نجاح المرحلة الأولى من تبادل الأسرى في اليمن

اللواء الصبيحي وناصر هادي لدى نزولهما مع بقية المفرَج عنهم في عدن قادمين من صنعاء (أ.ف.ب)
اللواء الصبيحي وناصر هادي لدى نزولهما مع بقية المفرَج عنهم في عدن قادمين من صنعاء (أ.ف.ب)
TT

نجاح المرحلة الأولى من تبادل الأسرى في اليمن

اللواء الصبيحي وناصر هادي لدى نزولهما مع بقية المفرَج عنهم في عدن قادمين من صنعاء (أ.ف.ب)
اللواء الصبيحي وناصر هادي لدى نزولهما مع بقية المفرَج عنهم في عدن قادمين من صنعاء (أ.ف.ب)

ظهر جانب من أسرى الحوثيين بكامل لياقتهم البدنية، باستثناء رجلين مقعدين، في مطار عدن، صباح الجمعة. ودّع الأسرى الحضور الرسمي والشعبي الذي كان ينتظر في الوقت نفسه عودة الأسرى من الجانب الحكومي، القادمين من صنعاء.
رغم الطقس الحار والرطب، استُكملت بنجاح المرحلة الأولى من عملية تبادل الأسرى بين الحكومة اليمنية والحوثيين، ونقلت طائرات «اللجنة الدولية للصليب الأحمر» نحو 300 أسير، على أن تتواصل العملية يومي السبت والأحد لتبادل نحو 900 من أسرى الجانبين، عبر 15 رحلة إلى 6 مطارات داخل اليمن وفي السعودية.
منذ ساعات الصباح الأولى، احتشد المئات من السكان في محيط مطار عدن الدولي الذي أحيط بإجراءات أمنية مشددة، في انتظار وصول الدفعة الأولى من الأسرى، وبينهم وزير الدفاع الأسبق اللواء محمود الصبيحي الذي يتمتع بشعبية عالية في أوساط اليمنيين. في حين انتشرت الفِرق، التابعة للصليب الأحمر، في ساحة المطار ومحيطه؛ لاستقبال نحو 249 أسيراً للحوثيين، أقلّتهم عدة حافلات الى المطار على دفعتين. ظهر هؤلاء بكامل لياقتهم البدنية، والابتسامة تعلو وجوههم، باستثناء رجلين كانا متأثرين من إصابتيهما، خلال المعارك، وقد وُدّع هؤلاء الأسرى بالتحيات من الحضورين الرسمي والشعبي.
وزير الدفاع اليمني اللواء محسن الداعري، ومعه وزير الدولة محافظ عدن أحمد لملس، ووزير الخدمة المدنية عبد الناصر الرالي، ووزير الشؤون الاجتماعية محمد الزعوري، وجمع كبير من المسؤولين؛ من مدنيين وعسكريين، كانوا قد وصلوا إلى المطار قبل ساعتين من موعد هبوط الطائرة التي تحمل الدفعة الأولى من الأسرى، واستكملت فِرق الصليب الأحمر التأكد من قوائم الأسرى الحوثيين الذين أدخلوا صالة المغادرة في مطار عدن، حيث ظل هؤلاء الأسرى يتبادلون، بودٍّ، الأحاديث مع المسؤولين عن حراستهم، وأغلبهم كانوا مسؤولين عن مراكز الاعتقال.
بعد ذلك جرى توزيعهم على الدفعتين، إذ حملت طائرة تتبع الخطوط الجوية اليمنية، استأجرها الصليب الأحمر، في الرحلة الأولى 125 منهم إلى مطار صنعاء، في رحلة استغرقت نحو 35 دقيقة، في حين نقلت، بالتزامن مع ذلك، طائرة تتبع «اللجنة الدولية للصليب الأحمر» 35 أسيراً من الجانب الحكومي، في مقدمتهم اللواء الصبيحي، واللواء ناصر هادي، شقيق الرئيس السابق عبدربه منصور هادي.
* الصبيحي وناصر هادي
وما إن حطّت الطائرة التي تحمل الدفعة الأولى من الأسرى في مطار عدن، حتى طوّقها حشود من المستقبِلين والجنود، وظهر اللواء الصبيحي من بوابتها بلباسه التقليدي مبتسماً، وحيا مستقبِليه، وطلب منهم إفساح الطريق أمامه للنزول، قبل أن يتمكن من شق طريقه وسط الحشود التي طوّقت محيط الطائرة؛ لحضور الاستقبال الرسمي الذي أقيم له ولزملائه في أرضية المطار، بحضور وزير الدفاع وجمع المسؤولين والقادة العسكريين وقادة الوحدات الأمنية.
أما خارج المطار فقد أغلقت حشود المستقبِلين شارع المطار، واصطفّت عشرات السيارات، التي تحمل صور الصبيحي، على جانبي الشارع، في انتظار خروجه، فتحوَّل موكبه إلى تظاهرة شعبية سارت من مطار عدن في مديرية خور مكسر، إلى مديرية البريقة في غرب عدن، حيث اجتمع الآلاف من قبائل الصبيحة التي ينتمي إليها، في ذلك المكان للاحتفاء بإطلاق سراحه بعد 8 سنوات من وقوعه في الأَسر. وتوجّه، بعد ذلك، إلى مسقط رأسه في عزلة «هويرب» بمديرية المضاربة في محافظة لحج، جنوب اليمن.
