السودان: تحشيد عسكري متبادل في الخرطوم ومروي... وتواصل الوساطات

{حميدتي} يتعهد التهدئة ومستعد للقاء البرهان... واتهامات لعناصر النظام السابق بإثارة الفتنة

قائد الجيش الفريق البرهان خلال إحدى المناسبات (إعلام القصر الجمهوري)
قائد الجيش الفريق البرهان خلال إحدى المناسبات (إعلام القصر الجمهوري)
TT

السودان: تحشيد عسكري متبادل في الخرطوم ومروي... وتواصل الوساطات

قائد الجيش الفريق البرهان خلال إحدى المناسبات (إعلام القصر الجمهوري)
قائد الجيش الفريق البرهان خلال إحدى المناسبات (إعلام القصر الجمهوري)

تصاعدت حدة التوتر بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع لليوم الثاني على التوالي، وتوالت تحركات القوات من كلا الطرفين في العاصمة الخرطوم وفي منطقة مروي بشمال السودان، وشوهدت عربات مسلحة تابعة للدعم السريع تدخل الخرطوم ليل الجمعة، فيما قالت مصادر إن الجيش أرسل تعزيزات إلى مروي، ووضع قواته في حالة استعداد قصوى. وتأتي هذه الخطوة في وقت متزامن مع حركة وساطات مكثفة لنزع فتيل الأزمة.
ونقلت صفحة الجيش السوداني على «فيسبوك» أن قائده العام عبد الفتاح البرهان، تناول الإفطار مع قوات المدرعات في الخرطوم، وتفقد السلاح وأشاد بالروح المعنوية العالية للجنود. ووفقاً لما نقلته الصفحة، فإن البرهان طمأن جنوده بعدم الخروج خارج مؤسستهم العسكرية، وقال بلغة تعبوية: «جيشنا عظمه مر» رغم الظروف التي تمر بها البلاد.
وشوهدت في الخرطوم أعداد كبيرة من سيارات الدفع الرباعي المسلحة التابعة للدعم السريع، وهي تعبر جسور الخرطوم أمس، فضلاً عن حاملات جنود مدرعة ومدرعات خفيفة على ناقلات تدخل المدينة، كما نقلت تقارير أن أكثر من مائة عربة مسلحة وصلت أمس، إلى مروي تابعة للدعم السريع، وذكرت تقارير أن الجيش هو الآخر أرسل تعزيزات كبيرة إلى مروي، بما في ذلك بطاريات صواريخ ومدافع مضادة للدروع.
ورغم التهدئة وتعهدات أحد أطراف النزاع بعدم الاعتداء على الآخر، فإن كلا الطرفين شرع في عمليات تعبئة بين قواته، وعزز وجودها في عديد المناطق حول العاصمة والمدن الأخرى، ونقلت تقارير عن مصادر عسكرية الخميس، أن الدعم السريع أرسل الخميس، مزيداً من القوات إلى مروي، ولم يستجب لطلب الجيش الانسحاب الكامل من المنطقة.
وفي هذه الأثناء، تعقد «الرباعية الدولية» سلسلة لقاءات مع قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان، وقائد قوات «الدعم السريع» محمد حمدان دقلو، كل على حدة، لتخفيف التوتر بين قوات الرجلين، قرب القاعدة الجوية في مطار مروي شمال البلاد.
وعلى الرغم من استمرار التحشيد والتحشيد المضاد بين قوات الرجلين، فإن احتمالات المواجهة المسلحة تراجعت، وأصبحت فرص حل النزاع سلمياً مرجحة بقبول أحد الأطراف الجلوس إلى الآخر، وذلك نتيجة للجهود والضغوط الدولية والمحلية وجهود القوى الموقعة على الاتفاق الإطاري.
وقال قادة حركات مسلحة موقعة على اتفاقية سلام جوبا في نشرة صحافية أمس، وهم مالك عقار ومني أركو مناوي وجبريل إبراهيم، إن جهودهم لنزع فتيل الأزمة أقنعت قائد قوات «الدعم السريع» محمد حمدان دقلو بعدم التصعيد، وإنه أبلغهم استعداده للاجتماع إلى قائد الجيش عبد الفتاح البرهان، للتوصل إلى حل جذري للأزمة يحقن الدماء ويحقق الأمن والاطمئنان، فيما ينتظر أن يلتقي الوسطاء مع قائد الجيش عبد الفتاح البرهان.
وأبلغ متحدث باسم القوى الموقعة على الاتفاق الإطاري، الصحافيين، أمس، أنهم شرعوا في اتصالات مع طرفي النزاع، وقال المتحدث باسمهم، الواثق البرير، إن الأزمة سببها تدخلات قوى النظام البائد وحزبه «المؤتمر الوطني»، وإنهم سيبذلون جهوداً مع الأطراف كافة لنزع فتيل التوتر وتوقيع اتفاق نهائي تنتقل بموجبه السلطة للمدنيين، وفي سبيل ذلك، سيسارعون لعقد اجتماعات مع الطرفين لم يتسنَّ للصحيفة التأكد من حدوثها.
كما علمت «الشرق الأوسط» من مصادر دبلوماسية أن الآلية الدولية الرباعية (أميركا، والسعودية، وإنجلترا والإمارات)، إلى جانب الآلية الأممية الثلاثية (يونيتامس، والاتحاد الأفريقي، وإيقاد)، تواصلان جهودهما لنزع فتيل الأزمة، وتلتقيان بكلا الرجلين على حدة، في محاولة لجمعهما للوصول إلى حلول للنزاع وتوقيع الاتفاق النهائي مع المدنيين، باعتباره مخرجاً من مشكلات البلاد.
من جهة أخرى، نددت قوى سياسية ومدنية ونقابية ولجان مقاومة، بما أطلقت عليه محاولات «عودة» عناصر «حزب المؤتمر الوطني» (المحظور) للنشاط السياسي، واعترفت بأن خلافاتها لن تحول بينها وبين العمل المشترك، وتوافقت على عدم تحويل التباينات بينها إلى ما سمته «معول هدم للانتقال الديمقراطي الحقيقي»، أو عقبة أمام تحقيق وحدة قوى الثورة وتوحيد نضال الحركة الجماهيرية. وحذرت هذه القوى، في بيان أصدرته، من محاولات عناصر حزب نظام الإسلاميين «المؤتمر الوطني» المحظور، الظهور إلى السطح وممارسة النشاط العلني، ومن محاولات خلق الفتن التي أصبح هذا الحزب يقوم بها علناً بوصفها من إفرازات انقلاب 25 أكتوبر (تشرين الأول).
وقال البيان الصادر عن أكثر من 40 تنظيماً، أبرزها تنسيقيات لجان المقاومة وقوى إعلان «الحرية والتغيير» ونقابة الصحافيين وتجمع المهنيين، إلى جانب قوى سياسية عدة، إن الانقلاب أعاد تمكين عناصر النظام السابق على المستوى الاقتصادي والمالي والوظيفي، وحمى مصالحهم ودعم نشاطهم. وأضاف: «ما يقومون به استفزاز واضح للشعب السوداني، كأنهم يظنون أن شعبنا قد نسي عهود البطش والفساد والاستبداد الثقيلة، لكن الشعب لا ينسى ولن ينسى».
وتعهدت القوى الموقعة على البيان بالعمل على إكمال طريق الثورة السودانية، من طريق الوحدة السلمية والنضال المتواصل لتحقيق كامل أهداف الثورة وتحقيق التحول المدني الديمقراطي. وتابعت في بيانها، أن «الشعب أقوى والردّة مستحيلة، وأن لا سلطة لغير الشعب، وإن عادوا عدنا»، ورددت هتاف الثورة الشهير «أي كوز ندوسو دوس».


