محكمة مصرية تضع حدًا أمام الطموح السياسي لأمين تنظيم حزب مبارك

عز فقد شرطًا من شروط الترشح في البرلمان مع استمرار التحفظ على أمواله

رجل الأعمال أحمد عز
رجل الأعمال أحمد عز
TT

محكمة مصرية تضع حدًا أمام الطموح السياسي لأمين تنظيم حزب مبارك

رجل الأعمال أحمد عز
رجل الأعمال أحمد عز

وضعت محكمة مصرية حدا للطموح السياسي لرجل الأعمال أحمد عز، أمين تنظيم الحزب الوطني المنحل، وقضت أمس برفض تظلمه على قرار بالتحفظ على أمواله، بحسب مصادر قضائية، مما يعني عدم قدرته على استيفاء الشروط القانونية للترشح في الانتخابات البرلمانية المقبلة.
وتقدم عز بأوراق ترشحه للانتخابات البرلمانية مع فتح باب الترشح في فبراير (شباط) الماضي، لكن اللجنة العليا المشرفة على الانتخابات استبعدته حينها لعدم وفائه بشرط فتح حساب بنكي لتوفير تمويل حملته الانتخابية، وتقدم عز بطعن على قرار استبعاده ولا يزال الطعن منظورا أمام المحاكم.
وتأجلت الانتخابات البرلمانية في مارس (آذار) الماضي في أعقاب حكم من المحكمة الدستورية العليا بعدم دستورية مواد في القوانين المنظمة للانتخابات. وعدلت لجنة قانونية تلك القوانين مؤخرا. وقضت محكمة جنايات شمال القاهرة، أمس برفض التظلم المقدم من عز، في القضية رقم 213 لسنة 2011 حصر أموال عامة، بمنعه من التصرف في أمواله، وأيدت قرار المنع والتحفظ على أمواله. وكان جهاز الكسب غير المشروع، قرر في مارس 2011 التحفظ على أموال أحمد عز وأسرته، ومنعهم من التصرف فيها، حتى انتهاء التحقيقات الخاصة بمصادر ثروته، لوجود شبهة في الحصول عليها، واستغلال نفوذه في التربح، وتكوين ثروة طائلة عجز عن إثبات مصدر شرعي لها.وقال مصدر قضائي إن «الحكم الصادر أمس يمنع عز من التصرف في أمواله لكنه لم يشمل أسرته». ولعب عز دورا بارزا في الحياة السياسية في البلاد خلال السنوات التي سبقت قيام ثورة 25 يناير (كانون الثاني) 2011، وكان أمين حزب الرئيس الأسبق حسني مبارك الذي أطاحت به الثورة. ويعتقد على نطاق واسع أن سياسات رجل الأعمال الشهير المقرب من جمال مبارك نجل الرئيس الأسبق، كانت أحد أسباب قيام الثورة.
وقال محام بارز سعى عز إلى الاستعانة به لـ«الشرق الأوسط»: «لقد نصحته هامسا أن يبتعد عن المشهد السياسي في الوقت الراهن، لكنه لم يقتنع مع الأسف.. صحيح أنه حتى الآن لم تصدر بحقه أحكام لكن قرار التحفظ سيحول دون أن يترشح في الانتخابات».
وأشار الفقيه القانوني إلى أن التحفظ على أموال أمين تنظيم حزب مبارك السابق لم يكن العقبة الوحيدة أمامه، وأوضح أن «القانون السابق والحالي يشترط في المرشح حسن السمعة، وهو شرط قد يدفع البعض للطعن على ترشح عز بسبب القضايا المنظورة ضده حاليا».
ومن المتوقع فتح باب الترشح في الانتخابات النيابية في غضون الأسابيع القليلة المقبلة، لتنهي السلطات آخر استحقاقات خارطة المستقبل التي وضعت في أعقاب عزل الرئيس الأسبق محمد مرسي قبل ما يزيد على العامين.
وألقت السلطات المصرية القبض على عز بعد أسبوع واحد من الإطاحة بنظام مبارك في فبراير 2011، وأحيل للمحاكمة في جرائم تتعلق بالفساد المالي واستغلال النفوذ، وصدرت بحقه أحكام مشددة، نقضت جميعها، وأعيدت إلى ساحات القضاء مجددا، لكن لم يصدر فيها أحكام حتى الآن.
وأثار إخلاء سبيل عز استهجان طيف واسع من القوى السياسية التي شاركت بفعالية في ثورتي 25 يناير و30 يونيو (حزيران)، لكن إعلان عزمه الترشح في الانتخابات البرلمانية قوبل بعاصفة من الغضب. وحرصت مصادر مقربة من دوائر صنع القرار في البلاد على التأكيد أن القيادة السياسية لا تستسيغ عودة عز للمشهد السياسي.



تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

سلطت أحدث التقارير الحقوقية في اليمن الضوءَ على آلاف الانتهاكات التي ارتكبتها الجماعة الحوثية ضد المدنيين في 3 محافظات، هي العاصمة المختطفة صنعاء، والجوف، والحديدة، بما شملته تلك الانتهاكات من أعمال القمع والقتل والخطف والتجنيد والإخضاع القسري للتعبئة.