وفي رحلة ثانية استقبل مطار عدن الدولي، مساء الجمعة، 34 أسيراً جرى إطلاق سراحهم، ضمن هذه الدفعة في يومها الأول، كما نقلت طائرة أخرى تتبع الخطوط الجوية اليمنية إلى صنعاء 124. وأكد بشير عمر، أحد المتحدثين باسم «اللجنة الدولية للصليب الأحمر»، والذي كان موجوداً في مطار عدن، أنهم سيسيرون 15 رحلة، خلال الأيام الثلاثة المحددة لإتمام ثاني أكبر عملية تبادل الأسرى تشمل 887 من الطرفين، وأكد أن هذه الرحلات ستتم عبر 6 مطارات داخل اليمن والمملكة العربية السعودية.
وقال فابريزيو كاربوني، المدير الإقليمي لـ«اللجنة الدولية للصليب الأحمر» في الشرق الأدنى والأوسط، في تصريح وزَّعه مكتب الصليب في اليمن: «تأتي هذه العملية، اليوم وخلال شهر رمضان المبارك، لتلمَّ شمل مئات العائلات التي مزّقها النزاع»، واعتبر ذلك «دليلاً على حسن النوايا وبصيص أمل، وسط معاناة كبيرة. نتمنى أن تعطي مثل هذه العمليات زخماً لحل سياسي أوسع، نأمل بأن يؤدي بدوره إلى عودة المزيد من المحتجَزين إلى أحبائهم».
* ترحيب أممي
المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن هانس غروندبرغ، رحّب ببدء عملية الإفراج عن الأسرى، ووجَّه الشكر إلى الأطراف؛ على تعاونهم مع مكتبه، و«اللجنة الدولية للصليب الأحمر»؛ لتنفيذ الخطة المتفق عليها في مارس (آذار). وعبَّر عن امتنانه للجنة ودورها، والشراكة المستمرة في اللجنة الإشرافية. وقال، في تصريح وزّعه مكتبه، إن عملية الإفراج هذه تأتي في وقت يسوده الأمل في اليمن، بوصفها تذكيراً بأن الحوار البنّاء والتسويات المتبادلة بمثابة أدوات قوية قادرة على تحقيق نتائج مهمة. وذكر أن مئات العائلات اليمنية تستطيع الآن أن تحتفل بالعيد مع ذويها؛ لأن الأطراف تفاوضوا وتوصلوا إلى اتفاق.
وعبَّر المبعوث الأممي عن آمله بأن تنعكس هذه الروح في الجهود الجارية للدفع بحل سياسي شامل؛ لأن آلاف العائلات الأخرى لا تزال تنتظر لمّ شملها مع أحبائها. وتمنّى أن تبني الأطراف على نجاح هذه العملية للوفاء بالالتزام الذي قطعوه على أنفسهم تجاه الشعب اليمني في اتفاقية ستوكهولم، وحضّ الأطراف على الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع الأفراد المحتجَزين تعسفاً، وعلى الالتزام بالمعايير القانونية الدولية، فيما يتعلق بالاحتجاز والمحاكمات العادلة.
من جهته رحّب اللواء صغير بن عزيز، رئيس هيئة الأركان، بالأسرى المحرَّرين، ووصفهم بـ«الأبطال الأحرار الباذلين أغلى ما لديهم من أجل اليمن»، وكتب، عبر حسابه على «تويتر»، مخاطباً اللواء الركن محمود الصبيحي، وزير الدفاع الأسبق، واللواء ناصر منصور هادي، قائلاً: «كل الفخر والاعتزاز لكم، أنتم القيادة التي لم تَلزم مكاتبها، بل واجهتم في ميدان المعركة، وكل القوات المسلحة تفخر بكم».
* الحوثيون: قحطان على قيد الحياة
الحوثيون، وعلى لسان رئيس الفريق المفاوض في ملف الأسرى والمعتقلين عبد القادر المرتضى، أقروا بأن القيادي البارز في «حزب الإصلاح» محمد قحطان لا يزال على قيد الحياة، ووصف المرتضى موضوع الإفراج عنه بأنه «كان من أعقد المفاوضات» التي رعتها الأمم المتحدة، الشهر الماضي، في سويسرا، وذكر أن «حزب الإصلاح» طالب بالإفراج عنه، وأنهم ردّوا بعدم الممانعة، إلا أنه وعند التفاوض وجدوا - الحوثيون - أن «حزب الإصلاح» غير جادٍّ في الأمر، في حين ذكرت مصادر قريبة من المحادثات أن الجانب الأممي اقترح الإفراج عن قحطان مقابل 100 من أسرى الحوثيين، لكن تبيَّن عند مناقشة القائمة أن الحوثيين يطالبون بخمسين شخصاً من المفقودين وليسوا أسرى لدى الجانب الحكومي، وأن ذلك تسبَّب في توقف النقاش حول هذا الموضوع.


