كييف تعدّل خطط «هجومها المضاد»… و«فاغنر» تسعى لتجنيد متطوعين

روسيا وأوكرانيا تجريان عملية مقايضة كبرى للأسرى

أسرى روس في باص بعد إطلاقهم (رويترز)
أسرى روس في باص بعد إطلاقهم (رويترز)
TT

كييف تعدّل خطط «هجومها المضاد»… و«فاغنر» تسعى لتجنيد متطوعين

أسرى روس في باص بعد إطلاقهم (رويترز)
أسرى روس في باص بعد إطلاقهم (رويترز)

بينما أعلنت روسيا وأوكرانيا أنهما أجرتا عملية مقايضة كبيرة للأسرى، الاثنين، بإطلاق سراح 106 أسرى حرب روس مقابل 100 أوكراني، نقلت شبكة «سي إن إن» عن مصادر مقربة من الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن كييف عدّلت بعض خططها العسكرية قبل هجوم مضاد تفاخرت به كثيراً على خلفية تسريب وثائق أميركية سرية.
وفي تدوينة على «تلغرام»، قال أندريه يرماك، رئيس مكتب زيلينسكي، إن الأوكرانيين المفرج عنهم من بينهم مدافعون عن مدينة ماريوبول ومصنع آزوفستال للصلب اللذين استولت عليهما روسيا في الأشهر الأولى من الحرب.
وذكرت وزارة الدفاع الروسية أن سجناءها أُطلق سراحهم بعد عملية مفاوضات. وتبادلت روسيا وأوكرانيا الأسرى مرات منذ بداية الحرب في فبراير (شباط) 2022 في مثال نادر على الاتصال المباشر بين الجانبين.
في غضون ذلك، تحدث مسؤولون أوكرانيون عن تعديل لخطط الهجوم المضاد في ضوء تسريبات الوثائق الأميركية السرية.
وقال مسؤولون إن الوثائق المسربة تحتوي على معلومات وهمية وتبدو كحملة تضليل تنفذها روسيا.
ورداً على سؤال بشأن تقرير «سي إن إن»، قال ميخايلو بودولياك، مساعد الرئيس الأوكراني، إن الخطط الاستراتيجية لبلاده لم تتغير، لكن الخطط التكتيكية الأكثر دقة تخضع دائماً للتغيير.
وأضاف بودولياك لوكالة «رويترز»: «هناك مهام استراتيجية. إنها غير قابلة للتغيير… لكن السيناريوهات العملياتية والتكتيكية تخضع للتنقيح باستمرار، وذلك بناء على تقييم الوضع في ساحة المعركة وتوفر الموارد ومعلومات المخابرات حول موارد العدو وما إلى ذلك». وتابع قائلاً: «في الوقت الحالي، من المستحيل إعادة تقييم الخطط، لأنها قيد الإعداد (الآن)».
وقال أمين مجلس الأمن القومي والدفاع الأوكراني أوليكسي دانيلوف: «نعمل على خططنا... رأي أولئك الذين لا علاقة لهم بالأمر لا يهمنا... دائرة من يمتلكون المعلومات محدودة للغاية».
ميدانياً، قام دنيس بوشيلين، زعيم الانفصاليين الموالين لروسيا في منطقة دونيتسك، بزيارة إلى وسط باخموت التي تتركز فيها المعارك منذ أشهر في شرق أوكرانيا، حيث يحرز الروس تقدماً، على ما أظهر مقطع فيديو نُشر الاثنين.
وظهر بوشلين في هذا المقطع الذي قام بنشره على «تلغرام»، مرتدياً زياً عسكرياً وسط ساحة مغطاة بالركام يبدو أنها ساحة الحرية في وسط باخموت.
وقال في هذا المقطع القصير غير المؤرخ: «إليكم أرتيوموفسك (الاسم الروسي لباخموت) التي يجري تحريرها على يد (المجموعة الروسية) فاغنر. لم تسلم المدينة من العدو، ولا سكانها، إنه يدفع بهم في مفرمة اللحم».
ويبدو أن القوات الأوكرانية فقدت أجزاء في وسط المدينة التي زارها في الأيام الأخيرة عدد من مراسلي الحرب الروس الذين أظهرت تقاريرهم دمار المدينة.
