مؤلفة «تلت التلاتة»: المسلسل يرصد العلاقة المعقدة بين التوائم

أكدت لـ«الشرق الأوسط» استلهام قصته من حادث حقيقي

بوستر «تلت التلاتة» (الشركة المنتجة للمسلسل)
بوستر «تلت التلاتة» (الشركة المنتجة للمسلسل)
TT

مؤلفة «تلت التلاتة»: المسلسل يرصد العلاقة المعقدة بين التوائم

بوستر «تلت التلاتة» (الشركة المنتجة للمسلسل)
بوستر «تلت التلاتة» (الشركة المنتجة للمسلسل)

منذ عرض حلقاته الأولى، أثار المسلسل المصري «تلت التلاتة» جدلاً واسعاً على مواقع التواصل الاجتماعي، بسبب مشاهده الغامضة وطغيان عنصر التشويق به على أحداثه التي أوقعت الجمهور في حيرة شديدة، وبرغم قرب انتهائه فإن المشاهد لا يزال يعيش حالة من التشتت لا يستطيع معها التفرقة بين شخصيات الشقيقات الثلاث (توأم متطابق) في المسلسل، التي تجسد دورهن غادة عبد الرازق.

وينتقل المشاهد عبر أحداث المسلسل المكون من 15 حلقة، الذي بدأ عرضه في النصف الثاني من الموسم الرمضاني، بين ثلاث شقيقات، حيث يقع أكرم زوج فريدة (الفنان السعودي محمد القس) في حب موظفة بشركته (مي سليم) حتى تكتشف فريدة التي تخضع لعلاج نفسي خيانته، فتقرر الانتقام، إلا أنه يسرع بقتلها، ويفاجأ بأن من دهسها بالسيارة هي توأمها «فريال»، لكن تعود الأحداث لتغرس الشك في نفوس المشاهدين، فتقنعه بأن من قُتلت هي «فريدة» بالفعل، وأن «فريال» هي من تحاول الانتقام منه ثأراً لشقيقتها.

لكن لم يقف الأمر عند هذا الحد، فمع تصاعد أحداثه، وجهت لمؤلفة العمل هبة الحسيني اتهامات متلاحقة بسرقته من أعمال فنية أجنبية، ووصفه بعض المشاهدين والنقاد بأنه «تجميع» للمسلسل المكسيكي «Triptych» والفيلم الدنماركي «loving adults».
وأمام هذه الاتهامات تقول هبة الحسيني لـ«الشرق الأوسط»: «أتابع ما يثيره بعض المتابعين على مواقع التواصل الاجتماعي، وأندهش جداً من أطروحاتهم واتهاماتهم لي».


هبة الحسيني مؤلفة "تلت التلاتة" (الشركة المنتجة للمسلسل)

وتتابع: «لا أخجل إطلاقاً من التحدث حول هذا الموضوع، لأنني أرى أنه من حقي أن آخذ عملاً من مصدر أو حادث حقيقي، إذ إن (تلت التلاتة) والأعمال المذكورة التي اتهمني البعض بسرقتها مستلهمة جميعها من حادث يخص ثلاث شقيقات توائم حدثت بالفعل عام 2018»، مشددة على أن «هذه الجريمة ليست حكراً على أحد». وتردف: «ومن ثم لا مساءلة أدبية أو قانونية تقع عليَ» لافتة: «كما أن هذا الحادث هو مجرد خط درامي بالمسلسل ضمن العديد من الخطوط الدرامية الأخرى».

وبذلك ينتمي العمل إلى دراما اجتماعية تجمع بين الجريمة وعلم النفس، فيما يُعد «خروجاً عن النمطية» وفق وصف الحسيني، التي أكدت أن الجمهور العربي قد تملكه الملل من القصص التقليدية، بدليل أنه «أصبحت تستهويه للغاية أعمال المنصات الدرامية العربية والأجنبية على السواء، لأنها نجحت في أن تأخذه بعيداً عن التكرار في الدراما».

وبشأن تعليقات بعض المتابعين التي تتهم المسلسل بـ«الإفراط في الغموض»، تقول الحسيني: «يثبت ذلك نجاحه، كما يدل على أنه أصلي. فلو كان مسروقاً أو مقتبساً لكان المشاهدون على يقين من الأحداث المقبلة في الحلقة، وما يتبعها من حلقات أخرى، وفق ما جاء في الأعمال التي يعتقدون إنني اقتبستها!».


