غانتس يتغلب على نتنياهو في آخر الاستطلاعات

نتنياهو يتحدث في مناسبة تقليدية يحييها اليهود من شمال أفريقيا الأربعاء الماضي (رويترز)
نتنياهو يتحدث في مناسبة تقليدية يحييها اليهود من شمال أفريقيا الأربعاء الماضي (رويترز)
TT

غانتس يتغلب على نتنياهو في آخر الاستطلاعات

نتنياهو يتحدث في مناسبة تقليدية يحييها اليهود من شمال أفريقيا الأربعاء الماضي (رويترز)
نتنياهو يتحدث في مناسبة تقليدية يحييها اليهود من شمال أفريقيا الأربعاء الماضي (رويترز)

على الرغم من الإجراءات التي يقوم بها رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، لتغيير الطابع السائد في المجتمع الإسرائيلي بأنه أصبح منجراً وراء المتطرفين في حكومته، ولاسترداد الناخبين الذين تركوه بسبب التدهور الأمني وخطة الانقلاب على الحكم وإضعاف القضاء وما أحدثته من شرخ في المجتمع، واتخاذه قرارات مزعجة لليمين المتطرف مثل تعليق الخطة الانقلابية ومنع المستوطنين اليهود من دخول باحة الأقصى في العشر الأواخر من رمضان، استمرت حالة الانفضاض عنه وعن حزبه (الليكود). وفي المقابل، تشير استطلاعات الرأي إلى أن بيني غانتس، الذي يدعو إلى الوحدة الوطنية، بات يتغلب عليه ولو جرت الانتخابات اليوم يستطيع هزمه والحلول محله.
ففي آخر الاستطلاعات، التي نشرته صحيفة «معريب» اليمينية أمس (الجمعة)، سئل الجمهور كيف سيصوت لو جرت الانتخابات اليوم. ودلّت النتائج على استمرار النهج، الذي بدأ في الشهر الأخير، بتدهور شعبية نتنياهو وانهيار ائتلافه الحاكم لدرجة خسارة الحكم، وانهيار حزب «عوتسما يهوديت» المتطرف بقيادة وزير الأمن القومي، إيتمار بن غفير، وفقدانه نصف قوته (من 8 مقاعد إلى 4)، لدرجة اقترابه من نسبة الحسم وبلوغه خطر عدم التمثيل في الكنيست (البرلمان). وفي المقابل، استمر صعود نجم غانتس، وتثبيت مكانته مرشحاً مفضلاً لرئاسة الحكومة (44 في المائة مقابل 37 في المائة لنتنياهو).
وفي الرد على سؤال لمن ستصوت في الانتخابات في حال إجرائها اليوم، جاءت النتائج لتظهر أن المعسكر الذي يقوده نتنياهو اليوم، سينهار؛ إذ سيخسر ربع قوته تقريباً. وسيهبط من 64 مقعداً إلى 51 فقط. فيما ترتفع المعارضة الحالية من 54 مقعداً إلى 69. ويتوج الجمهور بيني غانتس كصاحب أكبر فرصة للفوز برئاسة الحكومة، متفوقاً أيضاً على حليفه يائير لبيد، رئيس المعارضة، الذي سيهبط حزبه «يش عتيد» (يوجد مستقبل) من 24 مقعداً إلى 19. وسيضاعف غانتس قوته وأكثر؛ إذ سيرتفع حزبه «المعسكر الرسمي» من 12 مقعداً إلى 26.
ويعزو المراقبون هذه التغييرات إلى خطة حكومة نتنياهو للانقلاب على منظومة الحكم وإضعاف الجهاز القضائي، التي تسببت في موجة احتجاج ضخمة تستمر بشكل مثابر في مظاهرات يشارك فيها أكثر من ربع مليون شخص، مساء كل سبت، للأسبوع الخامس عشر على التوالي، وإلى فشل الحكومة في التوصل لأي حلول في أي قضية، وخصوصاً في انهيار الأوضاع الأمنية وتأزم الأوضاع الاقتصادية.
ودلّت نتائج الاستطلاع على أن جميع أحزاب الائتلاف تقريباً، ستخسر من قوتها: حزب الليكود برئاسة نتنياهو سيهبط من 32 مقعداً إلى 26، وحزب شاس لليهود الشرقيين المتدينين برئاسة اريه درعي سيهبط من 10 مقاعد إلى 9، وحزب الصهيونية الدينية (الذي يضم حزبي بتسلئيل سموترتش وإيتمار بن غفير)، من 14 مقعداً إلى 9 مقاعد. وفي حال خوضهما الانتخابات بشكل مستقل، فسيهبط سموترتش من 6 مقاعد إلى 5 وبن غفير من 8 مقاعد إلى 4. وفقط «يهدوت هتوراة»، لليهود الأشكناز المتدينين سيحافظ على قوته (7 مقاعد).
أما أحزاب المعارضة، فجاءت نتائجها، بحسب هذا الاستطلاع، على النحو التالي: «المعسكر الرسمي» من 12 مقعداً إلى 26، و«يش عتيد» من 24 مقعداً إلى 19، وحزب «يسرائيل بيتينو» بقيادة أفيغدور ليبرمان يحافظ على قوته (6 مقاعد)، وتحالف الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة بقيادة أيمن عودة والعربية للتغيير بقيادة أحمد الطيبي يرتفع من 5 مقاعد إلى 6، وحزب العمل يحافظ على قوته (4 مقاعد)، وحزب ميرتس الذي لم يعبر نسبة الحسم في الانتخابات الأخيرة يحصل على 4 مقاعد وحزب «القائمة العربية الموحدة» للحركة الإسلامية بقيادة النائب منصور عباس يهبط من 5 مقاعد إلى 4.
واستمر غانتس في الاستطلاع الحالي في التفوق على نتنياهو كمرشح أنسب لتولي منصب رئيس الحكومة، بحصوله على تأييد 44 في المائة من المستطلعين مقابل 37 في المائة لنتنياهو، في حين قال 19 في المائة إنه لا يعرفون من الأنسب بينهما. وحصل غانتس على أغلبية ساحقة بين ناخبي أحزاب المعارضة، الذين اعتبر 81 في المائة منهم أنه الأنسب لرئاسة الحكومة. لكن شعبية نتنياهو بين ناخبي أحزاب الائتلاف أكبر، إذا قال 92 في المائة منهم إنه الأنسب لرئاسة الحكومة.