مقالات ذات صلة

«أمانة» السعودية تجلي 1765 شخصاً لـ32 دولة من السودان

شمال افريقيا «أمانة» السعودية تجلي 1765 شخصاً لـ32 دولة من السودان

«أمانة» السعودية تجلي 1765 شخصاً لـ32 دولة من السودان

نقلت سفينة «أمانة» السعودية، اليوم (الخميس)، نحو 1765 شخصاً ينتمون لـ32 دولة، إلى جدة، ضمن عمليات الإجلاء التي تقوم بها المملكة لمواطنيها ورعايا الدول الشقيقة والصديقة من السودان، إنفاذاً لتوجيهات القيادة. ووصل على متن السفينة، مساء اليوم، مواطن سعودي و1765 شخصاً من رعايا «مصر، والعراق، وتونس، وسوريا، والأردن، واليمن، وإريتريا، والصومال، وأفغانستان، وباكستان، وأفغانستان، وجزر القمر، ونيجيريا، وبنغلاديش، وسيريلانكا، والفلبين، وأذربيجان، وماليزيا، وكينيا، وتنزانيا، والولايات المتحدة، وتشيك، والبرازيل، والمملكة المتحدة، وفرنسا، وهولندا، والسويد، وكندا، والكاميرون، وسويسرا، والدنمارك، وألمانيا». و