الفنان السعودي محمد القس في مشهد من المسلسل (الشركة المنتجة للمسلسل)

اللافت أن الفنانة غادة عبد الرازق تتأمل من حين إلى آخر ضمن أحداث المسلسل لوحة معلقة في قصرها، وهي اللوحة العالمية «الشقيقات الثلاث» التي رسمها في القرن الـ16 الفنان الإيطالي جاكوب بالما الشهير بأعماله ذات الطابع الديني والأسطوري، ولأنه يقف وراء هذه اللوحة قصة امرأة قتلت شقيقتيها التوأم لتنعم هي بالثروة والحب والسلطة، فإن ذلك يدفع المشاهد المتمتع بثقافة فنية إلى التساؤل هل خططت إحدى الشقيقات لقتل الأخريين؟

تجيب الحسيني قائلة: «من المؤكد أن وجود اللوحة وتأمل البطلة لها مقصود، لكنني لن (أحرق أحداث العمل)»، مشيرة إلى أن «الثيمة الأساسية للمسلسل ليست الجريمة، فهو ليس مجرد دراما للتشويق والإثارة، إنما يغوص في الصراع المتولد عن علاقة التوائم المتطابقة لأنها شائكة للغاية»، لافتة إلى «أنها تهتم للغاية بقضية التوائم لأن لديها ابنتين توأماً، وتابعت: «إن الأخوات الثلاث في العمل مثلما يخضن مشكلات طاحنة مع المحيطين بهن، فإن ثمة صراعاً آخر عنيفاً يدور في الخفاء بينهن».

وتؤكد الحسيني: «هذه العلاقة غير السوية هي رسالة المسلسل التي يريد أن ينبه الأسر إليها، وهي لم تأت من فراغ، إنما بناء على قراءة متعمقة في مراجع علمية متخصصة، خلصت إلى أن معظم العلاقات بين التوائم مبنية على شيئين إما التعلق الزائد عن الطبيعي، أو الكره والرغبة في الانفصال بحثاً عن الهوية الشخصية».


غادة عبد الرازق في لقطة من العمل (الشركة المنتجة للمسلسل)



«هارد 75»... تحدٍّ جديد يجتاح «تيك توك» مع بداية العام

جانب من تمرين عالي الطاقة في صالة ألعاب رياضية في نيويورك (أرشيفية - رويترز)
جانب من تمرين عالي الطاقة في صالة ألعاب رياضية في نيويورك (أرشيفية - رويترز)
TT

«هارد 75»... تحدٍّ جديد يجتاح «تيك توك» مع بداية العام

جانب من تمرين عالي الطاقة في صالة ألعاب رياضية في نيويورك (أرشيفية - رويترز)
جانب من تمرين عالي الطاقة في صالة ألعاب رياضية في نيويورك (أرشيفية - رويترز)

مع بداية العام الجديد، انتشر تحدٍّ جديد عبر تطبيق «تيك توك» باسم «هارد 75». وتُعدّ القواعد الأساسية لهذا التحدي أن عليك الالتزام بنظام غذائي صحي من دون وجبات إضافية أو كحوليات لمدة 75 يوماً.

بالإضافة إلى ذلك، في كل يوم من الأيام الـ75 عليك القيام بتمرينين لمدة 45 دقيقة؛ أحدهما في الخارج، وشرب أكثر من 3 لترات من الماء، وقراءة 10 صفحات من كتاب غير خيالي.

وأفادت «هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي)»، اليوم (الأحد)، بأن شخصين قالا إنهما أنهيا التحدي، فيما حذر الخبراء من أنه إذا بدا التحدي صارماً بعض الشيء؛ فقد يكون من الأفضل أخذه بشكل أكثر استرخاءً.

«مجالات جديدة عليّ أن أتعامل معها»

تعرف على ديفامشا جانبوت، البالغة من العمر 29 عاماً، التي أكملت التحدي في مارس (آذار) الماضي، أثناء عملها بدوام كامل مستشارة رقمية لشركة كبيرة. وتقول لـ«بي بي سي»: «لقد كان الأمر صعباً بالتأكيد. كما أنني أعيش في أدنبرة، وكان الجو مظلماً ورطباً وبارداً، وكان عليَّ القيام بأحد التدريبات في الخارج».

وتتابع ديفامشا أن أحد أصعب جوانب التحدي كان «وضع الحدود» عند زيارة عائلتها من جنوب آسيا حتى تتمكن من الالتزام بنظامها الغذائي.

وتقول ديفامشا: «كان الاضطرار إلى ممارسة الرياضة مرتين في اليوم والالتزام بنظام غذائي صارم أمراً غير مريح حقاً، ومجالات جديدة بالنسبة لي للتعامل معها، لأنني لم أجرِ هذه المحادثة من قبل»، ولكن منذ إكمال التحدي، لاحظت التأثيرات الدائمة حتى الآن، وتتابع: «أمارس الرياضة بانتظام أكثر، وتغيرت عادات القراءة وعلاقتي بالطعام».

في حين تحول التحدي الرياضي إلى ما يشبه الجنون على مدار الأسابيع القليلة الماضية، فقد اخترعه في الواقع المؤلف والمذيع آندي فريسيلا، في عام 2019. وقال في «البودكاست» الخاص به إنه أمضى «20 عاماً في اكتشاف كيفية إتقان القوة العقلية»، واستخدم هذه المعرفة لإنشاء الخطة.

