (آذار) 2020، حين وافقت روسيا التي تدعم الأسد، وتركيا التي تدعم المعارضة، على وقف إطلاق نار أنهى سنوات من القتال الذي تسبب في تشريد ملايين السوريين المعارضين لحكم الأسد.

وفي أول بيان له، منذ بدء الحملة المفاجئة قال الجيش السوري: «تصدَّت قواتنا المسلحة للهجوم الإرهابي الذي ما زال مستمراً حتى الآن، وكبَّدت التنظيمات الإرهابية المهاجمة خسائر فادحة في العتاد والأرواح».

وأضاف الجيش أنه يتعاون مع روسيا و«قوات صديقة» لم يسمِّها، لاستعادة الأرض وإعادة الوضع إلى ما كان عليه.

وقال مصدر عسكري إن المسلحين تقدموا، وأصبحوا على مسافة 10 كيلومترات تقريباً من مشارف مدينة حلب، وعلى بُعد بضعة كيلومترات من بلدتَي نبل والزهراء الشيعيتين اللتين بهما حضور قوي لجماعة «حزب الله» اللبنانية المدعومة من إيران.

كما هاجموا مطار النيرب، شرق حلب، حيث تتمركز فصائل موالية لإيران.

وتقول قوات المعارضة إن الهجوم جاء رداً على تصعيد الضربات في الأسابيع الماضية ضد المدنيين من قبل القوات الجوية الروسية والسورية في مناطق جنوب إدلب، واستباقاً لأي هجمات من جانب الجيش السوري الذي يحشد قواته بالقرب من خطوط المواجهة مع قوات المعارضة.

وفي الوقت نفسه، ذكرت وسائل إعلام إيرانية رسمية، اليوم (الخميس)، أن البريجادير جنرال كيومارس بورهاشمي، وهو مستشار عسكري إيراني كبير في سوريا، قُتل في حلب على يد قوات المعارضة.

وأرسلت إيران آلاف المقاتلين إلى سوريا خلال الصراع هناك. وبينما شمل هؤلاء عناصر من الحرس الثوري، الذين يعملون رسمياً مستشارين، فإن العدد الأكبر منهم من عناصر جماعات شيعية من أنحاء المنطقة.

وقالت مصادر أمنية تركية اليوم (الخميس) إن قوات للمعارضة في شمال سوريا شنَّت عملية محدودة، في أعقاب هجمات نفذتها قوات الحكومة السورية على منطقة خفض التصعيد في إدلب، لكنها وسَّعت عمليتها بعد أن تخلَّت القوات الحكومية عن مواقعها.

وأضافت المصادر الأمنية أن تحركات المعارضة ظلَّت ضمن حدود منطقة خفض التصعيد في إدلب التي اتفقت عليها روسيا وإيران وتركيا في عام 2019، بهدف الحد من الأعمال القتالية بين قوات المعارضة وقوات الحكومة.

وقال مصدر بوزارة الدفاع التركية إن تركيا تتابع التطورات في شمال سوريا عن كثب، واتخذت الاحتياطات اللازمة لضمان أمن القوات التركية هناك.

ولطالما كانت هيئة تحرير الشام، التي تصنِّفها الولايات المتحدة وتركيا منظمة إرهابية، هدفاً للقوات الحكومية السورية والروسية.

وتتنافس الهيئة مع فصائل مسلحة مدعومة من تركيا، وتسيطر هي الأخرى على مساحات شاسعة من الأراضي على الحدود مع تركيا، شمال غربي سوريا.

وتقول قوات المعارضة إن أكثر من 80 شخصاً، معظمهم من المدنيين، قُتلوا منذ بداية العام في غارات بطائرات مُسيرة على قرى تخضع لسيطرة قوات المعارضة.

وتقول دمشق إنها تشن حرباً ضد مسلحين يستلهمون نهج تنظيم القاعدة، وتنفي استهداف المدنيين دون تمييز.