البرلمان العراقي يقترب من إقرار الموازنة المالية بعد خلافات حادة

الحلبوسي ينفي أي خلاف مع السوداني

صورة أرشيفية للبرلمان العراقي أثناء انتخاب رئيس للجمهورية في 13 اكتوبر 2022 ببغداد (غيتي)
صورة أرشيفية للبرلمان العراقي أثناء انتخاب رئيس للجمهورية في 13 اكتوبر 2022 ببغداد (غيتي)
TT

البرلمان العراقي يقترب من إقرار الموازنة المالية بعد خلافات حادة

صورة أرشيفية للبرلمان العراقي أثناء انتخاب رئيس للجمهورية في 13 اكتوبر 2022 ببغداد (غيتي)
صورة أرشيفية للبرلمان العراقي أثناء انتخاب رئيس للجمهورية في 13 اكتوبر 2022 ببغداد (غيتي)

بعد خلافات حادة بين البرلمان والحكومة أدرجت رئاسة البرلمان فقرة الموازنة في جدول أعمال جلستها ليوم أمس الأحد. وكان رئيس الوزراء محمد شياع السوداني التقى أمس الأحد نائبي رئيس البرلمان محسن المندلاوي وشاخوان عبد الله وأعضاء اللجنة ووزراء الخارجية والنفط والمالية. وطبقا للبيان فإن الاجتماع «شهد مناقشة بنود مشروع قانون الموازنة العامّة الاتحادية المعروض أمام مجلس النوّاب، ومواطن القوّة والإسناد في فقراتها، وكذلك البحث في أهمية تصميم قانون الموازنة لأوّل مرّة لتمتدّ مشاريعها الرئيسية على مدى ثلاث سنوات، بما سينعكس على سهولة وسرعة تنفيذ مشاريع البنى التحتية والخدمات الأساسية». وأضاف البيان أن «السوداني أشار إلى خطط الحكومة في التنمية والاقتصاد، والإصلاحات المالية وعوائدها الإيجابية على الاقتصاد الداخلي ومساعدتها في خلق فرص العمل الحقيقية وتنشيط القطاع الخاص، مؤكداً عزم الحكومة على تحرير الاقتصاد العراقي من الاعتماد المنفرد على النفط وتقلّبات أسعاره في الأسواق العالمية، عبر تنشيط باقي القطّاعات الزراعية والصناعية والخدمية الواعدة». إلى ذلك نفى رئيس البرلمان العراقي محمد الحلبوسي أن يكون لديه خلاف مع رئيس الوزراء محمد شياع السوداني. الحلبوسي الذي منح نفسه إجازة لمدة أسبوعين بسبب ما قيل عن احتجاجه على مشروع قانون الموازنة المالية الذي قدمته الحكومة لثلاث سنوات بدلا من سنة واحدة مثلما هو معمول به سنويا باشر عمله أول من أمس السبت في معاودة رئاسة جلسات البرلمان بعد خلاف بدا صامتا مع نائبه الأول محسن المندلاوي. المندلاوي الذي تمكن من تمرير فقرة الموازنة خلال الجلسة التي عقدت الأسبوع الماضي نجح في جعل البرلمان يقرأها قراءة أولى وهو ما يعني وضعها على سكة التصويت بعد قراءتها قراءة ثانية، وهو مثلما روجت مصادر سياسية عراقية أن ذلك تم بخلاف ما يريده رئيس البرلمان محمد الحلبوسي. الإجازة التي منحها الحلبوسي لنفسه بدأت بزيارته جمهورية مصر العربية، حيث استقبله الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وانتهت أول من أمس بزيارة المملكة العربية السعودية، حيث التقى ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، ثم تم تداول صور له وهو يؤدي مناسك العمرة. وطبقا للبيانين الصادرين عن لقاء الحلبوسي سواء بالرئيس المصري السيسي وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان فإن البيانين أكدا على إعادة تأكيد الثوابت التي تحكم علاقة العراق