المهنا: تكرار الأخطاء يؤثر على مسيرة الحكم حتى لو كان «دولياً»

رفض اختزال إعلان الحالات لمباريات معينة استجابة لـ«الضغط الإعلامي»

المهنا أكد وجود كفاءات قادرة على تطوير التحكيم السعودي (تصوير: عبد الله الفالح)
المهنا أكد وجود كفاءات قادرة على تطوير التحكيم السعودي (تصوير: عبد الله الفالح)
TT

المهنا: تكرار الأخطاء يؤثر على مسيرة الحكم حتى لو كان «دولياً»

المهنا أكد وجود كفاءات قادرة على تطوير التحكيم السعودي (تصوير: عبد الله الفالح)
المهنا أكد وجود كفاءات قادرة على تطوير التحكيم السعودي (تصوير: عبد الله الفالح)

أكد عمر المهنا الرئيس السابق للجنة التحكيم بالاتحاد السعودي لكرة القدم أن تكرار الحكم للأخطاء يؤثر على مسيرته في حال كان يحمل الشارة الدولية، في حين أن التعلم من الأخطاء وعدم تكرارها يبقيه في دائرة الاهتمام والسعي للتطوير والوجود في المحافل الخارجية.
وقال المهنا في حديث لـ«الشرق الأوسط» في أعقاب الجدل الذي صاحب عددا من مباريات الدوري السعودي تحت قيادة الحكام السعوديين، إنه لا يمكن لأحد أن يكون صائبا على الدوام في قراراته التحكيمية فالخطأ وارد، لكن غير المقبول هو تكرار نفس الخطأ، فحينها ينخفض تقييم المخطئ، ويؤثر ذلك على مسيرته.
وحول وجود حكّام سعوديين في الوقت الراهن يمكن أن يكون لهم مستقبل تحكيمي أفضل في ظل وجود أخطاء مؤثرة يرتكبها البعض ممن يعتبرون من فئة «النخبة»، قال المهنا: «نعم يوجد حكام صاعدون دون ذكر أسماء، ولكن يحتاجون لمزيد من الثقة والتوجيه، هنا كحكام موجودين حتى في دوري الأولى أو الثانية، ومع الثقة والفرصة والتوجيه يمكن أن يتطوروا».
ورأى المهنا أن وضع التحكيم السعودي جيد، ولكن يمكنه أن يتطور بشكل أفضل من خلال قرارات يمكن اتخاذها، بأن يكون رئيس لجنة الحكام والأعضاء من الكفاءات السعودية «وهذا لا يعني أنني ضد وجود عدد محدد من الكفاءات الأجنبية في رئاسة الدائرة مثلا أو خبراء أو غير ذلك، لكن ألا يكون للسعوديين دور مؤثر وفاعل فهذا خطأ».
وشدد المهنا على أن التحكيم السعودي يحظى بدعم كبير جدا وغير مسبوق، ويتفوق على جميع الدول في القارة الآسيوية، ويضاهي الدعم الموجود في أوروبا، وهذا الدعم من المفترض أن يؤتي نتائجه الإيجابية على التحكيم السعودي.
وجدد المهنا التأكيد على أنه ليس ضد استقطاب كفاءات أجنبية، لكنه يرى أن هناك كفاءات سعودية قادرة على تطوير التحكيم السعودي، ومنح فرص ومساحة أكبر للحكام الصاعدين.
كما شدد على أنه لم يطرح هذا الرأي لرغبته في تعيينه في منصب أو غير ذلك، بل إنه يرى أن الكفاءات السعودية موجودة، وتستحق أن تنال مكانتها في قيادة لجنة التحكيم من الرئيس والأعضاء، مبينا أن «الفيفا» وضع الصلاحيات لكل جهة، سواء الدائرة أو لجنة الحكام، وكل مسؤول يقوم بدوره وفق الصلاحيات والأنظمة دون أي تعارض.

صافرة الشمراني أثارت الكثير من الجدل عقب مباراة الهلال أمام الشباب (تصوير: عبد الرحمن السالم)

