ارتفعت حصيلة قتلى قصف روسي على مبنى سكني في سلوفيانسك بشرق أوكرانيا إلى 11 شخصاً، اليوم (السبت)، بينما تحدّث الجيش الروسي عن تحقيق مكاسب في شمال وشرق باخموت.
وذكرت السلطات الأوكرانية أن سلوفيانسك التي كان عدد سكانها قبل الحرب 22 ألف نسمة، استُهدفت (الجمعة) بسبعة صواريخ روسية مضادة للطائرات من طراز «إس-300» ألحقت أضراراً بخمسة مبانٍ وخمسة منازل ومدرسة ومبنى إداري.
وكشفت الشرطة في منطقة دونيتسك مساء (الجمعة) عن إصابة 20 شخصاً، وأن هناك عددا من الأطفال بين الضحايا المرشح عددهم للارتفاع، نظراً لأن أعمال الإنقاذ لم تكتمل بعد.
وأفاد الحاكم العسكري لمنطقة دونيتسك بافلو كيريلينكو بتدمير العديد من المباني الشاهقة.
أعمال الإنقاذ مستمرة لانتشال ضحايا قصف روسي على مبنى سكني في شرق أوكرانيا. (أ.ب)
وتدور حالياً واحدة من أعنف المعارك في دونيتسك، وذلك بعد مرور أكثر من عام من بدء الحرب الروسية الأوكرانية.
وتحاول القوات الروسية منذ أشهر إحكام قبضتها على مدينة باخموت في شرق أوكرانيا، التي كان عدد سكانها ذات يوم 70 ألف نسمة، لكن يقطنها حالياً بضعة آلاف.
واتهم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، موسكو بقصف المباني السكنية «بوحشية وبقتل الناس في وضح النهار».
وقال زيلينسكي في خطاب عبر تقنية الفيديو مساء (الجمعة) إنه لم تكن هناك «ساعة واحدة من دون عمليات قتل وإرهاب روسي. إنها دولة شريرة وستخسر. إن واجبنا تجاه الإنسانية في حد ذاته هو الانتصار وسوف ننتصر».
وفي أماكن أخرى في أوكرانيا، قتلت امرأتان (السبت) في قصف روسي على خيرسون جنوب البلاد، بحسب ما أعلن رئيس الإدارة الرئاسية أندريي يرماك عبر تطبيق المراسلة «تيليغرام».
بينما قال أكبر مسؤول عيّنته روسيا في شرق أوكرانيا إن 4 أشخاص قُتلوا وأصيب 10 آخرون في قصف أوكراني لمنطقة سكنية في بلدة تسيطر عليها روسيا.
وقال المسؤول دينيس بوشيلين إن طفلة في السابعة من عمرها من بين المصابين في بلدة ياسينوفاتا شمالي دونيتسك، وفقاً لوكالة أنباء «رويترز».
من جهته، أعلن الجيش الروسي (السبت) أنه حقق مكاسب ميدانية على المشارف الشمالية والجنوبية لباخموت (شرق أوكرانيا) التي تشكّل مركزاً للقتال منذ أشهر، وتقدمت فيها القوات الروسية ببطء حتى سيطرت على الجزء الأكبر من المدينة.جنود أوكرانيون في دونيتسك. (أ.ب)
وذكرت وزارة الدفاع الروسية عبر «تيليغرام» أن «وحدات فاغنر الهجومية تقدمت بنجاح واستولت على منطقتين واقعتين على المشارف الشمالية والجنوبية للمدينة»، مشيرة إلى «قتال أعنف» على الجبهة.
وتحارب مجموعة «فاغنر المسلحة» بقيادة يفغيني بريغوجين، على خط المواجهة في هذه المعركة بدعم من المدفعية والمظلّيين العسكريين.
وبحسب وزارة الدفاع الروسية، فإن القوات الأوكرانية «تتراجع وتدمّر عمداً البنى التحتية والمباني السكنية في المدينة من أجل إبطاء تقدّم القوات الروسية».
وأضافت أن «القوات المحمولة جواً تدعم تحركات المجموعات الهجومية للاستيلاء على المدينة».
وكانت روسيا أعلنت (الجمعة) أنها تدفع باتجاه غرب باخموت للسيطرة على الجزء الأخير من المدينة المدمرة إلى حد كبير وما زالت تحت سيطرة الجيش الأوكراني، بينما أفاد تقييم بريطاني بأن القوات الأوكرانية أُجبرت على الانسحاب من أجزاء من باخموت.
قوات روسية في دونيتسك. (رويترز)
جاء ذلك بعدما أفادت موسكو (الخميس) بأنها حاصرت القوات الأوكرانية في باخموت ومنعت دخول أي تعزيزات، مشيرة إلى أن هذه المدينة، التي تشهد أكثر المعارك دموية منذ الصيف الماضي، على وشك السقوط.
