حوالات السوريين من الخارج تنعش أسواق العيد في دمشق

حركة ناشطة في أسواق دمشق (الشرق الأوسط)
حركة ناشطة في أسواق دمشق (الشرق الأوسط)
TT

حوالات السوريين من الخارج تنعش أسواق العيد في دمشق

حركة ناشطة في أسواق دمشق (الشرق الأوسط)
حركة ناشطة في أسواق دمشق (الشرق الأوسط)

تشهد الأسواق السورية في الأيام الأخيرة من شهر رمضان ازدحاماً تضاعف مع اقتراب عيد الفطر، كما جرت العادة.
لكن المعلومات حول حركة الإنفاق في السوق متعددة، إذ تؤكد مصادر وجود حركة بيع جيدة قياساً إلى العام الماضي، وتشرح أن «الحوالات تزيد من الخارج قبل العيد عادة، وهذا يحرك السوق». وتضيف أن «الإقبال يزداد على البضائع متدنية الجودة أو تلك القديمة التي تطرح على شكل عروض، فيما الطلب قليل جداً على البضائع المصنّعة حديثاً أو ذات الجودة العالية نظراً لارتفاع سعرها». وهذا ما أكدته السورية «شهد» بقولها: «لم نعد نشتري للأولاد ما كنا نسميه كسوة العيد لباساً كاملاً مع حذاء، إنما بتنا نكتفي بشراء قطعة واحدة لكل ولد»، موضحة أنها تستغل الحوالة التي تصل إليها من شقيقها في العيد لشراء ما يحتاج إليه الأولاد لا ما يفرحهم ويناسب العيد، فـ«مبلغ الحوالة، وقيمته مائة دولار، يغطي بالكاد ثمن حذاء وبنطلون ولحمة وحلويات العيد».
صاحب محل ألبسة في الحميدية كشف عن واحدة من أبزر المفارقات في السوق بأن الأرقام المالية لمبيعاته لهذا الموسم تضاعفت عن العام الماضي، لكن عدد القطع المبيعة انخفض إلى أكثر من 50 في المائة. والقطعة التي كان يبيعها العام الماضي بـ60 ألف ليرة أصبح سعرها هذا العام أكثر من مائة ألف ليرة. وأوضح أنه كان من المتوقع أن يتحسن سعر صرف الليرة مع ازدياد تدفق الحوالات في الأسبوع الأخير من رمضان، الذي تزامن مع انفراج في العلاقات مع الدول العربية بعد عشر سنوات من القطيعة، لكن ما جرى كان عكس ذلك، إذ ارتفع سعر صرف الدولار بعد أن شهد استقراراً نسبياً مؤخراً.
وكشف موظف في إحدى شركات الصرافة والتحويلات المالية أن معدل الحوالات اليومية من الخارج ارتفع بنسبة 30 في المائة مع اقتراب العيد.
وسجل سعر صرف الليرة مقابل الدولار في السوق الموازية ارتفاعاً يوم الخميس ليصل سعر الدولار الأميركي إلى 7575 ليرة للشراء و7625 ليرة للبيع مقابل 7500 ليرة للشراء و7550 ليرة للبيع يوم الأربعاء. علماً بأن السعر كان قبل خمسة أيام 7400 ليرة مقابل الدولار الواحد. في حين بقي سعر الصرف الرسمي للحوالات 7300 ليرة.
وتعتبر الحوالات الخارجية رافداً لخزينة الدولة، لأنه يجري تسليمها بالليرة السورية وفق سعر الصرف الرسمي بفارق يتراوح بين 200 و300 ليرة لكل دولار.
ويعتمد كثير من السوريين في معيشتهم على الحوالات التي يرسلها أقاربهم في الخارج. وبحسب تصريحات تداولها الإعلام المحلي لأستاذ النقد والمصارف في جامعة دمشق علي كنعان، فإن سبب ارتفاع نسبة الحوالات هو تعديل المصرف المركزي سعر صرف الحوالات ورفعه ليقارب سعر السوق الموازية، بعد أن كان الفارق بينهما نحو 50 في المائة. وأوضح كنعان أن «الحوالات الخارجية هي بمثابة مورد للقطع الأجنبي في الاقتصاد الداخلي»، لا سيما أن «الاقتصاد السوري يعاني من تجفيف منابع السيولة من القطع الأجنبي نتيجة الحصار وقانون قيصر، والعقوبات الاقتصادية»، مشيراً إلى أن مبالغ الحوالات اليومية تصل إلى 10 ملايين دولار يومياً و«هذا الرقم سيؤمن للاقتصاد الوطني إمكانية تمويل المستوردات الأساسية».


