واشنطن: ليس من الآمن حالياً إجلاء طاقم السفارة في الخرطوم

رئيس أركان الجيش الأميركي يبحث مع البرهان سلامة الأميركيين

دخان القصف في أجواء الخرطوم (رويترز)
دخان القصف في أجواء الخرطوم (رويترز)
TT
20

واشنطن: ليس من الآمن حالياً إجلاء طاقم السفارة في الخرطوم

دخان القصف في أجواء الخرطوم (رويترز)
دخان القصف في أجواء الخرطوم (رويترز)

اعتبرت وزارة الخارجية الأميركية، الجمعة، أن المعارك الدائرة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع تجعل من أي محاولة لإجلاء طاقم السفارة في الخرطوم عملية محفوفة بالخطر.
وكانت وزارة الدفاع الأميركية قد أعلنت، الخميس، أنها بصدد إرسال عسكريين إلى منطقة شرق إفريقيا تحسّباً لاحتمال إجلاء طاقم سفارة الولايات المتحدة في الخرطوم.
لكن المتحدّث باسم الخارجية الأميركية فيدانت باتيل قال إنه «بسبب الوضع الأمني غير المستقر في الخرطوم وإغلاق المطار، ليس من الآمن في الوقت الراهن أن تجري الحكومة الأميركية إجلاء منسّقاً».
وسعت الخارجية الأميركية إلى جمع الموظفين الأميركيين في مكان واحد في العاصمة السودانية لتوفير حماية أفضل لهم من المعارك ولاستكمال الاستعدادات لعملية إجلاء محتملة.
https://twitter.com/aawsat_News/status/1649414140090281986
وقالت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، الجمعة، إن الجنرال مارك ميلي رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة بحث في اتصال هاتفي مع رئيس مجلس السيادة السوداني، الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، سلامة الأميركيين.
وذكر بيان صادر عن مكتب الجنرال ميلي «ناقش الزعيمان سلامة الأميركيين وتطورات الوضع في السودان».
والخميس، قال البنتاغون إنه بصدد حشد قوات في المنطقة من أجل عملية إجلاء يعتقد أنها ستدار من قاعدة أميركية في جيبوتي التي تقع على مسافة 1126 كيلومتراً جنوب شرق الخرطوم.
وجاء في بيان وزارة الدفاع الأميركية «نحن بصدد نشر قدرات إضافية في المنطقة لحالات طوارئ على صلة بضمان أمن الموظفين الأميركيين في السفارة وتسهيل مغادرتهم المحتملة للسودان».
وبدأ القتال بين الجيش السوداني بقيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي) في 15 أبريل (نيسان) وخلّف 413 قتيلاً و3551 جريحاً، بحسب منظمة الصحة العالمية.
وانحسرت المعارك في الخرطوم الجمعة في إطار تهدئة يبدو أنها سرت بمناسبة حلول عيد الفطر، الأمر الذي زاد احتمال إجراء العملية الأميركية في نهاية الأسبوع.
https://twitter.com/aawsat_News/status/1649139622574735360
وقال باتيل «أبلغنا الطرفين بكل وضوح بأنه من غير المقبول على الإطلاق أن يتعرّض دبلوماسيونا لأي هجمات أو تهديدات أو مخاطر».
والأربعاء تخلّت ألمانيا عن محاولة لإجلاء مواطنيها من السودان، وفق أسبوعية «دير شبيغل» الألمانية.
وبحسب الصحيفة كانت ثلاث طائرات شحن عسكرية قادرة على نقل 150 مواطنا ألمانيا متّجهة إلى السودان لكن أوامر صدرت بأنه تعود أدراجها.
والجمعة أعلنت كوريا الجنوبية أنها بصدد إرسال طائرة وجنود إلى القاعدة الأميركية في جيبوتي تحسّبا لإجلاء رعاياها.
كذلك أعلنت اليابان أنها تتهيّأ لإجلاء رعاياها من السودان حيث يوجد نحو 60 يابانيا بينهم طاقم السفارة، وفق ما أفاد المتحدث باسم الحكومة هيروزاكو ماتسونو.
وتستضيف جيبوتي قاعدة للقوات اليابانية.


مقالات ذات صلة

«أمانة» السعودية تجلي 1765 شخصاً لـ32 دولة من السودان

شمال افريقيا «أمانة» السعودية تجلي 1765 شخصاً لـ32 دولة من السودان

«أمانة» السعودية تجلي 1765 شخصاً لـ32 دولة من السودان

نقلت سفينة «أمانة» السعودية، اليوم (الخميس)، نحو 1765 شخصاً ينتمون لـ32 دولة، إلى جدة، ضمن عمليات الإجلاء التي تقوم بها المملكة لمواطنيها ورعايا الدول الشقيقة والصديقة من السودان، إنفاذاً لتوجيهات القيادة. ووصل على متن السفينة، مساء اليوم، مواطن سعودي و1765 شخصاً من رعايا «مصر، والعراق، وتونس، وسوريا، والأردن، واليمن، وإريتريا، والصومال، وأفغانستان، وباكستان، وأفغانستان، وجزر القمر، ونيجيريا، وبنغلاديش، وسيريلانكا، والفلبين، وأذربيجان، وماليزيا، وكينيا، وتنزانيا، والولايات المتحدة، وتشيك، والبرازيل، والمملكة المتحدة، وفرنسا، وهولندا، والسويد، وكندا، والكاميرون، وسويسرا، والدنمارك، وألمانيا». و

«الشرق الأوسط» (جدة)
شمال افريقيا مصريون يسهمون في إغاثة النازحين عند المعابر الحدودية

مصريون يسهمون في إغاثة النازحين عند المعابر الحدودية

بعد 3 أيام عصيبة قضتها المسنة السودانية زينب عمر، بمعبر «أشكيت» من دون مياه نظيفة أو وجبات مُشبعة، فوجئت لدى وصولها إلى معبر «قسطل» المصري بوجود متطوعين مصريين يقدمون مياهاً وعصائر ووجبات جافة مكونة من «علب فول وتونة وحلاوة وجبن بجانب أكياس الشيبسي»، قبل الدخول إلى المكاتب المصرية وإنهاء إجراءات الدخول المكونة من عدة مراحل؛ من بينها «التفتيش، والجمارك، والجوازات، والحجر الصحي، والكشف الطبي»، والتي تستغرق عادة نحو 3 ساعات. ويسعى المتطوعون المصريون لتخفيف مُعاناة النازحين من السودان، وخصوصاً أبناء الخرطوم الفارين من الحرب والسيدات والأطفال والمسنات، بالتعاون مع جمعيات ومؤسسات أهلية مصرية، على غر

شمال افريقيا الأمم المتحدة تطلب 445 مليون دولار لمساعدة الفارين من السودان

الأمم المتحدة تطلب 445 مليون دولار لمساعدة الفارين من السودان

أعلنت الأمم المتحدة، الخميس، أنها تحتاج إلى 445 مليون دولار لمساعدة 860 ألف شخص توقعت أن يفروا بحلول أكتوبر (تشرين الأول) المقبل من القتال الدامي في السودان بين الجيش وقوات الدعم السريع. وأطلقت مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين هذا النداء لجمع الأموال من الدول المانحة، مضيفة أن مصر وجنوب السودان سيسجّلان أكبر عدد من الوافدين. وستتطلب الاستجابة للأزمة السودانية 445 مليون دولار حتى أكتوبر؛ لمواجهة ارتفاع عدد الفارين من السودان، بحسب المفوضية. وحتى قبل هذه الأزمة، كانت معظم العمليات الإنسانية في البلدان المجاورة للسودان، التي تستضيف حالياً الأشخاص الفارين من البلاد، تعاني نقصاً في التمو

