مشاهير

مشاهير
TT

مشاهير

مشاهير

لوحة لبيكاسو محل خلاف قانوني تعود مؤقتًا إلى مدريد

قيمتها 28 مليون دولار.. ووجدت في يخت بجزيرة كورسيكا

> قال مصدر بالشرطة الإسبانية إن لوحة للفنان الراحل بابلو بيكاسو مملوكة لأحد أثرى المصرفيين في إسبانيا وضبطت في فرنسا بعد حظر تصديرها ستصل إلى مدريد أخيرا. وعثر مسؤولو الجمارك الفرنسية في الشهر الماضي على لوحة «هيد أوف إيه يانغ وومان» التي رسمها الفنان المولود في ملقة عام 1906 وقدرت قيمتها بأكثر من 25 مليون يورو (نحو 28 مليون دولار) في يخت بميناء كالفي في جزيرة كورسيكا الشهر الماضي وتحفظوا عليها، حسب «رويترز».
وتعتبر إسبانيا اللوحة ثروة قومية وقد فرضت عليها المحكمة العليا هناك حظر تصدير وهي محل نزاع قانوني منذ عدة أشهر. واللوحة واليخت مملوكان للملياردير خايمي بوتين أحد أبناء العائلة التي أدارت مجموعة سانتاندير على مدى أجيال وشقيق رئيس مجلس إدارة المصرف التابع لها الراحل إيميليو بوتين.
وفي أعقاب طلب من دار مزادات كريستيز حاول خايمي بوتين تصدير اللوحة إلى لندن لكن المحكمة منعت ذلك في مايو (أيار) الماضي وهو الحكم الذي قال مكتب المحاماة الذي يمثل بوتين إنه سيطعن عليه. وأدت محاولة لاحقة لنقل اللوحة من كورسيكا إلى سويسرا لتحفظ سلطات الجمارك الفرنسية عليها.
وقالت وزارة الداخلية إنه سيتم التحفظ على اللوحة تحت إشراف قضائي في متحف «رينا صوفيا» للفن الحديث لحين البت في أمرها. ولن تعرض أمام الجمهور.
وقالت الوزارة إن أفرادا من الشرطة العسكرية الإسبانية سافروا إلى كورسيكا لاستعادة اللوحة.

الممثلة الأميركية ميليسا غيلبرت.. من «بيت صغير في البراري» إلى التنافس على مقاعد الكونغرس

> أفادت تقارير لوسائل إعلام محلية، أول من أمس، بأن الممثلة ميليسا غيلبرت، التي اشتهرت بدور «لورا إينجلس وايلدر» في المسلسل التلفزيوني الشهير «بيت صغير في البراري، (ليتل هاوس أون زا براري)، بصدد التنافس للحصول على مقعد في الكونغرس الأميركي.
وقالت صحيفة «ديترويت فري برس» الأوسع انتشارا في مدينة ديترويت بولاية ميتشغان الأميركية، إن غيلبرت (51 عاما) التي لم يسبق لها أن شغلت منصبا سياسيا من قبل، ستخوض غمار السباق على بطاقة الديمقراطيين، على أمل الفوز بمقعد ولاية ميتشغان التي صوتت للجمهوريين في الانتخابات الأخيرة.
وكتبت غيلبرت في الموقع الإلكتروني لحملتها: «ترشحت للكونغرس لجعل الحياة أسهل قليلا بالنسبة لجميع العائلات التي تشعر بأنها سقطت في براثن الحالة الاقتصادية التي نكابدها اليوم».
ومع ذلك، فإن غيلبرت تواجه المتاعب بسبب مزاعم تهربها من دفع الضرائب؛ حيث قالت دائرة الإيرادات الداخلية (آي آر إس)، في يونيو (حزيران) الماضي، إن الممثلة الشهيرة لم تدفع ضرائب مستحقة عليها مقدارها 360 ألف دولار.
وبهذه المحاولة لدخول الكونغرس، تنضم غيلبرت إلى قائمة المشاهير الذين اتجهوا إلى السياسة، التي تشمل الرئيس الأميركي الأسبق رونالد ريغان، وشيرلي تمبل التي تقلدت كثيرا من المناصب الدبلوماسية رفيعة المستوى، وكذلك آرنولد شوارتزنيغر حاكم ولاية كاليفورنيا السابق.

