النواب اللبنانيون يتبادلون الاتهامات بعد التمديد للمجالس البلدية

«القوات» و«الكتائب» غابا عن الجلسة... و«التيار» أمّن نصابها وميثاقيتها

TT

النواب اللبنانيون يتبادلون الاتهامات بعد التمديد للمجالس البلدية

أقرّ مجلس النواب اللبناني، أمس، قانون تمديد المجالس البلدية والاختيارية، وأرجأ سنة كاملة الانتخابات التي كانت مقررة هذا الشهر، وهو ما لاقى اعتراض كتل من المعارضة وعدد من النواب المستقلين الذين قاطعوا الجلسة، وأعلنوا عن نيتّهم التقدم بطعن إلى المجلس الدستوري، على رأسهم حزب «القوات اللبنانية» وحزب «الكتائب».
وعقدت الجلسة التشريعية الأولى منذ انتهاء ولاية رئيس الجمهورية السابق ميشال عون برئاسة رئيس البرلمان نبيه بري، وحضور رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، ومقاطعة كتلتي «القوات» و«الكتائب»، وعدد من نواب المعارضة، فيما حضرت كتلة «التيار الوطني الحر» مؤمنة بذلك «ميثاقية الجلسة»، وبرّر نوابها الخطوة بأنها مرتبطة بأمور طارئة.
وأقر مجلس النواب اقتراح قانون معجل قدمه النائبان سجيع عطية وجهاد الصمد، ويرمي إلى التمديد التقني للمجالس البلدية والاختيارية على أن تنتهي ولايتها القائمة كحد أقصى في نهاية شهر مايو (أيار) 2024، ما يعني أنه يحق للحكومة أن تجري الانتخابات في أي وقت خلال هذا العام إذا توافرت الشروط لذلك. وهو ما أشار إليه بري خلال الجلسة قائلاً: «نحن نقترح تمديداً تقنياً حتى تاريخ أقصاه، والحكومة حريصة أن تجري الانتخابات».
وشهدت الجلسة اتهامات متبادلة بين النواب والحكومة بالمسؤولية عن التعطيل، وقال ميقاتي: «خلال شهر أبريل (نيسان) الحالي، كان هناك أكثر من عطلة رسمية، ما عاق إمكان تقديم طلبات الترشح للانتخابات البلدية والاختيارية»، مشيراً إلى أن «مجلس الوزراء الذي سينعقد بعد ظهر اليوم (أمس) لديه حلّ ممكن متمثل في تعديل التواريخ التي سبق أن أقرها وزير الداخلية بسام المولوي، فيصبح 21 مايو بدلاً عن 7 مايو و27 مايو بدلاً عن 14 مايو».
وتعهد بإجراء الانتخابات ضمن المهل المحددة وبأسرع وقت، بعد إقرار قانون التمديد للمجالس، مؤكداً أن «الحكومة تحمل حلولاً ممكنة فيما يتعلق بموضوع القطاع العام، (الذي يفترض أن يتولى موظفوه مهمة إجراء الانتخابات)، ويجب ألا نلقي اللوم على بعضنا البعض، ولا يجب رمي المسؤولية على الحكومة بوصفها مقصرة كما يفعل البعض الذي يقول: إنها غير موجودة... الحكومة حاضرة خلافاً لمزاعمهم».
وتوجه ميقاتي إلى بري قائلاً: «دولة الرئيس، تعلمون أننا اجتمعنا مع وزير الداخلية، وقررنا فتح اعتماد إضافي من أجل إنجاز الاستحقاق البلدي، وفي مجلس الوزراء أعددنا مشروع قانون لفتح اعتمادات إضافية، لكنكم طلبتم أن يجري تقديم مشروع القانون كاقتراح قانون».
