«ستاندارد آند بورز» ترفع تقديراتها لآفاق الدين البريطاني

ثقة المستهلك ترتفع لأعلى معدلاتها منذ أزمة أوكرانيا

مارة يسيرون تحت الأمطار على جسر «وستمنستر» في العاصمة البريطانية لندن (د.ب.أ)
مارة يسيرون تحت الأمطار على جسر «وستمنستر» في العاصمة البريطانية لندن (د.ب.أ)
TT

«ستاندارد آند بورز» ترفع تقديراتها لآفاق الدين البريطاني

مارة يسيرون تحت الأمطار على جسر «وستمنستر» في العاصمة البريطانية لندن (د.ب.أ)
مارة يسيرون تحت الأمطار على جسر «وستمنستر» في العاصمة البريطانية لندن (د.ب.أ)

رفعت وكالة التصنيف الائتماني «ستاندارد آند بورز» (إس آند بي) تقديراتها لآفاق الدين البريطاني على الأمد الطويل من «سلبية» إلى «مستقرة»، مؤكدة أنها لا تفكر في خفضها في الأشهر المقبلة، وأبقت على درجتها لتصنيف الدين السيادي (إيه إيه/إيه-1).
وقالت الوكالة في بيان، إن هذه النظرة المستقرة «تعكس الأداء الاقتصادي الأخير الأمتن للمملكة المتحدة واحتواء أكبر للعجز في الميزانية خلال العامين المقبلين».
وأكدت خصوصاً أن «الإجراءات السياسية للحكومة على جبهة العرض وتحسن العلاقات مع الاتحاد الأوروبي يمكن أن يدعما آفاق النمو على الأمد المتوسط رغم القيود الهيكلية الحالية»، لكن الوكالة حذرت من «المخاطر الناشئة عن الوضع المالي للمملكة المتحدة الذي لا يزال يواجه ضغوطاً مع ارتفاع الدين العام الصافي في إطار أسعار فائدة أعلى وضغوط الإنفاق المحتملة في ضوء الانتخابات المقبلة (المقررة في يناير/ كانون الثاني 2025 على أبعد تقدير)».
وتحذر «إس آند بي» من أنها قد تخفض درجة المملكة المتحدة إذا كان أداء ميزانيتها أضعف من المتوقع، «ما يقلل من هامش المناورة للحكومة للرد على الصدمات الاقتصادية المستقبلية».
وقالت إنه على العكس من ذلك، يمكن رفع التصنيف إذا تبين أن أداء المالية العامة أفضل من المتوقع، ما «يجعل الدين العام الصافي على مسار تراجعي ثابت».
وارتفع مؤشر ثقة المستهلك في بريطانيا خلال أبريل (نيسان) الحالي إلى أعلى معدلاته منذ نشوب حرب أوكرانيا.
وذكرت وكالة «بلومبرغ» للأنباء، أن مؤشر ثقة المستهلك الذي تصدره مؤسسة «جي إف كيه» للأبحاث التسويقية، ارتفع في أبريل الحالي ست نقاط ليصل إلى سالب ثلاثين، ليسجل بذلك ثالث زيادة شهرية له على التوالي، وأعلى ارتفاع له منذ 14 شهراً.
وتعكس هذه البيانات أن المستهلك البريطاني أصبح أكثر حماساً بشأن الآفاق الاقتصادية وأكثر استعداداً للإنفاق على مشتريات أكبر. وفاقت هذه القراءة توقعات الخبراء الذين استطلعت وكالة «بلومبرغ» آراءهم وبلغت سالب 35 نقطة.
ونقلت «بلومبرغ» عن جو ستاتن، المسؤول في مؤسسة «جي إف كيه» قوله في بيان يوم الجمعة: «هناك انتعاش مفاجئ في التفاؤل»، مضيفاً أن «هذه القفزة في مؤشر الثقة بشأن الأوضاع المالية الشخصية تمثل تغييراً درامياً، وربما تشير إلى أن ماليات الأسر أقوى مما نعتقد».
وربما تبث هذه النتائج بعض التفاؤل لدى تجار التجزئة في بريطانيا بعد النتائج المخيبة التي تم تسجيلها في مارس (آذار)؛ إذ تراجعت مبيعات التجزئة بشكل فاق التوقعات في ظل هطول الأمطار بشكل متكرر.
في الأثناء، تراجعت مبيعات التجزئة في بريطانيا خلال شهر مارس الماضي؛ إذ حالت ظروف الطقس السيئ دون خروج المتسوقين للمتاجر.
وذكر مكتب الإحصاء البريطاني، أن حجم مبيعات التجزئة تراجع بنسبة 0.9 في المائة في مارس الماضي؛ إذ سجلت محال الملابس والمتاجر الكبرى ومراكز التسوق في الحدائق تراجعاً في المبيعات. كما تراجعت أيضاً مبيعات المواد الغذائية في ظل استمرار ارتفاع أسعار الغذاء. وفاق تراجع مبيعات التجزئة التوقعات؛ إذ كان خبراء الاقتصاد يتوقعون أن تصل نسبة التراجع إلى 0.5 في المائة. وتأتي هذه النسبة بعد أن سجلت مبيعات التجزئة زيادة نسبتها 1.1 في المائة في فبراير (شباط).
ونقلت وكالة الأنباء البريطانية (بي إيه ميديا) عن دارين مورغان، مدير الإحصاءات الاقتصادية في مكتب الإحصاء البريطاني، قوله: «تراجعت مبيعات التجزئة بصورة حادة في مارس، بعد أن ألقى سوء الأحوال الجوية بظلاله على كافة القطاعات تقريباً»، غير أنه أضاف أن «الاتجاه الأكبر للمبيعات لم يتأثر كثيراً؛ إذ إن الأداء القوي لتجار التجزئة خلال شهري يناير وفبراير يعني أن نتائج الأشهر الثلاثة تعكس نمواً إيجابياً للمرة الأولى منذ أغسطس (آب) 2021».