بولندا تنتظر تعاونًا أميركيًا في تسليم المخرج رومان بولانسكي

لإدانته بالتحرش الجنسي بقاصر عام 1977

> قالت محكمة بولندية تنظر طلب تسليم المخرج رومان بولانسكي إلى الولايات المتحدة لإدانته بالتحرش الجنسي بقاصر عام 1977 أمس الأربعاء، إنها لم تتلق المساعدة القانونية المطلوبة من واشنطن قبل انقضاء الموعد النهائي.
وقد يشير هذا إلى عثرة محتملة في استمرار القضية. وخلال جلسة في مايو (أيار)، قالت المحكمة إنها طلبت معلومات إضافية من السلطات الأميركية قبل الثامن من أغسطس (آب) وأرجأت نظر القضية حتى منتصف سبتمبر (أيلول).
وقال قاضي المحكمة الجزئية في مدينة كراكوف الجنوبية فالديمار زوريك لرويترز إن المحكمة مددت الآن الموعد النهائي حتى الوقت الذي قد يستغرقه إرسال الوثائق بالبريد.
وينص القانون البولندي على أنه إذا قضت المحكمة بتسليم متهم ترفع القضية إلى وزير العدل ليتخذ القرار النهائي. وأقر المخرج الفائز بجائزة الأوسكار عام 1977 بالتحرش الجنسي بفتاة كان عمرها 13 عاما أثناء جلسة تصوير في لوس أنجليس تم خلالها تقديم الشمبانيا ومخدرات.
وقضى بولانسكي 42 يوما في السجن في إطار صفقة قانونية تقضي بسجنه 90 يوما، ثم هرب من الولايات المتحدة في العام التالي، معتقدا أن القاضي الذي ينظر القضية قد يلغي الاتفاق ويحكم عليه بالسجن لسنوات.
وفي 2009 ألقي القبض على بولانسكي في زيوريخ بناء على مذكرة ضبط أميركية ووضع رهن الإقامة الجبرية بالمنزل، ثم أطلق سراحه في 2010 بعد أن قررت السلطات السويسرية عدم تسليمه.



100 عامٍ من عاصي الرحباني

عاصي الرحباني وفيروز (تويتر)
عاصي الرحباني وفيروز (تويتر)
TT

100 عامٍ من عاصي الرحباني

عاصي الرحباني وفيروز (تويتر)
عاصي الرحباني وفيروز (تويتر)

في الرابع من شهر الخِصب وبراعم اللوز والورد، وُلد عاصي الرحباني. كانت البلادُ فكرةً فَتيّة لم تبلغ بعد عامها الثالث. وكانت أنطلياس، مسقط الرأس، قريةً لبنانيةً ساحليّة تتعطّر بزهر الليمون، وتَطربُ لارتطام الموج بصخور شاطئها.
لو قُدّر له أن يبلغ عامه المائة اليوم، لأَبصر عاصي التحوّلات التي أصابت البلاد وقُراها. تلاشت الأحلام، لكنّ «الرحباني الكبير» ثابتٌ كحقيقةٍ مُطلَقة وعَصي على الغياب؛ مقيمٌ في الأمس، متجذّر في الحاضر وممتدّةٌ جذوره إلى كل الآتي من الزمان.


عاصي الرحباني خلال جلسة تمرين ويبدو شقيقه الياس على البيانو (أرشيف Rahbani Productions)

«مهما قلنا عن عاصي قليل، ومهما فعلت الدولة لتكريمه قليل، وهذا يشمل كذلك منصور وفيروز»، يقول المؤلّف والمنتج الموسيقي أسامة الرحباني لـ«الشرق الأوسط» بمناسبة مئويّة عمّه. أما الصحافي والباحث محمود الزيباوي، الذي تعمّق كثيراً في إرث الرحابنة، فيرى أن التكريم الحقيقي يكون بتأليف لجنة تصنّف ما لم يُنشر من لوحاته الغنائية الموجودة في إذاعتَي دمشق ولبنان، وتعمل على نشره.
يقرّ أسامة الرحباني بتقصير العائلة تجاه «الريبرتوار الرحباني الضخم الذي يحتاج إلى تضافر جهود من أجل جَمعه»، متأسفاً على «الأعمال الكثيرة التي راحت في إذاعة الشرق الأدنى». غير أنّ ما انتشر من أغانٍ ومسرحيات وأفلام، على مدى أربعة عقود من عمل الثلاثي الرحباني عاصي ومنصور وفيروز، أصبح ذخيرةً للقرون المقبلة، وليس للقرن الرحباني الأول فحسب.