مقالات ذات صلة

غانتس يؤيد صفقة مع نتنياهو تمنع حبسه وتضمن تخليه عن الحكم

شؤون إقليمية غانتس يؤيد صفقة مع نتنياهو تمنع حبسه وتضمن تخليه عن الحكم

غانتس يؤيد صفقة مع نتنياهو تمنع حبسه وتضمن تخليه عن الحكم

في اليوم الذي استأنف فيه المتظاهرون احتجاجهم على خطة الحكومة الإسرائيلية لتغيير منظومة الحكم والقضاء، بـ«يوم تشويش الحياة الرتيبة في الدولة»، فاجأ رئيس حزب «المعسكر الرسمي» وأقوى المرشحين لرئاسة الحكومة، بيني غانتس، الإسرائيليين، بإعلانه أنه يؤيد إبرام صفقة ادعاء تنهي محاكمة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، بتهم الفساد، من دون الدخول إلى السجن بشرط أن يتخلى عن الحكم. وقال غانتس في تصريحات صحافية خلال المظاهرات، إن نتنياهو يعيش في ضائقة بسبب هذه المحاكمة، ويستخدم كل ما لديه من قوة وحلفاء وأدوات حكم لكي يحارب القضاء ويهدم منظومة الحكم. فإذا نجا من المحاكمة وتم تحييده، سوف تسقط هذه الخطة.

نظير مجلي (تل أبيب)
المشرق العربي هدوء في غزة بعد ليلة من القصف المتبادل بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية

هدوء في غزة بعد ليلة من القصف المتبادل بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية

سادَ هدوء حذِر قطاع غزة، صباح اليوم الأربعاء، بعد ليلة من القصف المتبادل بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية، على أثر وفاة المعتقل خضر عدنان، أمس، مُضرباً عن الطعام في السجون الإسرائيلية، وفقاً لوكالة «الأنباء الألمانية». وكانت وسائل إعلام فلسطينية قد أفادت، فجر اليوم، بأنه جرى التوصل لاتفاق على وقف إطلاق النار بين فصائل فلسطينية والجانب الإسرائيلي، وأنه دخل حيز التنفيذ. وقالت وكالة «معاً» للأنباء إن وقف إطلاق النار في قطاع غزة «مشروط بالتزام الاحتلال الإسرائيلي بعدم قصف أي مواقع أو أهداف في القطاع».

