سلمى الخضراء الجيوسي... امرأة مخلوقة للصفوف الأولى

ليس من السهل تصنيف إرثها تصنيفاً تراتبياً

سلمى الخضراء الجيوسي
سلمى الخضراء الجيوسي
TT

سلمى الخضراء الجيوسي... امرأة مخلوقة للصفوف الأولى

سلمى الخضراء الجيوسي
سلمى الخضراء الجيوسي

أدهشني أن تموت سلمى الخضراء الجيوسي. حقاً أن الموت حق علينا جميعاً، وأنها كانت في الخامسة والتسعين من عمرها، وهو عمر لا يطمح إليه أغلبنا. لكن الجيوسي كان لها حضور طاغٍ يصعب تصور إمكانية غيابه غياباً تاماً. كان حضورها طاغياً في إنجازاتها الأكاديمية في خدمة الأدب العربي، كما كان حضوراً طاغياً أيضاً في أي مناسبة حضرتها شخصياً. كانت امرأة مخلوقة للصفوف الأولى، ليس فقط بعملها الدائب ومنجزها الأكاديمي والأدبي، ولكن بتركيبتها الشخصية الساحرة التي لا تقبل الرفض كإجابة على ما تطلب، ولكن أيضاً لأن سحر شخصيتها كان يجعل عدم القبول أو الاعتذار عن طلب أو تكليف منها أمراً ليس في إمكان الكثيرين. كانت تعرف كيف تجعل من الإصرار والإلحاح والمعاودة فناً جميلاً محبباً، لو مارسه غيرها لكان مصدر إزعاج ومدعاة لصرف الملحّين خائبين. هذه الشخصية هي ما سهّل لها استقطاب الدعم المالي لمشروعاتها النبيلة، وتجنيد الكُتّاب والمترجمين والأكاديميين في خدمة مشروعها الأكبر في ترجمة ونشر الأدب العربي باللغة الإنجليزية، (بروتا). التقيت سلمى الجيوسي لأول مرة حين دعوناها لإلقاء البحث الافتتاحي في مؤتمر كبير نظمناه في جامعة إكستر Exeter في خريف عام 1994 حول «التقليد والحداثة في اللغة والأدب العربيين»، حيث تكلمت في موضوعها الأثير «التقليد والحداثة في الشعر العربي»، والذي نُشر لاحقاً (لندن 1996) ضمن كتاب أعددناه عن أعمال المؤتمر. أذكر أني كنت رئيس الجلسة وأنها تمادت في تجاوز الوقت المخصص لها، رغم أريحيته كونها متحدثاً رئيسياً، وأن كل محاولاتي المستميتة والمتكررة لتذكيرها بوجوب الانتهاء، باءت بالفشل الذريع، أمام عنادها وإصرارها، ولكن قبل ذلك سحر شخصيتها، الذي لم أملك أمامه ولا ملك جمهور الحاضرين إلا الغفران الكامل. وإن كان هذا العناد وهذا السحر قد كسبا لها دقائق إضافية عدة في ذلك المؤتمر (وفي غيره بلا شك)، فإنها هي الخلال ذاتها التي جاءت لها بمكاسب أهم كثيراً في مشروعاتها الأدبية الواسعة كما أسلفت.

