أفاد مسؤولون إسرائيليون بأن التعاون العسكري بين إيران وروسيا في الحرب على أوكرانيا، يمكن أن يضر بالعلاقات بين موسكو وتل أبيب بشكل كبير، ومن المحتمل أن يهدد منظومة التنسيق الأمني القوي القائم بين قيادة الجيشين الإسرائيلي والروسي حول نشاط كل منهما في سوريا.
وقال هؤلاء المسؤولون، حسب تقرير صحيفة «هآرتس» العبرية، إن «التنسيق الإسرائيلي الروسي، الذي يتم على أعلى المستويات ويديره نائب رئيس أركان الجيش من كل طرف، ويتسم بالنجاح الكبير طيلة ثماني سنوات، منذ العام 2015، يواجه خطرا حقيقيا في هذه الفترة. وفي تل أبيب يتخوفون من ضغوط يمكن أن تمارسها طهران على الحكومة الروسية لتقنعها بوقف التعاون خلال الهجمات الإسرائيلية ضد مواقع إيرانية على الأراضي السورية».
وبحسب مصدر سياسي في تل أبيب، فإن «على إسرائيل أن تدرك أن علاقاتها مع موسكو بدأت تتعثر، ولهذا فعليها أن تعيد دراسة احتمال تقديم مساعدات عسكرية لأوكرانيا». وأضاف: «الاستقطاب الشديد بين روسيا والغرب لن يتيح لإسرائيل مواصلة المشي على الحبلين، بين موسكو وكييف، على أمل أن تكسب كلا العالمين. وستضطر إلى حسم موقفها إلى جانب أحدهما، خصوصا أن ما كانت تتخوف منه حول انتقام روسي من اليهود على أراضيها، قد بدأ يحصل. وهناك زيادة واضحة في انتهاك حقوق الإنسان في روسيا تمس أيضا باليهود ومؤسساتهم، والأمور قابلة لأن تتصاعد لتصل إلى حالة من الصدام».
المعروف أن إسرائيل تتعرض لضغوط أميركية وأوروبية حتى تغير سياستها وتقوم ببيع صواريخ ومنظومات دفاع جوي لأوكرانيا. وكان التقرير الذي نشرته صحيفة «نيويورك تايمز»، هذا الأسبوع، حول الوثائق السرية المسربة من البنتاغون، قد تطرق أيضا لهذا الموضوع. وكشف أن الولايات المتحدة تحث إسرائيل بقوة على بيع أسلحة دفاعية حيوية إلى أوكرانيا، بما في ذلك صواريخ مضادة للدبابات ونظم دفاع جوي متطورة مثل القبة الحديدية ومقلاع داود.
ويشدد الأميركيون، حسب التقرير، على تفنيد الحجج الإسرائيلية في تبرير الاستمرار في سياستها الحالية. فعندما تقول إسرائيل إنها تدير حربا ضد التموضع الإيراني في سوريا، وتقوم بقصف مواقع الحرس الثوري وغيره من القوات الإيرانية في سوريا، وتخشى أن يتحرك الروس لإسقاط طائراتها، فإن واشنطن ترد قائلة، إنه من غير المرجح لروسيا أن تنشر نظم دفاع جوية متطورة على الأراضي السورية لمنع إسرائيل من تنفيذ غارات جوية.
وتقول وثيقة أخرى، إن واشنطن تدفع بإسرائيل لأن تزود أوكرانيا بالأسلحة عبر دولة ثالثة، كما تفعل تركيا في هذا الشأن. «إردوغان ينقل أسلحة إلى كييف، وفي الوقت نفسه يقيم علاقات مع موسكو ويطالب بوقف الحرب والجنوح الى السلام».
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، المعروف بقربه من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، قد وعد خلال معركته الانتخابية بأداء دور وساطة بين البلدين. ثم أعلن أنه سيغير السياسة الإسرائيلية لمصلحة الدعم العسكري لأوكرانيا. ولكن بعد فوزه وتشكيله الحكومة نهاية السنة الماضية، لم يعد يتطرق للموضوع.
وحسب تسريبات إسرائيلية، قال نتنياهو للمسؤولين الأميركيين الذين التقوه شهر فبراير (شباط) الماضي، وبينهم مستشار الأمن القومي، جيك سوليفان: «لا أعرف دولة أخرى مثلنا لديها طائرات تحلق يومياً قريباً جداً من الطيارين الروس. توجد لإسرائيل مشكلة لا تعاني منها الدول الأخرى». ثم حذر من أنه في حال دعم أوكرانيا عسكريا، فإن «روسيا يمكن أن ترد بتقديم دعم فاعل للبرنامج النووي الإيراني».
ومع ذلك حاول نتنياهو استرضاء الغرب بمواصلة تقديم الدعم الإنساني والاستخباري لأوكرانيا. ويوم الاثنين، قرر تمديد مشروع تقديم مساعدات للاجئين الأوكرانيين الذين استقبلتهم إسرائيل، مع تمديد إقاماتهم وزيادة منح تأشيرات لهم، إلى جانب تقديم مساعدات صحية وترفيهية لهم.
مخاوف من تدهور التنسيق الأمني بين روسيا وإسرائيل في سوريا
مخاوف من تدهور التنسيق الأمني بين روسيا وإسرائيل في سوريا
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة