قوات الأمن الإيرانية استخدمت جنازات قتلى الاحتجاجات لتوسيع نطاق القمع

قوات الأمن الإيرانية استخدمت جنازات قتلى الاحتجاجات لتوسيع نطاق القمع
TT

قوات الأمن الإيرانية استخدمت جنازات قتلى الاحتجاجات لتوسيع نطاق القمع

قوات الأمن الإيرانية استخدمت جنازات قتلى الاحتجاجات لتوسيع نطاق القمع

كشف تحقيق صحافي، عن أن السلطات الإيرانية، استخدمت جنازات القتلى الذين سقطوا في الاحتجاجات التي أعقبت مقتل مهسا أميني، الشابة الكردية الإيرانية البالغة من العمر 22 عاماً، لمهاجمة المشاركين فيها، واستخدام القوة المفرطة ضدهم.
وحللت صحيفة «واشنطن بوست» 18 حالة، وثّقت لعنف السلطات في الجنائز، حيث لم تتردد قوات الأمن الإيرانية في استعمال القوة المميتة في ثلاث حالات منها.
ويستند التحقيق إلى مقابلات مع شهود عيان ومراقبي حقوق الإنسان، وعشرات مقاطع الفيديو والصور، أثبتت استخدام القوة بشكل غير مبرر من القوات الإيرانية.
وأظهرت الأدلة البصرية، وحدات إنفاذ القانون و«الحرس الثوري»، وهم يستخدمون الذخيرة الحية والأسلحة الأقل فتكاً ضد المشيعين، خصوصاً في مناطق ذات الأغلبية الكردية، شمال غربي البلاد.
وتحولت كل جنازة، إلى ملهم لجولات جديدة من المظاهرات، ردت عليها السلطات بقمع أكبر. وفرضت أحياناً كثيرة على العائلات، دفن أحبائهم على انفراد والتزام الصمت؛ لإدراكها تأثير مظاهر الحزن على إلهام المحتجين.
وكان من بين أولى الصور، جنازة جواد حيدري، الذي قُتل في 22 سبتمبر (أيلول)، في مدينة قزوين الشمالية، خلال مظاهرة مناهضة للحكومة. وأظهرت مقاطع فيديو أخته وهي تقص شعرها فوق نعشه، بعدما فرضت على العائلة دفنه بصمت.
ووفقاً لوكالة «أنباء نشطاء حقوق الإنسان في إيران»، فإن قوات الأمن الإيرانية قتلت ما لا يقل عن 530 متظاهراً منذ سبتمبر الماضي، وقالت السلطات إن من بين القتلى عشرات الأفراد من قوات الأمن. وقامت باعتقال آلاف المتظاهرين واتهمتهم بالمشاركة في «أعمال شغب تقف وراءها إسرائيل ودول غربية عدة»، بحسب السلطات.
وتسبب مقتل مهسا أميني في سبتمبر الماضي، بعد ثلاثة أيام من اعتقالها من قِبل شرطة الأخلاق بدعوى «سوء الحجاب» بموجة احتجاج كبيرة، استمرت أشهراً عدة، غير أن السلطات الإيرانية، تمكنت من إخمادها بعد اعتمادها سياسات قمع متشددة ضد المحتجين.
وقالت الحكومة، إن المتظاهرين اعتدوا على أعضاء في «الباسيج»، الذراع التعبوية لـ«الحرس الثوري»، وألقي القبض على 15 شخصاً، وحُكم على خمسة منهم بالإعدام، في أحكام وصفتها منظمة العفو الدولية بأنها كانت محاكمات صورية. وأعدمت السلطات محمد مهدي كرمي (22 عاماً)، وسيد محمد حسيني (39 عاماً)، في 7 يناير (كانون الثاني) الماضي، بينما يقوم القضاء بمراجعة أحكام الإعدام الصادرة بحق الرجال الثلاثة الآخرين.
وقال شاهين ميلاني، المدير التنفيذي لمركز توثيق حقوق الإنسان الإيراني، ومقره ولاية كونيتيكت، الذي عمل على التحقق من هجمات قوات الأمن على الجنازات «إنهم يريدون تخويف السكان، ويريدون نقل رسالة مفادها، لن ندعكم ترتاحون، حتى لو كنتم موتى». وبحسب الصحيفة، فإن من بين حالات القمع، هناك حالة حديث نجفي التي قُتلت على يد شرطة في سبتمبر الماضي أيضاً، وحظيت وفاتها باهتمام واسع النطاق؛ لأن عمرها كان قريباً من عمر أميني.
وبعد أربعين يوماً من وفاة نجفي توجه آلاف الأشخاص إلى مقبرة حيث دفنت، وأغلقت القوات الحكومية مخرج الطريق السريعة المؤدية إلى المقبرة. وبعد أيام أطلقت القوات الأمنية الرصاص أثناء إقامة نصب تذكاري لها؛ ما أدى إلى مقتل مهدي حضرتي البالغ من العمر 17 عاماً. وقال ستيفن بيك، محلل الطب الشرعي الذي راجع الفيديو للصحيفة، إن الشاب قُتل بسلاح ناري صغير، وإن مطلق النار صوّب من مسافة قريبة على رأسه.
وفي 15 نوفمبر (تشرين الثاني)، قُتل فؤاد محمدي في احتجاج في كامياران، في محافظة كردستان في غرب البلاد. وخلال تجمع الناس خارج منزل عائلته، لتقديم التعازي والتعبير عن غضبهم من مقتله، قُتل شاب يبلغ من العمر 32 عاماً، يدعى برهان كرمي، بعد إطلاق النار عليه من قوات الأمن. وبحسب شريط الفيديو الذي صور الحادث، يسمع صوت أربع طلقات نارية، ليسقط بعد الطلقة الثالثة كرامي. وقبل إصابته، بدا أنه يشير في اتجاه مصدر إطلاق النار.


