السودان: نذر حرب أهلية بين العسكريين

انتشار للقوات في العاصمة ومروي... وتحركات إقليمية ودولية لاحتواء الأزمة

«حميدتي» أمام قواته أمس (موقع «الدعم السريع»)... وفي الإطار الناطق باسم الجيش محذراً (أ.ب)
«حميدتي» أمام قواته أمس (موقع «الدعم السريع»)... وفي الإطار الناطق باسم الجيش محذراً (أ.ب)
TT

السودان: نذر حرب أهلية بين العسكريين

«حميدتي» أمام قواته أمس (موقع «الدعم السريع»)... وفي الإطار الناطق باسم الجيش محذراً (أ.ب)
«حميدتي» أمام قواته أمس (موقع «الدعم السريع»)... وفي الإطار الناطق باسم الجيش محذراً (أ.ب)

شهد السودان نُذر حرب أهلية أمس إثر لجوء الجيش السوداني وقوات «الدعم السريع»، إلى التحشيد والتحشيد المضاد عسكرياً، فيما تحركت مساع داخلية من القوى المدنية وفصائل الحراك وأخرى إقليمية ودولية لاحتواء الأزمة.
وسُجل انتشار للقوات في العاصمة الخرطوم وكذا في مدينة مروي الواقعة شمال البلاد. وتسارعت وتيرة الأحداث منذ مساء الأربعاء عقب إرسال «الدعم السريع» قوات وآليات عسكرية كبيرة إلى مروي، لكن الجيش اعترضها ومنع تقدمها من محيط مطار المدينة الدولي.
وأبلغت مصادر محلية «الشرق الأوسط» أن الأوضاع في مروي بقيت متوترة حتى مساء أمس الخميس، وأن الطرفين بمواقعهما في حالة من التأهب القصوى. ونقلت تقارير إعلامية عن مصادر عسكرية أن الجيش منح قوات «الدعم السريع» مهلة 24 ساعة، للانسحاب من المدينة. وعلمت «الشرق الأوسط»، من مصادر متطابقة، أن «التوتر» الحالي بين الجيش و»الدعم السريع» سببه وجود مقاتلات مصرية في مطار مروي، ويعتقد قادة «الدعم السريع» أن وجودها يهدد قواته بشكل خاص.

ورصد نشطاء في وسائل التواصل الاجتماعي وصول مدرعات وآليات عسكرية تابعة لقوات «الدعم السريع»، التي يقودها نائب رئيس مجلس السيادة، محمد حمدان دقلو الشهير بـ«حميدتي»، من دارفور في طريقها إلى المواقع العسكرية والمقار وسط الخرطوم.
وحذرت السفارة الأميركية في الخرطوم رعاياها من السفر إلى مروي والمناطق المجاورة، ووجهت الموظفين في السفارة بعدم التنقل خارج العاصمة بمدنها الثلاث.
وأفادت مصادر سياسية بأن عدداً من السفراء الغربيين والعرب وممثلي «الآلية الرباعية» (السعودية والإمارات وأميركا وبريطانيا) شرعوا في التحرك للوساطة بين الطرفين بالتنسيق مع «الآلية الثلاثية» (الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي ومنظمة التنمية الحكومية «إيقاد»). وكذلك دخل رئيس الوزراء السابق عبد الله حمدوك على خط الوساطة بين البرهان وحميدتي، حسب وسائل اعلام عربية بينها قناة «الشرق».
السودان: الأيادي على الزناد تنذر بمواجهة عسكرية
مقتطفات من بيان «الدعم السريع»
مقتطفات من خطاب القوات المسلحة
«الدعم السريع» نصير للجيش السوداني أم نظير له؟


