سويسرا أول دولة تغلق سفارتها بالخرطوم... وعمليات الإجلاء تتواصل

مواطنون من الأردن وفلسطين والعراق وسوريا وألمانيا لدى وصولهم إلى عمّان بعد إجلائهم من السودان (إ.ب.أ)
مواطنون من الأردن وفلسطين والعراق وسوريا وألمانيا لدى وصولهم إلى عمّان بعد إجلائهم من السودان (إ.ب.أ)
TT

سويسرا أول دولة تغلق سفارتها بالخرطوم... وعمليات الإجلاء تتواصل

مواطنون من الأردن وفلسطين والعراق وسوريا وألمانيا لدى وصولهم إلى عمّان بعد إجلائهم من السودان (إ.ب.أ)
مواطنون من الأردن وفلسطين والعراق وسوريا وألمانيا لدى وصولهم إلى عمّان بعد إجلائهم من السودان (إ.ب.أ)

أعلنت وزارة الخارجية السويسرية على «تويتر»، أن سويسرا أغلقت سفارتها في العاصمة السودانية الخرطوم وأجْلت موظفيها وعائلاتهم بسبب الوضع الأمني الحالي هناك، فيما تتواصل عمليات الإجلاء للرعايا الأجانب من السودان. 
وأضافت الوزارة في التغريدة التي نشرتها على «تويتر» مساء أمس الأحد: «لقد تحقق ذلك بفضل التعاون مع شركائنا وخاصة فرنسا». ولم تذكر عدد الأشخاص الذين تم إجلاؤهم. وبذلك تكون سويسرا أول دولة تغلق بعثتها الدبلوماسية في الخرطوم.
وتسبب القتال الدائر في السودان منذ نحو أسبوعين بين الجيش وقوات الدعم السريع شبه العسكرية في أزمة إنسانية، وأدى إلى مقتل 420 شخصاً وحرمان ملايين السودانيين من الخدمات الأساسية.

وتقطعت السبل أيضاً بآلاف الأجانب ومنهم دبلوماسيون وموظفو إغاثة بسبب القتال، وتعمل الدول على إجلاء مواطنيها.
إلى ذلك، وصلت إلى برلين في ساعة مبكرة من صباح اليوم أول طائرة للقوات الجوية الألمانية على متنها 101 شخص تم إجلاؤهم من السودان، وفقاً لما ذكره مصدر عسكري. ونقلت الطائرة وهي من طراز «إير باص إيه 321» هؤلاء الأشخاص من قاعدة الأزرق الأردنية التي يستخدمها الجيش الألماني مركزاً لعملية الإجلاء إلى برلين. وأفاد المصدر بأن الجيش الألماني نقل ما مجموعة 313 شخصاً من السودان حتى الآن.

وقالت الحكومة الفرنسية إنها تواصل إجلاء الأفراد من السودان وإن عملية إجلاء أخرى تجري صباح اليوم الاثنين. وأضافت أن عملياتها أسفرت حتى الآن عن إجلاء 388 شخصا، بحسب ما أوردته «رويترز».
وذكرت الخارجية الدنمركية أن العملية التي قادتها فرنسا شملت إجلاء 15 مواطنا من السودان الليلة الماضية.

من جانبها، أعلنت وزارة الخارجية الهولندية أن طائرة عسكرية هولندية تقل أفرادا جرى إجلاؤهم أقلعت من السودان إلى الأردن في ساعة مبكرة من صباح اليوم الاثنين. وأوضحت الوزارة أن أشخاصا من جنسيات مختلفة بينهم هولنديون
كانوا على متن الطائرة لكنها لم تتطرق لمزيد من التفاصيل.
وتابعت الوزارة أنها ستواصل العمل على إجلاء الهولنديين وغيرهم من مواطني الاتحاد الأوروبي.

وأعلنت الخارجية الصينية أن بكين أرسلت «قوة مهمات» للسودان وأجلت مجموعة من الأفراد بأمان إلى إحدى دول الجوار.
وأكد كبير أمناء مجلس الوزراء الياباني أنه سيتم نقل فريق إجلاء من جيبوتي إلى السودان فور استكمال الاستعدادات.
https://twitter.com/aawsat_News/status/1650449379789094913
أخيرا، أعلن متحدث باسم وزارة الخارجية البولندية أنه جرى إجلاء 11 مواطنا بولنديا من السودان بينهم سفير وارسو لدى الخرطوم.



تبديل على رأس «الناتو»... لكن لا تغيير متوقعاً في عمل الحلف

جنود مشاركون بمناورات لـ«الناتو» في لاتفيا (أرشيفية - إ.ب.أ)
جنود مشاركون بمناورات لـ«الناتو» في لاتفيا (أرشيفية - إ.ب.أ)
TT

تبديل على رأس «الناتو»... لكن لا تغيير متوقعاً في عمل الحلف

جنود مشاركون بمناورات لـ«الناتو» في لاتفيا (أرشيفية - إ.ب.أ)
جنود مشاركون بمناورات لـ«الناتو» في لاتفيا (أرشيفية - إ.ب.أ)

يتولى رئيس الوزراء الهولندي السابق، مارك روته، الثلاثاء، قيادة «حلف شمال الأطلسي (ناتو)»، لكن التناوب على رأس أكبر حلف عسكري في العالم لا يعني أنه سيكون بالإمكان إحداث تغيير جذري في عمله.

