مخاوف من تدهور التنسيق الأمني بين روسيا وإسرائيل في سوريا

جنازة في طهران لاثنين من قوات الحرس الثوري الإيراني قتلتهما إسرائيل في سوريا في 31 مارس (أ.ف.ب)
جنازة في طهران لاثنين من قوات الحرس الثوري الإيراني قتلتهما إسرائيل في سوريا في 31 مارس (أ.ف.ب)
TT

مخاوف من تدهور التنسيق الأمني بين روسيا وإسرائيل في سوريا

جنازة في طهران لاثنين من قوات الحرس الثوري الإيراني قتلتهما إسرائيل في سوريا في 31 مارس (أ.ف.ب)
جنازة في طهران لاثنين من قوات الحرس الثوري الإيراني قتلتهما إسرائيل في سوريا في 31 مارس (أ.ف.ب)

أفاد مسؤولون إسرائيليون بأن التعاون العسكري بين إيران وروسيا في الحرب على أوكرانيا، يمكن أن يضر بالعلاقات بين موسكو وتل أبيب بشكل كبير، ومن المحتمل أن يهدد منظومة التنسيق الأمني القوي القائم بين قيادة الجيشين الإسرائيلي والروسي حول نشاط كل منهما في سوريا.
وقال هؤلاء المسؤولون، حسب تقرير صحيفة «هآرتس» العبرية، إن «التنسيق الإسرائيلي الروسي، الذي يتم على أعلى المستويات ويديره نائب رئيس أركان الجيش من كل طرف، ويتسم بالنجاح الكبير طيلة ثماني سنوات، منذ العام 2015، يواجه خطرا حقيقيا في هذه الفترة. وفي تل أبيب يتخوفون من ضغوط يمكن أن تمارسها طهران على الحكومة الروسية لتقنعها بوقف التعاون خلال الهجمات الإسرائيلية ضد مواقع إيرانية على الأراضي السورية».
وبحسب مصدر سياسي في تل أبيب، فإن «على إسرائيل أن تدرك أن علاقاتها مع موسكو بدأت تتعثر، ولهذا فعليها أن تعيد دراسة احتمال تقديم مساعدات عسكرية لأوكرانيا». وأضاف: «الاستقطاب الشديد بين روسيا والغرب لن يتيح لإسرائيل مواصلة المشي على الحبلين، بين موسكو وكييف، على أمل أن تكسب كلا العالمين. وستضطر إلى حسم موقفها إلى جانب أحدهما، خصوصا أن ما كانت تتخوف منه حول انتقام روسي من اليهود على أراضيها، قد بدأ يحصل. وهناك زيادة واضحة في انتهاك حقوق الإنسان في روسيا تمس أيضا باليهود ومؤسساتهم، والأمور قابلة لأن تتصاعد لتصل إلى حالة من الصدام».
المعروف أن إسرائيل تتعرض لضغوط أميركية وأوروبية حتى تغير سياستها وتقوم ببيع صواريخ ومنظومات دفاع جوي لأوكرانيا. وكان التقرير الذي نشرته صحيفة «نيويورك تايمز»، هذا الأسبوع، حول الوثائق السرية المسربة من البنتاغون، قد تطرق أيضا لهذا الموضوع. وكشف أن الولايات المتحدة تحث إسرائيل بقوة على بيع أسلحة دفاعية حيوية إلى أوكرانيا، بما في ذلك صواريخ مضادة للدبابات ونظم دفاع جوي متطورة مثل القبة الحديدية ومقلاع داود.
ويشدد الأميركيون، حسب التقرير، على تفنيد الحجج الإسرائيلية في تبرير الاستمرار في سياستها الحالية. فعندما تقول إسرائيل إنها تدير حربا ضد التموضع الإيراني في سوريا، وتقوم بقصف مواقع الحرس الثوري وغيره من القوات الإيرانية في سوريا، وتخشى أن يتحرك الروس لإسقاط طائراتها، فإن واشنطن ترد قائلة، إنه من غير المرجح لروسيا أن تنشر نظم دفاع جوية متطورة على الأراضي السورية لمنع إسرائيل من تنفيذ غارات جوية.
وتقول وثيقة أخرى، إن واشنطن تدفع بإسرائيل لأن تزود أوكرانيا بالأسلحة عبر دولة ثالثة، كما تفعل تركيا في هذا الشأن. «إردوغان ينقل أسلحة إلى كييف، وفي الوقت نفسه يقيم علاقات مع موسكو ويطالب بوقف الحرب والجنوح الى السلام».
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، المعروف بقربه من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، قد وعد خلال معركته الانتخابية بأداء دور وساطة بين البلدين. ثم أعلن أنه سيغير السياسة الإسرائيلية لمصلحة الدعم العسكري لأوكرانيا. ولكن بعد فوزه وتشكيله الحكومة نهاية السنة الماضية، لم يعد يتطرق للموضوع.
وحسب تسريبات إسرائيلية، قال نتنياهو للمسؤولين الأميركيين الذين التقوه شهر فبراير (شباط) الماضي، وبينهم مستشار الأمن القومي، جيك سوليفان: «لا أعرف دولة أخرى مثلنا لديها طائرات تحلق يومياً قريباً جداً من الطيارين الروس. توجد لإسرائيل مشكلة لا تعاني منها الدول الأخرى». ثم حذر من أنه في حال دعم أوكرانيا عسكريا، فإن «روسيا يمكن أن ترد بتقديم دعم فاعل للبرنامج النووي الإيراني».
ومع ذلك حاول نتنياهو استرضاء الغرب بمواصلة تقديم الدعم الإنساني والاستخباري لأوكرانيا. ويوم الاثنين، قرر تمديد مشروع تقديم مساعدات للاجئين الأوكرانيين الذين استقبلتهم إسرائيل، مع تمديد إقاماتهم وزيادة منح تأشيرات لهم، إلى جانب تقديم مساعدات صحية وترفيهية لهم.