مقالات ذات صلة

اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

المشرق العربي اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

في اليوم الثاني لزيارة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إلى سوريا، التقى وفداً من الفصائل الفلسطينية الموجودة في دمشق، بحضور وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان. وأكد رئيسي، خلال اللقاء الذي عقد في القصر الرئاسي السوري أمس (الخميس)، أن بلاده «تعتبر دائماً القضية الفلسطينية أولوية في سياستها الخارجية». وأكد أن «المقاومة هي السبيل الوحيد لتقدم العالم الإسلامي ومواجهة الاحتلال الإسرائيلي»، وأن «المبادرة، اليوم، في أيدي المجاهدين والمقاتلين الفلسطينيين في ساحة المواجهة».

«الشرق الأوسط» (دمشق)
شؤون إقليمية باريس تدين احتجاز إيران ناقلة نفط في مياه الخليج

باريس تدين احتجاز إيران ناقلة نفط في مياه الخليج

نددت فرنسا باحتجاز البحرية التابعة لـ«الحرس الثوري» الإيراني ناقلة النفط «نيوفي» التي ترفع علم بنما في مضيق هرمز الاستراتيجي، وذلك صبيحة الثالث من مايو (أيار)، وفق المعلومات التي أذاعها الأسطول الخامس التابع للبحرية الأميركية وأكدها الادعاء الإيراني. وأعربت آن كلير لوجندر، الناطقة باسم الخارجية الفرنسية، في مؤتمرها الصحافي، أمس، أن فرنسا «تعرب عن قلقها العميق لقيام إيران باحتجاز ناقلة نفطية» في مياه الخليج، داعية طهران إلى «الإفراج عن الناقلات المحتجزة لديها في أسرع وقت».

ميشال أبونجم (باريس)
شؤون إقليمية منظمات تندد بـ«إصرار» فرنسا «على رغبتها بترحيل» إيرانيين

منظمات تندد بـ«إصرار» فرنسا «على رغبتها بترحيل» إيرانيين

قالت منظمات غير حكومية إن فرنسا احتجزت العديد من الإيرانيين في مراكز اعتقال في الأسابيع الأخيرة، معتبرة ذلك إشارة إلى أنّ الحكومة «تصر على رغبتها في ترحيلهم إلى إيران» رغم نفي وزير الداخلية جيرالد دارمانان. وكتبت منظمات العفو الدولية، و«لا سيماد»، و«إيرانيان جاستس كوليكتيف» في بيان الأربعاء: «تواصل الحكومة إبلاغ قرارات الترحيل إلى إيران مهددة حياة هؤلاء الأشخاص وكذلك حياة عائلاتهم». واعتبرت المنظمات أن «فرنسا تصرّ على رغبتها في الترحيل إلى إيران»، حيث تشن السلطات قمعاً دامياً يستهدف حركة الاحتجاج التي اندلعت إثر وفاة الشابة الإيرانية الكردية مهسا أميني في سبتمبر (أيلول)، أثناء احتجازها لدى شرط

«الشرق الأوسط» (باريس)
شؤون إقليمية قاآني: انتقمنا جزئياً لسليماني بطرد القوات الأميركية من المنطقة

قاآني: انتقمنا جزئياً لسليماني بطرد القوات الأميركية من المنطقة

قال مسؤول العمليات الخارجية في «الحرس الثوري»، إسماعيل قاآني، إن قواته انتقمت جزئيا من القوات الأميركية بطردها من المنطقة، مضيفا في الوقت نفسه «القدس ليست الهدف النهائي وإنما هدف وسط»، مشددا على ضرورة أن تجد إيران موقعها في انتقال القوة من الغرب إلى الشرق. ونقلت وكالة «فارس» التابعة لـ«الحرس الثوري» عن قاآني قوله خلال اجتماع الجمعية العامة لطلاب الحوزات العلمية في قم إن «أميركا وإسرائيل وحتى الناتو و... تقوم بالتعبئة لتخريب إيران». وقال قاآني «مثلما قال المرشد فإن إيران من المؤكد لن تبقى بعد 25 عاماً، وهم (الإسرائيليون) يستعجلون ذلك».

«الشرق الأوسط» (طهران)
شؤون إقليمية فرنسا تدين احتجاز إيران ناقلة نفط في مياه الخليج

فرنسا تدين احتجاز إيران ناقلة نفط في مياه الخليج

ندّدت فرنسا باحتجاز البحرية التابعة للحرس الثوري الإيراني ناقلة النفط «نيوفي» التي ترفع عَلَم بنما، في مضيق هرمز الاستراتيجي، وذلك صبيحة الثالث من مايو (أيار)، وفق المعلومات التي أذاعها الأسطول الخامس، التابع لـ«البحرية» الأميركية، وأكدها الادعاء الإيراني. وأعربت آن كلير لوجندر، الناطقة باسم «الخارجية» الفرنسية، في مؤتمرها الصحافي، أمس، أن فرنسا «تعرب عن قلقها العميق لقيام إيران باحتجاز ناقلة نفطية» في مياه الخليج، داعية طهران إلى «الإفراج عن الناقلات المحتجَزة لديها في أسرع وقت».

ميشال أبونجم (باريس)

إسرائيل توافق على خطة لزيادة عدد سكانها في هضبة الجولان المحتلة إلى المثلين

آليات إسرائيلية عند هضبة الجولان قرب بلدة مجدل شمس (أ.ب)
آليات إسرائيلية عند هضبة الجولان قرب بلدة مجدل شمس (أ.ب)
TT

إسرائيل توافق على خطة لزيادة عدد سكانها في هضبة الجولان المحتلة إلى المثلين

آليات إسرائيلية عند هضبة الجولان قرب بلدة مجدل شمس (أ.ب)
آليات إسرائيلية عند هضبة الجولان قرب بلدة مجدل شمس (أ.ب)

وافقت إسرائيل ، اليوم (الأحد)، على زيادة عدد سكانها في هضبة الجولان المحتلة إلى المثلين، قائلة إن التهديدات التي تواجهها من سوريا لا تزال قائمة رغم النبرة المعتدلة لقادة قوات المعارضة الذين أطاحوا بالرئيس بشار الأسد قبل أسبوع، وفق ما نقلت وكالة «رويترز» للأنباء.

وذكر رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، في البيان، أن «تقوية الجولان هي تقوية لدولة إسرائيل، وهي مهمة على نحو خاص في هذا التوقيت. سنواصل التمسك بها وسنجعلها تزدهر ونستقر فيها».

وانتزعت إسرائيل السيطرة على معظم هضبة الجولان من سوريا خلال حرب عام 1967، قبل أن تضمها إليها عام 1981.

