تهديد باغتيال المبعوث الأممي في السودان

المنظمة الدولية طالبت بالتحقيق تزامناً مع الذكرى الرابعة لسقوط البشير

جانب من احتجاجات الخرطوم المطالبة بالحكم المدني في 6 أبريل (رويترز)
جانب من احتجاجات الخرطوم المطالبة بالحكم المدني في 6 أبريل (رويترز)
TT

تهديد باغتيال المبعوث الأممي في السودان

جانب من احتجاجات الخرطوم المطالبة بالحكم المدني في 6 أبريل (رويترز)
جانب من احتجاجات الخرطوم المطالبة بالحكم المدني في 6 أبريل (رويترز)

أبدت بعثة الأمم المتحدة لدعم الانتقال في السودان (يونتامس) قلقها من تهديدات علنية بتصفية رئيسها فولكر بيرتس، ودعت السلطات السودانية لاتخاذ إجراءات قانونية ضد الشخص الذي طلب فتوى تبيح له قتل الرجل.
وقالت المتحدثة الرسمية باسم «يونتامس» مي يعقوب، في نشرة صحافية أمس، إنَّ «البعثة تشعر بقلق بالغ إزاء شريط فيديو تم تداوله في وسائل الإعلام يُظهر رجلاً يتحدَّث في مناسبة عامة بالخرطوم، ويطلب إصدار فتوى تسمح له باغتيال الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة ورئيس بعثتها في السودان فولكر بيرتس، ثم تطوع الرجل لتنفيذ الفتوى بنفسه».
كان التهديد قد صدر من شخص ملتحٍ في أثناء مخاطبته مؤتمراً نظّمته جماعة «نداء أهل السودان» المحسوبة على أنصار الرئيس المعزول عمر البشير، قائلاً: «أنا متبرع بقتله حتى لا يموت مشروع الإسلام».
وانتقدت النشرة ما سمّتها لغة التحريض والعنف، موضحةً أنها لن تؤدي إلاّ إلى تعميق الانقسامات، «ولن تردع البعثة عن الاضطلاع بواجباتها». وأضافت: «بينما نرحب بالأصوات المنددة بهذا الفيديو ومحتواه، ندعو السلطات السودانية إلى اتخاذ إجراءات قانونية وضمان إجراء التحقيق المناسب».
وتزامن ذلك مع إحياء السودانيين أمس، الذكرى الرابعة لسقوط نظام البشير في 11 أبريل (نيسان) 2019، كما تزامن أيضاً مع اتصال هاتفي أجراه وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، مع رئيس مجلس السيادة السوداني الفريق عبد الفتاح البرهان، تعهّد خلاله بلينكن بدعم العملية السياسية في السودان الهادفة إلى نقل السلطة من العسكريين إلى المدنيين، وفق «الاتفاق الإطاري» الذي وقّعه الجانبان في 5 ديسمبر (كانون الأول) الماضي.


مقالات ذات صلة

الرياض تكثف اتصالاتها لوقف التصعيد في السودان

شمال افريقيا الرياض تكثف اتصالاتها لوقف التصعيد في السودان

الرياض تكثف اتصالاتها لوقف التصعيد في السودان

كثَّفت المملكة العربية السعودية، جهودَها الدبلوماسية لوقف التصعيد في السودان، إلى جانب مساعداتها لإجلاء آلاف الرعايا من أكثر من مائة دولة عبر ميناء بورتسودان. وأجرى وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، أمس، اتصالات هاتفية، مع الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، ووزير الخارجية الجيبوتي محمود علي يوسف، بحث خلالها الجهود المبذولة لوقف التصعيد العسكري بين الأطراف السودانية، وإنهاء العنف، وتوفير الحماية اللازمة للمدنيين، بما يضمن أمنَ واستقرار ورفاه السودان وشعبه.

شمال افريقيا «أمانة» السعودية تجلي 1765 شخصاً لـ32 دولة من السودان

«أمانة» السعودية تجلي 1765 شخصاً لـ32 دولة من السودان

نقلت سفينة «أمانة» السعودية، اليوم (الخميس)، نحو 1765 شخصاً ينتمون لـ32 دولة، إلى جدة، ضمن عمليات الإجلاء التي تقوم بها المملكة لمواطنيها ورعايا الدول الشقيقة والصديقة من السودان، إنفاذاً لتوجيهات القيادة. ووصل على متن السفينة، مساء اليوم، مواطن سعودي و1765 شخصاً من رعايا «مصر، والعراق، وتونس، وسوريا، والأردن، واليمن، وإريتريا، والصومال، وأفغانستان، وباكستان، وأفغانستان، وجزر القمر، ونيجيريا، وبنغلاديش، وسيريلانكا، والفلبين، وأذربيجان، وماليزيا، وكينيا، وتنزانيا، والولايات المتحدة، وتشيك، والبرازيل، والمملكة المتحدة، وفرنسا، وهولندا، والسويد، وكندا، والكاميرون، وسويسرا، والدنمارك، وألمانيا». و