مقالات ذات صلة

مليون طفل بريطاني جائع... ودعوات لتحرك عاجل

الاقتصاد مليون طفل بريطاني جائع... ودعوات لتحرك عاجل

مليون طفل بريطاني جائع... ودعوات لتحرك عاجل

قالت أكبر شبكة لبنوك الطعام في بريطانيا إن عدد الطرود الغذائية التي وزعتها زاد 37 بالمائة إلى مستوى قياسي بلغ ثلاثة ملايين طرد في عام حتى مارس (آذار) الماضي، إذ يعاني عدد متزايد من الناس بسبب أزمة ارتفاع تكاليف المعيشة. وقالت «ذا تراسل تراست» التي تدعم 1300 مركز لبنوك الطعام في أنحاء المملكة المتحدة، يوم الأربعاء، إن أكثر من مليون طرد غذائي جرى تقديمها لأطفال، بزيادة نسبتها 36 بالمائة خلال عام واحد. وأضافت أنه على مدار عام لجأ 760 ألف شخص لأول مرة إلى بنوك الطعام التابعة لها، بزيادة 38 بالمائة على أساس سنوي.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد كبير الاقتصاديين في «بنك إنجلترا»: على البريطانيين القبول بصعوباتهم المالية

كبير الاقتصاديين في «بنك إنجلترا»: على البريطانيين القبول بصعوباتهم المالية

أكد كبير الاقتصاديين في «بنك إنجلترا»، اليوم (الثلاثاء)، أنه يتعين على البريطانيين القبول بتراجع قدرتهم الشرائية في مواجهة أزمة تكاليف المعيشة التاريخية من أجل عدم تغذية التضخم. وقال هيو بيل، في «بودكاست»، إنه مع أن التضخم نجم عن الصدمات خارج المملكة المتحدة من وباء «كوفيد19» والحرب في أوكرانيا، فإن «ما يعززه أيضاً جهود يبذلها البريطانيون للحفاظ على مستوى معيشتهم، فيما تزيد الشركات أسعارها ويطالب الموظفون بزيادات في الرواتب». ووفق بيل؛ فإنه «بطريقة ما في المملكة المتحدة، يجب أن يقبل الناس بأن وضعهم ساء، والكف عن محاولة الحفاظ على قدرتهم الشرائية الحقيقية».

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد ثقة المستهلك البريطاني لأعلى معدلاتها منذ حرب أوكرانيا

ثقة المستهلك البريطاني لأعلى معدلاتها منذ حرب أوكرانيا

ارتفع مؤشر ثقة المستهلك في بريطانيا خلال أبريل (نيسان) الجاري إلى أعلى معدلاته منذ نشوب حرب أوكرانيا. وذكرت وكالة «بلومبرغ» للأنباء أن مؤشر ثقة المستهلك الذي تصدره مؤسسة «جي إف كيه» للأبحاث التسويقية ارتفع في أبريل الجاري ست نقاط، ليصل إلى سالب ثلاثين، ليسجل بذلك ثالث زيادة شهرية له على التوالي، وأعلى ارتفاع له منذ 14 شهرا. وتعكس هذه البيانات أن المستهلك البريطاني أصبح أكثر حماسا بشأن الآفاق الاقتصادية وأكثر استعدادا للإنفاق على مشتريات أكبر.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد بريطانيا متفائلة بـ«نمو صفري»

بريطانيا متفائلة بـ«نمو صفري»

