غابرييلا ميسترال وروميليو أوريتا: حب يائس ظل يكبر من وراء ظهر الموت

عشقته بجنون وكتبت أعذب الهدهدات للطفل الذي تمنت أن تنجبه منه

غابرييلا ميسترال (غيتي)
غابرييلا ميسترال (غيتي)
TT

غابرييلا ميسترال وروميليو أوريتا: حب يائس ظل يكبر من وراء ظهر الموت

غابرييلا ميسترال (غيتي)
غابرييلا ميسترال (غيتي)

«حين التقيت به في دربٍ ريفي
لم تكن المياه قد افترقت عن أحلامها بعد
مضى في طريقه متعَباً وآخذاً معه عينيّ
لم تكن أزهار المنثور وهي تودّعه
أكثر جلالاً وارتفاعاً
وظلّ قلبي العاشق يخفق كالراية في الريح
لا جراح في جسدي
غير أن وجهي كان يتغطى بالدموع»
لم يكن هذا النص الذي كتبته غابرييلا ميسترال في مطالع القرن الفائت، سوى واحد من نصوص كثيرة مماثلة، أرّخت الشاعرة التشيلية من خلالها لقصة الحب المؤثرة التي ربطتها بروميليو أوريتا، الموظف البسيط في شركة السكك الحديدية التشيلية. وإذا كانت قليلة ومتفرقة، المصادر التي يمكن للمرء الاستعانة بها لتتبع تفاصيل هذه العلاقة واستجلاء ما اكتنفها من غموض، فإن ما أخفاه الواقع المعيش أظهره الشعر بكامل قوته وسطوعه، ووضعنا بوصفنا قراء فضوليين في صورة ذلك الحب النادر الذي ينافس في جيشانه واحتدامه الروحيين، نماذج الحب العليا التي عرفها العالم منذ أقدم العصور، أو تلك التي اختبرها الصوفيون في علاقتهم بالخالق، بوصفه صورة للجمال الأسمى.
ولدت لوسيلا غودوا ألكاياغا في مدينة بيكوينا التشيلية عام 1889، لأب ينتمي إلى إحدى السلالات الباسكية، ويعمل في سلك التدريس، هو خوان خيرونيمو بيانوبيا، وأم ذات أصول هندية، هي بيترونيلا الكاياغا. ولعل هذا التمازج السلالي العريق في دماء الطفلة هو الذي غذى في داخلها بذرة الشعر، وألهب مخيلتها بنيرانه الفائرة.
أما الحادثة المبكرة التي أسست لمسار حياتها المأساوي، فقد تمثلت بترك أبيها المنزل العائلي دون سابق إنذار، تاركاً طفلته ابنة الأعوام الثلاثة تتربى في عهدة الأم، وتتلقى بالكثير من المشقة والتصميم دراستها الابتدائية والثانوية. لكن اللافت في الأمر أن لوسيلا المفطورة على الرقة والطباع الوادعة، لم تتحدث عن أبيها بالسوء، ولم تنقل عنه سوى أنه قبل تركه البيت أنشأ لها حديقة وارفة كانت تتخاطب بين جنباتها مع الطيور والأزهار. كما روت عنه تعلقه بالشعر ونظمه العديد من القصائد التي أيقظت في داخلها «العاطفة الشعرية». أما اسم غابرييلا ميسترال الذي وقّعت به قصائدها وأعمالها كافة، فهو مزيج من اسمي الشاعر الإيطالي غابرييل دينينزيو والفرنسي فريدريك ميسترال، اللذين أعجبت بهما الشاعرة، وارتأت أن تكرمهما على هذا النحو.