«الشرق الأوسط» (جدة)
شمال افريقيا مصريون يسهمون في إغاثة النازحين عند المعابر الحدودية

مصريون يسهمون في إغاثة النازحين عند المعابر الحدودية

بعد 3 أيام عصيبة قضتها المسنة السودانية زينب عمر، بمعبر «أشكيت» من دون مياه نظيفة أو وجبات مُشبعة، فوجئت لدى وصولها إلى معبر «قسطل» المصري بوجود متطوعين مصريين يقدمون مياهاً وعصائر ووجبات جافة مكونة من «علب فول وتونة وحلاوة وجبن بجانب أكياس الشيبسي»، قبل الدخول إلى المكاتب المصرية وإنهاء إجراءات الدخول المكونة من عدة مراحل؛ من بينها «التفتيش، والجمارك، والجوازات، والحجر الصحي، والكشف الطبي»، والتي تستغرق عادة نحو 3 ساعات. ويسعى المتطوعون المصريون لتخفيف مُعاناة النازحين من السودان، وخصوصاً أبناء الخرطوم الفارين من الحرب والسيدات والأطفال والمسنات، بالتعاون مع جمعيات ومؤسسات أهلية مصرية، على غر

شمال افريقيا الأمم المتحدة تطلب 445 مليون دولار لمساعدة الفارين من السودان

الأمم المتحدة تطلب 445 مليون دولار لمساعدة الفارين من السودان

أعلنت الأمم المتحدة، الخميس، أنها تحتاج إلى 445 مليون دولار لمساعدة 860 ألف شخص توقعت أن يفروا بحلول أكتوبر (تشرين الأول) المقبل من القتال الدامي في السودان بين الجيش وقوات الدعم السريع. وأطلقت مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين هذا النداء لجمع الأموال من الدول المانحة، مضيفة أن مصر وجنوب السودان سيسجّلان أكبر عدد من الوافدين. وستتطلب الاستجابة للأزمة السودانية 445 مليون دولار حتى أكتوبر؛ لمواجهة ارتفاع عدد الفارين من السودان، بحسب المفوضية. وحتى قبل هذه الأزمة، كانت معظم العمليات الإنسانية في البلدان المجاورة للسودان، التي تستضيف حالياً الأشخاص الفارين من البلاد، تعاني نقصاً في التمو

«الشرق الأوسط» (جنيف)
شمال افريقيا الصراع في الخرطوم يوجّه ضربة جديدة للاقتصاد

الصراع في الخرطوم يوجّه ضربة جديدة للاقتصاد

وجّه الصراع المحتدم الذي يعصف بالسودان ضربة قاصمة للمركز الرئيسي لاقتصاد البلاد في العاصمة الخرطوم. كما عطّل طرق التجارة الداخلية، مما يهدد الواردات ويتسبب في أزمة سيولة. وفي أنحاء مساحات مترامية من العاصمة، تعرضت مصانع كبرى ومصارف ومتاجر وأسواق للنهب أو التخريب أو لحقت بها أضرار بالغة وتعطلت إمدادات الكهرباء والمياه، وتحدث سكان عن ارتفاع حاد في الأسعار ونقص في السلع الأساسية. حتى قبل اندلاع القتال بين طرفي الصراع في 15 أبريل، عانى الاقتصاد السوداني من ركود عميق بسبب أزمة تعود للسنوات الأخيرة من حكم الرئيس السابق عمر البشير واضطرابات تلت الإطاحة به في عام 2019.

«الشرق الأوسط» (الخرطوم)
شمال افريقيا فيصل بن فرحان وغوتيريش يبحثان وقف التصعيد في السودان

فيصل بن فرحان وغوتيريش يبحثان وقف التصعيد في السودان

بحث الأمير فيصل بن فرحان بن عبد الله وزير الخارجية السعودي والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، اليوم (الخميس)، الجهود المبذولة لوقف التصعيد العسكري بين الأطراف في السودان، وتوفير الحماية اللازمة للمدنيين السودانيين والمقيمين على أرضه. وأكد الأمير فيصل بن فرحان، خلال اتصال هاتفي أجراه بغوتيريش، على استمرار السعودية في مساعيها الحميدة بالعمل على إجلاء رعايا الدول التي تقدمت بطلب مساعدة بشأن ذلك. واستعرض الجانبان أوجه التعاون بين السعودية والأمم المتحدة، كما ناقشا آخر المستجدات والتطورات الدولية، والجهود الحثيثة لتعزيز الأمن والسلم الدوليين.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

