السلطات المصرية تنفي إلغاء إفطار حاشد لـ«دواعٍ أمنية»

مصدر قال إنه لم يتم تقديم طلبات لإقامة «مائدة المطرية»

حفل إفطار جماعي بمنطقة المطرية في القاهرة قبل نحو أسبوع (رويترز)
حفل إفطار جماعي بمنطقة المطرية في القاهرة قبل نحو أسبوع (رويترز)
TT

السلطات المصرية تنفي إلغاء إفطار حاشد لـ«دواعٍ أمنية»

حفل إفطار جماعي بمنطقة المطرية في القاهرة قبل نحو أسبوع (رويترز)
حفل إفطار جماعي بمنطقة المطرية في القاهرة قبل نحو أسبوع (رويترز)

وسط مزاعم راجت على مواقع التواصل الاجتماعي بشأن تأجيله «لأسباب أمنية»، نفى مصدر أمني مصري، (الجمعة)، نقلت عنه وسائل إعلام حكومية، إلغاء حفل إفطار هو الثاني من نوعه كان مقرراً إقامته في منطقة المطرية بالقاهرة، وحظيت نسخته الأولى في يوم 15 رمضان بحضور واحتفاء لافتين في أوساط مختلفة.
وفي بيان مقتضب، نشرته وسائل إعلام مصرية، «نفى مصدر أمني صحة ما تم تداوله بشأن الزعم بإلغاء الإفطار الثاني لأهالي منطقة المطرية بمحافظة القاهرة لدواعٍ أمنية»، وأكد المصدر أن «الأجهزة الأمنية لم تتلقَّ أي طلبات بشأن إعداد الإفطار المشار إليه».
وكان منتظراً أن يقام حفل الإفطار الثاني، في يوم 21 من شهر رمضان، بعد رواج النسخة الأولى ونجاحها، غير أن مستخدمين لمواقع التواصل الاجتماعي تداولوا معلومات عن «إلغاء الإفطار الثاني لأسباب أمنية».
وكذلك دخلت شخصيات عامة على خط انتقاد «الإلغاء»، ومن بينهم علاء مبارك الابن الأكبر للرئيس المصري الراحل حسني مبارك، والذي غرّد عبر حسابه على «تويتر»، مساء الخميس بالقول: «فطار المطرية 15 رمضان تجمُّع جميل في الشهر الكريم، الكل اتكلم وأشاد بالأجواء الجميلة، أجواء كلها فرحة وبهجة والناس مبسوطة. وتم الإعلان عن فطار في 21 رمضان وفوجئ الجميع بإلغائه! بالعكس ده كان يبقى شيء جميل ودعاية حلوة لبلدنا ورسالة بالأمن والأمان بحضور فنانين ونجوم رياضة وأجانب كمان».
وخلال السنوات الماضية، تحولت مائدة الإفطار الجماعية في حي «المطرية» الشعبي بالقاهرة، إلى ظاهرة رمضانية مصرية للعام التاسع على التوالي بمبادرة جماعية من أهالي المنطقة، وحضرها نحو «ثلاثة آلاف صائم»، حسب متابعين.
وكان من بين الحضور لنسخة عام 2023 سفير كوريا الجنوبية هونغ جين ووك، الذي توجه إلى حضور مائدة الإفطار قائلاً بالعربية: «رمضان في مصر حاجة تانية». فيما غرد المطرب رامي جمال متغزلاً في روعة الحدث، مؤكداً عبر صفحته على «تويتر» أنه «يُجهز أغنية حول المائدة، وسيطرحها للجمهور خلال أيام».
وتصدرت «مائدة المطرية» «الترند» في يوم إقامة نسختها الأولى، ووصفها نشطاء بـأنها «أطول مائدة إفطار تقام في ربوع البلاد»، فيما احتفى آخرون بما وصفوها بـ«حالة البهجة التي حملتها التفاصيل البسيطة التي غلّفت المكان، وسيطرت على وجوه الصائمين من أهالي المطرية التي تقع (شرق العاصمة المصرية)».