وأصبحت مدينة باخموت التي كان يقطنها 70 ألفاً قبل الحرب، رمزاً للقتال بين الروس والأوكرانيين من أجل السيطرة على منطقة دونباس الصناعية، بسبب طول المعركة والخسائر الفادحة التي يتكبّدها كلا الطرفين.
وتقدمت القوات الروسية خلال الأشهر الأخيرة باتجاه شمال باخموت وجنوبها، وقطعت الكثير من طرق الإمداد الأوكرانية وسيطرت على الجزء الشرقي منها.
وفي الأيام الأخيرة، يبدو أن قوات موسكو تتقدم في وسط المدينة، ما أثار مرة أخرى تكهنات بشأن انسحاب أوكراني قريب.
وأعلنت مجموعة «فاغنر» الروسية الخاصة الاثنين، عبر رسالة مفتوحة، عن حاجتها لمتطوعين تتراوح أعمارهم بين 21 و60 عاماً سيتم نشرهم في منطقة الحرب في أوكرانيا.
وقالت المجموعة إن تأدية الخدمة العسكرية ليست شرطاً مسبقاً. وأكد قائد «فاغنر» يفغيني بريغوغين أن خطاباً من «خدمة التجنيد» التابعة له، الذي يحتوي أيضاً على أرقام هواتف، حقيقي. وسيحصل من يسجلون أسماؤهم على 240 ألف روبل (2939 دولاراً) شهرياً.
كما أعلنت «فاغنر» عن وعد بتسليم مكافآت للنجاح.
وفقدت قوات «فاغنر»، مؤخراً، العديد من المقاتلين في معركة باخموت، على سبيل المثال، ومن ثم فهي في حاجة ماسة إلى تجنيد أفراد جدد. وأعلن بريغوغين في الآونة الأخيرة أنه سينشئ مراكز للتجنيد في أرجاء البلاد.
من جانبها، أعلنت هيئة الأركان العامة في كييف أن الجيش الأوكراني تصدى لـ60 هجوماً روسياً وأسقط 6 طائرات مسيرة، منذ يوم الأحد.
وقالت هيئة الأركان العامة، الاثنين، إن العدو كان أكثر نشاطاً بمنطقة دونيتسك في الشرق. كما تعرضت مدينة خيرسون في الجنوب لقصف مدفعي كثيف.
وأفادت تقارير بأن التركيز الرئيسي لأعمال القتال ما زال في المدينة وبمنطقة باخموت في دونيتسك.
واتهم قائد القوات المسلحة الأوكرانية في الشرق، الجنرال أولكسندر سيرسكي، روسيا باستخدام «مناورات الأرض المحروقة» هناك، مثلما فعلت في سوريا.
وقال سيرسكي إن «المباني والمواقع يتم تدميرها من خلال الضربات الجوية ونيران المدفعية»، مشيراً إلى أن «الوضع صعب، لكنه تحت السيطرة».
وأوضح أن القوات الأوكرانية تتصدى «ببسالة» للهجوم الروسي في باخموت، وتمكنت من إضعاف وحدات مجموعة «فاغنر» الروسية الخاصة، ما أدى إلى اضطرار العدو في الوقت الحالي إلى استخدام القوات الخاصة التابعة للقوات المسلحة الروسية النظامية.
من جهة أخرى، ذكرت وزارة الدفاع البريطانية في تقريرها اليومي على «تويتر»، الاثنين، أن روسيا تستمر في إعطاء الأولوية لمواردها وتعزيزها في منطقة دونيتسك بما في ذلك بلدتا مارينكا وأفدييفكا، من أجل «تحقيق مكاسب بسيطة».
وعلى مدار الأسبوع الماضي، عززت روسيا على الأرجح هجماتها حول بلدة مارينكا الواقعة على مسافة نحو 20 كيلومتراً جنوب غربي مدينة دونيتسك.
وتخوض البلدة حرباً منذ عام 2014، «وتدمرت بشكل كبير»، وفقاً للتقرير. وتعتبر محور مواصلات رئيسياً، إذ تسيطر على مداخل إلى دونيتسك وطريق سريع رئيسي وهو «إتش15».
ودونيتسك هي المدينة الأكبر في الإقليم الذي يحمل الاسم نفسه الذي تم إعلانه جمهورية شعبية مستقلة من جانب انفصاليين تدعمهم موسكو.
وتنشر وزارة الدفاع البريطانية تقارير يومية منذ أن غزت روسيا أوكرانيا في فبراير 2022. وتتهم موسكو لندن بشن حملة تضليل، لكن التقرير هو وسيلة للحكومة البريطانية لمواجهة الرواية الروسية، بحسب ما تؤكد لندن.