ليس من السهل تصنيف إرث الجيوسي تصنيفاً تراتبياً. وليس من السهل التنبؤ بما يصمد منه لاختبار الزمن وما تطويه الأيام ضمن ما تطوي. إلا أنه إن سألني سائل اليوم سؤالاً في هذا المضمون، فإني شخصياً لن أتردد في ترشيح دراستها «الشعر العربي الحديث: حركاته واتجاهاته» Trends and Movements in Modern Arabic Poetry الصادرة عام 1977 في اللغة الإنجليزية عن دار بريل، والذي صدرت لها ترجمة عربية في عام 2007 عن مركز دراسات الوحدة العربية في بيروت. قام الكتاب على أساس من أطروحتها للدكتوراه التي كانت أنجزتها قبل سنوات في كلية الدراسات الشرقية والأفريقية التابعة لجامعة لندن. يغطي هذا الكتاب الموسوعي الواقع في مجلدين والذي تتجاوز صفحاته الثمانمائة - تطور الشعر العربي من أواخر القرن التاسع عشر وحتى آخر اتجاهاته وقت إجراء الدراسة في فترة الستينات من القرن الماضي، التي شهدت تحولات جذرية في هذا الفن القديم قِدم اللغة العربية ذاتها. حين كنت أدرِّس مادة الشعر العربي الحديث للطلاب الإنجليز كان هذا الكتاب مرجعي الأول، وكان يتصدر القائمة الببليوغرافية التي أزود بها طلابي لإعانتهم على القراءة والبحث في الموضوع. ولا أشك أنه لا يزال يحتل المكان نفسه لدى مدرسي المادة اليوم مع شيء من الحسرة، إنه ليس هناك مجلد ثالث يغطي ما حدث في الشعر العربي من ستينات القرن الماضي إلى أوائل القرن الحالي.
هذا في رأيي الإنجاز الأكبر والأبقى للجيوسي؛ فهو إنجاز بحثي كبير استغرق سنوات طويلة من البحث المنفرد والعكوف على مصادر ومراجع الشعر العربي ومدارس النقد، قديمها وحديثها، وقد صدر في وقت كانت تعزّ فيه مثل تلك الدراسات الشاملة، ليس فقط في اللغة الإنجليزية بل والعربية أيضاً. لكن الأدب العربي يدين للجيوسي بما هو أكثر من ذلك، ويدين لها أيضاً الآلاف من قراء هذا الأدب ودارسيه ومدرِّسيه في اللغة الإنجليزية؛ إذ إنها أنفقت قسماً كبيراً من حياتها للتعريف بذلك الأدب وأعلامه وروائع نصوصه، خاصة الحديث منها، عن طريق الترجمة والتقديم والتحرير. كانت تضطلع شخصياً بالترجمة كما فعلت على سبيل المثال في ترجمتها في عام 1982، بالاشتراك مع المستعرب البريطاني ترفور ليجاسيك LeGassick، لرواية إميل حبيبي الشهيرة، «الوقائع الغريبة في اختفاء سعيد أبي النحس المتشائل». إلا أن الجهد الأكبر للجيوسي في مجال الترجمة كان في عملها الجماعي من خلال المشروع الذي عُرف باسم «بروتا» PROTA الكلمة المؤلفة حروفها من الاسم الكامل في الإنجليزية «مشروع الترجمة من العربية»Project for Translation from Arabic الذي أسسته الجيوسي في 1980 واستقطبت للعمل فيه عبر عقود عدة مجموعات متميزة من الأكاديميين ومترجمي الأدب والمؤلفين، مستغلة مهاراتها الشخصية وصبرها الطويل وعلاقاتها المتشعبة وقدرتها على استجلاب الدعم المالي للبحث والنشر من مصادر متعددة. اتسم هذا المشروع الكبير بصفة خاصة بنشر الأنتولوجيات أو بعبارة أخرى المختارات أو المنتخبات، تمييزاً عن الأعمال المفردة. وهي من أصلح سبل الترجمة والنشر في استهدافها تقديماً عريضاً لنوع أدبي أو فترة بعينها أو أدب قومي لجمهور قراء لا يعرفون عنه شيئاً، بدلاً من التركيز على كاتب بعينه أو نص منفرد.
كان من بواكير تلك المنتخبات مجلد فيما يقارب الستمائة صفحة نُشر في 1988 عن دار كيجان بول اللندنية برعاية جامعة الملك سعود في الرياض بعنوان The Literature of Modern Arabia ضاماً بين غلافيه أعمالاً شعرية وقصصية لما لا يقل عن 95 كاتباً من السعودية واليمن وسائر أنحاء شبه الجزيرة العربية. كان عملاً رائداً في الترجمة والتعريف بأدب الجزيرة العربية في وقت كان العالم لا يقرن اسم شبه الجزيرة بشيء سوى النفط. ثم تتالت المنتخبات المترجمة. فمنها واحد عن «الشعر العربي الحديث»، وآخر عن «الأدب الفلسطيني الحديث»، وثالث عن «المسرح العربي الحديث» أسعدتني المشاركة فيه بترجمة لمسرحية ألفريد فرج ذائعة الصيت «علي جناح التبريزي وتابعه قفة»، وغير هذا من المنتخبات والأعمال المنفردة التي صدرت عن كبريات دور النشر الجامعية مثل «مطبعة جامعة كولومبيا» و«مطبعة جامعة إنديانا» وغيرها والتي تتالت من الثمانينات وعلى مدى العقود الثلاثة التالية.
كتبت سلمى الجيوسي بعض الشعر ونشرته، على أنني لا أظن أن شعرها مما يبقى مع ما يبقى من آثارها. ولعلها ما كانت لتخالفني الرأي وهي المتخصصة الوثيقة بالشعر العربي الحديث. صنّفها الناقد والأكاديمي المصري مصطفى بدوي في مختاراته من الشعر العربي الحديث (أوكسفورد - بيروت 1969) باعتبارها من أتباع الرومانسية أو من ممارسي الأسلوب الرومانسي في الشعر بعد انقضاء عصره. وهو تصنيف أوافقه الرأي فيه تماماً. ولنختمْ هذه المقالة الاحتفائية بالكاتبة الراحلة بالمقطع الأول من قصيدة لها بعنوان «المدينة والفجر»
لكل مدينة في الفجر ساعة طهرها الساحر
فلو ضجّت لياليها
ولو صخبت مقاهيها
ولو سالت دنانُ الخمر رجساً في سواقيها
فعند الفجر تلقاها
وثوبُ الطهر يغشاها
كأن الليل لم يرقص على مصباحها الساكر


