عودة الجنود المصريين في مروي إلى بلادهم

القاهرة تتابع أوضاع الجالية في السودان

TT

عودة الجنود المصريين في مروي إلى بلادهم

عاد الجنود المصريون الذين كانوا في مدينة مروي السودانية إلى القاهرة أمس. وأكد عضو مجلس النواب المصري مصطفى بكري عبر حسابه على تويتر وصول الجنود المصريين وقال «وصول الدفعه الأولى من الضباط والجنود المصريين الذين جرى احتجازهم بواسطة قوات الدعم السريع في السودان هي شهادة جديدة للقيادة السياسية وأجهزة الدولة المصرية». وكانت قوات «الدعم السريع» قد أعلنت في وقت سابق أمس، أن الرعايا المصريين الذين كانوا في مطار مروي خلال الاشتباكات التي اندلعت يوم السبت الماضي في السودان، قد نقلوا إلى العاصمة الخرطوم. وأضاف بيان للدعم السريع أنه سيجري تسليم الجنود إلى القاهرة «متى سنحت الفرصة المناسبة لذلك وفقاً للأوضاع التي تمر بها البلاد». وقالت قوات «الدعم السريع» إن جميع الجنود المصريين الذين كانوا موجودين في قاعدة مروي العسكرية «بخير ويتلقون الرعاية اللازمة». وكانت قوات «الدعم السريع» نشرت مقطعاً مصوراً يظهر ما قالت إنها «كتيبة» من الجيش السوداني والقوات المصرية «تسلم نفسها» لقوات «الدعم السريع» في قاعدة مروي بالولاية الشمالية. وأكد الجيش المصري التنسيق مع الجهات المعنية في السودان لضمان تأمين قواته الموجودة هناك، فيما قال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إن بلاده تجري اتصالات مكثفة للتأكيد على أمن وسلامة قواتها «طبقاً لبروتوكول للتدريب المشترك». من جهة أخرى، وسط استمرار الصراع المسلح في السودان بين الجيش وقوات «الدعم السريع» لليوم الخامس على التوالي، تتسارع الجهود المصرية للاطمئنان على أبناء الجالية المصرية في السودان، وتوفير الدعم لهم. وقال السفير أحمد أبو زيد، المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية، في إفادة رسمية أمس الأربعاء، إن «السفارة المصرية في الخرطوم تعكف على التواصل الدائم مع الطلبة المصريين وتجمعات الجالية للاطمئنان عليهم وتوجيه النصح والإرشادات الخاصة بسبل توفير الحماية والأمن لهم ولأسرهم»، وذلك في إطار «حرص» وزارة الخارجية على متابعة أوضاع الجالية المصرية والطلبة الدارسين بالسودان في ظل الأوضاع الأمنية التي يشهدها منذ صباح يوم 15 أبريل (نيسان) الحالي.
وأوضح المتحدث باسم الخارجية المصرية أن «السفارة المصرية في الخرطوم خصصت أرقام هواتف يمكن للمصريين المقيمين بالسودان التواصل من خلالها مع السفارة»، مؤكداً «ضرورة توخي أعضاء الجالية أقصى درجات الحيطة والحذر والالتزام بمواقعهم لحين استقرار الأوضاع». وتتابع غرفة عمليات القطاع القنصلي بوزارة الخارجية المصرية، وضع الجالية على مدار الساعة، وأشار المتحدث باسم الخارجية إلى «التنسيق مع الجهات والوزارات المصرية المعنية التي لديها بعثات رسمية في السودان؛ لضمان توفير أكبر قدر من الرعاية الممكنة لهم في ظل الوضع الأمني الصعب والمتأزم في دولة السودان، لحين توفير ملاذ آمن لهم في أقرب فرصة ممكنة».
بدورها، استعرضت وزيرة الهجرة المصرية السفيرة سها جندي، على هامش لقائها مع نولا أوبرين سفيرة آيرلندا بالقاهرة، أمس آخر الجهود المبذولة لدعم الطلاب والجالية المصرية وسط تصاعد التوتر في السودان. وقالت إنها «التقت بـ100 من الطلاب المصريين في السودان وأولياء أمورهم من خلال تقنية الفيديو للاطمئنان على أوضاعهم». واستكمالاً للجهود المصرية، قالت جندي إن «وزارة الهجرة قامت بطرح استمارة تسجيل إلكترونية من شأنها تسهيل التواصل مع الطلاب المصريين في السودان للوقوف عند أي مستجدات، سجل فيها 3 آلاف طالب، كما خصصت أرقاماً للتواصل مع السفارة المصرية بالسودان حال الطوارئ». كانت وزيرة الهجرة قد أكدت كذلك في تصريحات سابقة، لـ«وكالة أنباء الشرق الأوسط» الرسمية المصرية أن «جميع الخيارات والبدائل مطروحة لحفظ سلامة الطلاب المصريين في السودان، بما في ذلك خطة إجلاء عاجلة إذا لزم الأمر»، مؤكدة أن «مصر لا تترك أبناءها». منذ اندلاع الأزمة السودانية وثمة تحركات أعلنت عنها وزارة الخارجية المصرية، فعقب نشوب الصراع المسلح في السودان، صدر على الفور بيان يؤكد متابعة تطورات الوضع عن كثب، كما طالبت الخارجية المصرية أبناء الجالية بضرورة «توخي أقصى درجات الحيطة والحذر، والابتعاد عن مناطق التوترات، والإقلال من التحركات غير الضرورية، والتزام المنازل لحين استقرار الأوضاع».
يُقدر عدد المصريين بالسودان بنحو 10 آلاف، فضلاً عن 5 آلاف طالب، حسب بيان صدر من وزارة الهجرة في أعقاب الأزمة، غير أن السفيرة سها جندي، وزيرة الهجرة، أشارت إلى أن «الأعداد المذكورة ربما تكون غير دقيقة بسبب عدم قيام أغلب المصريين بتسجيل بياناتهم عقب الوصول». هذا، وقالت جندي إن «أغلب الطلاب المصريين في السودان عادوا بالفعل قبل الاشتباكات بسبب إغلاق الجامعات والمدارس في شهر رمضان وعيد الفطر».