سوء الأحوال الجوية يعطل الدراسة في شرق ليبيا

عمليات شفط مياه الأمطار في بنغازي (وسائل إعلام ليبية)
عمليات شفط مياه الأمطار في بنغازي (وسائل إعلام ليبية)
TT

سوء الأحوال الجوية يعطل الدراسة في شرق ليبيا

عمليات شفط مياه الأمطار في بنغازي (وسائل إعلام ليبية)
عمليات شفط مياه الأمطار في بنغازي (وسائل إعلام ليبية)

أدت التقلبات الجوية العنيفة، التي شهدتها معظم مناطق شرق ليبيا، إلى تعليق الدراسة في مدن عدة، بناءً على توجيه من السلطات المحلية.

وأعلن رئيس حكومة الاستقرار، أسامة حماد، التي تسيطر على شرق وجنوب البلاد، أنه وجّه مساء الثلاثاء، وزارتي الحكم المحلي والتعليم بمنح عمداء البلديات ومراقبات التعليم في البلديات كافة، السلطة التقديرية لإقرار عطلة طارئة خلال يومي الأربعاء والخميس، حسب أحوال الطقس لديهم.

وقرّر وزير التعليم العالي والبحث العلمي بحكومة الاستقرار، مهدي السعيطي، تعليق الدراسة بالجامعات والأكاديمية الليبية بفروعها، ليومي الأربعاء والخميس، بسبب تقلبات الطقس، على أن يستمر دوام العمل الإداري لما تقتضيه المصلحة العامة.

وكان مسؤول الإعلام بمراقبة تعليم بنغازي سام العشيبي قد أعلن أن الأربعاء والخميس عطلة طارئة بسبب المنخفض الجوي، بينما أعلنت مراقبات تعليم في مدن عدة، من بينها بنغازي والبيضاء، تعطيل الدراسة، على أن يتم استئنافها الأحد، بسبب تأثير الأمطار على البنية التحتية. كما منحت مراقبتا تعليم سرت والخمس، تلاميذ مرحلة التعليم الأساسي إجازة بسبب سوء الأحوال الجوية، تزامناً مع إعلان مراقبة تعليم مصراتة أيضاً تعليق الدراسة، وتأجيل الامتحانات إلى يوم السبت.

في سياق ذلك، أعلنت مراقبة تعليم زليتن الأربعاء عطلة في جميع المؤسسات التعليمية تحسباً للتقلبات الجوية، كما أعلنت مراقبة التربية والتعليم في بلدية حي الأندلس تعليق الدراسة والامتحانات في جميع المراحل التعليمية، وتأجيل الامتحان إلى آخر يوم بكل المؤسسات التعليمية العامة والخاصة.

في غضون ذلك، توقع المركز الوطني للأرصاد الجوية سقوط أمطار متوسطة إلى غزيرة مصحوبة بخلايا رعدية على أغلب مناطق شمال ليبيا، تُسبّب تجمع المياه في الأماكن المنخفضة، وحذّر من أنها قد تؤدي إلى جريان السيول والأودية، ودعا لأخذ الحيطة والحذر.

في المقابل، أعلنت إدارة السدود بوزارة الموارد المائية التابعة لحكومة الاستقرار أن الوضع في سد القطارة الثانوي مستقر، وأكدت، في بيان، أنه «لا يوجد أي تخوف من حدوث فيضانات، ومستويات المياه ضمن الحدود الآمنة»، مشيرة إلى متابعتها الوضع بشكل دوري لضمان سلامة المواطنين والممتلكات، ودعت السكان إلى الاطمئنان وعدم القلق.

إلى ذلك، نفت مديرية أمن منفذ رأس جدير الحدودي مع تونس، التابعة لحكومة الوحدة، ما تردد عن توقف حركة العبور بالمنفذ، أو منع الشباب من السفر، مؤكدة أن الحركة بالاتجاهين تسير بشكل عادي.

في شأن آخر، قالت وسائل إعلام محلية إن وكيل ديوان المحاسبة، عطية الله السعيطي، شكّل لجنة لإتمام إجراءات تسلم ما في عهدة رئيس ديوان المحاسبة، خالد شكشك، بعدما قضت محكمة جنوب طرابلس بوقفه عن العمل، وزوال صفته، وعدم الاعتداد بأي قرارات صادرة عنه.