مقالات ذات صلة

غروندبرغ يتحدث عن «نقاش جوهري» مع العليمي ويدعو لتقديم التنازلات

العالم العربي غروندبرغ يتحدث عن «نقاش جوهري» مع العليمي ويدعو لتقديم التنازلات

غروندبرغ يتحدث عن «نقاش جوهري» مع العليمي ويدعو لتقديم التنازلات

وصف المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الخميس) اللقاء الذي جمعه برئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني رشاد العليمي في عدن بـ«المثمر والجوهري»، وذلك بعد نقاشات أجراها في صنعاء مع الحوثيين في سياق الجهود المعززة للتوصل إلى تسوية يمنية تطوي صفحة الصراع. تصريحات المبعوث الأممي جاءت في وقت أكدت فيه الحكومة اليمنية جاهزيتها للتعاون مع الأمم المتحدة والصليب الأحمر لما وصفته بـ«بتصفير السجون» وإغلاق ملف الأسرى والمحتجزين مع الجماعة الحوثية. وأوضح المبعوث في بيان أنه أطلع العليمي على آخر المستجدات وسير المناقشات الجارية التي تهدف لبناء الثقة وخفض وطأة معاناة اليمنيين؛ تسهيلاً لاستئناف العملية السياسية

علي ربيع (عدن)
العالم العربي الحوثيون يفرجون عن فيصل رجب بعد اعتقاله 8 سنوات

الحوثيون يفرجون عن فيصل رجب بعد اعتقاله 8 سنوات

في خطوة أحادية أفرجت الجماعة الحوثية (الأحد) عن القائد العسكري اليمني المشمول بقرار مجلس الأمن 2216 فيصل رجب بعد ثماني سنوات من اعتقاله مع وزير الدفاع الأسبق محمود الصبيحي شمال مدينة عدن، التي كان الحوثيون يحاولون احتلالها. وفي حين رحب المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ بالخطوة الحوثية الأحادية، قابلتها الحكومة اليمنية بالارتياب، متهمة الجماعة الانقلابية بمحاولة تحسين صورتها، ومحاولة الإيقاع بين الأطراف المناهضة للجماعة. ومع زعم الجماعة أن الإفراج عن اللواء فيصل رجب جاء مكرمة من زعيمها عبد الملك الحوثي، دعا المبعوث الأممي في تغريدة على «تويتر» جميع الأطراف للبناء على التقدم الذي تم إنجازه

علي ربيع (عدن)
العالم العربي أعداد اللاجئين الأفارقة إلى اليمن ترتفع لمعدلات ما قبل الجائحة

أعداد اللاجئين الأفارقة إلى اليمن ترتفع لمعدلات ما قبل الجائحة

في مسكن متواضع في منطقة البساتين شرقي عدن العاصمة المؤقتة لليمن، تعيش الشابة الإثيوبية بيزا ووالدتها.