مقالات ذات صلة

الرياض تكثف اتصالاتها لوقف التصعيد في السودان

شمال افريقيا الرياض تكثف اتصالاتها لوقف التصعيد في السودان

الرياض تكثف اتصالاتها لوقف التصعيد في السودان

كثَّفت المملكة العربية السعودية، جهودَها الدبلوماسية لوقف التصعيد في السودان، إلى جانب مساعداتها لإجلاء آلاف الرعايا من أكثر من مائة دولة عبر ميناء بورتسودان. وأجرى وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، أمس، اتصالات هاتفية، مع الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، ووزير الخارجية الجيبوتي محمود علي يوسف، بحث خلالها الجهود المبذولة لوقف التصعيد العسكري بين الأطراف السودانية، وإنهاء العنف، وتوفير الحماية اللازمة للمدنيين، بما يضمن أمنَ واستقرار ورفاه السودان وشعبه.

شمال افريقيا «أمانة» السعودية تجلي 1765 شخصاً لـ32 دولة من السودان

«أمانة» السعودية تجلي 1765 شخصاً لـ32 دولة من السودان

نقلت سفينة «أمانة» السعودية، اليوم (الخميس)، نحو 1765 شخصاً ينتمون لـ32 دولة، إلى جدة، ضمن عمليات الإجلاء التي تقوم بها المملكة لمواطنيها ورعايا الدول الشقيقة والصديقة من السودان، إنفاذاً لتوجيهات القيادة. ووصل على متن السفينة، مساء اليوم، مواطن سعودي و1765 شخصاً من رعايا «مصر، والعراق، وتونس، وسوريا، والأردن، واليمن، وإريتريا، والصومال، وأفغانستان، وباكستان، وأفغانستان، وجزر القمر، ونيجيريا، وبنغلاديش، وسيريلانكا، والفلبين، وأذربيجان، وماليزيا، وكينيا، وتنزانيا، والولايات المتحدة، وتشيك، والبرازيل، والمملكة المتحدة، وفرنسا، وهولندا، والسويد، وكندا، والكاميرون، وسويسرا، والدنمارك، وألمانيا». و

«الشرق الأوسط» (جدة)
شمال افريقيا مصريون يسهمون في إغاثة النازحين عند المعابر الحدودية