«الشرق الأوسط» (جنيف)
شمال افريقيا الصراع في الخرطوم يوجّه ضربة جديدة للاقتصاد

الصراع في الخرطوم يوجّه ضربة جديدة للاقتصاد

وجّه الصراع المحتدم الذي يعصف بالسودان ضربة قاصمة للمركز الرئيسي لاقتصاد البلاد في العاصمة الخرطوم. كما عطّل طرق التجارة الداخلية، مما يهدد الواردات ويتسبب في أزمة سيولة. وفي أنحاء مساحات مترامية من العاصمة، تعرضت مصانع كبرى ومصارف ومتاجر وأسواق للنهب أو التخريب أو لحقت بها أضرار بالغة وتعطلت إمدادات الكهرباء والمياه، وتحدث سكان عن ارتفاع حاد في الأسعار ونقص في السلع الأساسية. حتى قبل اندلاع القتال بين طرفي الصراع في 15 أبريل، عانى الاقتصاد السوداني من ركود عميق بسبب أزمة تعود للسنوات الأخيرة من حكم الرئيس السابق عمر البشير واضطرابات تلت الإطاحة به في عام 2019.

«الشرق الأوسط» (الخرطوم)
شمال افريقيا فيصل بن فرحان وغوتيريش يبحثان وقف التصعيد في السودان

فيصل بن فرحان وغوتيريش يبحثان وقف التصعيد في السودان

بحث الأمير فيصل بن فرحان بن عبد الله وزير الخارجية السعودي والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، اليوم (الخميس)، الجهود المبذولة لوقف التصعيد العسكري بين الأطراف في السودان، وتوفير الحماية اللازمة للمدنيين السودانيين والمقيمين على أرضه. وأكد الأمير فيصل بن فرحان، خلال اتصال هاتفي أجراه بغوتيريش، على استمرار السعودية في مساعيها الحميدة بالعمل على إجلاء رعايا الدول التي تقدمت بطلب مساعدة بشأن ذلك. واستعرض الجانبان أوجه التعاون بين السعودية والأمم المتحدة، كما ناقشا آخر المستجدات والتطورات الدولية، والجهود الحثيثة لتعزيز الأمن والسلم الدوليين.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

مصر لإنهاء قوائم انتظار «العلاج على نفقة الدولة»

طواقم طبية داخل مستشفيات مصرية (وزارة الصحة المصرية)
طواقم طبية داخل مستشفيات مصرية (وزارة الصحة المصرية)
TT
20

مصر لإنهاء قوائم انتظار «العلاج على نفقة الدولة»

طواقم طبية داخل مستشفيات مصرية (وزارة الصحة المصرية)
طواقم طبية داخل مستشفيات مصرية (وزارة الصحة المصرية)

تخطو مصر بشكل متسارع نحو إنهاء قوائم انتظار «العلاج على نفقة الدولة» التي تتحمل فيها الدولة تكلفة العمليات والإجراءات الطبية الواجب اتخاذها مع المرضى في المستشفيات سواء كانت حكومية أو خاصة.

وأصدرت وزارة الصحة المصرية «أكثر من 800 ألف قرار خلال الربع الأول من العام الحالي بتكلفة وصلت إلى 6 مليارات جنيه» (الدولار يساوي 50.05 جنيه في البنوك المصرية)، بحسب تصريحات المتحدث الرسمي لوزارة الصحة، الدكتور حسام عبد الغفار، الذي أكد «تضمين القرارات لمختلف أنواع العلاج».

وخلال عامي 2023 و2024 صدر 10 آلاف و646 قرار علاج بجراحات لزراعة الأنسجة والأعضاء بتكلفة تجاوزت 360 مليون جنيه من بينها عمليات جراحية لمرضى زراعة النخاع، وزراعة الكبد، بالإضافة إلى جراحات زراعة القوقعة على الأذن وزراعة القرنية، وفق بيان رسمي للوزارة، مساء الجمعة.

وأطلق الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، في يوليو (تموز) 2018، مبادرة لـ«القضاء على قوائم انتظار المرضى»، وهي المبادرة التي جاء إطلاقها بالتزامن مع خطة لتطوير آليات العمل بالمنظومة الصحية، وبلغت تكلفتها حتى الآن 7.392 مليار جنيه، بحسب الموقع الرسمي للرئاسة المصرية.