محمد ناصر (عدن)
العالم العربي كيانات الحوثيين المالية تتسبب في أزمة سيولة نقدية خانقة

كيانات الحوثيين المالية تتسبب في أزمة سيولة نقدية خانقة

فوجئ محمود ناجي حين ذهب لأحد متاجر الصرافة لتسلّم حوالة مالية برد الموظف بأن عليه تسلّمها بالريال اليمني؛ لأنهم لا يملكون سيولة نقدية بالعملة الأجنبية. لم يستوعب ما حصل إلا عندما طاف عبثاً على أربعة متاجر.

محمد ناصر (عدن)
العالم العربي تحذيرات من فيضانات تضرب اليمن مع بدء الفصل الثاني من موسم الأمطار

تحذيرات من فيضانات تضرب اليمن مع بدء الفصل الثاني من موسم الأمطار

يجزم خالد محسن صالح والبهجة تتسرب من صوته بأن هذا العام سيكون أفضل موسم زراعي، لأن البلاد وفقا للمزارع اليمني لم تشهد مثل هذه الأمطار الغزيرة والمتواصلة منذ سنين طويلة. لكن وعلى خلاف ذلك، فإنه مع دخول موسم هطول الأمطار على مختلف المحافظات في الفصل الثاني تزداد المخاطر التي تواجه النازحين في المخيمات وبخاصة في محافظتي مأرب وحجة وتعز؛ حيث تسببت الأمطار التي هطلت خلال الفصل الأول في مقتل 14 شخصا وإصابة 30 آخرين، كما تضرر ألف مسكن، وفقا لتقرير أصدرته جمعية الهلال الأحمر اليمني. ويقول صالح، وهو أحد سكان محافظة إب، لـ«الشرق الأوسط» عبر الهاتف، في ظل الأزمة التي تعيشها البلاد بسبب الحرب فإن الهطول ال

محمد ناصر (عدن)

3.5 مليون يمني من دون مستندات هوية وطنية

المهمشون في اليمن يعيشون على هامش المدن والحياة الاقتصادية والسياسية منذ عقود (إعلام محلي)
المهمشون في اليمن يعيشون على هامش المدن والحياة الاقتصادية والسياسية منذ عقود (إعلام محلي)
TT

3.5 مليون يمني من دون مستندات هوية وطنية

المهمشون في اليمن يعيشون على هامش المدن والحياة الاقتصادية والسياسية منذ عقود (إعلام محلي)
المهمشون في اليمن يعيشون على هامش المدن والحياة الاقتصادية والسياسية منذ عقود (إعلام محلي)

على الرغم من مرور ستة عقود على قيام النظام الجمهوري في اليمن، وإنهاء نظام حكم الإمامة الذي كان يقوم على التمايز الطبقي، فإن نحو 3.5 مليون شخص من المهمشين لا يزالون من دون مستندات هوية وطنية حتى اليوم، وفق ما أفاد به تقرير دولي.

يأتي هذا فيما كشف برنامج الأغذية العالمي أنه طلب أكبر تمويل لعملياته الإنسانية في اليمن خلال العام المقبل من بين 86 دولة تواجه انعدام الأمن الغذائي.

لا يزال اليمن من أسوأ البلاد التي تواجه الأزمات الإنسانية في العالم (إعلام محلي)

وذكر المجلس النرويجي للاجئين في تقرير حديث أن عناصر المجتمع المهمش في اليمن يشكلون 10 في المائة من السكان (نحو 3.5 مليون شخص)، وأنه رغم أن لهم جذوراً تاريخية في البلاد، لكن معظمهم يفتقرون إلى أي شكل من أشكال الهوية القانونية أو إثبات جنسيتهم الوطنية، مع أنهم عاشوا في اليمن لأجيال عدة.

ويؤكد المجلس النرويجي أنه ومن دون الوثائق الأساسية، يُحرم هؤلاء من الوصول إلى الخدمات الأساسية، بما في ذلك الصحة، والتعليم، والمساعدات الحكومية، والمساعدات الإنسانية. ويواجهون تحديات في التحرك بحرية عبر نقاط التفتيش، ولا يمكنهم ممارسة الحقوق المدنية الأخرى، بما في ذلك تسجيل أعمالهم، وشراء وبيع وتأجير الممتلكات، والوصول إلى الأنظمة المالية والحوالات.

ووفق هذه البيانات، فقد أفاد 78 في المائة من المهمشين الذين شملهم استطلاع أجراه المجلس النرويجي للاجئين بأنهم لا يمتلكون بطاقة هوية وطنية، في حين يفتقر 42 في المائة من أطفال المهمشين إلى شهادة ميلاد.