غير أن كييف نفت ذلك، مؤكدة مواصلة إمداد الجنود الأوكرانيين في باخموت وإلحاق خسائر بالروس.
ورفض قادة عسكريون أوكرانيون هذا الأسبوع التصريحات الروسية المبالغ فيها بأن قواتها تسيطر الآن على 80% من المدينة.
وأوضح التقييم البريطاني أن روسيا ضخّت موارد جديدة في محاولة للاستيلاء على باخموت التي تعدها موسكو نقطة انطلاق للاستيلاء على مزيد من الأراضي في منطقة دونباس بشرق أوكرانيا، وهو هدف رئيس للحرب.
وفي وقت سابق، أشارت دول غربية إلى «الشقاق بين وزارة الدفاع الروسية وقوة المرتزقة الرئيسية فاغنر باعتباره نقطة ضعف روسية كبيرة».
وقال الجيش البريطاني إن «روسيا أعادت إذكاء هجومها على بلدة باخموت في دونيتسك مع تحسّن التعاون بين القوات التابعة لوزارة الدفاع الروسية ومجموعة فاغنر».
وجاء في الإفادة البريطانية: «تواجه القوات الأوكرانية مشكلات كبيرة تتعلق بإعادة الإمداد لكنها قامت بعمليات انسحاب منظمة من المواقع التي أجبرت على التنازل عنها».
وبالقرب من باخموت، كان جنود من وحدة مدفعية أوكرانية يُحمّلون قذائف هاوتزر من الحقبة السوفيتية ويطلقون النار باتجاه خط الجبهة، حيث قالوا إن روسيا حشدت جنودها من المشاة.
وقال دميترو (44 عاماً) وهو قائد وحدة مدفعية إن «هدفنا في هذا الاتجاه هم المشاة غالباً. وهناك تركيز كبير على العامل البشري في روسيا الاتحادية».
كما ورد في الإفادة البريطانية أن الأوكرانيين ما زالوا يسيطرون على المناطق الغربية من المدينة، لكنهم تعرضوا لنيران مكثفة من المدفعية الروسية تحديداً خلال 48 ساعة الماضية.
وأضافت أن «وحدات فاغنر المرتزقة تركز الآن على التقدم في وسط باخموت، بينما كان المظليون الروس يريحونهم في الهجمات على أجنحة المدينة».
وفي سياق متصل، قال معهد دراسات الحرب البحثي إن اللقطات المحددة جغرافياً تشير إلى أن القوات الروسية تقدمت غرباً إلى وسط باخموت في اليوم السابق، وحققت «تقدماً طفيفاً» في جنوب وجنوب غرب المدينة.
وسيكون الاستيلاء على المدينة أول انتصار كبير لروسيا منذ نحو 8 أشهر.
وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في كلمة مصورة، إنه أخبر القادة في اجتماع أن الهدف الرئيسي يظل «تدمير المحتلين واستنفاد مواردهم».
وبعد الاختراقات الأوكرانية الكبرى في النصف الثاني من عام 2022 «لم تتراجع تقريباً الخطوط الأمامية خلال الأشهر الخمسة الماضية على الرغم من الهجوم الروسي الضخم».جنود أوكرانيون في باخموت. (رويترز)
من جهته، قال مؤسس مجموعة «فاغنر» يفغيني بريغوجين عبر «تيليغرام» إن «أوكرانيا يجب أن تشن هجومها المضاد المتوقع قريباً أو ستفقد قدرتها القتالية تدريجيا».
وقال: «بالنسبة لنا، باخموت ميزة كبيرة. نحن نسحق الجيش الأوكراني هناك ونكبح مناوراته».
وفي واشنطن، قال رئيس الوزراء الأوكراني دينيس شميهال إن «الاجتماعات المثمرة هذا الأسبوع حصدت تعهدات بتمويل إضافي بخمسة مليارات دولار لدعم حرب كييف ضد روسيا».
والتقى شميهال مع ممثلين عن صندوق النقد الدولي والبنك الدولي وبنك الاستثمار الأوروبي ومسؤولين أميركيين كبار على هامش اجتماعات الربيع لصندوق النقد الدولي والبنك الدولي.
ورفضت رئيسة لجنة الدفاع في البرلمان الألماني (البوندستاغ) ماريا أجناس شتراك-تسيمرمان (الحزب الديمقراطي الحر) وجود مقاتلات ألمانية من طراز يوروفايتر أو تورنادو في أوكرانيا، أو تسليم هذه المقاتلات مستقبلاً إلى كييف، وفقاً لما نشرته صحيفة «فيلت» الألمانية.
وقالت أجناس إن الأمر يجب أن يتعلق قبل كل شيء بتقديم الدعم للجيش الأوكراني بطريقة مختلفة.