وإذا كان تميز ميسترال في مجال التربية والتعليم قد جعلها تشغل مناصب ومهمات تربوية مهمة في بلادها، وتتلقى دعوات عدة للإفادة من أساليبها التربوية المبتكرة في الولايات المتحدة والمكسيك وبورتوريكو، فإن شهرتها كشاعرة دفعت بسلطات بلادها إلى إلحاقها بالسلكين القنصلي والدبلوماسي، لتتنقل بين العديد من أقطار العالم وعواصمه.
ورغم كل ما عرفته مسيرتها من نجاحات وإخفاقات، فإن حب غابرييلا لروميليو أوريتا، الذي التقته أثناء فترة التدريس في لاكانتيرا، كان الحدث الأهم الذي ترك في داخلها أبلغ الندوب، ونقطة الارتكاز الأبرز التي تحلقت من حولها حياتها وشعرها اللاحقان. صحيح أنها كانت قد أغرمت في الخامسة عشرة من عمرها ببيديلا بيتيدا، الرجل الثري والوسيم الذي يكبرها بعشرين عاماً، وظلت تراسله لسنة ونصف سنة من الزمن، إلا أنها سرعان ما اكتشفت أن ما عاشته آنذاك، لم يعدُ كونه نوعاً من الأعراض العاطفية المتوهمة لسن المراهقة، التي انطفأ أوارها في وقت قصير.
ولم تكد تمر شهور قليلة على انتهاء علاقتها ببيتيدا، حتى التقت ميسترال بروميليو، الذي وقعت في حبه منذ لحظات اللقاء الأولى، وشعرت بأنه الكائن الألصق بتصوراتها المثلى عن فتى أحلامها المتخيل، والرجل الذي خفق له قلبها في الصميم. وقد بدت الشاعرة في كتابتها عنه، وكأنها تمشي على الخيط بين الثمل الروحي الطهراني، والانتشاء الحسي بالحب. كما أن فرحها الكرنفالي بالرجل بالمعشوق ظل يخالطه على الدوام قلق غامض من فقدانه، وهو ما يظهر جلياً في قصيدتها «أرق» التي تقول فيها:
أريد أن أتبسم في الطرقات كلها
وأن أثق بالناس جميعاً ما دمتَ قد جئتَ إلي
غير أنني تعلمت أن أخاف حتى في أحلامي
وأتساءل: أأنت هنا؟ ألم تذهب؟
لكن الأقدار الشائكة للشاعرة الرومانسية الهشة، ما لبثت أن وضعتها أمام صدمتين متعاقبتين؛ تمثلت الأولى في انصراف حبيبها عنها وزواجه من امرأة أخرى، فيما تمثلت الثانية، وهي الأفدح والأشد مرارة، في لجوء أوريتا إلى الانتحار، إثر اتهامه باختلاس أموال الشركة التي يعمل بها. وفيما ذهبت بعض الروايات إلى أن روميليو أخذ المال لمساعدة أحد أصدقائه المعوزين، ثم دفعه عجزه عن تسديده إلى الانتحار بفعل التهم القاسية التي وُجهت إليه، فإن رحيله المفجع بدا أشبه بالصاعق العصبي والنفسي الذي فجر مكنونات قلب الشاعرة، فتحولت قصائدها إلى مرثية لا نهائية لحبها المتواري في غيابة التراب:
أنت سمعتَ ينبوعي وقد جرت سيوله أجراساً ذات رنين
وتعرف أن خوفي أمام الرؤية المرعبة
لم يكن نزوة جامحة
فلا تحجب وجهك عني وتحرمني نعمة الضوء
لا تصمت بحقّ الإله
فالليل يتطلع إليّ من كل جهة بعيونٍ مجنونة
لم يبق معي غير عينيك
لكن، واحسرتاه، لقد أغلقتهما الثلوج
وإثر صدور مجموعتها الثانية «سوناتات الموت» عام 1914، مُنحت ميسترال جائزة الأدب التشيلي عام 1914. وحين هرع الكثيرون للقاء معلمة القرية الفائزة، كانت ميسترال تكلف من ينوب عنها لحضور المناسبة، لأنها كما قيل لم تجد في خزانتها سوى بذلة واحدة، لا تليق بالحفل المعد لتسلمها أرفع جائزة أدبية في تاريخ البلاد.