مقالات ذات صلة

أبو الغيط: لا أعلم إن كانت سوريا ستعود للجامعة

أبو الغيط: لا أعلم إن كانت سوريا ستعود للجامعة

أبو الغيط: لا أعلم إن كانت سوريا ستعود للجامعة

قال الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، إنَّه «لا يعلم ما إذا كانت سوريا ستعود إلى الجامعة العربية أم لا»، وإنَّه «لم يتسلَّم بصفته أميناً عاماً للجامعة أي خطابات تفيد بعقد اجتماع استثنائي لمناقشة الأمر».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شؤون إقليمية سوريا وإيران: اتفاق استراتيجي طويل الأمد

سوريا وإيران: اتفاق استراتيجي طويل الأمد

استهلَّ الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، أمس، زيارة لدمشق تدوم يومين بالإشادة بما وصفه «الانتصارات الكبيرة» التي حقَّقها حكم الرئيس بشار الأسد ضد معارضيه. وفي خطوة تكرّس التحالف التقليدي بين البلدين، وقّع رئيسي والأسد اتفاقاً «استراتيجياً» طويل الأمد. وزيارة رئيسي للعاصمة السورية هي الأولى لرئيس إيراني منذ عام 2010، عندما زارها الرئيس الأسبق محمود أحمدي نجاد، قبل شهور من بدء احتجاجات شعبية ضد النظام. وقال رئيسي، خلال محادثات موسَّعة مع الأسد، إنَّه يبارك «الانتصارات الكبيرة التي حققتموها (سوريا) حكومة وشعباً»، مضيفاً: «حقَّقتم الانتصار رغم التهديدات والعقوبات التي فرضت ضدكم».

«الشرق الأوسط» (دمشق)
العالم العربي أنقرة تستبق «رباعي موسكو» بمطالبة دمشق بموقف واضح تجاه قضايا التطبيع

أنقرة تستبق «رباعي موسكو» بمطالبة دمشق بموقف واضح تجاه قضايا التطبيع

استبقت تركيا انعقاد الاجتماع الرباعي لوزراء خارجيتها وروسيا وإيران وسوريا في موسكو في 10 مايو (أيار) الحالي في إطار تطبيع مسار العلاقات مع دمشق، بمطالبتها نظام الرئيس بشار الأسد بإعلان موقف واضح من حزب «العمال الكردستاني» والتنظيمات التابعة له والعودة الطوعية للاجئين والمضي في العملية السياسية.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
العالم العربي درعا على موعد مع تسويات جديدة