وقال إيان ليسر، من معهد «جيرمان مارشال فاند» للدراسات في بروكسل: «في (حلف الأطلسي) يتقرر كل شيء؛ كل شيء على الإطلاق، من أتفه الأمور إلى أكثرها استراتيجية، بالإجماع... وبالطبع؛ فإن مدى الاحتمالات المتاحة للأمناء العامين لإحداث تغيير في العمق في عمل (حلف الأطلسي)، يبقى محدوداً جداً».

ويعمل الأمين العام «في الكواليس» من أجل بلورة القرارات التي يتعين لاحقاً أن توافق عليها الدول الأعضاء الـ32.

وأوضح جامي شيا، المتحدث السابق باسم «الحلف» والباحث لدى معهد «تشاتام هاوس» البريطاني للدراسات، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، أن الأمين العام «لديه سلطة تحديد الأجندة، وهو الذي يترأس (مجلس شمال الأطلسي)؛ الهيئة السياسية للقرار في (الحلف)». لكنه لا يمسك وحده بقرار الدخول في حرب، وليس بالتأكيد من يضغط على الزر النووي، فهاتان من صلاحيات الدول الأعضاء؛ على رأسها الولايات المتحدة.

وهذا لا يعني أن قائد «الحلف» لا يملك نفوذاً.

وأشار إيان ليسر في هذا الصدد إلى أن الأمين العام الأسبق، جورج روبرتسون، كان له دور مهم في تفعيل «المادة5» بعد اعتداءات «11 سبتمبر (أيلول) 2001» على الولايات المتحدة.

ستولتنبرغ مع روته بالمقر الرئيسي لـ«الناتو» في بروكسل يوم 17 أبريل 2024 (رويترز)

وتنص «المادة5» من ميثاق «الناتو» على أن أي هجوم على دولة عضو «سيعدّ هجوماً على كل الأعضاء»، تحت عنوان: «الدفاع الجماعي». وجرى تفعيلها مرة واحدة في كل تاريخ «الحلف» لمصلحة الولايات المتحدة ولو رمزياً.

كما أن شخصية الأمين العام الجديد سيكون لها دور، وهذا ما يثير ترقباً حيال مارك روته بعد 10 سنوات من قيادة رئيس الوزراء النرويجي السابق ينس ستولتنبرغ.

فهل يعمل على ترك بصماته منذ وصوله، أم ينتظر ولاية ثانية محتملة؟

وقال شيا إن الأمناء العامين «يميلون عند وصولهم إلى أن يكونوا مرشحي الاستمرارية، لكن إذا بقوا بعض الوقت، فهم بالطبع يزدادون ثقة».

قيادة المساعدات

ودفع ستولتنبرغ «الحلف» باتجاه تقديم دعم متصاعد لأوكرانيا، لا سيما بعد غزو روسيا أراضيها في فبراير (شباط) 2022. وطرح تقديم مساعدة سنوية لا تقل عن 40 مليار دولار لأوكرانيا، وحصل على التزام من الدول الحليفة في هذا الصدد. كما حصل على صلاحية أن يتولى «الحلف» القيادة الكاملة لعمليات تسليم المساعدات العسكرية الغربية.

زعماء «الناتو» خلال انعقاد قمتهم في واشنطن يوم 9 يوليو 2024 (د.ب.أ)

يبقى أنه في زمن الحرب، تكون لوحدة الصف والاستمرارية الأفضلية على كل الحسابات الأخرى؛ مما لا يشجع على أي تغيير.

وقال دبلوماسي في «حلف الأطلسي»، طالباً عدم الكشف عن اسمه: «في ظل وضع جيوسياسي بمثل هذه الصعوبة، من المهم للغاية الحفاظ على الاستمرارية وعلى التوجه ذاته في السياسة الخارجية والأمنية».

يبقى أن الجميع في أروقة مقر «الحلف» في بروكسل ينتظرون من روته أسلوباً جديداً في الإدارة يكون «جامعاً أكثر بقليل»، بعد عقد من قيادة «نرويجية» مارسها سلفه «عمودياً»، وفق ما لفت دبلوماسي آخر في «الحلف».

ومارك روته من معتادي أروقة «حلف الأطلسي» و«الاتحاد الأوروبي» بعدما قضى 14 عاماً على رأس الحكومة الهولندية.

وهذا ما يجعل الجميع يراهن عليه بصورة خاصة لتعزيز التنسيق بين «حلف الأطلسي» والتكتل الأوروبي، في وقت يؤدي فيه «الاتحاد» دوراً متصاعداً في المسائل الأمنية.

وهذا الملف معلق بسبب الخلافات بين تركيا؛ العضو في «الحلف» من غير أن تكون عضواً في «الاتحاد الأوروبي»، واليونان حول مسألة قبرص.

وفي حال عاد دونالد ترمب إلى البيت الأبيض بعد الانتخابات الأميركية في نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، فإن الدول الحليفة تعول على مهارات روته مفاوضاً من أجل الحفاظ على وحدة «الحلف».

ورفض ستولتنبرغ إسداء أي نصيحة إلى روته في العلن، مكتفياً بالقول إنه سيكون «ممتازاً». لكنه لخص بجملة ما يتوقعه الجميع من الأمين العام لـ«الحلف» بالقول: «ستكون مهمته الكبرى بالطبع إبقاء جميع الحلفاء الـ32 معاً».