«فوتي احفظي، قومي سجّلي»
«كان بركاناً يغلي بالعمل... يكتب بسرعة ولا يتوقف عند هاجس صناعة ما هو أجمل، بل يترك السرد يمشي كي لا ينقطع الدفق»، هكذا يتذكّر أسامة عمّه عاصي. وفي بال الزيباوي كذلك، «عاصي هو تجسيدٌ للشغف وللإنسان المهووس بعمله». لم يكن مستغرباً أن يرنّ الهاتف عند أحد أصدقائه الساعة الثالثة فجراً، ليخرج صوت عاصي من السمّاعة قارئاً له ما كتب أو آخذاً رأيه في لحنٍ أنهاه للتوّ.
ووفق ما سمعه الزيباوي، فإن «بعض تمارين السيدة فيروز وتسجيلاتها كان من الممكن أن يمتدّ لـ40 ساعة متواصلة. يعيد التسجيل إذا لم يعجبه تفصيل، وهذا كان يرهقها»، رغم أنه الزوج وأب الأولاد الأربعة، إلا أن «عاصي بقي الأستاذ الذي تزوّج تلميذته»، على حدّ وصف الزيباوي. ومن أكثر الجمل التي تتذكّرها التلميذة عن أستاذها: «فوتي احفظي، قومي سَجّلي». أضنى الأمر فيروز وغالباً ما اعترفت به في الحوارات معها قبل أن تُطلقَ تنهيدةً صامتة: «كان ديكتاتوراً ومتطلّباً وقاسياً ومش سهل الرِضا أبداً... كان صعب كتير بالفن. لمّا يقرر شي يمشي فيه، ما يهمّه مواقفي».


عاصي وفيروز (تويتر)
نعم، كان عاصي الرحباني ديكتاتوراً في الفن وفق كل مَن عاصروه وعملوا معه. «كل العباقرة ديكتاتوريين، وهذا ضروري في الفن»، يقول أسامة الرحباني. ثم إن تلك القسوة لم تأتِ من عدم، فعاصي ومنصور ابنا الوَعر والحرمان.
أثقلت كتفَي عاصي منذ الصغر همومٌ أكبر من سنّه، فتحمّلَ وأخوه مسؤولية العائلة بعد وفاة الوالد. كان السند المعنوي والمادّي لأهل بيته. كمعطفٍ ردّ البردَ عنهم، كما في تلك الليلة العاصفة التي استقل فيها دراجة هوائية وقادها تحت حبال المطر من أنطلياس إلى الدورة، بحثاً عن منصور الذي تأخّر بالعودة من الوظيفة في بيروت. يروي أسامة الرحباني أنها «كانت لحظة مؤثرة جداً بين الأخوين، أبصرا خلالها وضعهما المادي المُذري... لم ينسيا ذلك المشهد أبداً، ومن مواقفَ كتلك استمدّا قوّتهما».
وكما في الصِبا كذلك في الطفولة، عندما كانت تمطر فتدخل المياه إلى المدرسة، كان يظنّ منصور أن الطوفان المذكور في الكتاب المقدّس قد بدأ. يُصاب بالهلَع ويصرخ مطالباً المدرّسين بالذهاب إلى أخيه، فيلاقيه عاصي ويحتضنه مهدّئاً من رَوعه.

«سهرة حبّ»... بالدَين
تعاقبت مواسم العزّ على سنوات عاصي الرحباني. فبعد بدايةٍ متعثّرة وحربٍ شرسة ضد أسلوبه الموسيقي الثائر على القديم، سلك دروب المجد. متسلّحاً بخياله المطرّز بحكايا جدّته غيتا و«عنتريّات» الوالد حنّا عاصي، اخترع قصصاً خفتت بفعلِ سحرِها الأصواتُ المُعترضة. أما لحناً، فابتدعَ نغمات غير مطابقة للنظريات السائدة، و«أوجد تركيبة جديدة لتوزيع الموسيقى العربية»، على ما يشرح أسامة الرحباني.