درعا على موعد مع تسويات جديدة

أجرت اللجنة الأمنية التابعة للنظام السوري في محافظة درعا (جنوب سوريا) اجتماعات عدة خلال الأيام القليلة الماضية، آخرها أول من أمس (الأربعاء)، في مقر الفرقة التاسعة العسكرية بمدينة الصنمين بريف درعا الشمالي، حضرها وجهاء ومخاتير ومفاوضون من المناطق الخاضعة لاتفاق التسوية سابقاً وقادة من اللواء الثامن المدعوم من قاعدة حميميم الأميركية. مصدر مقرب من لجان التفاوض بريف درعا الغربي قال لـ«الشرق الأوسط»: «قبل أيام دعت اللجنة الأمنية التابعة للنظام السوري في محافظة درعا، ممثلةً بمسؤول جهاز الأمن العسكري في درعا، العميد لؤي العلي، ومحافظ درعا، لؤي خريطة، ومسؤول اللجنة الأمنية في درعا، اللواء مفيد حسن، عد

رياض الزين (درعا)
شمال افريقيا مشاورات مصرية مع 6 دول عربية بشأن سوريا والسودان

مشاورات مصرية مع 6 دول عربية بشأن سوريا والسودان

أجرى وزير الخارجية المصري سامح شكري اتصالات هاتفية مع نظرائه في 6 دول عربية؛ للإعداد للاجتماع الاستثنائي لوزراء الخارجية العرب بشأن سوريا والسودان، المقرر عقده، يوم الأحد المقبل. وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية، السفير أحمد أبو زيد، في إفادة رسمية، الخميس، إن شكري أجرى اتصالات هاتفية، على مدار يومي الأربعاء والخميس، مع كل من وزير خارجية السودان علي الصادق، ووزير خارجية السعودية فيصل بن فرحان، ووزير خارجية العراق فؤاد محمد حسين، ووزير خارجية الجزائر أحمد عطاف، ووزير خارجية الأردن أيمن الصفدي، ووزير خارجية جيبوتي محمود علي يوسف. وأضاف أن «الاتصالات مع الوزراء العرب تأتي في إطار ا

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

3.5 مليون يمني من دون مستندات هوية وطنية

المهمشون في اليمن يعيشون على هامش المدن والحياة الاقتصادية والسياسية منذ عقود (إعلام محلي)
المهمشون في اليمن يعيشون على هامش المدن والحياة الاقتصادية والسياسية منذ عقود (إعلام محلي)
TT

3.5 مليون يمني من دون مستندات هوية وطنية

المهمشون في اليمن يعيشون على هامش المدن والحياة الاقتصادية والسياسية منذ عقود (إعلام محلي)
المهمشون في اليمن يعيشون على هامش المدن والحياة الاقتصادية والسياسية منذ عقود (إعلام محلي)

على الرغم من مرور ستة عقود على قيام النظام الجمهوري في اليمن، وإنهاء نظام حكم الإمامة الذي كان يقوم على التمايز الطبقي، فإن نحو 3.5 مليون شخص من المهمشين لا يزالون من دون مستندات هوية وطنية حتى اليوم، وفق ما أفاد به تقرير دولي.

يأتي هذا فيما كشف برنامج الأغذية العالمي أنه طلب أكبر تمويل لعملياته الإنسانية في اليمن خلال العام المقبل من بين 86 دولة تواجه انعدام الأمن الغذائي.

لا يزال اليمن من أسوأ البلاد التي تواجه الأزمات الإنسانية في العالم (إعلام محلي)

وذكر المجلس النرويجي للاجئين في تقرير حديث أن عناصر المجتمع المهمش في اليمن يشكلون 10 في المائة من السكان (نحو 3.5 مليون شخص)، وأنه رغم أن لهم جذوراً تاريخية في البلاد، لكن معظمهم يفتقرون إلى أي شكل من أشكال الهوية القانونية أو إثبات جنسيتهم الوطنية، مع أنهم عاشوا في اليمن لأجيال عدة.

ويؤكد المجلس النرويجي أنه ومن دون الوثائق الأساسية، يُحرم هؤلاء من الوصول إلى الخدمات الأساسية، بما في ذلك الصحة، والتعليم، والمساعدات الحكومية، والمساعدات الإنسانية. ويواجهون تحديات في التحرك بحرية عبر نقاط التفتيش، ولا يمكنهم ممارسة الحقوق المدنية الأخرى، بما في ذلك تسجيل أعمالهم، وشراء وبيع وتأجير الممتلكات، والوصول إلى الأنظمة المالية والحوالات.

ووفق هذه البيانات، فقد أفاد 78 في المائة من المهمشين الذين شملهم استطلاع أجراه المجلس النرويجي للاجئين بأنهم لا يمتلكون بطاقة هوية وطنية، في حين يفتقر 42 في المائة من أطفال المهمشين إلى شهادة ميلاد.