مقالات ذات صلة

أبو الغيط: لا أعلم إن كانت سوريا ستعود للجامعة

أبو الغيط: لا أعلم إن كانت سوريا ستعود للجامعة

أبو الغيط: لا أعلم إن كانت سوريا ستعود للجامعة

قال الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، إنَّه «لا يعلم ما إذا كانت سوريا ستعود إلى الجامعة العربية أم لا»، وإنَّه «لم يتسلَّم بصفته أميناً عاماً للجامعة أي خطابات تفيد بعقد اجتماع استثنائي لمناقشة الأمر».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شؤون إقليمية سوريا وإيران: اتفاق استراتيجي طويل الأمد

سوريا وإيران: اتفاق استراتيجي طويل الأمد

استهلَّ الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، أمس، زيارة لدمشق تدوم يومين بالإشادة بما وصفه «الانتصارات الكبيرة» التي حقَّقها حكم الرئيس بشار الأسد ضد معارضيه. وفي خطوة تكرّس التحالف التقليدي بين البلدين، وقّع رئيسي والأسد اتفاقاً «استراتيجياً» طويل الأمد. وزيارة رئيسي للعاصمة السورية هي الأولى لرئيس إيراني منذ عام 2010، عندما زارها الرئيس الأسبق محمود أحمدي نجاد، قبل شهور من بدء احتجاجات شعبية ضد النظام. وقال رئيسي، خلال محادثات موسَّعة مع الأسد، إنَّه يبارك «الانتصارات الكبيرة التي حققتموها (سوريا) حكومة وشعباً»، مضيفاً: «حقَّقتم الانتصار رغم التهديدات والعقوبات التي فرضت ضدكم».

«الشرق الأوسط» (دمشق)
العالم العربي أنقرة تستبق «رباعي موسكو» بمطالبة دمشق بموقف واضح تجاه قضايا التطبيع

أنقرة تستبق «رباعي موسكو» بمطالبة دمشق بموقف واضح تجاه قضايا التطبيع

استبقت تركيا انعقاد الاجتماع الرباعي لوزراء خارجيتها وروسيا وإيران وسوريا في موسكو في 10 مايو (أيار) الحالي في إطار تطبيع مسار العلاقات مع دمشق، بمطالبتها نظام الرئيس بشار الأسد بإعلان موقف واضح من حزب «العمال الكردستاني» والتنظيمات التابعة له والعودة الطوعية للاجئين والمضي في العملية السياسية.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
العالم العربي درعا على موعد مع تسويات جديدة

درعا على موعد مع تسويات جديدة

أجرت اللجنة الأمنية التابعة للنظام السوري في محافظة درعا (جنوب سوريا) اجتماعات عدة خلال الأيام القليلة الماضية، آخرها أول من أمس (الأربعاء)، في مقر الفرقة التاسعة العسكرية بمدينة الصنمين بريف درعا الشمالي، حضرها وجهاء ومخاتير ومفاوضون من المناطق الخاضعة لاتفاق التسوية سابقاً وقادة من اللواء الثامن المدعوم من قاعدة حميميم الأميركية. مصدر مقرب من لجان التفاوض بريف درعا الغربي قال لـ«الشرق الأوسط»: «قبل أيام دعت اللجنة الأمنية التابعة للنظام السوري في محافظة درعا، ممثلةً بمسؤول جهاز الأمن العسكري في درعا، العميد لؤي العلي، ومحافظ درعا، لؤي خريطة، ومسؤول اللجنة الأمنية في درعا، اللواء مفيد حسن، عد

رياض الزين (درعا)
شمال افريقيا مشاورات مصرية مع 6 دول عربية بشأن سوريا والسودان

مشاورات مصرية مع 6 دول عربية بشأن سوريا والسودان

أجرى وزير الخارجية المصري سامح شكري اتصالات هاتفية مع نظرائه في 6 دول عربية؛ للإعداد للاجتماع الاستثنائي لوزراء الخارجية العرب بشأن سوريا والسودان، المقرر عقده، يوم الأحد المقبل. وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية، السفير أحمد أبو زيد، في إفادة رسمية، الخميس، إن شكري أجرى اتصالات هاتفية، على مدار يومي الأربعاء والخميس، مع كل من وزير خارجية السودان علي الصادق، ووزير خارجية السعودية فيصل بن فرحان، ووزير خارجية العراق فؤاد محمد حسين، ووزير خارجية الجزائر أحمد عطاف، ووزير خارجية الأردن أيمن الصفدي، ووزير خارجية جيبوتي محمود علي يوسف. وأضاف أن «الاتصالات مع الوزراء العرب تأتي في إطار ا

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

«متحالفون» تدعو الأطراف السودانية لضمان مرور المساعدات

صورة نشرها الموفد الأميركي على «فيسبوك» لجلسة من المفاوضات حول السودان في جنيف
صورة نشرها الموفد الأميركي على «فيسبوك» لجلسة من المفاوضات حول السودان في جنيف
TT

«متحالفون» تدعو الأطراف السودانية لضمان مرور المساعدات

صورة نشرها الموفد الأميركي على «فيسبوك» لجلسة من المفاوضات حول السودان في جنيف
صورة نشرها الموفد الأميركي على «فيسبوك» لجلسة من المفاوضات حول السودان في جنيف

جدّدت مجموعة «متحالفون من أجل إنقاذ الأرواح والسلام بالسودان»، الجمعة، دعوتها الأطراف السودانية إلى ضمان المرور الآمن للمساعدات الإنسانية المنقذة لحياة ملايين المحتاجين، وفتح معابر حدودية إضافية لإيصالها عبر الطرق الأكثر كفاءة.

وعقدت المجموعة، التي تضم السعودية وأميركا وسويسرا والإمارات ومصر والاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة، الخميس، اجتماعاً افتراضياً لمواصلة الجهود الرامية إلى إنهاء معاناة الشعب السوداني.

وأكد بيان صادر عنها مواصلة العمل على إشراك الأطراف السودانية في جهود توسيع نطاق الوصول الطارئ للمساعدات الإنسانية، وتعزيز حماية المدنيين، مع الامتثال الأوسع للالتزامات القائمة بموجب القانون الإنساني الدولي و«إعلان جدة».

وأضاف: «في أعقاب الاجتماع الأولي بسويسرا، أكد مجلس السيادة على فتح معبر أدري الحدودي للعمليات الإنسانية، ما سمح، مع ضمانات الوصول على طول طريق الدبة، بنقل 5.8 مليون رطل من المساعدات الطارئة للمناطق المنكوبة بالمجاعة، والمعرضة للخطر في دارفور، وتقديمها لنحو ربع مليون شخص».

ودعت المجموعة القوات المسلحة السودانية و«قوات الدعم السريع» لضمان المرور الآمن للمساعدات على طول الطريق من بورتسودان عبر شندي إلى الخرطوم، كذلك من الخرطوم إلى الأبيض وكوستي، بما فيها عبر سنار، لإنقاذ حياة ملايين المحتاجين، مطالبةً بفتح معابر حدودية إضافية لمرورها عبر الطرق الأكثر مباشرة وكفاءة، بما فيها معبر أويل من جنوب السودان.

وأكدت التزامها بالعمل مع الشركاء الدوليين لتخفيف معاناة شعب السودان، والتوصل في النهاية إلى اتفاق لوقف الأعمال العدائية، معربةً عن قلقها الشديد إزاء التقارير عن الاشتباكات في الفاشر، شمال دارفور، ما أدى إلى نزوح الآلاف، ومجددةً تأكيدها أن النساء والفتيات هن الأكثر تضرراً، حيث يواجهن العنف المستمر والنهب من قبل الجماعات المسلحة.

وشدّدت المجموعة على ضرورة حماية جميع المدنيين، بما فيهم النازحون بالمخيمات، وأن يلتزم جميع الأطراف بالقانون الدولي الإنساني لمنع مزيد من المعاناة الإنسانية، مؤكدةً على مواصلة الارتقاء بآراء القيادات النسائية السودانية ودمجها في هذه الجهود.