«الشرق الأوسط» (غزة)
شؤون إقليمية بعد 75 عاماً على قيامها... إسرائيل بين النجاح الاقتصادي والفروقات الاجتماعية الصارخة

بعد 75 عاماً على قيامها... إسرائيل بين النجاح الاقتصادي والفروقات الاجتماعية الصارخة

بعد مرور 75 عاماً على قيامها، أصبح اقتصاد إسرائيل واحداً من أكثر الاقتصادات ازدهاراً في العالم، وحقّقت شركاتها في مجالات مختلفة من بينها التكنولوجيا المتقدمة والزراعة وغيرها، نجاحاً هائلاً، ولكنها أيضاً توجد فيها فروقات اجتماعية صارخة. وتحتلّ إسرائيل التي توصف دائماً بأنها «دولة الشركات الناشئة» المركز الرابع عشر في تصنيف 2022 للبلدان وفقاً لنصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي، متقدمةً على الاقتصادات الأوروبية الأربعة الأولى (ألمانيا والمملكة المتحدة وفرنسا وإيطاليا)، وفقاً لأرقام صادرة عن صندوق النقد الدولي. ولكن يقول جيل دارمون، رئيس منظمة «لاتيت» الإسرائيلية غير الربحية التي تسعى لمكافحة ا

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
شؤون إقليمية مكارثي يتعهد دعوة نتنياهو إلى واشنطن في حال استمر تجاهل بايدن له

مكارثي يتعهد دعوة نتنياهو إلى واشنطن في حال استمر تجاهل بايدن له

أعلن رئيس مجلس النواب الأميركي، كيفين مكارثي، في تل أبيب، امتعاضه من تجاهل الرئيس الأميركي، جو بايدن، رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو وامتناعه عن دعوته للقيام بالزيارة التقليدية إلى واشنطن. وهدد قائلاً «إذا لم يدع نتنياهو إلى البيت الأبيض قريباً، فإنني سأدعوه إلى الكونغرس». وقال مكارثي، الذي يمثل الحزب الجمهوري، ويعدّ اليوم أحد أقوى الشخصيات في السياسة الأميركية «لا أعرف التوقيت الدقيق للزيارة، ولكن إذا حدث ذلك فسوف أدعوه للحضور ومقابلتي في مجلس النواب باحترام كبير. فأنا أرى في نتنياهو صديقاً عزيزاً.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
شؤون إقليمية المواجهة في إسرائيل: شارع ضد شارع

المواجهة في إسرائيل: شارع ضد شارع

بدأت المواجهة المفتوحة في إسرائيل، بسبب خطة «التعديلات» القضائية لحكومة بنيامين نتنياهو، تأخذ طابع «شارع ضد شارع» بعد مظاهرة كبيرة نظمها اليمين، الخميس الماضي، دعماً لهذه الخطة، ما دفع المعارضة إلى إظهار عزمها الرد باحتجاجات واسعة النطاق مع برنامج عمل مستقبلي. وجاء في بيان لمعارضي التعديلات القضائية: «ابتداءً من يوم الأحد، مع انتهاء عطلة الكنيست، صوت واحد فقط يفصل إسرائيل عن أن تصبحَ ديكتاتورية قومية متطرفة.

«الشرق الأوسط» (رام الله)

تركيا تعلن «تطهير» مناطق عراقية من «العمال الكردستاني»

مروحيتان حربيتان تركيتان تشاركان في قصف مواقع لـ«العمال الكردستاني» شمال العراق (أرشيفية - وزارة الدفاع التركية)
مروحيتان حربيتان تركيتان تشاركان في قصف مواقع لـ«العمال الكردستاني» شمال العراق (أرشيفية - وزارة الدفاع التركية)
TT

تركيا تعلن «تطهير» مناطق عراقية من «العمال الكردستاني»

مروحيتان حربيتان تركيتان تشاركان في قصف مواقع لـ«العمال الكردستاني» شمال العراق (أرشيفية - وزارة الدفاع التركية)
مروحيتان حربيتان تركيتان تشاركان في قصف مواقع لـ«العمال الكردستاني» شمال العراق (أرشيفية - وزارة الدفاع التركية)

أعلنت تركيا تطهير مناطق في شمال العراق من مسلحي «حزب العمال الكردستاني» المحظور، وأكدت أنقرة أن علاقاتها بالعراق تحسنت في الآونة الأخيرة.