ويصف المجلس الافتقار إلى المعلومات، وتكلفة الوثائق، والتمييز الاجتماعي بأنها العقبات الرئيسة التي تواجه هذه الفئة الاجتماعية، رغم عدم وجود أي قوانين تمييزية ضدهم أو معارضة الحكومة لدمجهم في المجتمع.

وقال إنه يدعم «الحصول على الهوية القانونية والوثائق المدنية بين المهمشين» في اليمن، بما يمكنهم من الحصول على أوراق الهوية، والحد من مخاطر الحماية، والمطالبة بفرص حياة مهمة في البلاد.

أكبر تمويل

طلبت الأمم المتحدة أعلى تمويل لعملياتها الإنسانية للعام المقبل لتغطية الاحتياجات الإنسانية لأكثر من 17 مليون شخص في اليمن يواجهون انعدام الأمن الغذائي الحاد، بمبلغ قدره مليار ونصف المليار دولار.

وأفاد برنامج الأغذية العالمي في أحدث تقرير له بأن التمويل المطلوب لليمن هو الأعلى على الإطلاق من بين 86 بلداً حول العالم، كما يُعادل نحو 31 في المائة من إجمالي المبلغ المطلوب لعمليات برنامج الغذاء العالمي في 15 بلداً ضمن منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وشرق أوروبا، والبالغ 4.9 مليار دولار، خلال العام المقبل.

الحوثيون تسببوا في نزوح 4.5 مليون يمني (إعلام محلي)

وأكد البرنامج أنه سيخصص هذا التمويل لتقديم المساعدات الإنسانية المنقذة للحياة في اليمن، حيث خلّف الصراع المستمر والأزمات المتعددة والمتداخلة الناشئة عنه، إضافة إلى الصدمات المناخية، 17.1 مليون شخص يعانون من انعدام الأمن الغذائي الحاد.

وأشار البرنامج إلى وجود 343 مليون شخص حول العالم يعانون من انعدام الأمن الغذائي الحاد، بزيادة قدرها 10 في المائة عن العام الماضي، وأقل بقليل من الرقم القياسي الذي سجل أثناء وباء «كورونا»، ومن بين هؤلاء «نحو 1.9 مليون شخص على شفا المجاعة، خصوصاً في غزة والسودان، وبعض الجيوب في جنوب السودان وهايتي ومالي».

أزمة مستمرة

أكدت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أن اليمن لا يزال واحداً من أسوأ البلاد التي تواجه الأزمات الإنسانية على مستوى العالم، حيث خلقت عشر سنوات من الصراع تقريباً نقاط ضعف، وزادت من تفاقمها، وتآكلت القدرة على الصمود والتكيف مع ذلك.

وذكرت المفوضية الأممية في تقرير حديث أن اليمن موطن لنحو 4.5 مليون نازح داخلياً، وأكثر من 60 ألف لاجئ وطالب لجوء. وهؤلاء الأفراد والأسر المتضررة من النزوح معرضون للخطر بشكل خاص، مع انخفاض القدرة على الوصول إلى الخدمات الأساسية وسبل العيش، ويواجهون كثيراً من مخاطر الحماية، غالباً يومياً.

التغيرات المناخية في اليمن ضاعفت من أزمة انعدام الأمن الغذائي (إعلام محلي)

ونبّه التقرير الأممي إلى أن كثيرين يلجأون إلى آليات التكيف الضارة للعيش، بما في ذلك تخطي الوجبات، والانقطاع عن الدراسة، وعمل الأطفال، والحصول على القروض، والانتقال إلى مأوى أقل جودة، والزواج المبكر.

وبيّنت المفوضية أن المساعدات النقدية هي من أكثر الطرق سرعة وكفاءة وفاعلية لدعم الأشخاص الضعفاء الذين أجبروا على الفرار من ديارهم وفي ظروف صعبة، لأنها تحترم استقلال الشخص وكرامته من خلال توفير شعور بالطبيعية والملكية، مما يسمح للأفراد والأسر المتضررة بتحديد ما يحتاجون إليه أكثر في ظروفهم.

وذكر التقرير أن أكثر من 90 في المائة من المستفيدين أكدوا أنهم يفضلون الدعم بالكامل أو جزئياً من خلال النقد، لأنه ومن خلال ذلك تستطيع الأسر شراء السلع والخدمات من الشركات المحلية، مما يعزز الاقتصاد المحلي.