مصريون يسهمون في إغاثة النازحين عند المعابر الحدودية

بعد 3 أيام عصيبة قضتها المسنة السودانية زينب عمر، بمعبر «أشكيت» من دون مياه نظيفة أو وجبات مُشبعة، فوجئت لدى وصولها إلى معبر «قسطل» المصري بوجود متطوعين مصريين يقدمون مياهاً وعصائر ووجبات جافة مكونة من «علب فول وتونة وحلاوة وجبن بجانب أكياس الشيبسي»، قبل الدخول إلى المكاتب المصرية وإنهاء إجراءات الدخول المكونة من عدة مراحل؛ من بينها «التفتيش، والجمارك، والجوازات، والحجر الصحي، والكشف الطبي»، والتي تستغرق عادة نحو 3 ساعات. ويسعى المتطوعون المصريون لتخفيف مُعاناة النازحين من السودان، وخصوصاً أبناء الخرطوم الفارين من الحرب والسيدات والأطفال والمسنات، بالتعاون مع جمعيات ومؤسسات أهلية مصرية، على غر

شمال افريقيا الأمم المتحدة تطلب 445 مليون دولار لمساعدة الفارين من السودان

الأمم المتحدة تطلب 445 مليون دولار لمساعدة الفارين من السودان

أعلنت الأمم المتحدة، الخميس، أنها تحتاج إلى 445 مليون دولار لمساعدة 860 ألف شخص توقعت أن يفروا بحلول أكتوبر (تشرين الأول) المقبل من القتال الدامي في السودان بين الجيش وقوات الدعم السريع. وأطلقت مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين هذا النداء لجمع الأموال من الدول المانحة، مضيفة أن مصر وجنوب السودان سيسجّلان أكبر عدد من الوافدين. وستتطلب الاستجابة للأزمة السودانية 445 مليون دولار حتى أكتوبر؛ لمواجهة ارتفاع عدد الفارين من السودان، بحسب المفوضية. وحتى قبل هذه الأزمة، كانت معظم العمليات الإنسانية في البلدان المجاورة للسودان، التي تستضيف حالياً الأشخاص الفارين من البلاد، تعاني نقصاً في التمو

«الشرق الأوسط» (جنيف)
شمال افريقيا الصراع في الخرطوم يوجّه ضربة جديدة للاقتصاد

الصراع في الخرطوم يوجّه ضربة جديدة للاقتصاد

وجّه الصراع المحتدم الذي يعصف بالسودان ضربة قاصمة للمركز الرئيسي لاقتصاد البلاد في العاصمة الخرطوم. كما عطّل طرق التجارة الداخلية، مما يهدد الواردات ويتسبب في أزمة سيولة. وفي أنحاء مساحات مترامية من العاصمة، تعرضت مصانع كبرى ومصارف ومتاجر وأسواق للنهب أو التخريب أو لحقت بها أضرار بالغة وتعطلت إمدادات الكهرباء والمياه، وتحدث سكان عن ارتفاع حاد في الأسعار ونقص في السلع الأساسية. حتى قبل اندلاع القتال بين طرفي الصراع في 15 أبريل، عانى الاقتصاد السوداني من ركود عميق بسبب أزمة تعود للسنوات الأخيرة من حكم الرئيس السابق عمر البشير واضطرابات تلت الإطاحة به في عام 2019.

«الشرق الأوسط» (الخرطوم)

​رئيس «أطباء بلا حدود» لـ«الشرق الأوسط»: حرب السودان تخلف صدمات نفسية سيئة

نساء وأطفال بمخيم زمزم للنازحين بالقرب من الفاشر شمال دارفور (رويترز)
نساء وأطفال بمخيم زمزم للنازحين بالقرب من الفاشر شمال دارفور (رويترز)
TT

​رئيس «أطباء بلا حدود» لـ«الشرق الأوسط»: حرب السودان تخلف صدمات نفسية سيئة

نساء وأطفال بمخيم زمزم للنازحين بالقرب من الفاشر شمال دارفور (رويترز)
نساء وأطفال بمخيم زمزم للنازحين بالقرب من الفاشر شمال دارفور (رويترز)

قال رئيس منظمة «أطباء بلا حدود»، كريستوس كريستو، إن كثيراً من النساء وأطفالهن يعانون من صدمات نفسية سيئة جراء الحرب الدائرة في السودان، مشيراً إلى أن بعض الأطفال الذين لا تتعدى أعمارهم بضعة أشهر تعرضوا لإصابات بالذخيرة الحية في مناطق الرأس والصدر.