وتابع المذيع أنه ليس مدرباً شخصياً مؤهلاً أو طبيباً، ولا يقدم إرشادات حول ما يُصنَّف على أنه نظام غذائي صحي في الخطة، ولكن يُفهم أنه يعني متوازناً وغنياً بالمغذيات.

وقد ظهرت أشكال أكثر مرونة من التحدي على وسائل التواصل الاجتماعي مؤخراً؛ حيث يمكن للمشاركين تناول وجبة غير صحية أثناء ممارسة التمارين الرياضية والقراءة.

«لقد أذهلَتْني عائلتي وأصدقائي»

وفي سياق متصل، أكملت صوفي ديكينز، 27 عاماً، أيضاً التحدي، العام الماضي، أثناء عملها مساعدة مدير في إحدى دور السينما بلندن. وتقول إنها خاضت التحدي بعد صراع «مع الانضباط والاتساق» مع خطط أخرى، وتتابع: «لقد أصلحت نظامها الغذائي، فتوقفت عن تناول الشوكولاته والحلويات، ولكنها سمحت بأي شيء يحتوي على سكر طبيعي، مثل الفاكهة والعسل».

كما أعدَّت صوفي جميع وجباتها في المنزل، وتتبعت استهلاكها من البروتين والماء باستخدام تطبيق. وجدت أنه من المفيد منح نفسها مكافآت صغيرة، مثل قص أظافرها أو شراء كتاب جديد، لكن الجزء الأصعب بالنسبة لها كان التواصل الاجتماعي؛ حيث يدور هذا حول تناول الطعام في الخارج. ولحل هذه المشكلة، تشرح: «كنت صريحة للغاية بشأن ما كنت أفعله، لذا لم يكن هناك أي ضغط عندما وصلت إلى هناك (للمناسبات الاجتماعية)، ولكن كان لا يزال هناك انضباط ذاتي حقيقي للقيام بذلك».

ومنذ أن أكملت ذلك، التزمت ببعض أجزاء الخطة، مثل عدم تناول الطعام في الخارج أو شراء القهوة والكعك غير الضروريين، مما ساعدها على «توفير كثير من المال». وتتابع: «لكن الشيء الأكبر ربما هو تحول في طريقة تفكيري - التشجيع الذي حصلت عليه من معرفتي أنني أستطيع القيام بذلك، والأعذار حول الوقت والشك الذاتي قد ولَّت».

إيجابيات وسلبيات التحدي

لكن التحدي ليس للجميع، وهو أمر تريد مدربة القوة واللياقة البدنية، تانا فون زيتزويتز، أن يضعه أولئك الذين يفكرون في ذلك بالاعتبار. وتقول لـ«بي بي سي»: «أنت بحاجة إلى كثير من الوقت، ليس فقط للتدريبات، ولكن لقراءة الكتاب. يبدو أن الأمر يتطلب الكثير لمحاولة فعل كل ذلك في يوم واحد».

وتضيف تانا: «أعتقد بالتأكيد أن هناك عناصر يمكن للناس تنفيذها، مثل الالتزام بـ45 دقيقة من الحركة اليومية، والوعي بشرب المزيد من الماء، وتقليل وقت الشاشة، ولكن عليك أن تكون على دراية بما ينطوي عليه الأمر»، وتقول: «هناك كثير من الضغوط على الناس لتغيير حياتهم في هذا الوقت من العام».

وتقترح المدربة إيجاد طريقة «لتحدي نفسك مع كونك لطيفاً أيضاً»، بحيث تضيف المتعة والقيمة إلى كل يوم، دون أن تشعر بأن التمرين والطعام بمثابة عقاب.

من منظور طبي، من الصعب تحديد ما إذا كان التحدي مفيداً؛ إذ يشير طبيب عام في هيئة الخدمات الصحية الوطنية، سام وايتمان، إلى أنه نظراً لأنه «لم تتم دراسته» في بيئة سريرية، فلا يمكن أن يدعي أنه سيغير حياتك بأي شكل من الأشكال. كما يقول إنه يجب مقارنته بنظام أكثر أساسية، لمعرفة ما إذا كان يمكن أن يحقق نفس النتائج. ويتابع: «إذا كانت هذه طريقة للناس للخروج والنشاط، فأنا أؤيدها تماماً، ولكن إذا كان الأمر يتعلق بما إذا كان هذا أفضل من الذهاب إلى صالة الألعاب الرياضية 3 مرات في الأسبوع أو الركض مرة واحدة في الأسبوع وتناول الطعام الصحي، فلستُ متأكداً».

في حين يشجع التحدي الأشخاص على التقاط صور التقدم كل يوم، فإن الكثير من محتوى «تيك توك» حوله يركز على شعور الشخص في النهاية، بدلاً من مظهره، مما يساعد على تجنُّب الهواجس غير الصحية بالمظهر.