تفاؤل أممي بمحادثات صنعاء... وتبادل الأسرى والمحتجزين يبدأ الخميس

آل جابر: هدفنا تثبيت الهدنة اليمنية ووقف إطلاق النار وبحث سبل الحوار

من لقاءات صنعاء (رويترز)
من لقاءات صنعاء (رويترز)
TT

تفاؤل أممي بمحادثات صنعاء... وتبادل الأسرى والمحتجزين يبدأ الخميس

من لقاءات صنعاء (رويترز)
من لقاءات صنعاء (رويترز)

في حين أعربت الأمم المتحدة عن تفاؤلها بالمحادثات الدائرة في صنعاء بين الوفدين السعودي والعماني من جهة والجماعة الحوثية من جهة ثانية، أعلنت الحكومة اليمنية استكمال الاستعدادات لبدء تنفيذ تبادل الأسرى والمحتجزين، الخميس، حيث ستستمر العملية ثلاثة أيام وعبر ستة مطارات يمنية وسعودية.
وكان وفد سعودي وآخر عماني وصلا إلى صنعاء الأحد الماضي للتباحث حول خريطة طريق لإحلال السلام في اليمن، ابتداء بتثبيت الهدنة وتجديدها وتوسيعها لتشمل دفع الرواتب، واستئناف تصدير النفط، ورفع القيود عن المطارات والموانئ، إلى جانب خطوات مزمنة حول مسار تفاوضي ينتهي بإحلال السلام الدائم.
وقال السفير السعودي لدى اليمن محمد آل جابر الذي يرأس وفد المملكة إلى صنعاء، إن الهدف من زيارة العاصمة اليمنية هو «دعم عملية تبادل الأسرى، وبحث سبل الحوار بين المكونات اليمنية؛ للوصول إلى حل سياسي شامل ومستدام في اليمن».
وأكد آل جابر في تغريد على «تويتر» أن بلاده «وقفت حكومةً وشعباً منذ عقود مع اليمن في أحلك الظروف والأزمات السياسية والاقتصادية، وأنه لا تزال الجهود الأخوية مستمرة منذ عام 2011 لتحقيق تطلعات أبناء اليمن بعودة الأمن والاستقرار والازدهار الاقتصادي».
وأوضح أنه يزور صنعاء بحضور وفد من سلطنة عمان بهدف تثبيت الهدنة ووقف إطلاق النار، وذلك في سياق استمرار جهود السعودية لإنهاء الأزمة اليمنية، ودعم المبادرة التي قدمتها المملكة في 2021.
في غضون ذلك أعرب المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة ستيفان دوجاريك، في مؤتمر صحافي عن تفاؤله بالنقاشات الدائرة في صنعاء بين الوفدين السعودي والعماني من جهة، وبين الحوثيين من جهة أخرى.
وقال: «نحن لا نشارك في كل مناقشة تجرى، لسنا بحاجة لأن نكون كذلك. المهم هو أن كل هذه الأطراف تعمل من أجل قرار مجلس الأمن ذي الصلة، والمحادثات التي تتيحها الأمم المتحدة».
ووصف المتحدث الأممي النقاشات في صنعاء بأنها «خطوة مرحب بها نحو تهدئة التوترات في اليمن والمنطقة»، وقال إنه يأمل أن «تتمكن من المساهمة في جهود السلام الشاملة».
وأوضح أن المبعوث الأممي هانس غروندبرغ «لا يزال على اتصال وتنسيق وثيق مع الدول الأعضاء في المنطقة، وذلك في إطار جهود السلام التي تبذلها الأمم المتحدة لتجديد الهدنة في اليمن، واستئناف العملية السياسية اليمنية الداخلية».
وأضاف أن غروندبرغ «يواصل استكشاف الخيارات لتمديد وتوسيع الهدنة، واستئناف العملية السياسية وتجنب أي تصعيد، وأنه من المحتمل أن يدلي بإفادة أمام مجلس الأمن الدولي بشأن اليمن».
وكان غروندبرغ علق على التحركات السعودية - العمانية في صنعاء، ووصفها بأنها «أقرب ما تكون إلى تحقيق سلام دائم من أي وقت مضى».