«الشرق الأوسط» (جدة)
شمال افريقيا مصريون يسهمون في إغاثة النازحين عند المعابر الحدودية

مصريون يسهمون في إغاثة النازحين عند المعابر الحدودية

بعد 3 أيام عصيبة قضتها المسنة السودانية زينب عمر، بمعبر «أشكيت» من دون مياه نظيفة أو وجبات مُشبعة، فوجئت لدى وصولها إلى معبر «قسطل» المصري بوجود متطوعين مصريين يقدمون مياهاً وعصائر ووجبات جافة مكونة من «علب فول وتونة وحلاوة وجبن بجانب أكياس الشيبسي»، قبل الدخول إلى المكاتب المصرية وإنهاء إجراءات الدخول المكونة من عدة مراحل؛ من بينها «التفتيش، والجمارك، والجوازات، والحجر الصحي، والكشف الطبي»، والتي تستغرق عادة نحو 3 ساعات. ويسعى المتطوعون المصريون لتخفيف مُعاناة النازحين من السودان، وخصوصاً أبناء الخرطوم الفارين من الحرب والسيدات والأطفال والمسنات، بالتعاون مع جمعيات ومؤسسات أهلية مصرية، على غر

شمال افريقيا الأمم المتحدة تطلب 445 مليون دولار لمساعدة الفارين من السودان

الأمم المتحدة تطلب 445 مليون دولار لمساعدة الفارين من السودان

أعلنت الأمم المتحدة، الخميس، أنها تحتاج إلى 445 مليون دولار لمساعدة 860 ألف شخص توقعت أن يفروا بحلول أكتوبر (تشرين الأول) المقبل من القتال الدامي في السودان بين الجيش وقوات الدعم السريع. وأطلقت مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين هذا النداء لجمع الأموال من الدول المانحة، مضيفة أن مصر وجنوب السودان سيسجّلان أكبر عدد من الوافدين. وستتطلب الاستجابة للأزمة السودانية 445 مليون دولار حتى أكتوبر؛ لمواجهة ارتفاع عدد الفارين من السودان، بحسب المفوضية. وحتى قبل هذه الأزمة، كانت معظم العمليات الإنسانية في البلدان المجاورة للسودان، التي تستضيف حالياً الأشخاص الفارين من البلاد، تعاني نقصاً في التمو

«الشرق الأوسط» (جنيف)
شمال افريقيا الصراع في الخرطوم يوجّه ضربة جديدة للاقتصاد

الصراع في الخرطوم يوجّه ضربة جديدة للاقتصاد

وجّه الصراع المحتدم الذي يعصف بالسودان ضربة قاصمة للمركز الرئيسي لاقتصاد البلاد في العاصمة الخرطوم. كما عطّل طرق التجارة الداخلية، مما يهدد الواردات ويتسبب في أزمة سيولة. وفي أنحاء مساحات مترامية من العاصمة، تعرضت مصانع كبرى ومصارف ومتاجر وأسواق للنهب أو التخريب أو لحقت بها أضرار بالغة وتعطلت إمدادات الكهرباء والمياه، وتحدث سكان عن ارتفاع حاد في الأسعار ونقص في السلع الأساسية. حتى قبل اندلاع القتال بين طرفي الصراع في 15 أبريل، عانى الاقتصاد السوداني من ركود عميق بسبب أزمة تعود للسنوات الأخيرة من حكم الرئيس السابق عمر البشير واضطرابات تلت الإطاحة به في عام 2019.

«الشرق الأوسط» (الخرطوم)

ترتيب تونسي - جزائري للقمة المغاربية «المصغّرة» في غياب المغرب وموريتانيا

من الاجتماع التشاوري بتونس في 22 أبريل 2024 (الرئاسة التونسية)
من الاجتماع التشاوري بتونس في 22 أبريل 2024 (الرئاسة التونسية)
TT

ترتيب تونسي - جزائري للقمة المغاربية «المصغّرة» في غياب المغرب وموريتانيا

من الاجتماع التشاوري بتونس في 22 أبريل 2024 (الرئاسة التونسية)
من الاجتماع التشاوري بتونس في 22 أبريل 2024 (الرئاسة التونسية)

بحث وزيرا خارجية الجزائر أحمد عطاف وتونس محمد علي النفطي، الأحد، «القمة المغاربية المصغّرة» التي يرتقب أن تعقد نسختها الثالثة في طرابلس، ومشروع الانتخابات العامة في ليبيا من أجل إنهاء الصراع في البلاد، والتعاون الاقتصادي والأمني الثنائي.

وجرى اللقاء بالجزائر، التي يزورها النفطي، وفق بيان للخارجية الجزائرية أكد أن مباحثات الوزيرين «تناولت التحضير للقمة الثلاثية المقبلة بين الجزائر وتونس وليبيا، المنتظر انعقادها بالعاصمة الليبية طرابلس في مستقبل قريب»، من دون تحديد تاريخ لها، علماً بأن قادة هذه الدول، اتفقوا في فبراير (شباط) الماضي، على الاجتماع مرّة كل ثلاثة أشهر في إحدى العواصم الثلاث. وعقدت آخر دورة لـ«القمة»، شهر أبريل (نيسان) الماضي بتونس.

وأوضح البيان نفسه أن عطاف والنفطي «أكدا على تجسيد ما أفضت إليه قمة تونس من قرارات وتوصيات، تهدف لإقامة مشروعات للتعاون ثلاثية تتماهى مع ما تشترك فيه دولنا الثلاث من اهتمامات وشواغل وأولويات».

وزيرا خارجية الجزائر وتونس (الخارجية الجزائرية)

واتفق رئيسا الجزائر عبد المجيد تبون وتونس قيس سعيد ورئيس «المجلس الرئاسي» الليبي محمد المنفي، في تصريح مشترك توّج اجتماعهم الأخير، على تنسيق الجهود من مخاطر وتبعات الهجرة غير النظامية، وغيرها من مظاهر الجريمة المنظمة، وتنمية المناطق الحدودية، وتوحيد الموقف في الخطاب من مختلف الدول المعنية بظاهرة الهجرة غير النظامية، بين دول شمال البحر المتوسط والدول الأفريقية جنوب الصحراء.

وعقد القادة الثلاثة أول قمة لهم، من دون إعلان مسبق، في فبراير الماضي بالجزائر، بمناسبة اجتماع للدول المصدرة للغاز. وقالت الرئاسة الجزائرية يومها، إن الهدف منها «تكثيف الجهود وتوحيدها، لمواجهة التحديات الاقتصادية والأمنية، بما يعود على شعوب البلدان الثلاثة بالإيجاب». كما قالت إن «القمة» ستعقد مرة كل ثلاثة أشهر، في أحد البلدان الثلاثة.

وفسّر مراقبون «اجتماع فبراير»، الذي كان مفاجئاً، بأنه بديل لـ«اتحاد المغرب العربي» الذي أسسه عام 1989 قادة البلدان المغاربية الخمسة، الجزائري الشاذلي بن جديد، وملك المغرب الحسن الثاني، والليبي معمر القذافي، والموريتاني معاوية ولد سيدي أحمد الطايع، والتونسي زين العابدين بن علي. غير أن «الاتحاد» يعاني الجمود منذ آخر قمة عقدت في تونس عام 1994؛ بسبب الخلاف الجزائري المغربي حول الصحراء الغربية. وإذا كان الخلاف نفسه وراء غياب ملك المغرب محمد السادس عن الاجتماعين الثلاثيين الأخيرين، فإن عدم التحاق الرئيس الموريتاني محمد ولد الغزواني، يبقى لغزاً محيّراً.

صورة أرشيفية لمؤسسي «الاتحاد المغاربي»

وفي نهاية مارس (آذار) الماضي، صرّح تبون للصحافة بأن بلاده «لا تبحث عن إقصاء أحد» من «الاجتماعات الدورية للقمة المغاربية المصغّرة»، مؤكداً أنها «خطوة لتأسيس كيان مغاربي هدفه التشاور، ولا يعادي أي دولة من دول المغرب العربي». وكان يشير ضمناً إلى دولة المغرب التي قطعت الجزائر العلاقة معها في 2021.

كما تطرقت محادثات عطاف مع النفطي، وفق البيان ذاته، إلى «حق أشقائنا الليبيين في إنهاء الأزمة التي ألمَّت بهم، بعيداً عن أي تدخلات خارجية، والتوجه نحو انتخابات حرة ونزيهة تطوي صفحة الخلاف والانقسام، بصفة نهائية، وتضع ليبيا من جديد على درب الأمن والأمان والرفاهية».

وبخصوص التعاون الثنائي، نقل البيان عن الوزير الجزائري، أن البلدين «يواصلان تركيز جُهودِهما وتوجيهها نحو القطاعات الحيوية التي باتت تكتسي أهمية بالغة في سُلَّم أولويات التعاون الثنائي، على غرار تنمية المناطق الحدودية، وتكثيف التبادل التجاري، وتقوية الشراكة الاقتصادية، وإقامة مشروعات مشتركة في مجالات الطاقة والأمن الغذائي، والأمن المائي والنقل، وغيرها من القطاعات ذات الطابع الهيكلي والاندماجي».