رغم أن الاقتصاد البريطاني لم يسجل أي نمو خلال شهر فبراير (شباط) الماضي، قال وزير المالية البريطاني جيريمي هانت يوم الخميس، إن التوقعات الاقتصادية «أكثر إشراقاً مما كان متوقعاً»، مضيفاً أنه من المفترض أن تتجنب البلاد الركود. وأظهرت بيانات رسمية، أن الاقتصاد البريطاني فشل في تحقيق النمو كما كان متوقعاً في فبراير؛ إذ أثرت إضرابات العاملين في القطاع العام على الإنتاج، لكن النمو في يناير (كانون الثاني) كان أقوى مما يُعتقد في البداية؛ مما يعني تراجع احتمالية حدوث ركود في الربع الأول قليلاً. وقال مكتب الإحصاءات الوطنية يوم الخميس، إن الناتج الاقتصادي لم يشهد تغيراً يذكر على أساس شهري في فبراير.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد «الصناعات البريطانية» تنكمش في مارس

«الصناعات البريطانية» تنكمش في مارس

أظهرت النتائج النهائية لمسح أجرته مؤسسة «ستاندرد آند بورز غلوبال»، أمس (الاثنين)، انكماش قطاع الصناعات في المملكة المتحدة بوتيرة أسرع في مارس (آذار) الماضي. وانخفض مؤشر مديري المشتريات للصناعات، الصادر عن معهد تشارترد للمشتريات والتوريد، إلى 9.‏47 نقطة في مارس الماضي، مقارنة بأعلى مستوى له في 7 أشهر في فبراير (شباط) الماضي عند 3.‏49 نقطة. وتقل القراءة عما كان متوقعاً عن 48 نقطة. وتظل القراءة أقل من 50 نقطة المحايدة، للشهر الثامن على التوالي. وانكمش الإنتاج للمرة الثامنة في الأشهر التسعة الماضية في مارس الماضي.

«الشرق الأوسط» (لندن)

استقرار تدفقات نفط «لوك أويل» إلى المجر وسلوفاكيا بعد عقوبات

خط أنابيب النفط «دروزبا» بين المجر وروسيا في مصفاة «إم أو إل» (رويترز)
خط أنابيب النفط «دروزبا» بين المجر وروسيا في مصفاة «إم أو إل» (رويترز)
TT

استقرار تدفقات نفط «لوك أويل» إلى المجر وسلوفاكيا بعد عقوبات

خط أنابيب النفط «دروزبا» بين المجر وروسيا في مصفاة «إم أو إل» (رويترز)
خط أنابيب النفط «دروزبا» بين المجر وروسيا في مصفاة «إم أو إل» (رويترز)

استقرت تدفقات النفط من «لوك أويل»، ثاني أكبر منتج للنفط في روسيا، إلى المجر وسلوفاكيا عبر أنبوب «دروزبا» بعد انقطاع ناتج عن عقوبات، حسبما أفاد تقرير لصحيفة «كوميرسانت» الاثنين.

وقد استأنفت «لوك أويل» إمداداتها إلى المصافي التي تديرها شركة الطاقة المجرية «إم أو إل» في سبتمبر (أيلول) بعد توقف الشحنات إثر إضافة كييف شركة «لوك أويل» إلى قائمة العقوبات في يونيو (حزيران)، وفق «رويترز».

وأفادت الصحيفة، نقلاً عن مصادر مطلعة لم تكشف عن هويتها، بأن الإمدادات عبر شركة التجارة المجرية «مولتريد - مينيراليمبكس زد آر تي» بلغت نحو 300 ألف طن متري (أي ما يعادل 71 ألف برميل يومياً) في أكتوبر (تشرين الأول)، وهو مستوى الإمدادات في سبتمبر. وقد تم تصدير نصف الكميات إلى مصفاة «إم أو إل» في المجر، بينما تم إرسال النصف الآخر إلى مصنع «إم أو إل» في سلوفاكيا.

وعلى عكس كثير من دول الاتحاد الأوروبي الأخرى، تسعى المجر إلى الحفاظ على علاقات سياسية وتجارية وثيقة مع روسيا، وستستمر في الاعتماد على الطاقة الروسية.

ومع سلوفاكيا وجمهورية التشيك، حصلت المجر على استثناء من الحظر الذي فرضه الاتحاد الأوروبي على النفط الروسي بسبب افتقارها إلى البدائل، رغم أن الاتحاد الأوروبي قد حثها على تنويع مصادرها.

وفي المجمل، صدرت الشركات النفطية الروسية نحو 853 ألف طن من النفط عبر «دروزبا» إلى المصافي في سلوفاكيا والمجر في أكتوبر، وفقاً للصحيفة.