مقالات ذات صلة

هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

شمال افريقيا هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

حفلت الجلسة الافتتاحية لـ«الحوار الوطني»، الذي دعا إليه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قبل أكثر من عام، برسائل سياسية حملتها كلمات المتحدثين، ومشاركات أحزاب سياسية وشخصيات معارضة كانت قد توارت عن المشهد السياسي المصري طيلة السنوات الماضية. وأكد مشاركون في «الحوار الوطني» ومراقبون تحدثوا لـ«الشرق الأوسط»، أهمية انطلاق جلسات الحوار، في ظل «قلق مجتمعي حول مستقبل الاقتصاد، وبخاصة مع ارتفاع معدلات التضخم وتسببه في أعباء معيشية متصاعدة»، مؤكدين أن توضيح الحقائق بشفافية كاملة، وتعزيز التواصل بين مؤسسات الدولة والمواطنين «يمثل ضرورة لاحتواء قلق الرأي العام، ودفعه لتقبل الإجراءات الحكومية لمعالجة الأز

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا السيسي يبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي المصري

السيسي يبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي المصري

عقد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، اجتماعاً، أمس (الخميس)، مع كبار قادة القوات المسلحة في مقر القيادة الاستراتيجية بالعاصمة الإدارية الجديدة، لمتابعة دور الجيش في حماية الحدود، وبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي للبلاد. وقال المستشار أحمد فهمي، المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، في إفادة رسمية، إن «الاجتماع تطرق إلى تطورات الأوضاع على الساحتين الإقليمية والدولية، وانعكاساتها على الأمن القومي في ظل الظروف والتحديات الحالية بالمنطقة». وقُبيل الاجتماع تفقد الرئيس المصري الأكاديمية العسكرية المصرية، وعدداً من المنشآت في مقر القيادة الاستراتيجية بالعاصمة الإدارية. وأوضح المتحدث ب

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا مصر: ظاهرة «المقاتلين الأجانب» تهدد أمن واستقرار الدول

مصر: ظاهرة «المقاتلين الأجانب» تهدد أمن واستقرار الدول

قالت مصر إن «استمرار ظاهرة (المقاتلين الأجانب) يهدد أمن واستقرار الدول». وأكدت أن «نشاط التنظيمات (الإرهابية) في أفريقيا أدى لتهديد السلم المجتمعي».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا حادث تصادم بمصر يجدد الحديث عن مخاطر «السرعة الزائدة»

حادث تصادم بمصر يجدد الحديث عن مخاطر «السرعة الزائدة»

جدد حادث تصادم في مصر الحديث بشأن مخاطر «السرعة الزائدة» التي تتسبب في وقوع حوادث سير، لا سيما على الطرق السريعة في البلاد. وأعلنت وزارة الصحة المصرية، (الخميس)، مصرع 17 شخصاً وإصابة 29 آخرين، جراء حادث سير على طريق الخارجة - أسيوط (جنوب القاهرة).

منى أبو النصر (القاهرة)
شمال افريقيا مصريون يساهمون في إغاثة النازحين من السودان

مصريون يساهمون في إغاثة النازحين من السودان

بعد 3 أيام عصيبة أمضتها المسنة السودانية زينب عمر، في معبر «أشكيت» من دون مياه نظيفة أو وجبات مُشبعة، فوجئت لدى وصولها إلى معبر «قسطل» المصري بوجود متطوعين مصريين يقدمون مياهاً وعصائر ووجبات جافة مكونة من «علب فول وتونة وحلاوة وجبن بجانب أكياس الشيبسي»، قبل الدخول إلى المكاتب المصرية وإنهاء إجراءات الدخول المكونة من عدة مراحل؛ من بينها «التفتيش، والجمارك، والجوازات، والحجر الصحي، والكشف الطبي»، والتي تستغرق عادة نحو 3 ساعات. ويسعى المتطوعون المصريون لتخفيف مُعاناة النازحين من السودان وخصوصاً أبناء الخرطوم الفارين من الحرب والسيدات والأطفال والمسنات، بالتعاون مع جمعيات ومؤسسات أهلية مصرية، على


معرض الراهبة الأميركية كوريتا يضيء باريس بثورة البهجة

كوريتا تعلق لوحاتها (أرشيف مركز كوريتا للفنون)
كوريتا تعلق لوحاتها (أرشيف مركز كوريتا للفنون)
TT

معرض الراهبة الأميركية كوريتا يضيء باريس بثورة البهجة

كوريتا تعلق لوحاتها (أرشيف مركز كوريتا للفنون)
كوريتا تعلق لوحاتها (أرشيف مركز كوريتا للفنون)

إنها المرة الأولى التي تستضيف فيها العاصمة الفرنسية معرضاً لراهبة أميركية يرى النقاد أنها حققت، من خلال لوحاتها، ثورة من البهجة وراء أسوار الأديرة. وبما أنه معرض لراهبة، فقد كان من المناسب أن يُقام في كلية الراهبات البرنارديات، وهو دير له نشاط ثقافي ملحوظ ما بين المعارض والمحاضرات والعروض السينمائية ومركز للحوار بين أصحاب التيارات الفكرية والفنية. ويفتح هذا المعرض أبوابه للزوّار مجاناً حتى أواخر العام.