وقد كتب الناقد التشيلي فرانسيسكو دونوسو آنذاك بأن غابرييلا بحثت عن الشعر في لجج نفسها العميقة وأهدته للعالم على شكل صلوات. وإذا كانت الصدفة المجردة هي التي وفرت لميسترال سبل اللقاء بالطالب المولع بالشعر نفتالي رييس، الذي سيستعير لنفسه فيما بعد اسم بابلو نيرودا، فإن ما أوصل الأولى إلى جائزة «نوبل» عام 1945، والثاني إلى الجائزة نفسها بعد ذلك بربع قرن، لم يكن المصادفات بالتأكيد، بل اتكاء كل منهما على موهبة نادرة، وبحثهما المشترك عن الكنوز المختزنة في تربة بلادهما الأم. كما أن كره غابرييلا للاستبداد ووفاءها للحرية، هما اللذان دفعاها إلى مؤازرة نيرودا لدى نفيه السياسي إلى إيطاليا، حيث كانت قد عينت في تلك الفترة قنصلاً لبلادها هناك.
منقسمةً على نفسها راحت غابرييلا ميسترال تكتب بلا هوادة للموت تارةً، وللحياة تارة أخرى. فلقد بدا الموت أشبه بالقاتل المتسلسل الذي أزهق أرواح كل من أحاط بها من الأهل والأحبة والأصدقاء. فبالإضافة إلى انتحار روميليو، حب حياتها الأثير، خسرت في أوقات مختلفة أباها وأمها، ومن ثم صديقها النمساوي ستيفان زفايغ، الهارب من البطش الهتلري إلى البرازيل، والذي أقدم مع زوجته على الانتحار. لكن أكثر ما آلمها كان الرحيل المأساوي لابن أخيها خوان ميغيل، الذي عمدت إلى تبنّيه كما لو كان الطفل المستحيل الذي حلمت أن يهبها إياه روميليو أوريتا، حتى إذا بلغ الثمانية عشرة من عمره دفعه شعور داهم باليأس إلى الانتحار بواسطة جرعة من الزرنيخ، عام 1943.
لقد اكتشفت ميسترال، متماهية مع المنظور المريمي للعالم، أن معنى الحياة الحقة لا يتمثل بالحصول على الحب والامتلاك الأناني للأشياء، بقدر ما يوفره البذل والإيثار والعطاء غير المحدود. لذلك كتبت في إحدى قصائدها النثرية «أنا لم أر من قبل طلعة الأرض الأصيلة، الأرض التي تشبه امرأة تحمل طفلاً على يديها. أنا أعرف فكرة الأمومة في الأشياء. فالجبل الذي يتطلع إلى هو أمٌّ أيضاً». وحيث كانت تتحول يوماً بعد يوم إلى كائن من حب خالص، راحت غابرييلا تناغي من خلال طفلها المتخيل كل البراعم القابلة للتفتح على أديم الطفولة الكونية:
هادئاً يرقد الطفل
والطريقُ ساكنٌ تماماً
الضبابُ يغمر الوهاد
وقد توارى القصرُ الأزرق
وانطرح الهدوءُ على الوادي النائم
كراحة اليدِ فوق الجبين
وأنا أترنمُ بلطفٍ وأهزّ طفلي
وقد أرقدتْ ترنيمتي هذه الأرضَ المكدودةَ كلّها
ولشدة تعلقها بالأطفال أوصت غابرييلا، قبيل رحيلها متأثرة بسرطان البنكرياس عام 1957، أن تُستخدم الأموال الآتية من مبيعات كتبها، في مساعدة أطفال مونتيغراندي، المدينة التي احتضنت في الآن ذاته سريرها الأول ومثواها الأخير.