مقالات ذات صلة

السلطات الأميركية تلاحق رجلاً يشتبه بقتله 5 أشخاص في تكساس

العالم السلطات الأميركية تلاحق رجلاً يشتبه بقتله 5 أشخاص في تكساس

السلطات الأميركية تلاحق رجلاً يشتبه بقتله 5 أشخاص في تكساس

أعلنت السلطات في ولاية تكساس، اليوم (الاثنين)، أنّها تلاحق رجلاً يشتبه بأنه قتل خمسة أشخاص، بينهم طفل يبلغ ثماني سنوات، بعدما أبدوا انزعاجاً من ممارسته الرماية بالبندقية في حديقة منزله. ويشارك أكثر من مائتي شرطي محليين وفيدراليين في عملية البحث عن الرجل، وهو مكسيكي يدعى فرانشيسكو أوروبيزا، في الولاية الواقعة جنوب الولايات المتحدة، وفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية. وفي مؤتمر صحافي عقده في نهاية الأسبوع، حذّر غريغ كيبرز شريف مقاطعة سان خاسينتو في شمال هيوستن، من المسلّح الذي وصفه بأنه خطير «وقد يكون موجوداً في أي مكان». وعرضت السلطات جائزة مالية مقدارها 80 ألف دولار لمن يدلي بمعلومات تتيح الوصول إل

«الشرق الأوسط» (هيوستن)
العالم الحرب الباردة بين أميركا والصين... هل تتغيّر حرارتها؟

الحرب الباردة بين أميركا والصين... هل تتغيّر حرارتها؟

من التداعيات المباشرة والأساسية للحرب في أوكرانيا عودة أجواء الحرب الباردة وبروز العقلية «التناحرية» التي تسود حالياً العلاقة بين الولايات المتحدة والصين. ومع كل ما يجري في العالم، نلمح الكثير من الشرارات المحتملة التي قد تؤدي إلى صدام بين القوتين الكبريين اللتين تتسابقان على احتلال المركز الأول وقيادة سفينة الكوكب في العقود المقبلة... كان لافتاً جداً ما قالته قبل أيام وزيرة الخزانة الأميركية جانيت يلين وشكّل انعطافة كبيرة في مقاربة علاقات واشنطن مع بكين، من حيّز المصالح الاقتصادية الأميركية إلى حيّز الأمن القومي.

أنطوان الحاج
العالم وكالة تاس: محادثات سلام بين أرمينيا وأذربيجان قريباً

وكالة تاس: محادثات سلام بين أرمينيا وأذربيجان قريباً

نقلت وكالة تاس الروسية للأنباء عن أمين مجلس الأمن الأرميني قوله إن أرمينيا وأذربيجان ستجريان محادثات في المستقبل القريب بشأن اتفاق سلام لمحاولة تسوية الخلافات القائمة بينهما منذ فترة طويلة، حسبما أفادت وكالة «رويترز» للأنباء. ولم يفصح المسؤول أرمين جريجوريان عن توقيت المحادثات أو مكانها أو مستواها.

«الشرق الأوسط» (يريفان)
العالم مقاتلات روسية تحبط تقدم قوات الاحتياط الأوكرانية بصواريخ «كروز»

مقاتلات روسية تحبط تقدم قوات الاحتياط الأوكرانية بصواريخ «كروز»

أعلنت وزارة الدفاع الروسية، اليوم (الجمعة)، أن الطيران الروسي شن سلسلة من الضربات الصاروخية البعيدة المدى «كروز»، ما أدى إلى تعطيل تقدم الاحتياطيات الأوكرانية، حسبما أفادت وكالة الأنباء الألمانية. وقالت وزارة الدفاع الروسية، في بيانها، إن «القوات الجوية الروسية شنت ضربة صاروخية بأسلحة عالية الدقة بعيدة المدى، وأطلقت من الجو على نقاط الانتشار المؤقتة للوحدات الاحتياطية التابعة للقوات المسلحة الأوكرانية، وقد تحقق هدف الضربة، وتم إصابة جميع الأهداف المحددة»، وفقاً لوكالة أنباء «سبوتنيك» الروسية. وأضافت «الدفاع الروسية» أنه «تم إيقاف نقل احتياطيات العدو إلى مناطق القتال».