مقالات ذات صلة

«أمانة» السعودية تجلي 1765 شخصاً لـ32 دولة من السودان

شمال افريقيا «أمانة» السعودية تجلي 1765 شخصاً لـ32 دولة من السودان

«أمانة» السعودية تجلي 1765 شخصاً لـ32 دولة من السودان

نقلت سفينة «أمانة» السعودية، اليوم (الخميس)، نحو 1765 شخصاً ينتمون لـ32 دولة، إلى جدة، ضمن عمليات الإجلاء التي تقوم بها المملكة لمواطنيها ورعايا الدول الشقيقة والصديقة من السودان، إنفاذاً لتوجيهات القيادة. ووصل على متن السفينة، مساء اليوم، مواطن سعودي و1765 شخصاً من رعايا «مصر، والعراق، وتونس، وسوريا، والأردن، واليمن، وإريتريا، والصومال، وأفغانستان، وباكستان، وأفغانستان، وجزر القمر، ونيجيريا، وبنغلاديش، وسيريلانكا، والفلبين، وأذربيجان، وماليزيا، وكينيا، وتنزانيا، والولايات المتحدة، وتشيك، والبرازيل، والمملكة المتحدة، وفرنسا، وهولندا، والسويد، وكندا، والكاميرون، وسويسرا، والدنمارك، وألمانيا». و

«الشرق الأوسط» (جدة)
شمال افريقيا مصريون يسهمون في إغاثة النازحين عند المعابر الحدودية

مصريون يسهمون في إغاثة النازحين عند المعابر الحدودية

بعد 3 أيام عصيبة قضتها المسنة السودانية زينب عمر، بمعبر «أشكيت» من دون مياه نظيفة أو وجبات مُشبعة، فوجئت لدى وصولها إلى معبر «قسطل» المصري بوجود متطوعين مصريين يقدمون مياهاً وعصائر ووجبات جافة مكونة من «علب فول وتونة وحلاوة وجبن بجانب أكياس الشيبسي»، قبل الدخول إلى المكاتب المصرية وإنهاء إجراءات الدخول المكونة من عدة مراحل؛ من بينها «التفتيش، والجمارك، والجوازات، والحجر الصحي، والكشف الطبي»، والتي تستغرق عادة نحو 3 ساعات. ويسعى المتطوعون المصريون لتخفيف مُعاناة النازحين من السودان، وخصوصاً أبناء الخرطوم الفارين من الحرب والسيدات والأطفال والمسنات، بالتعاون مع جمعيات ومؤسسات أهلية مصرية، على غر

شمال افريقيا الأمم المتحدة تطلب 445 مليون دولار لمساعدة الفارين من السودان

الأمم المتحدة تطلب 445 مليون دولار لمساعدة الفارين من السودان

أعلنت الأمم المتحدة، الخميس، أنها تحتاج إلى 445 مليون دولار لمساعدة 860 ألف شخص توقعت أن يفروا بحلول أكتوبر (تشرين الأول) المقبل من القتال الدامي في السودان بين الجيش وقوات الدعم السريع. وأطلقت مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين هذا النداء لجمع الأموال من الدول المانحة، مضيفة أن مصر وجنوب السودان سيسجّلان أكبر عدد من الوافدين. وستتطلب الاستجابة للأزمة السودانية 445 مليون دولار حتى أكتوبر؛ لمواجهة ارتفاع عدد الفارين من السودان، بحسب المفوضية. وحتى قبل هذه الأزمة، كانت معظم العمليات الإنسانية في البلدان المجاورة للسودان، التي تستضيف حالياً الأشخاص الفارين من البلاد، تعاني نقصاً في التمو

«الشرق الأوسط» (جنيف)
شمال افريقيا الصراع في الخرطوم يوجّه ضربة جديدة للاقتصاد

الصراع في الخرطوم يوجّه ضربة جديدة للاقتصاد

وجّه الصراع المحتدم الذي يعصف بالسودان ضربة قاصمة للمركز الرئيسي لاقتصاد البلاد في العاصمة الخرطوم. كما عطّل طرق التجارة الداخلية، مما يهدد الواردات ويتسبب في أزمة سيولة. وفي أنحاء مساحات مترامية من العاصمة، تعرضت مصانع كبرى ومصارف ومتاجر وأسواق للنهب أو التخريب أو لحقت بها أضرار بالغة وتعطلت إمدادات الكهرباء والمياه، وتحدث سكان عن ارتفاع حاد في الأسعار ونقص في السلع الأساسية. حتى قبل اندلاع القتال بين طرفي الصراع في 15 أبريل، عانى الاقتصاد السوداني من ركود عميق بسبب أزمة تعود للسنوات الأخيرة من حكم الرئيس السابق عمر البشير واضطرابات تلت الإطاحة به في عام 2019.