وفي هذا السياق، رصد مكتب حقوق الإنسان في صنعاء (حكومي) ارتكاب جماعة الحوثيين نحو 2500 انتهاك ضد المدنيين في صنعاء، خلال عامين.

بقايا منازل فجرها الحوثيون في اليمن انتقاماً من ملاكها (إكس)

وتنوّعت الانتهاكات التي طالت المدنيين في صنعاء بين القتل والاعتداء الجسدي والاختطافات والإخفاء القسري والتعذيب ونهب الممتلكات العامة والخاصة وتجنيد الأطفال والانتهاكات ضد المرأة والتهجير القسري وممارسات التطييف والتعسف الوظيفي والاعتداء على المؤسسات القضائية وانتهاك الحريات العامة والخاصة ونهب الرواتب والتضييق على الناس في سُبل العيش.

وناشد التقرير كل الهيئات والمنظمات الفاعلة المعنية بحقوق الإنسان باتخاذ مواقف حازمة، والضغط على الجماعة الحوثية لإيقاف انتهاكاتها ضد اليمنيين في صنعاء وكل المناطق تحت سيطرتها، والإفراج الفوري عن المخفيين قسراً.

11500 انتهاك

على صعيد الانتهاكات الحوثية المتكررة ضد السكان في محافظة الجوف اليمنية، وثق مكتب حقوق الإنسان في المحافظة (حكومي) ارتكاب الجماعة 11500 حالة انتهاك سُجلت خلال عام ضد سكان المحافظة، شمل بعضها 16 حالة قتل، و12 إصابة.

ورصد التقرير 7 حالات نهب حوثي لممتلكات خاصة وتجارية، و17 حالة اعتقال، و20 حالة اعتداء على أراضٍ ومنازل، و80 حالة تجنيد للقاصرين، أعمار بعضهم أقل من 15 عاماً.

عناصر حوثيون يستقلون سيارة عسكرية في صنعاء (أ.ف.ب)

وتطرق المكتب الحقوقي إلى وجود انتهاكات حوثية أخرى، تشمل حرمان الطلبة من التعليم، وتعطيل المراكز الصحية وحرمان الموظفين من حقوقهم وسرقة المساعدات الإغاثية والتلاعب بالاحتياجات الأساسية للمواطنين، وحالات تهجير ونزوح قسري، إلى جانب ارتكاب الجماعة اعتداءات متكررة ضد المناوئين لها، وأبناء القبائل بمناطق عدة في الجوف.

ودعا التقرير جميع الهيئات والمنظمات المحلية والدولية المعنية بحقوق الإنسان إلى إدانة هذه الممارسات بحق المدنيين.

وطالب المكتب الحقوقي في تقريره بضرورة تحمُّل تلك الجهات مسؤولياتها في مناصرة مثل هذه القضايا لدى المحافل الدولية، مثل مجلس حقوق الإنسان العالمي، وهيئات حقوق الإنسان المختلفة، وحشد الجهود الكفيلة باتخاذ موقف حاسم تجاه جماعة الحوثي التي تواصل انتهاكاتها بمختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها.

انتهاكات في الحديدة

ولم يكن المدنيون في مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة الساحلية بمنأى عن الاستهداف الحوثي، فقد كشف مكتب حقوق الإنسان التابع للحكومة الشرعية عن تكثيف الجماعة ارتكاب مئات الانتهاكات ضد المدنيين، شمل بعضها التجنيد القسري وزراعة الألغام، والتعبئة الطائفية، والخطف، والتعذيب.

ووثق المكتب الحقوقي 609 حالات تجنيد لمراهقين دون سن 18 عاماً في الدريهمي خلال عام، مضافاً إليها عملية تجنيد آخرين من مختلف الأعمار، قبل أن تقوم الجماعة بإخضاعهم على دفعات لدورات عسكرية وتعبئة طائفية، بغية زرع أفكار تخدم أجنداتها، مستغلة بذلك ظروفهم المادية والمعيشية المتدهورة.

الجماعة الحوثية تتعمد إرهاب السكان لإخضاعهم بالقوة (إ.ب.أ)

وأشار المكتب الحكومي إلى قيام الجماعة بزراعة ألغام فردية وبحرية وعبوات خداعية على امتداد الشريط الساحلي بالمديرية، وفي مزارع المواطنين، ومراعي الأغنام، وحتى داخل البحر. لافتاً إلى تسبب الألغام العشوائية في إنهاء حياة كثير من المدنيين وممتلكاتهم، مع تداعيات طويلة الأمد ستظل تؤثر على اليمن لعقود.

وكشف التقرير عن خطف الجماعة الحوثية عدداً من السكان، وانتزاعها اعترافات منهم تحت التعذيب، بهدف نشر الخوف والرعب في أوساطهم.

ودعا مكتب حقوق الإنسان في مديرية الدريهمي المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لإيقاف الانتهاكات التي أنهكت المديرية وسكانها، مؤكداً استمراره في متابعة وتوثيق جميع الجرائم التي تواصل ارتكابها الجماعة.