وقال وزير الدفاع التركي، يشار غولر، الثلاثاء، إن «العلاقة بالجار العراق تحسنت بشكل كبير في المدة الأخيرة؛ مما جعل مهمة مكافحة الإرهاب أكثر فاعلية».

وأضاف غولر، في كلمة خلال مناقشة موازنة وزارة الدفاع لعام 2025 بلجنة الخطة والموازنة في البرلمان التركي، إن تركيا بدأت اتخاذ خطوات ملموسة مع العراق في إطار مذكرة التفاهم الخاصة بالتعاون الأمني والعسكري ومكافحة الإرهاب، الموقعة بين البلدين في أغسطس (آب) الماضي.

وتابع: «وبالمثل نتعاون، بشكل وثيق، مع حكومة إقليم كردستان في شمال العراق لضمان السلام في المنطقة، ولإنهاء وجود التنظيم الإرهابي (حزب العمال الكردستاني)».

وذكر غولر أن القوات التركية أغلقت جبهة زاب في شمال العراق بعد تطهيرها من مسلحي «العمال الكردستاني» ضمن عملية «المخلب - القفل»، المستمرة منذ أبريل (نيسان) 2022، وأضاف الوزير التركي: «أنشطتنا في المنطقة مستمرة بالوتيرة والتصميم نفسيهما (...) حرب تركيا ضد الإرهاب ستستمر دون هوادة حتى يختفي الإرهابيون الدمويون من هذه الجغرافيا».

وتسبب الصراع المسلح بين «حزب العمال الكردستاني» (التركي) والجيش التركي، طيلة العقود الأربعة الماضية، في تهجير سكان 800 قرية، وسقوط مئات الضحايا من المدنيين بإقليم كردستان العراق شمال البلاد.

غولر خلال اجتماع لجنة الخطة والموازنة بالبرلمان التركي (وزارة الدفاع التركية)

كذلك، تسببت العمليات العسكرية التركية في خلافات بين بغداد وأنقرة على مدى سنوات، حيث عدّها العراق «انتهاكاً لسيادته»، بينما تمسكت تركيا بأنها ضرورية لحماية أمنها وشعبها، وبأنها تنفذها في إطار القانون الدولي وحق الدفاع المشروع عن النفس.

وشهدت العلاقات بين البلدين الجارين تحسناً منذ العام الماضي، وأجريا جولات من المحادثات رفيعة المستوى بشأن القضايا الأمنية والتنموية وقضايا المياه والطاقة والتعاون في مشروع «طريق التنمية».

وأعلن الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان، خلال زيارته بغداد في أبريل الماضي، أن العلاقات بين البلدين دخلت مرحلة جديدة.

وصنف العراق، قبيل زيارة إردوغان، «حزب العمال الكردستاني» تنظيماً محظوراً، لكن تركيا ترغب في إعلانه «منظمة إرهابية» من جانب بغداد.

ولفت غولر إلى أن «البيئة الأمنية في المنطقة باتت أكثر تعقيداً من أي وقت مضى، والعالم يمر بفترة حساسة يهتز فيها ميزان القوى الدولي، وتزداد الصراعات على النفوذ، وتتصاعد فيها التوترات الجيوسياسية».

وأكد الحاجة الماسة إلى «هيكل دفاعي قوي من أجل التعامل بفاعلية مع جميع التهديدات التي تحيط بتركيا»، مشدداً على أن القوات التركية «ستواصل مكافحة التنظيمات الإرهابية داخل وخارج البلاد».

في السياق ذاته، أعلنت وزارة الدفاع التركية مقتل 10 من مسلحي «حزب العمال الكردستاني» في مناطق بشمال العراق.

وقالت الوزارة، في بيان، إنه قُضي على هذه العناصر في عمليات للقوات التركية بمناطق كارة وهاكورك ومتينا في شمال العراق.

وشددت على أن «مكافحة التنظيمات الإرهابية ستستمر أينما وُجدت، حتى القضاء على آخر إرهابي».