وزير الخارجية التركي يعتبر أن هجوم الفصائل في سوريا ليس «تدخلاً أجنبياً»

عناصر من الفصائل المسلحة المعارضة للنظام السوري في منطقة تل رفعت شمال سوريا (أ.ف.ب)
عناصر من الفصائل المسلحة المعارضة للنظام السوري في منطقة تل رفعت شمال سوريا (أ.ف.ب)
TT

وزير الخارجية التركي يعتبر أن هجوم الفصائل في سوريا ليس «تدخلاً أجنبياً»

عناصر من الفصائل المسلحة المعارضة للنظام السوري في منطقة تل رفعت شمال سوريا (أ.ف.ب)
عناصر من الفصائل المسلحة المعارضة للنظام السوري في منطقة تل رفعت شمال سوريا (أ.ف.ب)

رأى وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، الذي تدعم بلاده فصائل مسلحة في شمال سوريا، أن الهجوم الواسع الذي تشنه الفصائل السورية المسلحة منذ أيام ضد مناطق سيطرة الحكومة، ليس «تدخلاً أجنبياً».

وقال فيدان في مؤتمر صحافي مشترك عقب اجتماع مع نظيره الإيراني: «من الخطأ في هذه المرحلة محاولة تفسير هذه الأحداث في سوريا على أنها تدخل أجنبي».

وتابع فيدان أن «أحدث التطورات في سوريا تُظهر ضرورة التوصل إلى تسوية بين الحكومة والمعارضة»، مضيفاً أن «أنقرة مستعدة للمساهمة في أي حوار إذا تطلب الأمر»، مضيفاً أن «تركيا تواصل دعم وحدة الأراضي السورية».


مقالات ذات صلة

«قسد» وأخواتها... سيناريوهات العلاقة مع دمشق

تحليل إخباري الرئيس السوري أحمد الشرع خلال إلقائه كلمة عقب «إعلان انتصار الثورة السورية» (الرئاسة السورية) play-circle

«قسد» وأخواتها... سيناريوهات العلاقة مع دمشق

لا تزال «قوات سوريا الديمقراطية» (قسد) تمثل التحدي الأبرز أمام جهود الإدارة السورية الجديدة بقيادة أحمد الشرع لتجاوز إرث الصراع وإعادة بناء الدولة.

سلطان الكنج
المشرق العربي جدارية للرئيس السوري المخلوع بشار الأسد وبها آثار لثقوب رصاص 16 ديسمبر 2024 (رويترز) play-circle

حافظ الأسد يؤكد رواية والده بشار عن «الساعات الأخيرة في سوريا»

فيما يعد الظهور الأول له منذ الإطاحة بوالده، نشر حافظ نجل الرئيس السوري السابق بشار الأسد مقطع فيديو يؤكد فيه تبعية حسابين له على منصتي «إكس» و«تلغرام».

أحمد سمير يوسف (القاهرة)
أوروبا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون (أ.ف.ب)

ماكرون: فرنسا مستعدة لبذل المزيد لمحاربة الجماعات الإرهابية في سوريا

قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، اليوم الخميس، إن فرنسا مستعدة لبذل مزيد من الجهود لمحاربة الجماعات الإرهابية في سوريا.

«الشرق الأوسط» (باريس)
المشرق العربي وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني (يمين) يتحدث إلى رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير خلال جلسة في «منتدى دافوس»... (أ.ف.ب)

انقسام بشأن سوريا يسبق زيارة الشيباني بغداد

أثار وزير الخارجية السوري سجالاً في العراق بشأن كيفية التعاطي مع الإدارة الجديدة في دمشق، عقب الإعلان عن زيارته بغداد بهدف ضبط أمن الحدود.

حمزة مصطفى (بغداد)
المشرق العربي مصافحة بين وزير خارجية السعودية الأمير فيصل بن فرحان ونظيره الفرنسي جان نويل بارو قبيل بدء أعمال المؤتمر الدولي حول سوريا في باريس بعد ظهر الخميس (أ.ب)

جولة أفق سياسية بين وزيري خارجية السعودية وفرنسا

جولة أفق سياسية بين وزيري خارجية السعودية وفرنسا؛ الأمير فيصل بن فرحان وجان نويل بارو بباريس، تجدِّد رفضها التهجير القسري للفلسطينيين في غزة وفق خطة ترمب.

