أصيلة تكرم سكانها في ختام فعاليات موسمها الثقافي الدولي الـ37

قدمت جوائز المصري إبراهيم عويس.. والبحريني تقي الدين البحارنة

من جوائز أصيلة جائزة الأم المثالية
من جوائز أصيلة جائزة الأم المثالية
TT

أصيلة تكرم سكانها في ختام فعاليات موسمها الثقافي الدولي الـ37

من جوائز أصيلة جائزة الأم المثالية
من جوائز أصيلة جائزة الأم المثالية

احتفى منتدى أصيلة في ختام فعاليات موسمه الثقافي الـ37، بسكان المدينة وفعالياتها الجمعوية والمهنية التي أسهمت في تنمية المدينة عبر منحهم جوائز كثيرة في مجالات مختلفة: للأم المثالية، والمرأة العاملة، والبيئة للأحياء النظيفة، وصياد السنة، وصانع السنة، وجمعية السنة، وجائزة رياضية ورياضي السنة، وطفل السنة، إضافة إلى جوائز خصصها الشاعر والدبلوماسي البحريني تقي الدين البحارنة.
وعرف الحفل توزيع كتب على الأطفال الذين تفوقوا في مشغل كتابة وإبداع الطفل الذي أشرفت عليه الشاعرة والكاتبة إكرام عبدي، كما جرى الإعلان عن أسماء طلبة أصيلة الذين تفوقوا هذه السنة في امتحانات البكالوريا (الثانوية العامة) الذين حصلوا بهذه المناسبة على جائزة إبراهيم عويس السنوية المخصصة للطلبة النجباء بهذه المدينة المغربية الساحلية.
وعادت جوائز هذه العام لكل من الطلبة، نسرين بلقايد (علوم الحياة والأرض) ومحمد الكعبوري (علوم فيزيائية) وحمزة المالح (علوم إنسانية الفلسفة) وأسية الخياط (شعبة الآداب العصرية). ونبعت فكرة تخصيص هذه الجائزة قبل بضع سنوات تتويجا لرابطة الصداقة التي انعقدت بين الدكتور عويس (مصري)، الذي قدم إلى أصيلة 32 مرة، وكان أستاذا للاقتصاد في جامعة «جورج تاون» الأميركية، ودرس على يديه الرئيسان الأميركيان باراك أوباما وبيل كلينتون، وأقام بين سكان هذه المدينة الصغيرة الواقعة شمال المغرب. فيما نوه أمين عام منتدى أصيلة بمبادرة عويس واعتبرها نتيجة طبيعية للروابط العميقة الإنسانية التي سمح المهرجان بتجذيرها بين ضيوف الموسم وسكان أصيلة.
وعقب ذلك، ذكر محمد بن عيسى، الأمين العام لمؤسسة منتدى أصيلة، ووزير خارجية المغرب الأسبق، موسم أصيلة الـ37 كان التفاتة وفاء لفنان كبير ساير كل مواسم أصيلة منذ انطلاقه سنة 1978 إنه الفنان الكبير فريد بلكاهية. وقال بن عيسى إن «ضيف الشرف لهذا الموسم كان هو استحضار ذكرى فريد بلكاهية الذي كان فريدا من نوعه وأسهم في تطور مواسم أصيلة، وما عرفته من تجديد ثابث ومستمر»، مبرزا أن موسم أصيلة هذا العام مرآة لما يتمتع به سكان أصيلة من صبر وابتسامة لاحظها كل الضيوف، مشيرا إلى أن موسم أصيلة الثقافي ربما هي التظاهرة الوحيدة التي تجزي سكان المدينة وأهلها على ما عبروا عنه اتجاه ضيوف الموسم سواء المغاربة أو غير المغاربة.



ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
TT

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)

ستيف بركات عازف بيانو كندي من أصل لبناني، ينتج ويغنّي ويلحّن. لفحه حنين للجذور جرّه إلى إصدار مقطوعة «أرض الأجداد» (Motherland) أخيراً. فهو اكتشف لبنان في وقت لاحق من حياته، وينسب حبّه له إلى «خيارات مدروسة وواعية» متجذرة في رحلته. من اكتسابه فهماً متيناً لهويته وتعبيره عن الامتنان لما منحه إياه الإرث من عمق يتردّد صداه كل يوم، تحاوره «الشرق الأوسط» في أصله الإنساني المنساب على النوتة، وما أضفاه إحساسه الدفين بالصلة مع أسلافه من فرادة فنية.
غرست عائلته في داخله مجموعة قيم غنية استقتها من جذورها، رغم أنه مولود في كندا: «شكلت هذه القيم جزءاً من حياتي منذ الطفولة، ولو لم أدركها بوعي في سنّ مبكرة. خلال زيارتي الأولى إلى لبنان في عام 2008. شعرتُ بلهفة الانتماء وبمدى ارتباطي بجذوري. عندها أدركتُ تماماً أنّ جوانب عدة من شخصيتي تأثرت بأصولي اللبنانية».
بين كوبنهاغن وسيول وبلغراد، وصولاً إلى قاعة «كارنيغي» الشهيرة في نيويورك التي قدّم فيها حفلاً للمرة الأولى، يخوض ستيف بركات جولة عالمية طوال العام الحالي، تشمل أيضاً إسبانيا والصين والبرتغال وكوريا الجنوبية واليابان... يتحدث عن «طبيعة الأداء الفردي (Solo) التي تتيح حرية التكيّف مع كل حفل موسيقي وتشكيله بخصوصية. فالجولات تفسح المجال للتواصل مع أشخاص من ثقافات متنوعة والغوص في حضارة البلدان المضيفة وتعلّم إدراك جوهرها، مما يؤثر في المقاربة الموسيقية والفلسفية لكل أمسية».
يتوقف عند ما يمثله العزف على آلات البيانو المختلفة في قاعات العالم من تحدٍ مثير: «أكرّس اهتماماً كبيراً لأن تلائم طريقة عزفي ضمانَ أفضل تجربة فنية ممكنة للجمهور. للقدرة على التكيّف والاستجابة ضمن البيئات المتنوّعة دور حيوي في إنشاء تجربة موسيقية خاصة لا تُنسى. إنني ممتنّ لخيار الجمهور حضور حفلاتي، وهذا امتياز حقيقي لكل فنان. فهم يمنحونني بعضاً من وقتهم الثمين رغم تعدّد ملاهي الحياة».
كيف يستعد ستيف بركات لحفلاته؟ هل يقسو عليه القلق ويصيبه التوتر بإرباك؟ يجيب: «أولويتي هي أن يشعر الحاضر باحتضان دافئ ضمن العالم الموسيقي الذي أقدّمه. أسعى إلى خلق جو تفاعلي بحيث لا يكون مجرد متفرج بل ضيف عزيز. بالإضافة إلى الجانب الموسيقي، أعمل بحرص على تنمية الشعور بالصداقة الحميمة بين الفنان والمتلقي. يستحق الناس أن يلمسوا إحساساً حقيقياً بالضيافة والاستقبال». ويعلّق أهمية على إدارة مستويات التوتّر لديه وضمان الحصول على قسط كافٍ من الراحة: «أراعي ضرورة أن أكون مستعداً تماماً ولائقاً بدنياً من أجل المسرح. في النهاية، الحفلات الموسيقية هي تجارب تتطلب مجهوداً جسدياً وعاطفياً لا تكتمل من دونه».
عزف أناشيد نالت مكانة، منها نشيد «اليونيسف» الذي أُطلق من محطة الفضاء الدولية عام 2009 ونال جائزة. ولأنه ملحّن، يتمسّك بالقوة الهائلة للموسيقى لغة عالمية تنقل الرسائل والقيم. لذا حظيت مسيرته بفرص إنشاء مشروعات موسيقية لعلامات تجارية ومؤسسات ومدن؛ ومعاينة تأثير الموسيقى في محاكاة الجمهور على مستوى عاطفي عميق. يصف تأليف نشيد «اليونيسف» بـ«النقطة البارزة في رحلتي»، ويتابع: «التجربة عزّزت رغبتي في التفاني والاستفادة من الموسيقى وسيلة للتواصل ومتابعة الطريق».
تبلغ شراكته مع «يونيفرسال ميوزيك مينا» أوجها بنجاحات وأرقام مشاهدة عالية. هل يؤمن بركات بأن النجاح وليد تربة صالحة مكوّنة من جميع عناصرها، وأنّ الفنان لا يحلّق وحده؟ برأيه: «يمتد جوهر الموسيقى إلى ما وراء الألحان والتناغم، ليكمن في القدرة على تكوين روابط. فالنغمات تمتلك طاقة مذهلة تقرّب الثقافات وتوحّد البشر». ويدرك أيضاً أنّ تنفيذ المشاريع والمشاركة فيها قد يكونان بمثابة وسيلة قوية لتعزيز الروابط السلمية بين الأفراد والدول: «فالثقة والاهتمام الحقيقي بمصالح الآخرين يشكلان أسس العلاقات الدائمة، كما يوفر الانخراط في مشاريع تعاونية خطوات نحو عالم أفضل يسود فيه الانسجام والتفاهم».
بحماسة أطفال عشية الأعياد، يكشف عن حضوره إلى المنطقة العربية خلال نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل: «يسعدني الوجود في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا كجزء من جولة (Néoréalité) العالمية. إنني في مرحلة وضع اللمسات الأخيرة على التفاصيل والتواريخ لنعلن عنها قريباً. تملؤني غبطة تقديم موسيقاي في هذا الحيّز النابض بالحياة والغني ثقافياً، وأتحرّق شوقاً لمشاركة شغفي وفني مع ناسه وإقامة روابط قوامها لغة الموسيقى العالمية».
منذ إطلاق ألبومه «أرض الأجداد»، وهو يراقب جمهوراً متنوعاً من الشرق الأوسط يتفاعل مع فنه. ومن ملاحظته تزايُد الاهتمام العربي بالبيانو وتعلّق المواهب به في رحلاتهم الموسيقية، يُراكم بركات إلهاماً يقوده نحو الامتنان لـ«إتاحة الفرصة لي للمساهمة في المشهد الموسيقي المزدهر في الشرق الأوسط وخارجه».
تشغله هالة الثقافات والتجارب، وهو يجلس أمام 88 مفتاحاً بالأبيض والأسود على المسارح: «إنها تولّد إحساساً بالعودة إلى الوطن، مما يوفر ألفة مريحة تسمح لي بتكثيف مشاعري والتواصل بعمق مع الموسيقى التي أهديها إلى العالم».