وأضاف: «تحضرون اليوم تحت عنوان تشريع الضرورة، فيما الأكثر ضرورة هو النظر بالقوانين الإصلاحية الخاصة بالمصارف، بدل ترك أموال اللبنانيين محتجزة في المصارف». وختم متوجهاً إلى فريق من النواب الحاضرين بالقول: «لو كنتم فعلاً لا تريدون تأجيل الانتخابات البلدية لما حضرتم اليوم، وأمنتم النصاب للجلسة الحالية. من لا يريد التأجيل لا يحضر»، في إشارة واضحة إلى موقف «الوطني الحر» الذي حضر الجلسة رغم مواقفه الداعية لإجراء الانتخابات البلدية.
وهو ما استدعى اعتراضاً من نواب «التيار» ليرد عليهم ميقاتي بالقول: «أنا لم أسمّكم...».
وبدوره، ردّ رئيس «التيار» النائب جبران باسيل على من ينتقد حضوره الجلسة قائلاً بعد انتهائها: «وزير الداخلية والبلديات في حكومة تصريف الأعمال بسام مولوي، يتكلّم في الإعلام عن جاهزية وزارته لإنجاز الانتخابات البلدية، ولكننا لم نسمع صوته في الجلسة التشريعية اليوم». وأضاف: «حضرنا الجلسة بهدف منع الفراغ في البلديات انطلاقاً من مصلحة الدولة العليا، وسنحضر الجلسات التشريعية إذا وجدنا في الأمر ضرورة». وجدد موقف «التيار» لجهة رفضه التشريع في ظل الفراغ الرئاسي قائلاً: «لسنا مع التشريع العادي في ظلّ غياب رئيس الجمهوريّة، ولكنّ ملفّ الانتخابات البلديّة استثنائي، ونحن حاضرون لها ولكن الحكومة غير جاهزة»، مضيفاً: «مَن يعيب علينا حضور الجلسة نعيب عليه المُزايدة وعدم تحمّل المسؤوليّة، وهو حضر 7 جلسات في ظلّ الفراغ السابق»، في إشارة إلى «القوات».
وبعد الجلسة ردّ وزير الداخلية والبلديات في حكومة تصريف الأعمال بسام مولوي على ما وصفها بـ«المزايدات التي شهدها المجلس النيابي، وحفلة التصريحات التي صوبت على وزارة الداخلية في ذريعة لتمرير تأجيل الانتخابات البلدية والاختيارية»، مجدداً التأكيد على جاهزية وزارته لإجراء الانتخابات متى أقر لها التمويل. وسأل: «أليس من الواضح أن الإرادة السياسية جعلت الفرقاء يؤمنون نصاب الجلسة التشريعية، ويتفقون على تأجيل الانتخابات البلدية والاختيارية؟ وتوجه إلى المزايدين والمشككين، بالقول: «إن الصمت أبلغ من أي كلام شعبوي، فتجنب الفراغ يكون بإجراء الانتخابات بدل تأجيلها».
وعلّق بدوره رئيس حزب «الكتائب» النائب سامي الجميل عبر حسابه على «تويتر»: قائلاً: «المؤسف أنّ لا شيء كان يمنع الحكومة من التحضير للانتخابات ورصد الأموال لإجرائها منذ أشهر. أما لمن أمّن نصاب جلسة التمديد غير الدستورية فنقول: «لحقتوا وبدكن تخالفوا الدستور لماذا لم تعقدوا جلسة منذ أشهر وأمنتوا الاعتمادات لإجراء الانتخابات بدل تأجيلها؟ كل الحجج ساقطة».