ونقلت وكالة «أسوشيتد برس» عن المبعوث الأممي إلى اليمن قوله، إن «هذه لحظة يجب اغتنامها والبناء عليها، وفرصة حقيقية لبدء عملية سياسية شاملة تحت رعاية الأمم المتحدة لإنهاء الصراع بشكل مستدام».
ومع وجود المخاوف لدى الشارع اليمني من مراوغات الجماعة الحوثية، إلا أن الجميع يترقب أحدث التطورات، أملا في التوصل إلى رسم خريطة يمنية - يمنية لطي الصراع برعاية أممية.
وتقول المصادر اليمنية، إن هذه الخريطة «ستشمل تجديد الهدنة وتثبيت وقف إطلاق النار لستة أشهر أو أكثر مع توسيعها إنسانيا، بما يكفل رفع القيود عن المطارات والموانئ وصرف الرواتب وعودة تصدير النفط».
ومع ترحيب مجلس القيادة الرئاسي اليمني والحكومة الشرعية بكافة الخطوات المبذولة أممياً وإقليمياً للتوصل إلى سلام مستدام، يأمل الشارع اليمني أن ينتهز الحوثيون الفرصة لإنهاء معاناة ملايين اليمنيين بسبب الحرب التي فجرتها الجماعة.
وفي أحدث تصريح لعضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح، أكد أن المجلس «يدعم كل توجه جدي للسلام، وأن ذلك قناعة تم التأكيد عليها منذ بداية الحرب باعتبارها خياراً استراتيجياً لإنهاء الأزمة» في بلاده.
وشدد طارق صالح خلال لقائه السفير الأميركي على «أهمية التزام جميع الأطراف بالسلام، الذي يجب أن يفضي إلى رفع المعاناة عن أبناء الشعب في مختلف المحافظات، بما في ذلك صرف مرتبات الموظفين وفق آلية تضمن وصولها لموظفي الدولة دون استغلالية لتوظيف سياسي أو إجبار الموظفين على الانخراط في أجندات ميليشياوية». وفق تعبيره.
على صعيد آخر، أعلن الوفد الحكومي اليمني المفاوض بخصوص الأسرى والمحتجزين الثلاثاء أن عملية التبادل بخصوص الصفقة المتفق عليها أخيراً في سويسرا ستبدأ الخميس بعد أن انتهت الاستعدادات المتعلقة بالتحضير من قبل اللجنة الدولية للصليب الأحمر.
وقال رئيس لجنة التفاوض الحكومية يحيى كزمان في «تغريدة» على «تويتر»: «نعلن جاهزيتنا لتنفيذ صفقة التبادل في الوقت المحدد الذي أعلنت عنه اللجنة الدولية للصليب الأحمر في كلٍّ من الساحل الغربي وعدن (جنوباً)، وتعز (جنوب غرب)، ومأرب (شرقاً)».
من جهته أوضح عضو الوفد الحكومي المفاوض ماجد فضائل في تغريدة على «تويتر» أن التأجيل السابق الذي أعلنت عنه اللجنة الدولية للصليب الأحمر، كان لاستكمال الإجراءات وترتيب المقابلات مع المحتجزين والأسرى.
وأضاف فضائل «بعد أن اكتملت هذه الإجراءات فإن التنفيذ سيبدأ الخميس»، مشيراً إلى أن عملية تبادل الأسرى ستنفَّذ على ثلاث مراحل لمدة ثلاثة أيام.
وأوضح أنه ستكون هناك رحلات طيران متبادلة للصليب الأحمر بين محافظتي عدن وصنعاء، وصنعاء وعدن، تتبعها في اليوم التالي رحلات طيران من صنعاء إلى الرياض وأبها، وكذلك من المخا في محافظة تعز إلى صنعاء، ومن صنعاء إلى المخا.
أما في اليوم الثالث فسيتم، وفق فضائل، تسيير ثلاث رحلات متبادلة بين مأرب وصنعاء، وصنعاء ومأرب.
وتشمل صفقة التبادل المتفق عليها في سويسرا الشهر الماضي بين الحكومة اليمنية والحوثيين 887 أسيرا ومعتقلا من الطرفين، بينهم عسكريون ومدنيون وأقارب قيادات سياسية.


مقالات ذات صلة

غروندبرغ يتحدث عن «نقاش جوهري» مع العليمي ويدعو لتقديم التنازلات

العالم العربي غروندبرغ يتحدث عن «نقاش جوهري» مع العليمي ويدعو لتقديم التنازلات

غروندبرغ يتحدث عن «نقاش جوهري» مع العليمي ويدعو لتقديم التنازلات

وصف المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الخميس) اللقاء الذي جمعه برئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني رشاد العليمي في عدن بـ«المثمر والجوهري»، وذلك بعد نقاشات أجراها في صنعاء مع الحوثيين في سياق الجهود المعززة للتوصل إلى تسوية يمنية تطوي صفحة الصراع. تصريحات المبعوث الأممي جاءت في وقت أكدت فيه الحكومة اليمنية جاهزيتها للتعاون مع الأمم المتحدة والصليب الأحمر لما وصفته بـ«بتصفير السجون» وإغلاق ملف الأسرى والمحتجزين مع الجماعة الحوثية. وأوضح المبعوث في بيان أنه أطلع العليمي على آخر المستجدات وسير المناقشات الجارية التي تهدف لبناء الثقة وخفض وطأة معاناة اليمنيين؛ تسهيلاً لاستئناف العملية السياسية

علي ربيع (عدن)
العالم العربي الحوثيون يفرجون عن فيصل رجب بعد اعتقاله 8 سنوات

الحوثيون يفرجون عن فيصل رجب بعد اعتقاله 8 سنوات

في خطوة أحادية أفرجت الجماعة الحوثية (الأحد) عن القائد العسكري اليمني المشمول بقرار مجلس الأمن 2216 فيصل رجب بعد ثماني سنوات من اعتقاله مع وزير الدفاع الأسبق محمود الصبيحي شمال مدينة عدن، التي كان الحوثيون يحاولون احتلالها. وفي حين رحب المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ بالخطوة الحوثية الأحادية، قابلتها الحكومة اليمنية بالارتياب، متهمة الجماعة الانقلابية بمحاولة تحسين صورتها، ومحاولة الإيقاع بين الأطراف المناهضة للجماعة. ومع زعم الجماعة أن الإفراج عن اللواء فيصل رجب جاء مكرمة من زعيمها عبد الملك الحوثي، دعا المبعوث الأممي في تغريدة على «تويتر» جميع الأطراف للبناء على التقدم الذي تم إنجازه

علي ربيع (عدن)
العالم العربي أعداد اللاجئين الأفارقة إلى اليمن ترتفع لمعدلات ما قبل الجائحة

أعداد اللاجئين الأفارقة إلى اليمن ترتفع لمعدلات ما قبل الجائحة

في مسكن متواضع في منطقة البساتين شرقي عدن العاصمة المؤقتة لليمن، تعيش الشابة الإثيوبية بيزا ووالدتها.

محمد ناصر (عدن)
العالم العربي كيانات الحوثيين المالية تتسبب في أزمة سيولة نقدية خانقة

كيانات الحوثيين المالية تتسبب في أزمة سيولة نقدية خانقة

فوجئ محمود ناجي حين ذهب لأحد متاجر الصرافة لتسلّم حوالة مالية برد الموظف بأن عليه تسلّمها بالريال اليمني؛ لأنهم لا يملكون سيولة نقدية بالعملة الأجنبية. لم يستوعب ما حصل إلا عندما طاف عبثاً على أربعة متاجر.

محمد ناصر (عدن)
العالم العربي تحذيرات من فيضانات تضرب اليمن مع بدء الفصل الثاني من موسم الأمطار

تحذيرات من فيضانات تضرب اليمن مع بدء الفصل الثاني من موسم الأمطار

يجزم خالد محسن صالح والبهجة تتسرب من صوته بأن هذا العام سيكون أفضل موسم زراعي، لأن البلاد وفقا للمزارع اليمني لم تشهد مثل هذه الأمطار الغزيرة والمتواصلة منذ سنين طويلة. لكن وعلى خلاف ذلك، فإنه مع دخول موسم هطول الأمطار على مختلف المحافظات في الفصل الثاني تزداد المخاطر التي تواجه النازحين في المخيمات وبخاصة في محافظتي مأرب وحجة وتعز؛ حيث تسببت الأمطار التي هطلت خلال الفصل الأول في مقتل 14 شخصا وإصابة 30 آخرين، كما تضرر ألف مسكن، وفقا لتقرير أصدرته جمعية الهلال الأحمر اليمني. ويقول صالح، وهو أحد سكان محافظة إب، لـ«الشرق الأوسط» عبر الهاتف، في ظل الأزمة التي تعيشها البلاد بسبب الحرب فإن الهطول ال

محمد ناصر (عدن)

السيسي وعبد الله الثاني يؤكدان «وحدة الموقفين المصري والأردني» بشأن غزة

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي يلتقي العاهل الأردني عبد الله الثاني خلال قمة بالقاهرة 27 ديسمبر 2023 حول الصراع بين إسرائيل والفلسطينيين في غزة (رويترز)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي يلتقي العاهل الأردني عبد الله الثاني خلال قمة بالقاهرة 27 ديسمبر 2023 حول الصراع بين إسرائيل والفلسطينيين في غزة (رويترز)
TT