مقالات ذات صلة

«تيك توك» أكثر جدوى من دور النشر في تشجيع الشباب على القراءة

يوميات الشرق «تيك توك» أكثر جدوى من دور النشر  في تشجيع الشباب على القراءة

«تيك توك» أكثر جدوى من دور النشر في تشجيع الشباب على القراءة

كشفت تقارير وأرقام صدرت في الآونة الأخيرة إسهام تطبيق «تيك توك» في إعادة فئات الشباب للقراءة، عبر ترويجه للكتب أكثر من دون النشر. فقد نشرت مؤثرة شابة، مثلاً، مقاطع لها من رواية «أغنية أخيل»، حصدت أكثر من 20 مليون مشاهدة، وزادت مبيعاتها 9 أضعاف في أميركا و6 أضعاف في فرنسا. وأظهر منظمو معرض الكتاب الذي أُقيم في باريس أواخر أبريل (نيسان) الماضي، أن من بين مائة ألف شخص زاروا أروقة معرض الكتاب، كان 50 ألفاً من الشباب دون الخامسة والعشرين.

أنيسة مخالدي (باريس)
يوميات الشرق «تيك توك» يقلب موازين النشر... ويعيد الشباب إلى القراءة

«تيك توك» يقلب موازين النشر... ويعيد الشباب إلى القراءة

كل التقارير التي صدرت في الآونة الأخيرة أكدت هذا التوجه: هناك أزمة قراءة حقيقية عند الشباب، باستثناء الكتب التي تدخل ضمن المقرّرات الدراسية، وحتى هذه لم تعد تثير اهتمام شبابنا اليوم، وهي ليست ظاهرة محلية أو إقليمية فحسب، بل عالمية تطال كل مجتمعات العالم. في فرنسا مثلاً دراسة حديثة لمعهد «إبسوس» كشفت أن شاباً من بين خمسة لا يقرأ إطلاقاً. لتفسير هذه الأزمة وُجّهت أصابع الاتهام لجهات عدة، أهمها شبكات التواصل والكم الهائل من المضامين التي خلقت لدى هذه الفئة حالةً من اللهو والتكاسل.

أنيسة مخالدي (باريس)
يوميات الشرق آنية جزيرة تاروت ونقوشها الغرائبية

آنية جزيرة تاروت ونقوشها الغرائبية

من جزيرة تاروت، خرج كم هائل من الآنية الأثرية، منها مجموعة كبيرة صنعت من مادة الكلوريت، أي الحجر الصابوني الداكن.

يوميات الشرق خليل الشيخ: وجوه ثلاثة لعاصمة النور عند الكتاب العرب

خليل الشيخ: وجوه ثلاثة لعاصمة النور عند الكتاب العرب

صدور كتاب مثل «باريس في الأدب العربي الحديث» عن «مركز أبوظبي للغة العربية»، له أهمية كبيرة في توثيق تاريخ استقبال العاصمة الفرنسية نخبةً من الكتّاب والأدباء والفنانين العرب من خلال تركيز مؤلف الكتاب د. خليل الشيخ على هذا التوثيق لوجودهم في العاصمة الفرنسية، وانعكاسات ذلك على نتاجاتهم. والمؤلف باحث وناقد ومترجم، حصل على الدكتوراه في الدراسات النقدية المقارنة من جامعة بون في ألمانيا عام 1986، عمل أستاذاً في قسم اللغة العربية وآدابها في جامعة اليرموك وجامعات أخرى. وهو يتولى الآن إدارة التعليم وبحوث اللغة العربية في «مركز أبوظبي للغة العربية». أصدر ما يزيد على 30 دراسة محكمة.

يوميات الشرق عمارة القاهرة... قصة المجد والغدر

عمارة القاهرة... قصة المجد والغدر

على مدار العقود الثلاثة الأخيرة حافظ الاستثمار العقاري في القاهرة على قوته دون أن يتأثر بأي أحداث سياسية أو اضطرابات، كما شهد في السنوات الأخيرة تسارعاً لم تشهده القاهرة في تاريخها، لا يوازيه سوى حجم التخلي عن التقاليد المعمارية للمدينة العريقة. ووسط هذا المناخ تحاول قلة من الباحثين التذكير بتراث المدينة وتقاليدها المعمارية، من هؤلاء الدكتور محمد الشاهد، الذي يمكن وصفه بـ«الناشط المعماري والعمراني»، حيث أسس موقع «مشاهد القاهرة»، الذي يقدم من خلاله ملاحظاته على عمارة المدينة وحالتها المعمارية.