وأضاف في تصريح خاص لـ«الشرق الأوسط»، أننا إزاء أسوأ أزمة إنسانية شهدتها المنظمة على الإطلاق... آلاف الأسر تفرقت، خرج أفرادها من دون أن يحملوا شيئاً، أحياناً كانوا حفاة ويسيرون على أقدامهم، ومن الصعوبة أن يتم توفير المساعدات لهم من الغذاء والمياه والأدوية، يبدو هذا الأمر مستحيلاً في بعض أجزاء البلد.

سودانيون فارُّون من منطقة الجزيرة السودانية يصلون إلى مخيم زمزم للنازحين (أ.ف.ب)

ورأى أن «الحرب تعد مشكلة حقيقية للنساء والأطفال تحديداً... أجرينا في أحد المستشفيات العاملة بالعاصمة الخرطوم فحوصات لنحو 4200 امرأة وطفل، ووجدنا أن ثلثهم يعاني من سوء التغذية الحاد، وهذا القياس يدل على أن كل الذين أجريت لهم فحوصات، يعانون من سوء التغذية المتوسط والحاد بدرجات متفاوتة».

وأوضح أن «واحداً من كل 6 جرحى يعالجون في المستشفى ذاته، يعاني من أمراض مصاحبة... لدينا أطفال لا تتعدى أعمارهم شهوراً تعرضوا لإصابات بالرصاص في الرأس أو الصدر، وللأسف في بعض الأحيان لا تتوفر المواد الطبية اللازمة لعلاجهم، في ظل حالة الحصار على المستشفى، ومنع وصول المعونات الطبية إليه».

الوضع في دارفور

وكشف الرئيس الدولي لمنظمة «أطباء بلا حدود»، كريستوس كريستو، عن ارتفاع نسبة حالات الإصابة بسوء التغذية وسط النساء الحوامل والمرضعات والأطفال الرضع في إقليم دارفور (غرب البلاد)، «وهو ما يتسبب في الوفيات لأسباب بسيطة يمكن علاجها لو توفرت الإمدادات الطبية».

امرأة وطفلها في مخيم زمزم للنازحين قرب الفاشر شمال دارفور بالسودان (أرشيفية - رويترز)

وقال إن «نسبة انتشار أمراض سوء التغذية وفقر الدم أعلى بكثير من قدرة فرقنا على علاجها».

وأضاف كريستو: «في أغسطس (آب) الماضي، أجرينا فحوصات لنحو 30 ألف طفل في عمر سنتين وأقل، حيث أثبتت أن ثلث هذا العدد يعاني من سوء تغذية حاد».

وكشف تقرير سابق لمنظمة «أطباء بلا حدود» في فبراير (شباط) الماضي عن وفاة طفل كل ساعتين في «مخيم زمزم» للنازحين في ولاية شمال دارفور.

ووفقاً للمنظمة، فإن الصراع في إقليم دارفور «أخذ طابعاً عرقياً، وعلى وجه الخصوص أحداث العنف التي جرت في ولاية غرب دارفور، وأدت إلى مقتل الآلاف ولجوء أكثر من 500 ألف شخص إلى تشاد».

وتجاوزت نسبة وفيات الأمهات في جنوب دارفور منذ مطلع العام الحالي التي سجلتها مرافق «أطباء بلا حدود»، 7 في المائة، وبينت الفحوصات التي أُجريت لرصد سوء التغذية بين الأطفال، معدلات هائلة تتجاوز عتبات الطوارئ.

وحض كريستو المجتمع الدولي «على بذل مزيد من الجهود للضغط على الأطراف المتحاربة للسماح بمرور المساعدات الإنسانية العاجلة؛ لتوفير الغذاء والدواء للآلاف من المدنيين في السودان».

وعالجت فرق «أطباء بلا حدود» أكثر من 4214 إصابة ناجمة عن العنف، بما في ذلك الأعيرة النارية وانفجارات القنابل، وشكلت نسبة الأطفال دون سن الخامسة عشرة، 16 في المائة منهم.