بكل من القاهرة والرياض مع تأكيد حكومتي كلا البلدين على دعم العراق في المجالات كافة، وهو ما ينفي ما شاع عن نظرية مؤامرة، مفادها أن الحلبوسي ذهب إلى العاصمتين العربيتين طالبا دعما له وللمكون السني من منطلق عدم تحقيق المطالب والوعود التي أعطيت للعرب السنة بموجب الاتفاق السياسي ولم تتحقق. الأمر الذي زاد مما عده خصوم الحلبوسي محاولات منه للحصول على دعم عربي هو نشر وثيقة ظهر أنها مزورة بعد أن نفاها مكتب الحلبوسي تشير إلى تقديمه طلبا إلى الأمير محمد بن سلمان لغرض إجراء مقابلة معه لتقديم شكوى بحق ما بات يعانيه المكون السني. مكتب الحلبوسي سارع إلى نفي المذكرة في وقت استقبل الأمير محمد بن سلمان رئيس البرلمان العراقي محمد الحلبوسي. البيان الصادر عن اللقاء جدد موقف المملكة الدائم في دعم العراق وحكومته على الصعد كافة، كما تضمن إعلان الحلبوسي دعم البرلمان العراقي لخطط الحكومة وإجراءاتها، وهو ما يعني أنه لا خلاف بين السلطتين التنفيذية والتشريعية.
وطبقا للمعلومات المتداولة في الأوساط البرلمانية المختلفة فإن هناك ثلاث نقاط رئيسية لا تزال تمثل محور الخلاف حول الموازنة، وهي أولا كون الموازنة لثلاث سنوات قادمة وهناك مخاوف من قبل كتل كثيرة في البرلمان بمن فيها الكتلة التي ينتمي إليها رئيس الوزراء وهي كتلة الإطار التنسيقي من إمكانية انفراد الحكومة بالموازنة للسنوات الثلاث القادمة في حال أقرها البرلمان دون ضمانات تتعلق بدور البرلمان في الرقابة، حيث إن الحكومة يمكن أن تكون مطلقة الصلاحيات دون العودة إلى البرلمان الذي يستطيع سنويا الحد من تمدد الحكومة وطرق إنفاقها لأن الموازنة بيده. النقطة الثانية وهي تتعلق بالعجز الذي تتضمنه الموازنة وهو عجز كبير يزيد على العشرين مليار دولار. ومع أنه عجز افتراضي وليس حقيقيا لكنه يبقى مرتبطا بأسعار النفط، وهو ما يجعل البرلمان يتخوف من أنه في حال انخفضت أسعار النفط إلى ما دون السبعين دولارا للبرميل الواحد سوف يزداد العجز في الموازنة، وهو ما يعني عدم القدرة على تسديد رواتب الموظفين التي تزيد سنويا على الخمسين مليار دولار أميركي. النقطة الثالثة وتتعلق بسعر برميل النفط الواحد، حيث وضعت الحكومة سعرا لكل برميل نفط بحدود 75 دولارا أميركيا لكل برميل، وهو ما تتخوف منه بعض الأوساط البرلمانية في حال انخفضت الأسعار في ظل عدم وجود بدائل للدخل القومي في البلاد. وفيما لم يستبعد عضو البرلمان العراقي المستقل برهان المعموري وجود خلافات سياسية حالت دون إدراج فقرة الموازنة في جلسة البرلمان مساء السبت، فإنه وفي تصريح لـ«الشرق الأوسط» قال إن «السبب في عدم إدراج فقرة الموازنة في جلسة البرلمان السبت يعود إلى عدم اكتمال التقرير الخاص بالموازنة»، مبينا في الوقت نفسه أن «الأمر لا يخلو من وجود أسباب سياسية بسبب الخلافات حول بعض البنود بالإضافة إلى الاتفاقات السياسية». وأكد المعموري أنه «رغم ذلك فإن الموازنة ماضية، وأتوقع إدراجها ضمن جلسة الاثنين، خصوصا أن اللجنة المالية البرلمانية سوف تلتقي رئيس الوزراء وتبحث معه مختلف الجوانب الخاصة بالميزانية بعد حسم بعض البنود».