ميشال أبونجم (باريس)

مسعى في «الكنيست» لاستبدال «يهودا والسامرة» باسم الضفة

قوات الاحتلال الإسرائيلي في مخيم «نور شمس» للاجئين بالقرب من طولكرم بالضفة الغربية (إ.ب.أ)
قوات الاحتلال الإسرائيلي في مخيم «نور شمس» للاجئين بالقرب من طولكرم بالضفة الغربية (إ.ب.أ)
TT

مسعى في «الكنيست» لاستبدال «يهودا والسامرة» باسم الضفة

قوات الاحتلال الإسرائيلي في مخيم «نور شمس» للاجئين بالقرب من طولكرم بالضفة الغربية (إ.ب.أ)
قوات الاحتلال الإسرائيلي في مخيم «نور شمس» للاجئين بالقرب من طولكرم بالضفة الغربية (إ.ب.أ)

في إطار استغلال دعم الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، لفرض سيادة كيان الاحتلال الإسرائيلي على بعض المناطق في الضفة الغربية، سارع حزب «الصهيونية الدينية» برئاسة وزير المالية بتسلئيل سموتريتش، إلى طرح عدد من القوانين التي تنظم أو تمهد لهذا الضم.

وكان أول هذه القوانين، مشروع تم إقراره في ساعة متأخرة من ليلة الأربعاء - الخميس، في قراءة تمهيدية، يتم بموجبه حظر استعمال كلمة «الضفة الغربية» واستبدال الاسم العبري «يهودا والسامرة» بها. وطرح المشروع عضو الكنيست، سمحا روتمان، ويقضي باستبدال الأسماء في جميع التشريعات والقرارات الرسمية لكيان الاحتلال. وصوّت لصالح مشروع القانون 33 نائباً وعارضه 10 أعضاء وامتنع نائب واحد عن التصويت.

ووفق نص المشروع، فإن التعديل يهدف إلى «تنظيم استخدام المصطلحات الجغرافية في القوانين الإسرائيلية، بما ينسجم مع التوجهات السائدة بشأن العلاقة مع المنطقة»، حيث يعتبر مقدموه أن المصطلح الجديد «يعكس الحقوق التاريخية للشعب اليهودي».

وفي مداخلته أمام الكنيست، اعتبر روتمان أن استخدام مصطلح «الضفة الغربية» في التشريعات الإسرائيلية «إهانة للكنيست وللشعب الإسرائيلي والدولة والتاريخ». كما وصف مصطلح «الضفة الغربية» بأنه «تعبير استعماري يهدف إلى طمس الصلة الواضحة بين إسرائيل وأرضها»، مدعياً أن «الحقيقة التاريخية والتوراتية بأن كل أرض إسرائيل تعود للشعب اليهودي وتنعكس في هذا القانون».

وضمن هذا المسعى، قدم أعضاء الكنيست عن الحزب مشروع قانون لفرض «السيادة الإسرائيلية الكاملة» على الضفة.

ويهدف هذا التحرك إلى تصعيد الضغوط على رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، كي يفهم أنه «إذا لم تتبنَّ الحكومة الدفع بمخطط الضم بنفسها، فسيتم طرحه للتصويت في الكنيست، حيث يحظى بدعم الأغلبية الائتلافية».

110 غارات

عمال من الأمم المتحدة يتفقدون شارعاً دمرته جرافات الاحتلال الإسرائيلي بمخيم «الفارعة» بالقرب من طوباس بالضفة الغربية (أ.ف.ب)

ميدانياً، ادعى الجيش الإسرائيلي بأنه قصف سيارة شحن فلسطينية مفخخة نحو قوة إسرائيلية في جنين، فيما اعترف كيان الاحتلال بأن سلاح الجو نفذ 110 غارات على أهداف في الضفة الغربية خلال عام 2024، علماً بأن هذه الأهداف تقع في مناطق مأهولة بالسكان المدنيين.

