اليمين الإسرائيلي يعد لمظاهرة مليونية

استمرار الاحتجاجات رغم قرار نتنياهو تمديد تعليق الإجراءات التشريعية

بنيامين نتنياهو وزوجته سارة يشاركان في احتفال بالفصح اليهودي (أ.ب)
بنيامين نتنياهو وزوجته سارة يشاركان في احتفال بالفصح اليهودي (أ.ب)
TT

اليمين الإسرائيلي يعد لمظاهرة مليونية

بنيامين نتنياهو وزوجته سارة يشاركان في احتفال بالفصح اليهودي (أ.ب)
بنيامين نتنياهو وزوجته سارة يشاركان في احتفال بالفصح اليهودي (أ.ب)

رغم استئناف الحوار بين طرفي الصراع في المجتمع الإسرائيلي، بغرض التوصل إلى تفاهمات لرأب الصدع والخروج باتفاق على خطة إصلاحات مشتركة، يتمسك الطرفان بمواقفهما وببرنامج كل منهما، قررت قيادة الاحتجاج الاستمرار في مظاهراتها الأسبوعية، مساء كل سبت، للأسبوع الخامس عشر على التوالي، في حين قررت قيادة أحزاب اليمين تنظيم مظاهرة بمشاركة مليون شخص تأييداً للحكومة وخطتها.
وكان مقرب من رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، أبلغ وسائل الإعلام، أمس (الخميس)، أنه قرر تمديد تعليق الإجراءات التشريعية لتنفيذ الخطة لمدة شهر آخر، أي حتى نهاية شهر مايو (أيار) المقبل، لكي يعطي فرصة للتفاهمات وتحقيق الوحدة الوطنية في هذه المهمة الحيوية. لكن المعارضة اعتبرت هذا التسريب «ألعوبة من ألاعيب نتنياهو»، وقالت إنه مضطر حالياً إلى تركيز جهوده على تمرير الموازنة العامة، وسيكون صعباً عليه تمرير قوانين كبيرة إضافة إليها. ولذلك قرر التمديد. وهذا لا يعني أنه اقتنع بضرورة التوصل إلى حلول وسط.
وفي هذه الأثناء، خرج عدد من وزراء «الليكود» بتصريحات تؤكد استمرار الشرخ وتوسيعه. ووجه اثنان منهم الاتهام لممثلي الدولة العميقة في إسرائيل بأنهم «يتحيزون ضد الحكومة ويشاركون في المظاهرات ويعرقلون عمل الدولة». وقالت وزيرة الإعلام، غليت ديستل أتربيان، خلال حديث لإذاعة الجيش، أمس (الخميس)، إن «هناك عناصر أساسية من كبار الموظفين في الدوائر الحكومية ومراكز القوة المختلفة يشكلون مقاومة للحكومة من الداخل، ويضعون عراقيل أمام إدارة شؤون الدولة».
وأضافت أن الصحافة والأكاديميين وعناصر رفيعة في الشرطة والجيش ومسؤولين كباراً في كل الدوائر الحكومية ومؤسسات الدولة، يمارسون نشاطاً انقلابياً ضد الحكومة في كل المجالات. ومثل هذا الأمر لم يحدث لأي حكومة في تاريخ الدولة، لافتة إلى أنه «لو كانت معركتنا ضد المعارضة السياسية، لما كانت مشكلة؛ فهذه معركة مفهومة. لكن أن تصبح معركتنا مع الدولة العميقة فهو أمر لا يُطاق».
وقال وزير التراث، عميحاي شيكلي، إن أخطر ما في معارضة الحكومة أن قادة في الجيش يعملون ضدها، واعتبر ذلك «عملية تمرد عسكري».
في المقابل، أعلن قادة الاحتجاج أنهم سيستمرون في مظاهراتهم الضخمة لأنهم لا يثقون في أن نتنياهو صادق بجهود الحوار، وأنهم على يقين من أن الحكومة التي صُدمت برد الفعل الجماهيري الغاضب على خطتها قررت تهدئة الأوضاع قليلاً لتستنشق الهواء، وتستأنف هجومها الشرس على منظومة الحكم والقضاء. ولكن، في حال شعرت بأن المظاهرات بدأت تخف وتتقلص، فإنها ستنقض على الاحتجاج، وتفرض قوانين الديكتاتورية.
لذا قرروا الدعوة لمظاهرة مركزية في تل أبيب ونحو 100 مظاهرة أخرى في مناطق مختلفة، بينها 14 مظاهرة أمام بيوت وزراء ونواب من حزب «الليكود».
من جهته، أعلن رئيس الدولة يتسحاق هيرتسوغ: «هذه فرصة لتقوية الأسس الديمقراطية لإسرائيل؛ لم نتمتع بها منذ 75 عاماً، منذ قيام الدولة، وأنا أحمل عبئاً على كتفي له مصلحة تاريخية». وأعرب هيرتسوغ عن تفاؤله بشأن تقدم المحادثات في مقر إقامته حول الإصلاح القضائي. وقال: «جميع أطراف المحادثات يأتون بحسن نية، وأنا متفائل، لكنني لست ساذجاً؛ فهناك مصاعب».
وتحدث هيرتسوغ عن مكانته غير العادية وسيطاً في الأزمة المحيطة بالإصلاح، قائلاً: «ربما أكون السياسي الإسرائيلي الوحيد الذي يثق به أعضاء من جميع الأحزاب، ويمكن أن يلجأوا إليه للحصول على المشورة، لذلك أشعر بأنني أحمل عبئاً على كتفي له مصلحة تاريخية».