مقالات ذات صلة

الأمم المتحدة تحث دول جوار العراق على مساعدته في حل مشكلة نقص المياه ومخاطر الجفاف والتلوث

المشرق العربي الأمم المتحدة تحث دول جوار العراق على مساعدته في حل مشكلة نقص المياه ومخاطر الجفاف والتلوث

الأمم المتحدة تحث دول جوار العراق على مساعدته في حل مشكلة نقص المياه ومخاطر الجفاف والتلوث

حثت الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة لدى العراق، جينين هينيس بلاسخارت، أمس (الخميس)، دول العالم، لا سيما تلك المجاورة للعراق، على مساعدته في حل مشكلة نقص المياه ومخاطر الجفاف والتلوث التي يواجهها. وخلال كلمة لها على هامش فعاليات «منتدى العراق» المنعقد في العاصمة العراقية بغداد، قالت بلاسخارت: «ينبغي إيجاد حل جذري لما تعانيه البيئة من تغيرات مناخية». وأضافت أنه «يتعين على الدول مساعدة العراق في إيجاد حل لتأمين حصته المائية ومعالجة النقص الحاصل في إيراداته»، مؤكدة على «ضرورة حفظ الأمن المائي للبلاد».

حمزة مصطفى (بغداد)
المشرق العربي بارزاني: ملتزمون قرار عدم وجود علاقات بين العراق وإسرائيل

بارزاني: ملتزمون قرار عدم وجود علاقات بين العراق وإسرائيل

أكد رئيس إقليم كردستان العراق نيجرفان بارزاني، أمس الخميس، أن الإقليم ملتزم بقرار عدم وجود علاقات بين العراق وإسرائيل، مشيراً إلى أن العلاقات مع الحكومة المركزية في بغداد، في أفضل حالاتها، إلا أنه «يجب على بغداد حل مشكلة رواتب موظفي إقليم كردستان». وأوضح، في تصريحات بمنتدى «العراق من أجل الاستقرار والازدهار»، أمس الخميس، أن الاتفاق النفطي بين أربيل وبغداد «اتفاق جيد، ومطمئنون بأنه لا توجد عوائق سياسية في تنفيذ هذا الاتفاق، وهناك فريق فني موحد من الحكومة العراقية والإقليم لتنفيذ هذا الاتفاق».

«الشرق الأوسط» (بغداد)
المشرق العربي رئيس الوزراء العراقي: علاقاتنا مع الدول العربية بلغت أفضل حالاتها

رئيس الوزراء العراقي: علاقاتنا مع الدول العربية بلغت أفضل حالاتها

أعلن رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني أن علاقات بلاده مع الدول العربية الشقيقة «وصلت إلى أفضل حالاتها من خلال الاحترام المتبادل واحترام سيادة الدولة العراقية»، مؤكداً أن «دور العراق اليوم أصبح رياديا في المنطقة». وشدد السوداني على ضرورة أن يكون للعراق «هوية صناعية» بمشاركة القطاع الخاص، وكذلك دعا الشركات النفطية إلى الإسراع في تنفيذ عقودها الموقعة. كلام السوداني جاء خلال نشاطين منفصلين له أمس (الأربعاء) الأول تمثل بلقائه ممثلي عدد من الشركات النفطية العاملة في العراق، والثاني في كلمة ألقاها خلال انطلاق فعالية مؤتمر الاستثمار المعدني والبتروكيماوي والأسمدة والإسمنت في بغداد.

حمزة مصطفى (بغداد)
المشرق العربي السوداني يؤكد استعداد العراق لـ«مساندة شركائه الاقتصاديين»

السوداني يؤكد استعداد العراق لـ«مساندة شركائه الاقتصاديين»