«الشرق الأوسط» (الخرطوم)
شمال افريقيا فيصل بن فرحان وغوتيريش يبحثان وقف التصعيد في السودان

فيصل بن فرحان وغوتيريش يبحثان وقف التصعيد في السودان

بحث الأمير فيصل بن فرحان بن عبد الله وزير الخارجية السعودي والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، اليوم (الخميس)، الجهود المبذولة لوقف التصعيد العسكري بين الأطراف في السودان، وتوفير الحماية اللازمة للمدنيين السودانيين والمقيمين على أرضه. وأكد الأمير فيصل بن فرحان، خلال اتصال هاتفي أجراه بغوتيريش، على استمرار السعودية في مساعيها الحميدة بالعمل على إجلاء رعايا الدول التي تقدمت بطلب مساعدة بشأن ذلك. واستعرض الجانبان أوجه التعاون بين السعودية والأمم المتحدة، كما ناقشا آخر المستجدات والتطورات الدولية، والجهود الحثيثة لتعزيز الأمن والسلم الدوليين.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

وزير الخارجية المصري: لن ندخر جهداً للتوصل إلى وقف النار في غزة

وزير الخارجية والهجرة المصري بدر عبد العاطي (د.ب.أ)
وزير الخارجية والهجرة المصري بدر عبد العاطي (د.ب.أ)
TT

وزير الخارجية المصري: لن ندخر جهداً للتوصل إلى وقف النار في غزة

وزير الخارجية والهجرة المصري بدر عبد العاطي (د.ب.أ)
وزير الخارجية والهجرة المصري بدر عبد العاطي (د.ب.أ)

أكد وزير الخارجية والهجرة المصري بدر عبد العاطي، الخميس، أن بلاده لن تدخر جهداً لمحاولة التوصل لصفقة لوقف إطلاق النار في غزة، وإطلاق سراح الرهائن، ونفاذ المساعدات الإنسانية للقطاع.

جاء ذلك خلال استقبال الوزير عبد العاطي، الخميس، «روبرتا ميتسولا» رئيسة البرلمان الأوروبي، حيث شهد اللقاء بحث العلاقات الثنائية بين مصر والاتحاد الأوروبي، فضلاً عن أبرز القضايا الإقليمية، وفق المتحدث باسم الخارجية تميم خلاف.

وصرّح المتحدث، في بيان صحافي، بأن الوزير عبد العاطي أشاد بالتطورات الإيجابية التي تشهدها العلاقات مع الاتحاد الأوروبي منذ الارتقاء بالعلاقات الثنائية إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية والشاملة في 17 مارس (آذار) 2024، وفق ما أفادت «وكالة الأنباء الألمانية».

وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي خلال لقائه رئيسة البرلمان الأوروبي روبرتا ميتسولا بمقر الوزارة بالعاصمة الإدارية الجديدة 9 يناير 2025 (إ.ب.أ)

وأشار إلى أولوية تنفيذ المحاور المختلفة من الشراكة الاستراتيجية، بما في ذلك الشق الاقتصادي منها، معرباً عن التطلع لسرعة اعتماد البرلمان الأوروبي الشريحة الثانية بقيمة أربعة مليارات يورو من حزمة التمويل لمصر.

وأضاف المتحدث أن الوزير عبد العاطي أشاد بالتعاون القائم بين الجانبين في مجال مكافحة الإرهاب، بما في ذلك في إطار تولي مصر الرئاسة المشتركة مع الاتحاد الأوروبي لـ«المنتدى العالمي لمكافحة الإرهاب».

كما تناول اللقاء التطورات الإقليمية في الشرق الأوسط، حيث شدّد الوزير عبد العاطي على ضرورة الاعتراف بالدولة الفلسطينية على خطوط الرابع من يونيو (حزيران) 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.

كما أشار إلى أهمية الدفع بعملية سياسية شاملة في سوريا لا تقصي أيّاً من المكونات السورية. وتناول أيضاً التطورات على الساحة اللبنانية، حيث أكد على ضرورة التوصل لتوافق لبناني لإنهاء أزمة الشغور الرئاسي، وأن يتم ذلك بملكية وطنية خالصة دون تدخلات خارجية.

كما حرص الوزير عبد العاطي على استعراض موقف مصر الداعم لوحدة وسيادة وسلامة أراضي السودان والصومال، بالإضافة إلى محددات موقف مصر من قضية الأمن المائي.