مقالات ذات صلة

«تيك توك» أكثر جدوى من دور النشر في تشجيع الشباب على القراءة

يوميات الشرق «تيك توك» أكثر جدوى من دور النشر  في تشجيع الشباب على القراءة

«تيك توك» أكثر جدوى من دور النشر في تشجيع الشباب على القراءة

كشفت تقارير وأرقام صدرت في الآونة الأخيرة إسهام تطبيق «تيك توك» في إعادة فئات الشباب للقراءة، عبر ترويجه للكتب أكثر من دون النشر. فقد نشرت مؤثرة شابة، مثلاً، مقاطع لها من رواية «أغنية أخيل»، حصدت أكثر من 20 مليون مشاهدة، وزادت مبيعاتها 9 أضعاف في أميركا و6 أضعاف في فرنسا. وأظهر منظمو معرض الكتاب الذي أُقيم في باريس أواخر أبريل (نيسان) الماضي، أن من بين مائة ألف شخص زاروا أروقة معرض الكتاب، كان 50 ألفاً من الشباب دون الخامسة والعشرين.

أنيسة مخالدي (باريس)
يوميات الشرق «تيك توك» يقلب موازين النشر... ويعيد الشباب إلى القراءة

«تيك توك» يقلب موازين النشر... ويعيد الشباب إلى القراءة

كل التقارير التي صدرت في الآونة الأخيرة أكدت هذا التوجه: هناك أزمة قراءة حقيقية عند الشباب، باستثناء الكتب التي تدخل ضمن المقرّرات الدراسية، وحتى هذه لم تعد تثير اهتمام شبابنا اليوم، وهي ليست ظاهرة محلية أو إقليمية فحسب، بل عالمية تطال كل مجتمعات العالم. في فرنسا مثلاً دراسة حديثة لمعهد «إبسوس» كشفت أن شاباً من بين خمسة لا يقرأ إطلاقاً. لتفسير هذه الأزمة وُجّهت أصابع الاتهام لجهات عدة، أهمها شبكات التواصل والكم الهائل من المضامين التي خلقت لدى هذه الفئة حالةً من اللهو والتكاسل.