صورة تجمع عاصي ومنصور الرحباني وفيروز بالموسيقار محمد عبد الوهاب وفريد الأطرش، بحضور بديعة مصابني وفيلمون وهبي ونجيب حنكش (أرشيف Rahbani Productions)
كان عاصي مستعداً للخسارة المادية من أجل الربح الفني. يحكي محمود الزيباوي أنه، ولشدّة مثاليته، «سجّل مسرحية (سهرة حب) مرتَين ولم تعجبه النتيجة، فاقترض مبلغاً من المال ليسجّلها مرة ثالثة». ويضيف أن «أساطير كثيرة نُسجت حول الرحابنة، لكن الأسطورة الحقيقية الوحيدة هي جمال عملهم».
ما كانت لتكتمل أسطورة عاصي، لولا صوت تلك الصبية التي دخلت قفصَه الذهبي نهاد حدّاد، وطارت منه «فيروز».
«أدهشته»، يؤكّد الزيباوي؛ ويستطرد: «لكنّ أحداً منهما لم يعرف كيف يميّز بين نهاد حداد وفيروز»... «هي طبعاً المُلهِمة»، يقول أسامة الرحباني؛ «لمح فيها الشخصية التي لطالما أراد رسمَها، ورأى امرأةً تتجاوب مع تلك الشخصية»، ويضيف أن «عاصي دفع بصوت فيروز إلى الأعلى، فهو في الفن كان عنيفاً ويؤمن بالعصَب. كان يكره الارتخاء الموسيقي ويربط النجاح بالطبع الفني القوي، وهذا موجود عند فيروز».


زفاف عاصي الرحباني ونهاد حداد (فيروز) عام 1955 (تويتر)

دماغٌ بحجم وطن
من عزّ المجد، سرقت جلطة دماغيّة عاصي الرحباني عام 1972. «أكثر ما يثير الحزن أن عاصي مرض وهو في ذروة عطائه وإبداعه، وقد زادت الحرب اللبنانية من مرضه وصعّبت العمل كثيراً»، وفق الزيباوي. لم يكن القلق من الغد الغامض غريباً عليه. فهو ومنذ أودى انفجارٌ في إحدى الكسّارات بحياة زوج خالته يوسف الزيناتي، الذي كان يعتبره صياداً خارقاً واستوحى منه شخصيات لمسرحه، سكنته الأسئلة الحائرة حول الموت وما بعدَه.
الدماغ الذي وصفه الطبيب الفرنسي المعالج بأنه من أكبر ما رأى، عاد ليضيء كقمرٍ ليالي الحصّادين والعاشقين والوطن المشلّع. نهض عاصي ورجع إلى البزُق الذي ورثه عن والده، وإلى نُبله وكرمه الذي يسرد أسامة الرحباني عنهما الكثير.
بعد المرض، لانت قسوة عاصي في العمل وتَضاعفَ كرَمُه المعهود. يقول أسامة الرحباني إن «أقصى لحظات فرحه كانت لحظة العطاء». أعطى من ماله ومن فِكرِه، وعُرف بيدِه الموضوعة دائماً في جيبِه استعداداً لتوزيع النقود على المحتاجين في الشارع. أما داخل البيت، فتجسّد الكرَم عاداتٍ لطيفة وطريفة، كأن يشتري 20 كنزة متشابهة ويوزّعها على رجال العائلة وشبّانها.
خلال سنواته الأخيرة ومع احتدام الحرب، زاد قلق عاصي الرحباني على أفراد العائلة. ما كان يوفّر مزحة أو حكاية ليهدّئ بها خوف الأطفال، كما في ذلك اليوم من صيف 1975 الذي استُهدفت فيه بلدة بكفيا، مصيَف العائلة. يذكر أسامة الرحباني كيف دخل عاصي إلى الغرفة التي تجمّع فيها أولاد العائلة مرتعدين، فبدأ يقلّد الممثلين الأميركيين وهم يُطلقون النار في الأفلام الإيطالية، ليُنسيَهم ما في الخارج من أزيز رصاص حقيقي. وسط الدمار، بنى لهم وطناً من خيالٍ جميل، تماماً كما فعل وما زال يفعل في عامِه المائة، مع اللبنانيين.


عاصي الرحباني (غيتي)