عزت القمحاوي

ضجيج المدن يحجب فوائد الطبيعة في تهدئة الأعصاب

ضوضاء المرور تؤثر سلباً على الصحة النفسية والجسدية (وكالة الأمن الصحي بالمملكة المتحدة)
ضوضاء المرور تؤثر سلباً على الصحة النفسية والجسدية (وكالة الأمن الصحي بالمملكة المتحدة)
TT

ضجيج المدن يحجب فوائد الطبيعة في تهدئة الأعصاب

ضوضاء المرور تؤثر سلباً على الصحة النفسية والجسدية (وكالة الأمن الصحي بالمملكة المتحدة)
ضوضاء المرور تؤثر سلباً على الصحة النفسية والجسدية (وكالة الأمن الصحي بالمملكة المتحدة)

أثبتت دراسة بريطانية حديثة أن الضوضاء البشرية الناتجة عن حركة المرور يمكن أن تخفي التأثير الإيجابي لأصوات الطبيعة في تخفيف التوتر والقلق.

وأوضح الباحثون من جامعة غرب إنجلترا أن النتائج تؤكد أهمية أصوات الطبيعة، مثل زقزقة الطيور وأصوات البيئة الطبيعية، في تحسين الصحة النفسية؛ ما يوفر وسيلة فعّالة لتخفيف الضغط النفسي في البيئات الحضرية، وفق النتائج المنشورة، الخميس، في دورية «بلوس وان».

وتسهم أصوات الطبيعة في خفض ضغط الدم ومعدلات ضربات القلب والتنفس، فضلاً عن تقليل التوتر والقلق الذي يتم الإبلاغ عنه ذاتياً، وفق نتائج أبحاث سابقة.

وعلى النقيض، تؤثر الأصوات البشرية، مثل ضوضاء المرور والطائرات، سلباً على الصحة النفسية والجسدية، حيث ترتبط بزيادة مستويات التوتر والقلق، وقد تؤدي إلى تراجع جودة النوم والشعور العام بالراحة.

وخلال الدراسة الجديدة، طلب الباحثون من 68 شخصاً الاستماع إلى مشاهد صوتية لمدة 3 دقائق لكل منها. تضمنت مشهداً طبيعياً مسجلاً عند شروق الشمس في منطقة ويست ساسكس بالمملكة المتحدة، احتوى على أصوات طبيعية تماماً مثل زقزقة الطيور وأصوات البيئة المحيطة، دون تدخل أي أصوات بشرية أو صناعية، فيما تضمن المشهد الآخر أصواتاً طبيعية مصحوبة بضوضاء مرور.

وتم تقييم الحالة المزاجية ومستويات التوتر والقلق لدى المشاركين قبل الاستماع وبعده باستخدام مقاييس ذاتية.

وأظهرت النتائج أن الاستماع إلى الأصوات الطبيعية فقط أدى إلى انخفاض ملحوظ في مستويات التوتر والقلق، بالإضافة إلى تحسين المزاج.

بالمقابل، أدى إدخال ضوضاء المرور إلى تقليل الفوائد الإيجابية المرتبطة بالمشاهد الطبيعية، حيث ارتبط ذلك بارتفاع مستويات التوتر والقلق.

وبناءً على النتائج، أكد الباحثون أن تقليل حدود السرعة المرورية في المناطق الحضرية يمكن أن يعزز الصحة النفسية للإنسان من خلال تقليل الضوضاء؛ ما يسمح بتجربة أصوات الطبيعة بشكل أفضل.

كما أشارت الدراسة إلى أهمية تصميم المدن بشكل يقلل من الضوضاء البشرية، ما يوفر للسكان فرصاً أكبر للتفاعل مع الطبيعة.

ونوه الفريق بأن هذه النتائج تفتح المجال لإعادة التفكير في كيفية تخطيط المدن بما يعزز التوازن بين التطور الحضري والحفاظ على البيئة الطبيعية، لتحقيق فوائد صحية ونفسية ملموسة للسكان.