أنيسة مخالدي (باريس)
يوميات الشرق آنية جزيرة تاروت ونقوشها الغرائبية

آنية جزيرة تاروت ونقوشها الغرائبية

من جزيرة تاروت، خرج كم هائل من الآنية الأثرية، منها مجموعة كبيرة صنعت من مادة الكلوريت، أي الحجر الصابوني الداكن.

يوميات الشرق خليل الشيخ: وجوه ثلاثة لعاصمة النور عند الكتاب العرب

خليل الشيخ: وجوه ثلاثة لعاصمة النور عند الكتاب العرب

صدور كتاب مثل «باريس في الأدب العربي الحديث» عن «مركز أبوظبي للغة العربية»، له أهمية كبيرة في توثيق تاريخ استقبال العاصمة الفرنسية نخبةً من الكتّاب والأدباء والفنانين العرب من خلال تركيز مؤلف الكتاب د. خليل الشيخ على هذا التوثيق لوجودهم في العاصمة الفرنسية، وانعكاسات ذلك على نتاجاتهم. والمؤلف باحث وناقد ومترجم، حصل على الدكتوراه في الدراسات النقدية المقارنة من جامعة بون في ألمانيا عام 1986، عمل أستاذاً في قسم اللغة العربية وآدابها في جامعة اليرموك وجامعات أخرى. وهو يتولى الآن إدارة التعليم وبحوث اللغة العربية في «مركز أبوظبي للغة العربية». أصدر ما يزيد على 30 دراسة محكمة.

يوميات الشرق عمارة القاهرة... قصة المجد والغدر

عمارة القاهرة... قصة المجد والغدر

على مدار العقود الثلاثة الأخيرة حافظ الاستثمار العقاري في القاهرة على قوته دون أن يتأثر بأي أحداث سياسية أو اضطرابات، كما شهد في السنوات الأخيرة تسارعاً لم تشهده القاهرة في تاريخها، لا يوازيه سوى حجم التخلي عن التقاليد المعمارية للمدينة العريقة. ووسط هذا المناخ تحاول قلة من الباحثين التذكير بتراث المدينة وتقاليدها المعمارية، من هؤلاء الدكتور محمد الشاهد، الذي يمكن وصفه بـ«الناشط المعماري والعمراني»، حيث أسس موقع «مشاهد القاهرة»، الذي يقدم من خلاله ملاحظاته على عمارة المدينة وحالتها المعمارية.

عزت القمحاوي

طرد مُعلم بريطاني من مدرسة لعرضه مقاطع فيديو لترمب على الطلاب

الرئيس الأميركي دونالد ترمب (أ.ب)
الرئيس الأميركي دونالد ترمب (أ.ب)
TT

طرد مُعلم بريطاني من مدرسة لعرضه مقاطع فيديو لترمب على الطلاب

الرئيس الأميركي دونالد ترمب (أ.ب)
الرئيس الأميركي دونالد ترمب (أ.ب)

اتُّهم مُدرّس في مدرسة بريطانية بتعريض الأطفال للخطر، وأُحيل إلى برنامج مكافحة الإرهاب الحكومي بعد عرضه مقاطع فيديو للرئيس الأميركي دونالد ترمب على طلابه في حصة السياسة الأميركية.

وصرح المُدرّس، وهو في الخمسينيات من عمره، لصحيفة «التلغراف» بأنه «شُبّه بالإرهابي» بعد عرضه مقاطع الفيديو، بما فيها مقطع من حفل تنصيب ترمب، على طلاب المرحلة الثانوية.