ويصف المجلس الافتقار إلى المعلومات، وتكلفة الوثائق، والتمييز الاجتماعي بأنها العقبات الرئيسة التي تواجه هذه الفئة الاجتماعية، رغم عدم وجود أي قوانين تمييزية ضدهم أو معارضة الحكومة لدمجهم في المجتمع.

وقال إنه يدعم «الحصول على الهوية القانونية والوثائق المدنية بين المهمشين» في اليمن، بما يمكنهم من الحصول على أوراق الهوية، والحد من مخاطر الحماية، والمطالبة بفرص حياة مهمة في البلاد.

أكبر تمويل

طلبت الأمم المتحدة أعلى تمويل لعملياتها الإنسانية للعام المقبل لتغطية الاحتياجات الإنسانية لأكثر من 17 مليون شخص في اليمن يواجهون انعدام الأمن الغذائي الحاد، بمبلغ قدره مليار ونصف المليار دولار.

وأفاد برنامج الأغذية العالمي في أحدث تقرير له بأن التمويل المطلوب لليمن هو الأعلى على الإطلاق من بين 86 بلداً حول العالم، كما يُعادل نحو 31 في المائة من إجمالي المبلغ المطلوب لعمليات برنامج الغذاء العالمي في 15 بلداً ضمن منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وشرق أوروبا، والبالغ 4.9 مليار دولار، خلال العام المقبل.

الحوثيون تسببوا في نزوح 4.5 مليون يمني (إعلام محلي)

وأكد البرنامج أنه سيخصص هذا التمويل لتقديم المساعدات الإنسانية المنقذة للحياة في اليمن، حيث خلّف الصراع المستمر والأزمات المتعددة والمتداخلة الناشئة عنه، إضافة إلى الصدمات المناخية، 17.1 مليون شخص يعانون من انعدام الأمن الغذائي الحاد.

وأشار البرنامج إلى وجود 343 مليون شخص حول العالم يعانون من انعدام الأمن الغذائي الحاد، بزيادة قدرها 10 في المائة عن العام الماضي، وأقل بقليل من الرقم القياسي الذي سجل أثناء وباء «كورونا»، ومن بين هؤلاء «نحو 1.9 مليون شخص على شفا المجاعة، خصوصاً في غزة والسودان، وبعض الجيوب في جنوب السودان وهايتي ومالي».

أزمة مستمرة

أكدت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أن اليمن لا يزال واحداً من أسوأ البلاد التي تواجه الأزمات الإنسانية على مستوى العالم، حيث خلقت عشر سنوات من الصراع تقريباً نقاط ضعف، وزادت من تفاقمها، وتآكلت القدرة على الصمود والتكيف مع ذلك.

وذكرت المفوضية الأممية في تقرير حديث أن اليمن موطن لنحو 4.5 مليون نازح داخلياً، وأكثر من 60 ألف لاجئ وطالب لجوء. وهؤلاء الأفراد والأسر المتضررة من النزوح معرضون للخطر بشكل خاص، مع انخفاض القدرة على الوصول إلى الخدمات الأساسية وسبل العيش، ويواجهون كثيراً من مخاطر الحماية، غالباً يومياً.

التغيرات المناخية في اليمن ضاعفت من أزمة انعدام الأمن الغذائي (إعلام محلي)

ونبّه التقرير الأممي إلى أن كثيرين يلجأون إلى آليات التكيف الضارة للعيش، بما في ذلك تخطي الوجبات، والانقطاع عن الدراسة، وعمل الأطفال، والحصول على القروض، والانتقال إلى مأوى أقل جودة، والزواج المبكر.

وبيّنت المفوضية أن المساعدات النقدية هي من أكثر الطرق سرعة وكفاءة وفاعلية لدعم الأشخاص الضعفاء الذين أجبروا على الفرار من ديارهم وفي ظروف صعبة، لأنها تحترم استقلال الشخص وكرامته من خلال توفير شعور بالطبيعية والملكية، مما يسمح للأفراد والأسر المتضررة بتحديد ما يحتاجون إليه أكثر في ظروفهم.

وذكر التقرير أن أكثر من 90 في المائة من المستفيدين أكدوا أنهم يفضلون الدعم بالكامل أو جزئياً من خلال النقد، لأنه ومن خلال ذلك تستطيع الأسر شراء السلع والخدمات من الشركات المحلية، مما يعزز الاقتصاد المحلي.