وجاء هذا الاعتراف ضمن تقرير للمخابرات العامة (الشاباك)، خصص لإجراء مسح للعمليات العسكرية الإسرائيلية والفلسطينية في الضفة الغربية خلال العامين الأخيرين، يبين «زيادة دراماتيكية» في حجم ما تسميه الاستخبارات بـ«الهجمات الإرهابية» في الضفة والمناطق داخل الخط الأخضر. ووفقاً لبيانات جهاز «الشاباك»، فقد تم في عام 2024 تنفيذ 6828 هجوماً فلسطينياً (بما في ذلك رشق الحجارة وإلقاء قنابل المولوتوف)، وهذا يشكل نحو ضعفي عدد الهجمات التي تم تنفيذها في عام 2023 البالغة 3436 هجوماً.

وأشار التقرير إلى أنه تم تسجيل انخفاض بنسبة 44 في المائة في عدد الهجمات الكبيرة التي تشمل «الدهس، والطعن، وإطلاق النار، والعبوات الناسفة» في الضفة وفي القدس الشرقية المحتلين، حيث تم تسجيل 231 هجوماً كبيراً في عام 2024 مقارنة بـ414 هجوماً كبيراً في عام 2023.وادعى «الشاباك» أنه «في إطار مكافحة الإرهاب، تم اعتقال 3682 عنصراً من المسلحين الفلسطينيين، مقارنة بـ5100 معتقل في عام 2023»، بالإضافة إلى ذلك، وفقاً للمتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، تم تنفيذ 110 غارات جوية في عام 2024، التي تعتبر سمة جديدة في أساليب عمل جيش الاحتلال، وتم القضاء على 165 شخصاً منهم.

وأعلن الجيش الإسرائيلي أنه أرسل طائرة مسيرة، صباح الخميس، لتفجير المركبة المشبوهة في الحي الشرقي بجنين. وزعم أن المركبة مفخخة وكانت معدة لتنفيذ عملية. وفي طولكرم، تواصل قوات الاحتلال هجماتها على المدينة وعلى مخيمها لليوم الـ18 على التوالي ويومه الخامس على مخيم نور شمس. وهي تحاصر وتداهم المنازل، وتفرض على الأهالي النزوح القسري، كما تشن حملة اعتقالات واسعة.

وقتل شاب فلسطيني، الخميس، برصاص القوات الإسرائيلية جنوب نابلس بالضفة الغربية، وتم احتجاز جثمانه. ونقلت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية (وفا) عن مصادر أمنية قولها إن «شاباً (28 عاماً) وهو من سكان بلدة بيتا جنوب نابلس استشهد بعد إصابته برصاص قوات الاحتلال، قرب معسكر الاحتلال في حوارة».

وقف العدوان

العمليات الإسرائيلية تسببت في تهجير 40 ألف فلسطيني حتى الآن بشمال الضفة الغربية (رويترز)

في غضون ذلك، جددت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية، الخميس، مطالبتها للمجتمع الدولي بـ«تحرك عاجل وفاعل، وإلزام الاحتلال الإسرائيلي بوقف عدوانه على الضفة الغربية بما فيها القدس المحتلة، وسط ارتكاب المزيد من الجرائم والتدمير الممنهج لمقومات الحياة، وتحقيق استدامة وقف إطلاق النار في قطاع غزة».

وقالت الوزارة، في بيان أوردته وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا)، إن «الاحتلال ينفذ جريمة التهجير القسري لأكثر من 30 ألف مواطن فلسطيني من منازلهم، وتجريف البنى التحتية وهدم المنازل وتغيير معالم المخيمات الفلسطينية، وكذلك الاقتحامات العسكرية التي تتعرض لها البلدات والمخيمات والمدن الفلسطينية في طول الضفة الغربية وعرضها، بما يصاحبها من تكسير وتخريب وعبث بالمنازل وترويع المدنيين الآمنين، بمن فيهم الأطفال والنساء، واعتقالات جماعية عشوائية، وسلب الحريات المدنية الأساسية للمواطنين، وفي مقدمتها حريتهم في التنقل في أرض وطنهم، في أبشع أشكال أنظمة الفصل العنصري الاستعمارية».

وطالبت «الخارجية» بـ«مواقف دولية جادة لوقف العدوان المتواصل على شعبنا، وعدم الاكتفاء بالإدانات أو التعبير عن القلق أو التخوفات»، مشيرة إلى أن «الصمت الدولي على هذه الجرائم يشجع الاحتلال على التمادي في ارتكاب المزيد منها، ويوفر له الوقت اللازم لاستكمال جرائم التطهير العرقي والتهجير والضم».