وقد أبلغت كلية هينلي، وهي مدرسة ثانوية في هينلي أون تيمز، أوكسفوردشاير، تضم أكثر من ألفي طالب، عن مُحاضر العلوم السياسية وأحيل إلى هيئة حماية الطفل المحلية، التي خلصت إلى أن إحالة الأمر إلى برنامج مكافحة الإرهاب الحكومي تُعدّ «أولوية».

اتُّهم المعلم بالتسبب في «أذى نفسي» لطلابه في المرحلة الثانوية، الذين تتراوح أعمارهم بين 17 و18 عاماً. وفي وثيقة اطلعت عليها صحيفة «التلغراف»، أشار مسؤولون محليون معنيون بحماية الطفل إلى أن عرض مقاطع الفيديو قد يرقى إلى مستوى «جريمة كراهية».

دفعت هذه الادعاءات الغريبة المعلم، الذي حصل على شهادته في منتصف التسعينيات، إلى رفع دعوى قضائية ضد الكلية. وفي تسوية تفاوضية، حصل الرجل على تعويض قدره ألفا جنيه إسترليني (ألفين و697 دولاراً) بعد أن أجبرته فعلياً على الاستقالة من وظيفته التي كان يتقاضى عنها 44 ألف جنيه إسترليني سنوياً - أي نحو 59 ألف دولار.

ويعتقد اتحاد حرية التعبير أن القوانين التي تهدف إلى حماية الأطفال من القتلة والمغتصبين تُستخدم بشكل خاطئ لملاحقة البالغين ذوي الآراء غير الرائجة. وقال الاتحاد إن قضية المعلم مثال واضح على «استغلال بروتوكولات حماية الطفل كسلاح لإسكات شخص ما لأسباب سياسية».

وقال المعلم، الذي فضل عدم الكشف عن هويته: «لقد شبهوني بالإرهابي. كان الأمر صادماً للغاية. إنه أشبه بكابوس، كأنه مشهد من رواية...».

تُظهر وثائق اطلعت عليها صحيفة «التلغراف» كيف بدأت كلية هينلي تحقيقاتها في يناير (كانون الثاني) 2025 بعد أن تقدم اثنان من طلاب المحاضر بشكاوى. وقد اتُّهم المحاضر بالتدريس «المتحيز» و«غير ذي الصلة بالموضوع».

ذكرت الكلية في رسالة بريد إلكتروني رسمية بتاريخ 28 يناير أنه زُعم أنه «عرض على طلابه مقاطع فيديو لدونالد ترمب وحملته الانتخابية ودعايته، بالإضافة إلى مقاطع فيديو أخرى لا صلة لها بما يُدرَّس».

ثم أفادت الكلية بأن أحد مقاطع الفيديو «أثار انزعاجاً شديداً لدى أحد الطلاب».

قال المعلم: «كان الأمر مرعباً، لا يُصدق. كنا نناقش الانتخابات الأميركية، وكان ترمب قد فاز للتو، وعرضتُ مقطعي فيديو من حملة ترمب. وفجأة، اتُّهمتُ بالتحيز. قال أحد الطلاب إنه شعر باضطراب نفسي، وادعى أنه عانى من كوابيس».

وعندما سُئل عما إذا كان متطرفاً يمينياً، أجاب المعلم، وهو مؤيد للحزب الجمهوري لكنه يُصر على أن آراءه معتدلة: «لستُ متطرفاً».


ماسبيرو يحظر ظهور العرافين والمنجمين

أحمد المسلماني (الهيئة الوطنية للإعلام)
أحمد المسلماني (الهيئة الوطنية للإعلام)
TT

ماسبيرو يحظر ظهور العرافين والمنجمين

أحمد المسلماني (الهيئة الوطنية للإعلام)
أحمد المسلماني (الهيئة الوطنية للإعلام)

أعلنت الهيئة الوطنية للإعلام عن حظر استضافة العرافين والمنجمين على شاشات القنوات التابعة لها، أو عبر أثير إذاعاتها المختلفة، أو بوابتها الإلكترونية، أو عبر مجلة الإذاعة والتلفزيون التابعة لها.