وبدأت المبادرة باستهداف القضاء على قوائم الجراحات العاجلة في 9 تخصصات، لتتوسع لاحقاً وتشمل كل التخصصات، مع قيام المرضى بتسجيل التدخلات الجراحية التي يحتاجون إليها من خلال الموقع الرسمي للمبادرة أو عبر الهاتف، أو البريد الإلكتروني.

رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي في جولة تفقدية داخل مجمع طبي (مجلس الوزراء المصري)
رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي في جولة تفقدية داخل مجمع طبي (مجلس الوزراء المصري)

ومنذ عام 2018، بدأت الحكومة المصرية في تطبيق منظومة «التأمين الصحي الشامل» بهدف تطوير وتحديث المنظومة الصحية وتحسين الجودة لدى مقدمي الخدمات، وهو المشروع الذي جرى فيه تسجيل 3.8 مليون مواطن حتى نهاية العام الماضي. في وقت تعهد وزير الصحة المصري، الدكتور خالد عبد الغفار، بتغطية المنظومة لمختلف المحافظات المصرية بحلول عام 2030، بحسب البيان الذي ألقاه أمام مجلس النواب (البرلمان)، في أكتوبر (تشرين أول) الماضي.

مدير «وحدة المبادرات الرئاسية» بوزارة الصحة المصرية، الدكتورة منى خليفة، أكدت «نجاح الوزارة خلال السنوات الماضية في تقليص مدة الانتظار بالجراحات الدقيقة ومرتفعة التكلفة من سنوات وشهور طويلة في بعض الأحيان إلى أسابيع فقط، وهو أمر جاء بدعم من توافر الإرادة السياسية لمعالجة هذا الملف وحل مشكلة تكدس أعداد المرضى».

وأضافت لـ«الشرق الأوسط» أن «الجراحات العاجلة لم يعد انتظارها يطول أكثر من أيام فقط، وفي أضيق الحدود، مع وجود قاعدة بيانات تسهل إجراء الجراحات اللازمة، وسرعة اتخاذ القرارات لدخول المريض غرفة العمليات»، لكنها لفتت في الوقت نفسه إلى أن «فكرة القضاء الكامل على قوائم الانتظار أمر لا يمكن حدوثه بالمعني الحرفي بسبب استمرار الحالات المرضية». وأكدت أن الهدف الرئيسي الذي يتم العمل على تحقيقه بشكل واقعي «جعل المريض قادراً على الخضوع للجراحة التي يحتاج إليها في أضيق وقت ممكن»، مشيرة إلى أن بعض العمليات الجراحية «لم يعد المريض يحتاج إلى أكثر من يوم انتظار لإجرائها».

مصر توسّعت في إصدار قرارات «العلاج على نفقة الدولة» (وزارة الصحة المصرية)
مصر توسّعت في إصدار قرارات «العلاج على نفقة الدولة» (وزارة الصحة المصرية)

فيما عدَّ رئيس أقسام الباطنة والمناعة بطب عين شمس سابقاً، الدكتور أشرف عقبة، أن «القضاء على قوائم الانتظار من أهم الإنجازات في القطاع الصحي، خصوصاً في ظل الأعداد الكبيرة من المرضى التي تتحمل فيها الدولة تكلفة علاجهم، بغض النظر عن طبيعة الجراحات المطلوبة»، مشيراً إلى أن «التغطية الطبية لا تقتصر على العمليات الجراحية؛ لكن تشمل أيضاً إجراء الفحوصات والتحاليل اللازمة، وما تتطلبه أي جراحة من متابعة».

وأوضح لـ«الشرق الأوسط» أن «إجراء بعض الجراحات ضمن قوائم الانتظار في الماضي كان يستغرق سنواتٍ لبعضها، الأمر الذي كان يتسبب في ضرر للمرضى ومضاعفات، وهو أمر لم يعد موجوداً (اليوم)»، مشيراً إلى أن «تسارع وتيرة إصدار قرارات العلاج على نفقة الدولة، ودعم مبادرات قوائم الانتظار ساهما في حل هذا الأمر».