«الشرق الأوسط» (موسكو)
العالم نائب لرئيس الوزراء الروسي يؤكد أنه زار باخموت

نائب لرئيس الوزراء الروسي يؤكد أنه زار باخموت

أعلن مارات خوسنولين أحد نواب رئيس الوزراء الروسي، اليوم (الجمعة)، أنه زار مدينة باخموت المدمّرة في شرق أوكرانيا، وتعهد بأن تعيد موسكو بناءها، حسبما أفادت وكالة الصحافة الفرنسية. وقال خوسنولين على «تلغرام»ك «لقد زرت أرتيموفسك»، مستخدماً الاسم الروسي لباخموت، مضيفاً: «المدينة متضررة، لكن يمكن إعادة بنائها.

«الشرق الأوسط» (موسكو)

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

TT

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)

وجّه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، الخميس، تحذيراً قوياً بشأن ضرورة «زيادة» الإنفاق الدفاعي، قائلاً إن الدول الأوروبية في حاجة إلى بذل مزيد من الجهود «لمنع الحرب الكبرى التالية» مع تنامي التهديد الروسي، وقال إن الحلف يحتاج إلى التحول إلى «عقلية الحرب» في مواجهة العدوان المتزايد من روسيا والتهديدات الجديدة من الصين.

وقال روته في كلمة ألقاها في بروكسل: «نحن لسنا مستعدين لما ينتظرنا خلال أربع أو خمس سنوات»، مضيفاً: «الخطر يتجه نحونا بسرعة كبيرة»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتحدّث روته في فعالية نظمها مركز بحثي في بروكسل تهدف إلى إطلاق نقاش حول الاستثمار العسكري.

جنود أميركيون من حلف «الناتو» في منطقة قريبة من أورزيسز في بولندا 13 أبريل 2017 (رويترز)

ويتعين على حلفاء «الناتو» استثمار ما لا يقل عن 2 في المائة من إجمالي ناتجهم المحلي في مجال الدفاع، لكن الأعضاء الأوروبيين وكندا لم يصلوا غالباً في الماضي إلى هذه النسبة.

وقد انتقدت الولايات المتحدة مراراً الحلفاء الذين لم يستثمروا بما يكفي، وهي قضية تم طرحها بشكل خاص خلال الإدارة الأولى للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

وأضاف روته أن الاقتصاد الروسي في «حالة حرب»، مشيراً إلى أنه في عام 2025، سيبلغ إجمالي الإنفاق العسكري 7 - 8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد - وهو أعلى مستوى له منذ الحرب الباردة.

وبينما أشار روته إلى أن الإنفاق الدفاعي ارتفع عما كان عليه قبل 10 سنوات، عندما تحرك «الناتو» لأول مرة لزيادة الاستثمار بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم من طرف واحد، غير أنه قال إن الحلفاء ما زالوا ينفقون أقل مما كانوا ينفقونه خلال الحرب الباردة، رغم أن المخاطر التي يواجهها حلف شمال الأطلسي هي «بالقدر نفسه من الضخامة إن لم تكن أكبر» (من مرحلة الحرب الباردة). واعتبر أن النسبة الحالية من الإنفاق الدفاعي من الناتج المحلي الإجمالي والتي تبلغ 2 في المائة ليست كافية على الإطلاق.

خلال تحليق لمقاتلات تابعة للـ«ناتو» فوق رومانيا 11 يونيو 2024 (رويترز)

وذكر روته أنه خلال الحرب الباردة مع الاتحاد السوفياتي، أنفق الأوروبيون أكثر من 3 في المائة من ناتجهم المحلي الإجمالي على الدفاع، غير أنه رفض اقتراح هذا الرقم هدفاً جديداً.

وسلَّط روته الضوء على الإنفاق الحكومي الأوروبي الحالي على معاشات التقاعد وأنظمة الرعاية الصحية وخدمات الرعاية الاجتماعية مصدراً محتملاً للتمويل.

واستطرد: «نحن في حاجة إلى جزء صغير من هذه الأموال لجعل دفاعاتنا أقوى بكثير، وللحفاظ على أسلوب حياتنا».