وأكد رئيس الهيئة الوطنية للإعلام، أحمد المسلماني، على استمرار سياسة الهيئة بشأن حظر استضافة العرافين والمنجمين في جميع إذاعات وقنوات الهيئة، وكذلك موقع الهيئة ومجلة الإذاعة والتلفزيون.

ودعا المسلماني إلى استطلاع مستقبل المنطقة والعالم عبر التفكير العلمي وقواعد المنطق، ومعطيات علم السياسة والعلوم الأخرى، والاستعانة في هذا الصدد بالعلماء والأكاديميين والمثقفين، وفق بيان للهيئة، الخميس.

ودعا رئيس «الهيئة الوطنية للإعلام» للابتعاد عن الترويج لخرافات المنجمين والمشعوذين، وعدّ أنهم «يستهدفون إهانة العقل، وتسفيه المعرفة، وتأسيس شهرة كاذبة على توقعات عشوائية لا سند لها».

وخلال موسم رأس السنة ومع قرب بداية كل عام يتم الترويج عبر فضائيات متنوعة لتوقعات المنجمين والعرافين الذين نالوا شهرة كبيرة خلال الأعوام الماضية. وقال الناقد الفني والإعلامي، أحمد سعد الدين لـ«الشرق الأوسط» إن «هذه البرامج تجد شهرة واسعة وكبيرة في الفضائيات الأخرى، بل إن فضائيات تعتمد على فقرات ثابتة مع بدايات العام، بحيث يعتمد عليها في الريتش والترند، بحجة إعطاء الأمل أو حتى الأخبار المشوقة».

وترى الدكتورة سارة فوزي، أستاذة الإعلام بجامعة القاهرة، أن «نشر التنجيم والدجل والتنبؤات أمر مرفوض؛ لأنه يؤثر على الرأي العام بشكل كبير»، مضيفة لـ«الشرق الأوسط»: «قرار ماسبيرو بمنع المنجمين والعرافين سليم تماماً، لحماية الوعي وحماية التفكير سواء النقدي أو العلمي»، وأشارت إلى الجانب الديني أيضاً، وأن «ممارسات العرافين والمنجمين محرّمة في الديانات السماوية».

وأكدت دار الإفتاء المصرية على تحريم التنجيم والعرافة، وذكرت في فتوى على موقعها الإلكتروني أن «المنجِّم يدعي علم الغيب، وليس له التحقُّق من ذلك، وإن وقع ما تَنَبَّأ به، فهو كاذب في ادِّعاء علمه، والتنجيمُ أمر مُحَرّم شرعاً، فهو نوع من الكهانة، ويؤول إلى ادِّعاء عِلم الغيبِ الذي استَأثَر الله به».

أما عن حظر التلفزيون المصري لظهور العرافين والمنجمين، فهذا ما يراه سعد الدين «حفاظاً على الذوق العام، والعادات والتقاليد، ومحددات المجتمع»، ومن ثم يرى أن «منع ظهور العرافين قرار صائب تماماً ، يحافظ على تقاليد ماسبيرو التي تربت عليها الأجيال».

فيما تؤكد الدكتورة سارة فوزي أستاذة الإعلام أن «حظر ظهور العرافين والمنجمين يحمي المجتمع من مخاطرهم ومن الانسياق وراء الدجل والخرافات، خصوصاً مع وجود نسبة أمية كبيرة، ومن ثم هناك شرائح يمكن أن تنساق وراء هذه الأمور».