مقالات ذات صلة

غانتس يؤيد صفقة مع نتنياهو تمنع حبسه وتضمن تخليه عن الحكم

شؤون إقليمية غانتس يؤيد صفقة مع نتنياهو تمنع حبسه وتضمن تخليه عن الحكم

غانتس يؤيد صفقة مع نتنياهو تمنع حبسه وتضمن تخليه عن الحكم

في اليوم الذي استأنف فيه المتظاهرون احتجاجهم على خطة الحكومة الإسرائيلية لتغيير منظومة الحكم والقضاء، بـ«يوم تشويش الحياة الرتيبة في الدولة»، فاجأ رئيس حزب «المعسكر الرسمي» وأقوى المرشحين لرئاسة الحكومة، بيني غانتس، الإسرائيليين، بإعلانه أنه يؤيد إبرام صفقة ادعاء تنهي محاكمة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، بتهم الفساد، من دون الدخول إلى السجن بشرط أن يتخلى عن الحكم. وقال غانتس في تصريحات صحافية خلال المظاهرات، إن نتنياهو يعيش في ضائقة بسبب هذه المحاكمة، ويستخدم كل ما لديه من قوة وحلفاء وأدوات حكم لكي يحارب القضاء ويهدم منظومة الحكم. فإذا نجا من المحاكمة وتم تحييده، سوف تسقط هذه الخطة.

نظير مجلي (تل أبيب)
المشرق العربي هدوء في غزة بعد ليلة من القصف المتبادل بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية

هدوء في غزة بعد ليلة من القصف المتبادل بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية

سادَ هدوء حذِر قطاع غزة، صباح اليوم الأربعاء، بعد ليلة من القصف المتبادل بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية، على أثر وفاة المعتقل خضر عدنان، أمس، مُضرباً عن الطعام في السجون الإسرائيلية، وفقاً لوكالة «الأنباء الألمانية». وكانت وسائل إعلام فلسطينية قد أفادت، فجر اليوم، بأنه جرى التوصل لاتفاق على وقف إطلاق النار بين فصائل فلسطينية والجانب الإسرائيلي، وأنه دخل حيز التنفيذ. وقالت وكالة «معاً» للأنباء إن وقف إطلاق النار في قطاع غزة «مشروط بالتزام الاحتلال الإسرائيلي بعدم قصف أي مواقع أو أهداف في القطاع».

«الشرق الأوسط» (غزة)
شؤون إقليمية بعد 75 عاماً على قيامها... إسرائيل بين النجاح الاقتصادي والفروقات الاجتماعية الصارخة

بعد 75 عاماً على قيامها... إسرائيل بين النجاح الاقتصادي والفروقات الاجتماعية الصارخة

بعد مرور 75 عاماً على قيامها، أصبح اقتصاد إسرائيل واحداً من أكثر الاقتصادات ازدهاراً في العالم، وحقّقت شركاتها في مجالات مختلفة من بينها التكنولوجيا المتقدمة والزراعة وغيرها، نجاحاً هائلاً، ولكنها أيضاً توجد فيها فروقات اجتماعية صارخة. وتحتلّ إسرائيل التي توصف دائماً بأنها «دولة الشركات الناشئة» المركز الرابع عشر في تصنيف 2022 للبلدان وفقاً لنصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي، متقدمةً على الاقتصادات الأوروبية الأربعة الأولى (ألمانيا والمملكة المتحدة وفرنسا وإيطاليا)، وفقاً لأرقام صادرة عن صندوق النقد الدولي. ولكن يقول جيل دارمون، رئيس منظمة «لاتيت» الإسرائيلية غير الربحية التي تسعى لمكافحة ا

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
شؤون إقليمية مكارثي يتعهد دعوة نتنياهو إلى واشنطن في حال استمر تجاهل بايدن له

مكارثي يتعهد دعوة نتنياهو إلى واشنطن في حال استمر تجاهل بايدن له

أعلن رئيس مجلس النواب الأميركي، كيفين مكارثي، في تل أبيب، امتعاضه من تجاهل الرئيس الأميركي، جو بايدن، رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو وامتناعه عن دعوته للقيام بالزيارة التقليدية إلى واشنطن. وهدد قائلاً «إذا لم يدع نتنياهو إلى البيت الأبيض قريباً، فإنني سأدعوه إلى الكونغرس». وقال مكارثي، الذي يمثل الحزب الجمهوري، ويعدّ اليوم أحد أقوى الشخصيات في السياسة الأميركية «لا أعرف التوقيت الدقيق للزيارة، ولكن إذا حدث ذلك فسوف أدعوه للحضور ومقابلتي في مجلس النواب باحترام كبير. فأنا أرى في نتنياهو صديقاً عزيزاً.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
شؤون إقليمية المواجهة في إسرائيل: شارع ضد شارع