السيسي وعبد الله الثاني يؤكدان «وحدة الموقفين المصري والأردني» بشأن غزة

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي يلتقي العاهل الأردني عبد الله الثاني خلال قمة بالقاهرة 27 ديسمبر 2023 حول الصراع بين إسرائيل والفلسطينيين في غزة (رويترز)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي يلتقي العاهل الأردني عبد الله الثاني خلال قمة بالقاهرة 27 ديسمبر 2023 حول الصراع بين إسرائيل والفلسطينيين في غزة (رويترز)

أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، اليوم (الأربعاء)، وحدة موقفي بلديهما بشأن غزة، وشددا على أهمية البدء في إعادة إعمار القطاع على الفور دون تهجير سكانه.

وصرّح المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية بأن الرئيس المصري تلقى اتصالاً هاتفياً من العاهل الأردني، وشهد الاتصال تأكيداً على قوة ومتانة العلاقات بين البلدين الشقيقين، وحرص القيادتين على التنسيق المشترك في القضايا الإقليمية كافة بما يصب في مصلحة الشعبين المصري والأردني ويدعم مصالح جميع الشعوب العربية.

وأضاف السفير محمد الشناوي، المتحدث الرسمي، أن الاتصال ركّز بشكل كبير على تطورات الأوضاع في الأراضي الفلسطينية المحتلة، حيث أكد الزعيمان وحدة الموقفين المصري والأردني، بما في ذلك ضرورة التنفيذ الكامل لاتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، ومواصلة إطلاق سراح الرهائن والمحتجزين، وتيسير إدخال المساعدات الإنسانية، في إطار المساعي الرامية لإنهاء المعاناة الإنسانية في القطاع. كما شدد الزعيمان على أهمية بدء عملية إعادة إعمار قطاع غزة بشكل فوري مع عدم تهجير الشعب الفلسطيني من أرضه، وشددا كذلك على ضرورة وقف الممارسات التي تقوم بها قوات الاحتلال الإسرائيلي ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية.

صورة ملتقطة في 12 فبراير 2025 بمدينة غزة تُظهر فلسطينيين نازحين يعودون إلى منازلهم شمال القطاع قادمين من الجنوب مروراً بشارع صلاح الدين خلال الظروف الجوية القاسية (د.ب.أ)

وأكد المتحدث الرسمي أن الزعيمين أبديا حرصهما على التعاون الوثيق مع الرئيس الأميركي دونالد ترمب بهدف تحقيق السلام الدائم في منطقة الشرق الأوسط، وقيامه بقيادة مسار يؤدي إلى هذا الهدف المنشود الذي طال انتظاره، بإقامة الدولة الفلسطينية على حدود الرابع من يونيو (حزيران) 1967 وعاصمتها القدس الشرقية وفقاً لقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة، وكذا ضمان التعايش السلمي بين كل شعوب المنطقة.

وأوضح المتحدث أيضاً أن السيسي وعبد الله الثاني تناولا سبل تعزيز التنسيق والتشاور بين الدول العربية، والاستعدادات للقمة العربية الطارئة المقررة في مصر يوم 27 فبراير (شباط) الجاري، بما يلبي تطلعات شعوب المنطقة نحو السلام والاستقرار والازدهار.

وأجرى العاهل الأردني زيارة للبيت الأبيض، الثلاثاء، حيث التقى الرئيس الأميركي دونالد ترمب.

وشدد العاهل الأردني في لقائه ترمب على موقف بلاده الرافض تهجير الفلسطينيين، وعلى ضرورة تحقيق السلام العادل والشامل على أساس حل الدولتين. وأعاد تأكيد مواقف الأردن الثابتة تجاه القضية الفلسطينية، مشيراً إلى أهمية الدور المحوري للولايات المتحدة في دعم جهود السلام.

وأعرب الملك الأردني خلال الاجتماع مع ترمب عن اعتقاده بوجود سبيل لإحلال السلام والرخاء في الشرق الأوسط. وأبدى استعداده لاستقبال 2000 طفل مريض من غزة. وأوضح ملك الأردن أنه يجب انتظار خطة من مصر، مشيراً إلى أن مصر تُعِدُّ خطة حول كيفية العمل مع الرئيس الأميركي. وعن استقبال الفلسطينيين، قال الملك عبد الله الثاني: «علينا أن نضع في الاعتبار كيفية تنفيذ هذا الأمر بما يخدم مصلحة الجميع». وأشار إلى أن العرب سيأتون إلى أميركا برد على خطة ترمب بشأن غزة.