وفي 2019، أعلن الرئيس الأميركي آنذاك دونالد ترمب دعم الولايات المتحدة للسيادة الإسرائيلية على الجولان، لكن عملية الضم لم تحظَ باعتراف معظم الدول. وتطالب سوريا إسرائيل بالانسحاب منها، لكن الأخيرة ترفض ذلك متعللة مخاوف أمنية. وباءت جهود سلام كثيرة بالفشل.

وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، في بيان اليوم (الأحد)، لمسؤولين يدققون في ميزانية إسرائيل الدفاعية: «المخاطر المباشرة التي تواجه البلاد لم تختفِ والتطورات الحديثة في سوريا تزيد من قوة التهديد، على الرغم من الصورة المعتدلة التي يدعيها زعماء المعارضة».

وقال مكتب نتنياهو إن الحكومة وافقت بالإجماع على خطة تزيد قيمتها على 40 مليون شيقل (11 مليون دولار) لتشجيع النمو السكاني في هضبة الجولان.

وأضاف أن نتنياهو قدم الخطة للحكومة «في ضوء الحرب والجبهة الجديدة مع سوريا ورغبة في زيادة عدد سكان الجولان إلى المثلين».

وقال المحلل في مركز الأبحاث الإسرائيلي (ألما) أبراهام ليفين، المتخصص في التحديات الأمنية التي تواجهها إسرائيل على حدودها الشمالية، إن نحو 31 ألفاً من الإسرائيليين استقروا في هضبة الجولان، وإن كثيراً منهم يعملون في قطاعي الزراعة، الذي يشمل مزارع الكروم، والسياحة.

وأضاف أن هضبة الجولان موطن أيضاً لما يصل إلى 24 ألفاً من الدروز السوريين.

بعيداً عن أي مغامرات غير محسوبة

وكان قائد «هيئة تحرير الشام» أحمد الشرع، قال إن إسرائيل تستخدم ذرائع كاذبة لتبرير هجماتها على سوريا، لكنه ليس مهتماً بالانخراط في صراعات جديدة، في الوقت الذي تركز فيه البلاد على إعادة الإعمار.

ويقود الشرع، المعروف باسم «أبو محمد الجولاني»، «هيئة تحرير الشام» التي قادت فصائل مسلحة أطاحت بالأسد من السلطة، يوم الأحد الماضي، منهية حكم العائلة الذي استمر 5 عقود من الزمن.

ومنذ ذلك الحين، توغلت إسرائيل داخل منطقة منزوعة السلاح في سوريا أقيمت بعد حرب عام 1973، بما في ذلك الجانب السوري من جبل الشيخ الاستراتيجي المطل على دمشق، حيث سيطرت قواتها على موقع عسكري سوري مهجور.

كما نفذت إسرائيل مئات الضربات على مخزونات الأسلحة الاستراتيجية في سوريا، غير أنها تقول إنها لا تنوي البقاء هناك، وتصف التوغل في الأراضي السورية بأنه إجراء محدود ومؤقت لضمان أمن الحدود.

وقالت إنها تدمر الأسلحة الاستراتيجية والبنية التحتية العسكرية لمنع استخدامها من قبل جماعات المعارضة المسلحة التي أطاحت بالأسد من السلطة، وبعضها نشأ من رحم جماعات متشددة مرتبطة بتنظيمي «القاعدة» و«داعش».

ونددت دول عربية عدة، بينها السعودية ومصر والإمارات والأردن، بما وصفته باستيلاء إسرائيل على المنطقة العازلة في هضبة الجولان.

وقال الشرع، في مقابلة نشرت على موقع تلفزيون سوريا، وهي قناة مؤيدة للمعارضة، إن الوضع السوري المنهك بعد سنوات من الحرب والصراعات لا يسمح بالدخول في أي صراعات جديدة. وأضاف أن الأولوية في هذه المرحلة هي إعادة البناء والاستقرار، وليس الانجرار إلى صراعات قد تؤدي إلى مزيد من الدمار.

وذكر أن الحلول الدبلوماسية هي السبيل الوحيد لضمان الأمن والاستقرار «بعيداً عن أي مغامرات عسكرية غير محسوبة».