المواجهة في إسرائيل: شارع ضد شارع

بدأت المواجهة المفتوحة في إسرائيل، بسبب خطة «التعديلات» القضائية لحكومة بنيامين نتنياهو، تأخذ طابع «شارع ضد شارع» بعد مظاهرة كبيرة نظمها اليمين، الخميس الماضي، دعماً لهذه الخطة، ما دفع المعارضة إلى إظهار عزمها الرد باحتجاجات واسعة النطاق مع برنامج عمل مستقبلي. وجاء في بيان لمعارضي التعديلات القضائية: «ابتداءً من يوم الأحد، مع انتهاء عطلة الكنيست، صوت واحد فقط يفصل إسرائيل عن أن تصبحَ ديكتاتورية قومية متطرفة.

«الشرق الأوسط» (رام الله)

«الذرية الدولية»: إيران قبلت تعزيز إجراءات التفتيش في منشأة فوردو

مدير الوكالة الدولية رافائيل غروسي ونظيره الإيراني محمد إسلامي خلال مؤتمر صحافي في طهران منتصف نوفمبر 2024 (د.ب.أ)
مدير الوكالة الدولية رافائيل غروسي ونظيره الإيراني محمد إسلامي خلال مؤتمر صحافي في طهران منتصف نوفمبر 2024 (د.ب.أ)
TT

«الذرية الدولية»: إيران قبلت تعزيز إجراءات التفتيش في منشأة فوردو

مدير الوكالة الدولية رافائيل غروسي ونظيره الإيراني محمد إسلامي خلال مؤتمر صحافي في طهران منتصف نوفمبر 2024 (د.ب.أ)
مدير الوكالة الدولية رافائيل غروسي ونظيره الإيراني محمد إسلامي خلال مؤتمر صحافي في طهران منتصف نوفمبر 2024 (د.ب.أ)

وافقت إيران على تشديد الرقابة من قبل الوكالة الدولية للطاقة الذرية على منشأة فوردو الواقعة تحت الجبال، بعدما سرعت على نحو كبير تخصيب اليورانيوم بما يقترب من الدرجة المطلوبة لصناعة أسلحة.

وذكر تقرير للوكالة الدولية للطاقة الذرية، في تقرير سري لدول الأعضاء، أن إيران «وافقت على طلب الوكالة بزيادة وتيرة وكثافة تدابير الرقابة في منشأة فوردو لتخصيب الوقود، وتسهيل تطبيق هذا النهج الرقابي».

والأسبوع الماضي، أفادت الوكالة الدولية للطاقة الذرية بأن إيران ضاعفت وتيرة تخصيبها إلى نقاء يصل إلى 60 في المائة في منشأة فوردو، وهو مستوى قريب من 90 في المائة المطلوب لصنع الأسلحة النووية، ما اعتبرته القوى الغربية تصعيداً خطيراً في الخلاف مع إيران بشأن برنامجها النووي.

وأعلنت الوكالة أنها ستناقش الحاجة إلى إجراءات وقائية أكثر صرامة، مثل زيادة عمليات التفتيش في منشأة فوردو لتخصيب اليورانيوم، وهي واحدة من منشأتين تصلان إلى هذا المستوى العالي من التخصيب.

وجاء في التقرير السري الموجه إلى الدول الأعضاء: «وافقت إيران على طلب الوكالة زيادة وتيرة وشدة تنفيذ إجراءات الضمانات في منشأة فوردو، وتساهم في تنفيذ هذا النهج المعزز لضمانات السلامة».

ووفقاً للوكالة الدولية للطاقة الذرية، يمكن لفوردو الآن إنتاج أكثر من 34 كيلوغراماً شهرياً من اليورانيوم المخصب بنسبة تصل إلى 60 في المائة، مقارنة بـ5 إلى 7 كيلوغرامات كانت تنتجها مجتمعة في فوردو ومنشأة أخرى في نطنز فوق الأرض.

ووفقاً لمعايير الوكالة، فإن نحو 42 كيلوغراماً من اليورانيوم المخصب بنسبة 60 في المائة تكفي نظرياً، إذا تم تخصيبها أكثر، لصنع قنبلة نووية. إيران تمتلك بالفعل أكثر من أربعة أضعاف هذه الكمية، بالإضافة إلى ما يكفي لصنع المزيد من الأسلحة عند مستويات تخصيب أقل.

وتؤكد القوى الغربية أنه لا يوجد مبرر مدني لتخصيب إيران إلى هذا المستوى، حيث لم تقم أي دولة أخرى بذلك دون إنتاج أسلحة نووية. فيما تنفي إيران هذه الادعاءات، مؤكدة أن برنامجها النووي ذو أهداف سلمية بحتة.