مقالات ذات صلة

رحيل الموسيقار اللبناني إيلي شويري

المشرق العربي رحيل الموسيقار اللبناني إيلي شويري

رحيل الموسيقار اللبناني إيلي شويري

تُوفّي الموسيقار اللبناني إيلي شويري، عن 84 عاماً، الأربعاء، بعد تعرُّضه لأزمة صحية، نُقل على أثرها إلى المستشفى، حيث فارق الحياة. وأكدت ابنته كارول، لـ«الشرق الأوسط»، أنها تفاجأت بانتشار الخبر عبر وسائل التواصل الاجتماعي، قبل أن تعلم به العائلة، وأنها كانت معه لحظة فارق الحياة.

المشرق العربي القضاء اللبناني يطرد «قاضية العهد»

القضاء اللبناني يطرد «قاضية العهد»

وجّه المجلس التأديبي للقضاة في لبنان ضربة قوية للمدعية العامة في جبل لبنان القاضية غادة عون، عبر القرار الذي أصدره وقضى بطردها من القضاء، بناء على «مخالفات ارتكبتها في إطار ممارستها لمهمتها القضائية والتمرّد على قرارات رؤسائها والمرجعيات القضائية، وعدم الامتثال للتنبيهات التي وجّهت إليها». القرار التأديبي صدر بإجماع أعضاء المجلس الذي يرأسه رئيس محكمة التمييز الجزائية القاضي جمال الحجار، وجاء نتيجة جلسات محاكمة خضعت إليها القاضية عون، بناء على توصية صدرت عن التفتيش القضائي، واستناداً إلى دعاوى قدمها متضررون من إجراءات اتخذتها بمعرض تحقيقها في ملفات عالقة أمامها، ومخالفتها لتعليمات صادرة عن مرجع

يوسف دياب (بيروت)
المشرق العربي جعجع: فرص انتخاب فرنجية للرئاسة باتت معدومة

جعجع: فرص انتخاب فرنجية للرئاسة باتت معدومة

رأى رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع أن فرص انتخاب مرشح قوى 8 آذار، رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، «باتت معدومة»، مشيراً إلى أن الرهان على الوقت «لن ينفع، وسيفاقم الأزمة ويؤخر الإصلاح». ويأتي موقف جعجع في ظل فراغ رئاسي يمتد منذ 31 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، حيث فشل البرلمان بانتخاب رئيس، وحالت الخلافات السياسية دون الاتفاق على شخصية واحدة يتم تأمين النصاب القانوني في مجلس النواب لانتخابها، أي بحضور 86 نائباً في دورة الانتخاب الثانية، في حال فشل ثلثا أعضاء المجلس (86 نائباً من أصل 128) في انتخابه بالدورة الأولى. وتدعم قوى 8 آذار، وصول فرنجية إلى الرئاسة، فيما تعارض القوى المسيحية الأكثر

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي بخاري يواصل جولته على المسؤولين: الاستحقاق الرئاسي شأن داخلي لبناني

بخاري يواصل جولته على المسؤولين: الاستحقاق الرئاسي شأن داخلي لبناني

جدد سفير المملكة العربية السعودية لدى لبنان، وليد بخاري، تأكيد موقف المملكة من الاستحقاق الرئاسي اللبناني بوصفه «شأناً سياسياً داخلياً لبنانياً»، حسبما أعلن المتحدث باسم البطريركية المارونية في لبنان بعد لقاء بخاري بالبطريرك الماروني بشارة الراعي، بدأ فيه السفير السعودي اليوم الثاني من جولته على قيادات دينية وسياسية لبنانية. وفي حين غادر السفير بخاري بكركي من دون الإدلاء بأي تصريح، أكد المسؤول الإعلامي في الصرح البطريركي وليد غياض، أن بخاري نقل إلى الراعي تحيات المملكة وأثنى على دوره، مثمناً المبادرات التي قام ويقوم بها في موضوع الاستحقاق الرئاسي في سبيل التوصل إلى توافق ويضع حداً للفراغ الرئا

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي شيا تتحرك لتفادي الفراغ في حاكمية مصرف لبنان

شيا تتحرك لتفادي الفراغ في حاكمية مصرف لبنان

تأتي جولة سفيرة الولايات المتحدة الأميركية لدى لبنان دوروثي شيا على المرجعيات الروحية والسياسية اللبنانية في سياق سؤالها عن الخطوات المطلوبة لتفادي الشغور في حاكمية مصرف لبنان بانتهاء ولاية رياض سلامة في مطلع يوليو (تموز) المقبل في حال تعذّر على المجلس النيابي انتخاب رئيس للجمهورية قبل هذا التاريخ. وعلمت «الشرق الأوسط» من مصادر نيابية ووزارية أن تحرك السفيرة الأميركية، وإن كان يبقى تحت سقف حث النواب على انتخاب رئيس للجمهورية لما للشغور الرئاسي من ارتدادات سلبية تدفع باتجاه تدحرج لبنان من سيئ إلى أسوأ، فإن الوجه الآخر لتحركها يكمن في استباق تمدد هذا الشغور نحو حاكمية مصرف لبنان في حال استحال عل

