خلال السنوات الأخيرة، انتشر استخدام الساعات الذكية وأجهزة تتبع النوم، التي تدون طول ونوعية النوم بشكل يومي بين الكثير من الناس.
وتمكن هذه الأجهزة المستخدمين من الوصول إلى مجموعة من الإحصاءات حول نومهم في الليلة السابقة، بما في ذلك مقدار الوقت الذي أمضوه للدخول في عمق النوم وعدد مرات استيقاظهم.
إلا أن هذه الأجهزة قد يكون لها الكثير من التأثيرات السلبية، وفقاً لما أكده عدد من العلماء لشبكة «إيه بي سي نيوز».
ويقول ماثيو ريد، عالم الأعصاب في كلية الطب بجامعة جونز هوبكنز، إن التركيز المفرط في جودة وعدد ساعات النوم التي يحصل عليها الشخص يومياً يمكن أن يكون له تأثير نفسي سلبي، خاصة على الأشخاص الذين يعانون من مشاكل النوم.
وفي إحدى الدراسات التي قادها باحثون في جامعة أكسفورد، تم تقسيم المشاركين الذين يعانون من الأرق إلى مجموعتين، كل مجموعة أعطيت إحصاءات «زائفة» على نومها.
فقد أخبرت المجموعة الأولى أنها حصلت على نوم جيد للغاية، على عكس الحقيقة، في الوقت الذي أخبرت فيه المجموعة الأخرى زيفاً أيضاً أن جودة نومها كانت سيئة.
وطلب من المشاركين جميعاً تقييم مزاجهم ودرجة نعاسهم. وقد وجد الباحثون أن أولئك الذين أخبروا أن جودة نومهم كانت سيئة شعروا بأنهم أكثر نعاساً، وأكثر قلقاً وكان مزاجهم أسوأ بكثير من أولئك الذين أخبروا بأنهم حصلوا على نوم جيد للغاية.
وتعليقاً على نتائج هذه الدراسة، قال ريد: «في كثير من الحالات، يكون الأرق اضطراباً في إدراك النوم، وليس اضطراباً في النوم بحد ذاته. بمعنى أدق، فإن استخدام هذه الأجهزة لتتبع النوم بشكل يومي يزيد من قلق الأشخاص ومن الاضطرابات المزاجية التي يعانون منها وربما يجعل نومهم أسوأ».
وأيد الدكتور ديفيد كننغتون، طبيب النوم في جامعة صن شاين كوست، كلام ريد، قائلاً إن الاهتمام الشديد بجودة النوم قد يأتي بنتيجة عكسية ويتسبب في إصابة الشخص بالأرق.
وأضاف أن أحياناً لا تكون هذه الأجهزة دقيقة بالشكل الكافي، خاصة أن الكثير منها لا يتتبع السلوكيات أو الأنشطة التي قام بها الشخص صباحاً، التي يمكن أن تكون قد تسببت في انخفاض جودة النوم.
وقال كننغتون إن هناك أندية تهدد اللاعبين بعدم المشاركة في المباريات إذا لم يحصلوا على قسط كافٍ من النوم قبلها.
ولفت إلى أن هذا النهج يأتي بنتائج عكسية. وأوضح قائلاً: «إذا كنت قلقاً بالفعل بشأن النوم، فإن هذا القلق سيسيطر على رأسك ويصيبك بالأرق».
ومن ناحيتها، شرحت الدكتورة أوليفيا والش، الحاصلة على درجة الدكتوراه في الرياضيات التطبيقية على النوم وإيقاعات الساعة البيولوجية من جامعة ميتشيغان الخوارزميات المضمنة في أجهزة تتبع النوم، مؤكدة عدم دقتها في إصدار النتائج.
وأوضحت قائلة: «إن أي حركة يقوم بها الشخص أثناء النوم تحسبها هذه الخوارزميات على أنها مرحلة من مراحل الاستيقاظ، في حين أن الأمر نفسه قد يحدث إذا استلقى شخص ما بثبات في السرير يشاهد برنامجاً تلفزيونياً أو يقرأ حيث تحسبه الخوارزميات نائماً».
وقالت والش إن دقة حساب اليقظة في أغلب أجهزة تتبع النوم تتراوح من 20 إلى 60 في المائة، اعتماداً على الجهاز.
قد تصيبك بالقلق والأرق... علماء يحذرون من أجهزة تتبع النوم
قد تصيبك بالقلق والأرق... علماء يحذرون من أجهزة تتبع النوم
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة