مائة يوم على حكومة نتنياهو تنذر بانهيارها

وزير الأمن السابق يتوقع سقوط الحكومة قبل نهاية السنة

مسيرة في تل أبيب ضد مشروع الحكومة للإصلاح القضائي (أ.ف.ب)
مسيرة في تل أبيب ضد مشروع الحكومة للإصلاح القضائي (أ.ف.ب)
TT

مائة يوم على حكومة نتنياهو تنذر بانهيارها

مسيرة في تل أبيب ضد مشروع الحكومة للإصلاح القضائي (أ.ف.ب)
مسيرة في تل أبيب ضد مشروع الحكومة للإصلاح القضائي (أ.ف.ب)

مع اكتمال 100 يوم من عمر حكومة اليمين المتطرف في إسرائيل، برئاسة بنيامين نتنياهو (الاثنين)، يتفق كل المتابعين على أنها تعاني أكثر من أي حكومة سابقة، من خطر الانهيار والسقوط، في مدة قصيرة كهذه، أكثر من أي حكومة سابقة.
وقد دلت آخر استطلاعات الرأي على أن حزب الليكود الحاكم سيخسر نحو نصف قوته، وسيتقدم عليه حزبا بيني غانتس ويائير لبيد، وسيهبط معسكره من 64 مقعداً اليوم إلى 46 مقعداً فقط.
ولكن علامات الفشل لا تقتصر على الاستطلاعات، بل في عدة مظاهر وعوارض أخرى، إذ إنها لا تنجح في معالجة أي مشكلة من مشاكل المجتمع الإسرائيلي. ففي الجانب الأمني تدخل في صراع يومي مع الفلسطينيين، ورغم إدخالها نحو 80 في المائة من القوات المقاتلة بالجيش إلى الضفة الغربية و40 في المائة من قوة الشرطة إلى القدس الشرقية، تفشل في إشعار المستوطنين اليهود بالأمان.
وبعد أن كانت تواجه الصواريخ من قطاع غزة، صارت الصواريخ تنطلق من لبنان وحتى من سوريا، وعدد القتلى الإسرائيليين بلغ 22 منذ مطلع السنة وحتى نهاية الشهر الماضي (وهناك 5 منذ مطلع الشهر الحالي)، وسجلت 657 عملية فلسطينية ضد جنود ومستوطنين ومدنيين إسرائيليين، علماً بأنه في سنة 2022 بطولها، التي كانت سنة صعبة جداً أمنياً، قتل 33 إسرائيلياً ووقعت 460 عملية.
الحكومة فاشلة في إدارة هذه الأزمات الأمنية، وتدخل في صدام غير مسبوق مع القيادات الأمنية (الجيش والمخابرات والشرطة).
وهي تحاول فرض نظام حكم انقلابي يغير منظومة الحكم ويضعف القضاء ويجهض مهام المستشارين القضائيين للحكومة والوزارات. والأمر يدخل الحكومة في صدام لم يحدث له مثيل في التاريخ الإسرائيلي، ليس مع المعارضة فحسب، بل مع الدولة العميقة. ومنذ 14 أسبوعاً، ينزل ممثلو هذه الدولة إلى الشوارع في مظاهرات يصل حجم المشاركة فيها إلى أكثر من ربع مليون نسمة. ويتقدم المتظاهرين، بشكل تظاهري، رؤساء سابقون للجيش الإسرائيلي ورؤساء لأجهزة المخابرات والشرطة.
وبسبب هذا الانقلاب، تسوء العلاقات مع الولايات المتحدة ومع دول أوروبا، ومع اليهود الأميركيين والفرنسيين الذين كانوا يعتبرون جبهة الصدام الأولى في الدفاع عن إسرائيل في العالم وتقدم مصالحها. وباتت غالبيتهم تعبر عن قلقها على إسرائيل من نفسها، وليس من الخارج فحسب.
وعلى الرغم من مدة حكمها القصيرة، فإن هناك آثاراً اقتصادية بدأت تظهر متمثلة بانخفاض قيمة العملة وارتفاع الفائدة وبداية ركود وتضخم. ويجمع الخبراء والباحثون في معاهد الأبحاث المهمة، على أن الأوضاع الحالية تشكل خطراً استراتيجياً وأمنياً. ويشيرون إلى التدهور الأمني كتعبير أولي عن الحالة التي تعيشها إسرائيل، حيث يبدو بوضوح أن هناك «فوضى حكم» و«انفلاتاً» و«انهيار الردع»، وكلها مظاهر «تشجع العدو على توريط إسرائيل في حرب».
الجمهور الإسرائيلي يرى هذه التطورات ويدخل في حالة قلق شديد.
وحسب الاستطلاع الذي نشرته «القناة 12» للتلفزيون الإسرائيلي، فإنه في حال إجراء انتخابات قريبة، سيخسر الليكود نحو نصف قوته ويهبط من 32 إلى 20 مقعداً، ويخسر كل حلفائه بعض مقاعدهم، بحيث يحصل الائتلاف اليميني الحاكم على 18 مقعداً، من 64 إلى 46 مقعداً.
ويرتقع العرب إلى 15 مقعداً، حتى لو لم يتحدوا في قائمة واحدة، حيث تحصل الجبهة والعربية للتغيير برئاسة النائبين أيمن عودة وأحمد الطيبي، على 6 مقاعد (يوجد لها 5 اليوم)، وتحافظ القائمة الموحدة للحركة الإسلامية برئاسة النائب منصور عباس، على قوتها 5 مقاعد، ويتجاوز حزب التجمع الوطني برئاسة النائب السابق سامي أبو شحادة نسبة الحسم ويحصل على 4 مقاعد. ويصبح حزب «المعسكر الرسمي» برئاسة غانتس أكبر الأحزاب الإسرائيلية، ويضاعف قوته نحو 3 أضعاف (من 11 إلى 29 مقعداً)، يليه حزب لبيد الذي يهبط من 24 إلى 21 مقعداً.
وفي هذه الحالة، يستطيع غانتس تشكيل حكومة برئاسته، من 64 نائباً ممن كانوا يشكلون الائتلاف السابق. ويكون هناك 9 نواب عرب (الجبهة والتغيير والتجمع) خارج الائتلاف ولكنهم ضمن الاحتياط لمنع عودة اليمين.
وقد توقع عومر بارليف، وزير الأمن الداخلي السابق، أن يكون سقوط حكومة نتنياهو أقرب من المتوقع، بنهاية السنة الجارية. وقال إن الاستمرار في المظاهرات ضدها من جهة والأزمة مع واشنطن من جهة ثانية، واستمرار نتنياهو في الخنوع أمام المتطرفين، سيعجل حتماً بالانهيار.


مقالات ذات صلة

غانتس يؤيد صفقة مع نتنياهو تمنع حبسه وتضمن تخليه عن الحكم

شؤون إقليمية غانتس يؤيد صفقة مع نتنياهو تمنع حبسه وتضمن تخليه عن الحكم

غانتس يؤيد صفقة مع نتنياهو تمنع حبسه وتضمن تخليه عن الحكم

في اليوم الذي استأنف فيه المتظاهرون احتجاجهم على خطة الحكومة الإسرائيلية لتغيير منظومة الحكم والقضاء، بـ«يوم تشويش الحياة الرتيبة في الدولة»، فاجأ رئيس حزب «المعسكر الرسمي» وأقوى المرشحين لرئاسة الحكومة، بيني غانتس، الإسرائيليين، بإعلانه أنه يؤيد إبرام صفقة ادعاء تنهي محاكمة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، بتهم الفساد، من دون الدخول إلى السجن بشرط أن يتخلى عن الحكم. وقال غانتس في تصريحات صحافية خلال المظاهرات، إن نتنياهو يعيش في ضائقة بسبب هذه المحاكمة، ويستخدم كل ما لديه من قوة وحلفاء وأدوات حكم لكي يحارب القضاء ويهدم منظومة الحكم. فإذا نجا من المحاكمة وتم تحييده، سوف تسقط هذه الخطة.

نظير مجلي (تل أبيب)
المشرق العربي هدوء في غزة بعد ليلة من القصف المتبادل بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية

هدوء في غزة بعد ليلة من القصف المتبادل بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية

سادَ هدوء حذِر قطاع غزة، صباح اليوم الأربعاء، بعد ليلة من القصف المتبادل بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية، على أثر وفاة المعتقل خضر عدنان، أمس، مُضرباً عن الطعام في السجون الإسرائيلية، وفقاً لوكالة «الأنباء الألمانية». وكانت وسائل إعلام فلسطينية قد أفادت، فجر اليوم، بأنه جرى التوصل لاتفاق على وقف إطلاق النار بين فصائل فلسطينية والجانب الإسرائيلي، وأنه دخل حيز التنفيذ. وقالت وكالة «معاً» للأنباء إن وقف إطلاق النار في قطاع غزة «مشروط بالتزام الاحتلال الإسرائيلي بعدم قصف أي مواقع أو أهداف في القطاع».

«الشرق الأوسط» (غزة)
شؤون إقليمية بعد 75 عاماً على قيامها... إسرائيل بين النجاح الاقتصادي والفروقات الاجتماعية الصارخة

بعد 75 عاماً على قيامها... إسرائيل بين النجاح الاقتصادي والفروقات الاجتماعية الصارخة

بعد مرور 75 عاماً على قيامها، أصبح اقتصاد إسرائيل واحداً من أكثر الاقتصادات ازدهاراً في العالم، وحقّقت شركاتها في مجالات مختلفة من بينها التكنولوجيا المتقدمة والزراعة وغيرها، نجاحاً هائلاً، ولكنها أيضاً توجد فيها فروقات اجتماعية صارخة. وتحتلّ إسرائيل التي توصف دائماً بأنها «دولة الشركات الناشئة» المركز الرابع عشر في تصنيف 2022 للبلدان وفقاً لنصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي، متقدمةً على الاقتصادات الأوروبية الأربعة الأولى (ألمانيا والمملكة المتحدة وفرنسا وإيطاليا)، وفقاً لأرقام صادرة عن صندوق النقد الدولي. ولكن يقول جيل دارمون، رئيس منظمة «لاتيت» الإسرائيلية غير الربحية التي تسعى لمكافحة ا

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
شؤون إقليمية مكارثي يتعهد دعوة نتنياهو إلى واشنطن في حال استمر تجاهل بايدن له

مكارثي يتعهد دعوة نتنياهو إلى واشنطن في حال استمر تجاهل بايدن له

أعلن رئيس مجلس النواب الأميركي، كيفين مكارثي، في تل أبيب، امتعاضه من تجاهل الرئيس الأميركي، جو بايدن، رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو وامتناعه عن دعوته للقيام بالزيارة التقليدية إلى واشنطن. وهدد قائلاً «إذا لم يدع نتنياهو إلى البيت الأبيض قريباً، فإنني سأدعوه إلى الكونغرس». وقال مكارثي، الذي يمثل الحزب الجمهوري، ويعدّ اليوم أحد أقوى الشخصيات في السياسة الأميركية «لا أعرف التوقيت الدقيق للزيارة، ولكن إذا حدث ذلك فسوف أدعوه للحضور ومقابلتي في مجلس النواب باحترام كبير. فأنا أرى في نتنياهو صديقاً عزيزاً.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
شؤون إقليمية المواجهة في إسرائيل: شارع ضد شارع

المواجهة في إسرائيل: شارع ضد شارع

بدأت المواجهة المفتوحة في إسرائيل، بسبب خطة «التعديلات» القضائية لحكومة بنيامين نتنياهو، تأخذ طابع «شارع ضد شارع» بعد مظاهرة كبيرة نظمها اليمين، الخميس الماضي، دعماً لهذه الخطة، ما دفع المعارضة إلى إظهار عزمها الرد باحتجاجات واسعة النطاق مع برنامج عمل مستقبلي. وجاء في بيان لمعارضي التعديلات القضائية: «ابتداءً من يوم الأحد، مع انتهاء عطلة الكنيست، صوت واحد فقط يفصل إسرائيل عن أن تصبحَ ديكتاتورية قومية متطرفة.

«الشرق الأوسط» (رام الله)

ظريف يخاطب ترمب: إيران لن تتأثر بالتهديدات وستقدر الاحترام

ظريف خلال مشاركته في اجتماع حكومي (الرئاسة الإيرانية)
ظريف خلال مشاركته في اجتماع حكومي (الرئاسة الإيرانية)
TT

ظريف يخاطب ترمب: إيران لن تتأثر بالتهديدات وستقدر الاحترام

ظريف خلال مشاركته في اجتماع حكومي (الرئاسة الإيرانية)
ظريف خلال مشاركته في اجتماع حكومي (الرئاسة الإيرانية)

وجّه محمد جواد ظريف، نائب الرئيس الإيراني للشؤون الاستراتيجية، رسالة مباشرة إلى الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، عبر منصة «إكس»، قائلاً إن إيران «لن تتأثر بالتهديدات لكنها ستقدر الاحترام».

وأشار ظريف إلى فوز ترمب في الانتخابات الرئاسية الأميركية، وحصوله على تأييد غالبية الأميركيين، بما في ذلك الجالية المسلمة، عادّاً ذلك احتجاجاً على «التواطؤ الأميركي في إبادة إسرائيل في غزة والمجازر في لبنان».

وكتب ظريف، على منصة «إكس»: «لقد تحدث الشعب الأميركي، بما في ذلك معظم المسلمين، بصوت عالٍ وواضح في رفض سنة مخزية من التواطؤ الأميركي في إبادة إسرائيل في غزة والمجزرة في لبنان».

ووضع ظريف إشارة إلى حساب دونالد ترمب، وحساب جي دي فانس، نائب الرئيس الأميركي.

وقال ظريف: «نأمل أن تقف الإدارة المقبلة بقيادة ترمب ودي فانس ضد الحرب كما تعهدوا، وأن يأخذوا بعين الاعتبار الدرس الواضح الذي قدّمه الناخب الأميركي بضرورة إنهاء الحروب ومنع حروب جديدة».

وأضاف ظريف: «إيران التي أظهرت عزيمتها وقدرتها على الوقوف في وجه أي عدوان، لن تتأثر بالتهديدات، لكنها ستقدر الاحترام».

وكان ظريف، الذي قاد فريق إيران في مفاوضات الاتفاق النووي عام 2015، وزيراً لخارجية إيران في عهد ترمب الأول.

وانتقد ظريف حينها بشدة انسحاب ترمب من الاتفاق النووي عام 2018، وفرض استراتيجية الضغوط القصوى.

وفرضت إدارة ترمب الأولى عقوبات على ظريف وكبار المسؤولين الإيرانيين، بما في ذلك حظر السفر إلى الولايات المتحدة.