كوريتا ولوحاتها في ستينات القرن الماضي (أرشيف مركز كوريتا للفنون)

اسم الفنانة كوريتا كينت (1918 - 1986) واشتهرت في بلادها باسم الأخت ماري كوريتا، وعنوان معرضها «الثورة البهيجة». ولعل السبب في ربط أعمالها بالبهجة والمرح هو أنها لوحات متحررة من الضوابط التشكيلية والمدارس والاتجاهات. إنها تعكس مسيرة الفنانة التي لم تكتفِ بعزلتها الدينية وراء الأسوار، بل كانت ناشطة اجتماعية ورسامة ومصورة فوتوغرافية وداعية سلام؛ تستلهم أعمالها مما تراه من التحولات الحديثة في مجتمعها. وبما أنها تسعى لتوصيل رسالة تربوية فإن من الصعب تصنيف النمط الفني الذي تقدمه وفق التصنيفات المعهودة. إنه مزيج من الفن الشعبي واللوحات الحروفية والملصقات واللافتات. لكن الرابط بين كل هذا التنوع هو تلك الألوان البهيجة التي تحيل لوحاتها إلى شموس صغيرة.

ما الذي يدفع صالة باريسية للعرض إلى تقديم لوحات لرسامة مجهولة غابت عن عالمنا قبل عقود؟ الدافع هو أن لوحات الأخت كوريتا تُعدّ شاهدة على الزمن الأميركي ما بين سنوات الخمسين من القرن الماضي وسنوات الثمانين. والتحوّلات هناك لم تتوقف، بل انتقلت إلى قارات أخرى، وما زال الجديد يدهشنا كل يوم، سواء في العلوم والتقنيات الحديثة أو في الفنون والآداب. وإذا كانت كوريتا غير معروفة كثيراً على الصعيد الأوروبي فإنها أنشأت في بلدها مركزاً للفنون يحمل اسمها.

ورشة في دير الراهبات (أرشيف مركز كوريتا للفنون)

لا يتجاوز عدد اللوحات المعروضة الثلاثين، وهي منجزة بتقنية «السيريغراف»، أي الطباعة التي سخرتها الفنانة لنشر المحبة والسلام والإيمان، وهذه هي رسائلها. وهي رسائل معارضة للحروب والنزاعات تراها من خلال القصاصات التي تقتطعها من الجرائد، وتزجّ بها في لوحاتها. وبهذا فإن زائر المعرض لا يتفرج فحسب، بل يقرأ اللوحات التي تتضمن أشعاراً ونصوصاً أدبية ودينية وشعارات وكلمات أغانٍ. وبفضل تقنية «السيريغراف» تمكّنت الفنانة من طبع نسخ عدة من أعمالها، ونشرها في أماكن كثيرة.

التحقت كوريتا، في الستينات، بحركات الانتفاضات الشبابية وتحرير المرأة، ورفض التمييز العنصري وتحدي الفقر والظلم الاجتماعي، وسخرت في لوحاتها من ثقافة الاستهلاك، وسارت عكس التيار، دافعة المتلقي إلى التفكير بدلاً من أن يكون فرداً في القطيع. فهل اشتغلت الراهبة في السياسة؟ ليس بالمعنى الحرفي، لكنها كانت مناضلة على طريقتها. قادت ورشة فنية للراهبات، ونجحت في تحويلها من بقعة صغيرة إلى مركز فعال في حركة التجديد التشكيلي، ونموذج في الالتزام الاجتماعي والاهتمام بحياة الآخرين.

معرض وسط الأعمدة (أرشيف مركز كوريتا للفنون)

تتأمل اللوحات وما تنطوي عليه من رسائل، وتتوقف أمام عمل بسيط يصرخ بعبارة: «أوقفوا القصف»، وتشعر بأن روح كوريتا ما زالت تتألم لأوضاع الزمن الحالي المُثقل بالقنابل والقصف والدمار.