أكد رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني استعداد العراق لـ«مساندة شركائه الاقتصاديين»، داعياً الشركات النفطية الموقّعة على جولة التراخيص الخامسة مع العراق إلى «الإسراع في تنفيذ العقود الخاصة بها». جاء ذلك خلال لقاء السوداني، (الثلاثاء)، عدداً من ممثلي الشركات النفطية العالمية، واستعرض معهم مجمل التقدم الحاصل في قطاع الاستثمارات النفطية، وتطوّر الشراكة بين العراق والشركات العالمية الكبرى في هذا المجال. ووفق بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء، وجه السوداني الجهات المختصة بـ«تسهيل متطلبات عمل ملاكات الشركات، لناحية منح سمات الدخول، وتسريع التخليص الجمركي والتحاسب الضريبي»، مشدّداً على «ضرورة مراعا

«الشرق الأوسط» (بغداد)
المشرق العربي مباحثات عراقية ـ إيطالية في مجال التعاون العسكري المشترك

مباحثات عراقية ـ إيطالية في مجال التعاون العسكري المشترك

بحث رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني مع وزير الدفاع الإيطالي غويدو كروسيتو العلاقات بين بغداد وروما في الميادين العسكرية والسياسية. وقال بيان للمكتب الإعلامي لرئيس الوزراء العراقي بعد استقباله الوزير الإيطالي، أمس، إن السوداني «أشاد بدور إيطاليا في مجال مكافحة الإرهاب، والقضاء على عصابات (داعش)، من خلال التحالف الدولي، ودورها في تدريب القوات الأمنية العراقية ضمن بعثة حلف شمال الأطلسي (الناتو)». وأشار السوداني إلى «العلاقة المتميزة بين العراق وإيطاليا من خلال التعاون الثنائي في مجالات متعددة، مؤكداً رغبة العراق للعمل ضمن هذه المسارات، بما يخدم المصالح المشتركة، وأمن المنطقة والعالم». وبي

حمزة مصطفى (بغداد)

إسرائيل تملأ غياب هوكستين بالغارات والتوغلات

دبابة إسرائيلية على مثلث مرجعيون - ديرميماس - القليعة قرب نهر الليطاني بجنوب لبنان (متداول)
دبابة إسرائيلية على مثلث مرجعيون - ديرميماس - القليعة قرب نهر الليطاني بجنوب لبنان (متداول)
TT

إسرائيل تملأ غياب هوكستين بالغارات والتوغلات

دبابة إسرائيلية على مثلث مرجعيون - ديرميماس - القليعة قرب نهر الليطاني بجنوب لبنان (متداول)
دبابة إسرائيلية على مثلث مرجعيون - ديرميماس - القليعة قرب نهر الليطاني بجنوب لبنان (متداول)

تملأ إسرائيل غياب الموفد الرئاسي الاميركي آموس هوكستين الذي يحمل مبادرة أميركية لوقف إطلاق النار، بالغارات العنيفة، وتوسعة رقعة التوغل البري الذي وصل إلى مشارف مجرى نهر الليطاني، في محاولة لفصل النبطية عن قضاء مرجعيون.

وفيما انتقل هوكستين إلى واشنطن من دون الإدلاء بتصريحات حول زيارته إسرائيل، أكدت مصادر لبنانية لـ«الشرق الأوسط» أنَّ الموفد الأميركي «بقيَ على تواصل مع المفاوضين اللبنانيين»، مشيرة إلى أنَّ المحادثات لوقف النار «تتقدم ببطء، لكن بثبات في اتجاه إيجابي».

ميدانياً، وصلت القوات الإسرائيلية إلى بلدة ديرميماس، انطلاقاً من بلدة كفركلا، ما يعني أنَّها سارت على طريق لنحو 5 كيلومترات في العمق اللبناني، لتصل إلى مشارف الليطاني، بعد تمهيد ناري بالمدفعية وغارات جوية نفذتها طائرات حربية ومسيّرات. وقال «حزب الله»، في المقابل، إنَّه استهدف تلك القوات في النقاط التي وصلت إليها.

بالموازاة، كثفت إسرائيل غاراتها الجوية على ضاحية بيروت الجنوبية، واستهدفت الأحياء المسيحية المقابلة للضاحية في عين الرمانة والحدت، وهي خطوط التماس السابقة في الحرب اللبنانية، وذلك عقب إنذارات وجهها الجيش للسكان بإخلاء الأبنية.