«طلاق» عمرو أديب ولميس الحديدي يخطف الاهتمام بمصر

خلال آخر ظهور للثنائي في خطوبة نجلهما (فيسبوك)
خلال آخر ظهور للثنائي في خطوبة نجلهما (فيسبوك)
TT

«طلاق» عمرو أديب ولميس الحديدي يخطف الاهتمام بمصر

خلال آخر ظهور للثنائي في خطوبة نجلهما (فيسبوك)
خلال آخر ظهور للثنائي في خطوبة نجلهما (فيسبوك)

تصدر خبر طلاق الإعلامي عمرو أديب والإعلامية لميس الحديدي «التريند» في مصر بعد وقت قصير من إعلان الخبر، وتأكيده عبر وسائل إعلام محلية عقب أسابيع من الشائعات.

جاء الطلاق الرسمي، بعد زواج استمر أكثر من 25 عاماً في هدوء وبناءً على طلب الإعلامية لميس الحديدي، وفق مصادر مقرَّبة لها تحدثت لـ«الشرق الوسط». فيما لم يسجل الثنائي أي تعليقات بحساباتهما على مواقع التواصل الاجتماعي رغم انخراطهما في النقاشات العامة بشكل مستمر.

ويطل الثنائي على الشاشة من خلال برنامجي «توك شو»؛ إذ تظهر لميس الحديدي عبر قناة «النهار» من خلال برنامج «الصورة»، فيما يطل عمرو أديب من خلال برنامج «الحكاية» عبر قناة «إم بي سي مصر»، ويوجد البرنامجان ضمن قوائم الأعلى مشاهدة عادةً بين برامج «التوك شو» وفق استطلاعات الرأي.

وتصدر اسم عمرو أديب ولميس الحديدي بشكل منفصل منصة «إكس» في مصر فور إعلان الخبر مع تدوينات عدة مرتبطة بالطلاق جرى إعادة نشرها.

جاء إعلان الانفصال لوسائل الإعلام بعد أسابيع من الشائعات التي لاحقت علاقة الثنائي، وتردد أنها شهدت توترات وشائعات انتشرت في مواقع التواصل الاجتماعي وتجاهلها الثنائي بشكل كامل ولم يتم التعليق عليها.

نشأت قصة الحب بين الثنائي الإعلامي عمرو أديب ولميس الحديدي خلال عملهما في الصحافة في تسعينات القرن الماضي معاً، بعد انفصال عمرو أديب عن زوجته الأولى، وفق أحاديث أدلى بها الثنائي في لقاءات سابقة، فيما كانت نقطة الخلاف الوحيدة المعلنة بينهما مرتبطة بالتشجيع الكروي، حيث يُعرف عمرو أديب بتشجيع نادي الزمالك بينما تشجع لميس الحديدي النادي الأهلي.

وتحدثت لميس الحديدي عن رغبة عمرو أديب في الارتباط به عدة مرات قبل إعلان الزواج وقيامه بإبعاد كل من يحاول الارتباط بها قبل زواجهما رسمياً.

وعَدّ الخبير في الإعلام الرقمي و«السوشيال ميديا» معتز نادي، التزام الثنائي الصمت عبر مواقع التواصل لأسباب عدة «من بينها شهرتهما على نطاق واسع ليس في مصر فقط بل في العالم العربي، بالإضافة إلى سابقة تناول الثنائي العديد من الأخبار المماثلة عن الانفصال في برامجهما».

وأضاف لـ«الشرق الأوسط» أن «أخبار زيجات وانفصال المشاهير عادةً ما تكتسب زخماً (سوشيالياً) وتلقى رواجاً وتفاعلاً فور الإعلان عنها لكن استمرار الأمر يختلف من شخص لآخر»، لافتاً إلى أن أولى حلقات الثنائي الإعلامي في برنامجيهما ستكون محل متابعة مكثفة أيضاً وسيكون لها بروز على مواقع التواصل سواء تم التطرق إلى الأمر أم لا منهما.

كان آخر ظهور للثنائي عمرو أديب ولميس الحديدي في خطوبة نجلهما الوحيد عمر التي أُقيمت الشهر الماضي في أجواء عائلية واقتصر الحضور بها على والدَي العروسين.