محمد شقير (بيروت)

وزير الخارجية المصري: أوهام وغطرسة القوة لن تحقق الأمن لإسرائيل

رجل فلسطيني يسير بجوار أنقاض منزل دُمّر وسط الصراع بين إسرائيل و«حماس» في خان يونس (رويترز)
رجل فلسطيني يسير بجوار أنقاض منزل دُمّر وسط الصراع بين إسرائيل و«حماس» في خان يونس (رويترز)
TT

وزير الخارجية المصري: أوهام وغطرسة القوة لن تحقق الأمن لإسرائيل

رجل فلسطيني يسير بجوار أنقاض منزل دُمّر وسط الصراع بين إسرائيل و«حماس» في خان يونس (رويترز)
رجل فلسطيني يسير بجوار أنقاض منزل دُمّر وسط الصراع بين إسرائيل و«حماس» في خان يونس (رويترز)

أكد وزير الخارجية والهجرة المصري بدر عبد العاطي، الأربعاء، أن «أوهام وغطرسة القوة لن تحقق الأمن لإسرائيل ولن تحقق أيضاً الأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط».

وقال الوزير عبد العاطي، خلال مؤتمر صحافي، الأربعاء، مع نظيره الهولندي كاسبر فيلد كامب، إنه لا بد من إقامة الدولة الفلسطينية والاستجابة للتطلعات المشروعة للشعب الفلسطيني في إقامة الدولة المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، مشيراً إلى الجهود والتحركات المصرية المبذولة لتوحيد الصف الفلسطيني من خلال التواصل بين حركتي «حماس» و«فتح» في إطار تشكيل لجنة الإسناد المجتمعي لتكون إدارة مؤقتة لقطاع غزة.

وأشار إلى أن المباحثات مع نظيره الهولندي تناولت أيضاً «الجرائم والانتهاكات السافرة التي تحدث في غزة، خصوصاً في شمال القطاع والتي يندى لها الجبين»، رافضاً «التشريعات كافة التي تصدر بشكل أحادي من جانب إسرائيل، خصوصاً المتعلقة بحظر أعمال الوكالة الدولية (أونروا) التي صدر قرار بإنشائها من جانب الجمعية العامة للأمم المتحدة، ولا يملك أحد أياً كان وقف أعمالها، خصوصاً في المناطق الخاضعة للاحتلال».

وأضاف أنه تناول مع الوزير كامب آخر تطورات القضية الليبية والعدوان الإسرائيلي في لبنان، وأهمية التحرك بالتوازي في مسألة وقف إطلاق النار مع التعامل مع أزمة الشغور الرئاسي وعدم فرض أي رئيس من خارج بيروت لرئاسة لبنان، وضرورة التنفيذ الفوري للقرار 1701.

ولفت الوزير عبد العاطي إلى أنه أحاط وزير الخارجية الهولندي علماً، بالأهمية البالغة لقضية المياه باعتبارها قضية حياة أو موت بالنسبة لأكثر من 110 ملايين مصري، مشيراً إلى أنهما تحدثا عن أزمة السد الإثيوبي وأن مصر لن تتهاون في الحفاظ على حقوقها المائية، وتؤمن بحق جميع دول حوض النيل في التنمية مثلما على أثيوبيا أن تؤمن بحق مصر في الحياة، من خلال الحفاظ على أمنها المائي.

بدوره، أوضح الوزير الهولندي أن بلاده ستقوم بما في وسعها لتجنب التصعيد بين إسرائيل وإيران والحد من دائرة العنف، داعياً الأطراف كافة إلى العمل على وقف التصعيد بالمنطقة.

كما شدد على ضرورة وقف إطلاق النار في غزة وإطلاق سراح المحتجزين والعمل على إيصال المساعدات الإنسانية إلى القطاع، مؤكداً أن بلاده ستعمل على تحقيق حل الدولتين، معبراً عن قلق بلاده إزاء قرار الكنيست الإسرائيلي بشأن «أونروا».

ولفت الوزير الهولندي إلى أن بلاده تقدر أيضاً جهود مصر فيما يتعلق بلبنان وإيصال المساعدات العاجلة إلى بيروت.