«ماكسمارا» تطرح بدلات بلمسات أنثوية

استغرق تنفيذ كل قطعة ضعف المدة للسترة العادية

«ماكسمارا» تطرح بدلات بلمسات أنثوية
TT

«ماكسمارا» تطرح بدلات بلمسات أنثوية

«ماكسمارا» تطرح بدلات بلمسات أنثوية

بعد أن رسخت اسمها واحدةً من أهم دور الأزياء العالمية في تصميم المعاطف، تطمح دار «ماكسمارا» حالياً إلى أن تتوسع إلى جوانب أخرى لتُجمل صورتها أكثر. المشكلة في حالتها أن نجاحها المنقطع النظير في مجال المعاطف كان نعمة ونقمة عليها في الوقت ذاته... نعمة لأنها تحقق من ورائه الكثير، من حيث الإيرادات والسُمعة العالمية، ونقمة لأن نجاحها فيه غطى على كل شيء سواه بحيث إنه ما إن يُذكر اسمها حتى تتراءى صور هذه المعاطف بحلاوة البسكويت والشوكولاته والكاراميل. الدار تريد تغيير الأمر باستعراض قوتها في قطع أخرى تناسب كل زمان ومكان ولا تقتصر على فصل أو موسم معين. من الخطوات التي اتخذتها بهذا الاتجاه طرحها تشكيلة راقية لربيع وصيف 2023 ركزت فيها على البدلة، وهي قطعة مهمة في هذا الموسم وظهرت في أغلب عروض الأزياء العالمية. لكن بما أن الإبداع في هذه القطعة محدود نوعا ماً، فإن «ماكسمارا» بررت خطوتها بالقول إن تميزها يكمن في أنها تُصمم وفق الطلب لتناسب مختلف الأذواق والأعمار وأساليب الحياة.
ولكي تؤكد أنها مناسبة لكل زمان ومكان، أطلقت على التشكيلة، أو بالأحرى هذا المشروع، عنوان «بدلة سارتوريال». نظرة خاطفة إلى كل قطعة في هذه التشكيلة لا تترك أدنى شك في أنه تم تنعيمها بشكل رائع لتناسب امرأة معاصرة. وُظفت فيها لهذه الغاية الألوان والأقمشة والحرفية العالية؛ إذ تقول الدار إن العمل على كل قطعة استغرق 345 دقيقة؛ أي ضعف المدة المطلوبة لتنفيذ سترة عادية. طبعاً لم يكن الوقت عائقاً ولا الجُهد مشكلة. بالعكس؛ فقد طرحت 7 تصاميم كان القاسم المشرك بينها كلاسيكية ممزوجة بحداثة تأخذ في الحسبان جيلاً شاباً متطلعاً لخوض غمار الحياة بثقة وأناقة. يتميز أغلبها بصف واحد من الأزرار أو صفين، وقصات ناعمة بأطوال مختلفة، وأقمشة لا يضاهي تنوعها سوى ألوانها التي تباينت بين نعومة الكريمة وخشونة الملح والرمل والشعير، وبين اللون الأزرق الداكن ودفء البابريكا والسوسن والمريمية. لم يغب فيها الأسود تماماً، لكن كان متوقعاً ألا يكون بطلاً فيها.
فالدار لم ترتبط به مطلقاً مثل ارتباطها بألوان الجِمال والرمال والكاراميل والبسكويت والشوكولاته وكل ما يمت لها بصلة من قريب أو بعيد.


مقالات ذات صلة

«ذا هايف»... نافذة «هارودز» على السعودية

لمسات الموضة جانب من جلسات العام الماضي في الرياض (هارودز)

«ذا هايف»... نافذة «هارودز» على السعودية

في ظل ما تمر به صناعة الترف من تباطؤ وركود مقلق أكدته عدة دراسات وأبحاث، كان لا بد لصناع الموضة من إعادة النظر في استراتيجيات قديمة لم تعد تواكب الأوضاع…

جميلة حلفيشي (لندن)
لمسات الموضة «موكا موس» له تأثير حسي دافئ ولذيذ من دون بهرجة (برونيللو كوتشينيللي)

درجة العام الجديد «موكا موس»… ما لها وما عليها

الألوان مثل العطور لها تأثيرات نفسية وعاطفية وحسية كثيرة، و«موكا موس» له تأثير حسي دافئ نابع من نعومته وإيحاءاته اللذيذة.

جميلة حلفيشي (لندن)
لمسات الموضة أنجلينا جولي في حفل «غولدن غلوب» لعام 2025 (رويترز)

«غولدن غلوب» 2025 يؤكد أن «القالب غالب»

أكد حفل الغولدن غلوب لعام 2025 أنه لا يزال يشكِل مع الموضة ثنائياً يغذي كل الحواس. يترقبه المصممون ويحضّرون له وكأنه حملة ترويجية متحركة، بينما يترقبه عشاق…

«الشرق الأوسط» (لندن)
لمسات الموضة لقطة أبدعت فيها «ديور» والمغنية لايدي غاغا في أولمبياد باريس (غيتي)

2024... عام التحديات

إلى جانب الاضطرابات السياسية والاقتصادية، فإن عودة دونالد ترمب للبيت الأبيض لا تُطمئن صناع الموضة بقدر ما تزيد من قلقهم وتسابقهم لاتخاذ قرارات استباقية.

جميلة حلفيشي (لندن)
لمسات الموضة ماثيو بلايزي مصمم «بوتيغا فينيتا» سابقاً (غيتي)

2024...عام الإقالات والتعيينات

تغييرات كثيرة شهدتها ساحة الموضة هذا العام، كانت من بينها إقالات واستقالات، وبالنتيجة تعيينات جديدة نذكر منها:

جميلة حلفيشي (لندن)

غادر هادي سليمان «سيلين» وهي تعبق بالدفء والجمال

توسعت الدار مؤخراً في كل ما يتعلق بالأناقة واللياقة لخلق أسلوب حياة متكامل (سيلين)
توسعت الدار مؤخراً في كل ما يتعلق بالأناقة واللياقة لخلق أسلوب حياة متكامل (سيلين)
TT

غادر هادي سليمان «سيلين» وهي تعبق بالدفء والجمال

توسعت الدار مؤخراً في كل ما يتعلق بالأناقة واللياقة لخلق أسلوب حياة متكامل (سيلين)
توسعت الدار مؤخراً في كل ما يتعلق بالأناقة واللياقة لخلق أسلوب حياة متكامل (سيلين)

بعد عدة أشهر من المفاوضات الشائكة، انتهى الأمر بفض الشراكة بين المصمم هادي سليمان ودار «سيلين». طوال هذه الأشهر انتشرت الكثير من التكهنات والشائعات حول مصيره ومستقبله. ولحد الآن لا يُحدد المصمم هذا المستقبل. لكن المؤكد أنه ضاعف مبيعات «سيلين» خلال الست سنوات التي قضاها فيها مديراً إبداعياً. غادرها وهي قوية ومخلفاً إرثاً لا يستهان به، يتمثل في تأسيسه قسماً جديداً للعطور ومستحضرات التجميل. فهو لم يكن يعتبر نفسه مسؤولاً عن ابتكار الأزياء والإكسسوارات فحسب، بل مسؤولاً على تجميل صورتها من كل الزوايا، ومن ثم تحسين أدائها.

العطور ومستحضرات التجميل جزء من الحياة ولا يمكن تجاهلهما وفق هادي سليمان (سيلين)

نجح وفق تقديرات المحللين في رفع إيراداتها من 850 مليون دولار حين تسلمها في عام 2018، إلى ما يقرب من 3.27 مليار دولار عندما غادرها. الفضل يعود إلى أسلوبه الرشيق المتراقص على نغمات الروك أند رول من جهة، وإدخاله تغييرات مهمة على «لوغو» الدار وإكسسواراتها من جهة أخرى. هذا عدا عن اقتحامه مجالات أخرى باتت جزءاً لا يتجزأ من الحياة المترفة تعكس روح «سيلين» الباريسية، مثل التجميل واللياقة البدنية.

اجتهد في رسم جمال الدار في عام 2023 وكأنه كان يعرف أن الوقت من ذهب (سيلين)

بعد عام تقريباً من تسلمه مقاليد «سيلين» بدأ يفكر في التوسع لعالم الجمال. طرح فعلاً مجموعة من العطور المتخصصة استوحاها من تجاربه الخاصة والأماكن التي عاش أو عمل فيها. استعمل فيها مكونات مترفة، ما ساهم في نجاحها. هذا النجاح شجعه على تقديم المزيد من المنتجات الأخرى، منها ما يتعلق برياضة الـ«بيلاتيس» زينها بـ«لوغو» الدار.

يعمل هادي سليمان على إرساء أسلوب حياة يحمل بصماته ونظرته للجمال (سيلين)

مستحضرات التجميل كان لها جُزء كبير في خطته. كان لا بد بالنسبة له أن ترافق عطوره منتجات للعناية بالبشرة والجسم تُعزز رائحتها وتأثيرها. هنا أيضاً حرص أن تشمل كل جزئية في هذا المجال، من صابون معطر يحمل رائحة الدار وكريمات ترطيب وتغذية إلى بخاخ عطري للشعر وهلم جرا.

في عام 2019 طرح مجموعة عطور متخصصة أتبعها بمنتجات للعناية بالبشرة والجسم (سيلين)

كانت هذه المنتجات البداية فقط بالنسبة له، لأنه سرعان ما أتبعها بمستحضرات ماكياج وكأنه كان يعرف أن وقته في الدار قصير. كان أول الغيث منها أحمر شفاه، قدمته الدار خلال أسبوع باريس الأخير. من بين ميزاته أنه أحمر شفاه يرطب ويلون لساعات من دون أن يتزحزح من مكانه. فهو هنا يراعي ظروف امرأة لها نشاطات متعددة وليس لديها الوقت الكافي لتجدده في كل ساعة.

بدأ بأحمر شفاه واحد حتى يجس نبض الشعر ويُتقن باقي الألوان لتليق باسم «سيلين» (سيلين)

حتى يأتي بالجودة المطلوبة، لم تتسرع الدار في طرح كل الألوان مرة واحدة. اكتفت بواحد هو Rouge Triomphe «روج تريومف» على أن تُتبعه بـ15 درجات ألوان أخرى تناسب كل البشرات بحلول 2025 إضافة إلى ماسكارا وأقلام كحل وبودرة وظلال خدود وغيرها. السؤال الآن هو هل ستبقى الصورة التي رسمها هادي سليمان لامرأة «سيلين» وأرسى بها أسلوب حياة متكامل يحمل نظرته للجمال، ستبقى راسخة أم أن خليفته، مايكل رايدر، سيعمل على تغييرها لكي يضع بصمته الخاصة. في كل الأحوال فإن الأسس موجودة ولن يصعب عليه ذلك.