وعن رأيه في الجولات الحاسمة من الدوري، وهل يفضل منح الثقة للحكام السعوديين أو الاستعانة بالأجانب؟ قال المهنا: «الأمر للأسف ليس بيد لجنة الحكام أو الدائرة أو غيرها، الأمر بيد الأندية، فهي من تقرر من يحكم مبارياتها، بعد أن منحت الفرصة لتطلب عددا (غير محدود) من الطواقم التحكيمية الأجنبية في الموسم الواحد، وهذا خطأ أيضا من قبل الاتحاد السعودي بعد أن كان هناك تحديد سابق للطواقم لكل ناد، وكانت هناك فرص أكبر للتحكيم السعودي».
وفيما يتعلق بالإعلان من قبل لجنة الحكام أو الدائرة عن الأخطاء التحكيمية في كل جولة، قال المهنا: «أنا مع هذا التوجه، ولكن ضد اختزال إعلان الحالات لمباريات معينة وتجاهل أخرى حسب الضغط الإعلامي أو غيره، المهم أن يكون الإعلان لجميع الحالات ما دام أن هناك اجتماعات تتم بهذا الشأن».
وعن رأيه في الأحداث التي صاحبت مباراة الهلال والشباب، خصوصا في ركلة الجزاء غير المحتسبة، قال المهنا: «الهلال كان يستحق ركلة جزاء عند الدقيقة (52) في المباراة التي جمعته بنظيره الشباب».
وبين المهنا أن الحالة التي كانت عليها اللعبة كانت ركلة جزاء واضحة من دون أي شكوك، حيث إنها تتخطى الجانب التقديري إلى كونها واضحة بجلاء.
وزاد بالقول: «لو أن الحالة عرضت على عشرة حكام لا يمكن أن يتم الاختلاف عليها كونها جزائية مستحقة، كان يجب الإعلان عنها»، وفي أسوأ الأحوال أحدهم لن يوافق على صحتها.
وتابع «بكل تأكيد حكم المباراة هو من يتحمل، ولكن قد لا يكون في حالة تركيز كامل عند حدوث الحالة، أو أنه لم يكن واثقاً بنسبة كاملة من اتخاذ هذا القرار، ولذا تقع المسؤولية الأكبر على حكم تقنية الفيديو الذي كان من المفترض أن ينبه حكم الساحة من أجل مشاهدة الحالة مجددا واتخاذ القرار الصحيح، هناك عوامل مساعدة وضعت للتحكيم من أجل تقليل الأخطاء، ومن بينها التقنية، وكان يجب الاستفادة منها في مثل هذه الحالة، لكن الأكيد أن التصرف لم يكن كما ينبغي بين حكم الساحة ومن يقف على تقنية الفيديو».
وعن مدى تأثير عدم احتساب ركلة جزاء على سير المباراة خصوصا أنها كانت قبل هدف الشباب الأول، قال المهنا: «لا يمكن قياس خطأ تحكيمي على نتيجة مباراة بشكل عام، لكن الأهم أن يتخذ الحكم القرار الصحيح، وليس له علاقة بنتيجة المباراة وما ستؤول إليها».
وعن الحالة الأخرى التي اعترض عليها الهلاليون، وهي اصطدام الكرة بيد لاعب الشباب في الهجمة التي جاء منها الهدف الثاني، قال: «الحالة تعتبر تقديرية، وهناك توقف وقرار اتخذ من الحكم بعدها قبل حدوث الهدف، حيث تم احتساب خطأ من اللعبة لصالح الشباب بعد أن قرر الحكم عدم احتساب خطأ من اصطدام الكرة بيد لاعب الشباب وتواصل اللعب ثم جاء الخطأ.
ومن ذلك الخطأ المحتسب جاء الهدف الثاني، وهذه الحالة تختلف عن حالة ركلة الجزاء غير المحتسبة، والتدخل الذي كان يجب أن يحصل من تقنية الفيديو، فيما الخطأ التقديري البعيد قد لا يستلزم تدخل التقنية في حال لم ينتج عن تلك اللعبة بشكل متواصل هدف أو جزائية كمثال».
وشدّد المهنا على أنه يدعم الحكم في الحالات التقديرية، لكن الحالات الواضحة يختلف وضعها، وهناك تقنية مساعدة يجب أن يستفاد منها في القرارات المهمة في سير المباريات.


مقالات ذات صلة

العالم يترقب فوز السعودية باستضافة «مونديال 2034»

رياضة سعودية ولي العهد لحظة مباركته لملف السعودية لاستضافة كأس العالم 2034 (واس)

العالم يترقب فوز السعودية باستضافة «مونديال 2034»

تتجه أنظار العالم، اليوم الأربعاء، نحو اجتماع الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، حيث يجتمع 211 اتحاداً وطنياً للتصويت على تنظيم كأس العام 2030 و2034.

فهد العيسى (الرياض)
رياضة سعودية ولي العهد أعطى الضوء الأخضر لعشرات الاستضافات للفعاليات العالمية (الشرق الأوسط)

«كونغرس الفيفا» يتأهب لإعلان فوز السعودية باستضافة كأس العالم 2034

تقف الرياضة السعودية أمام لحظة مفصلية في تاريخها، وحدث قد يكون الأبرز منذ تأسيسها، حيث تفصلنا ساعات قليلة عن إعلان الجمعية العمومية للاتحاد الدولي لكرة القدم.

فهد العيسى (الرياض)
رياضة سعودية انفانتينو وأعضاء فيفا في صورة جماعية مع الوفد السعودي (وزارة الرياضة)

لماذا وضع العالم ثقته في الملف «المونديالي» السعودي؟

لم يكن دعم أكثر من 125 اتحاداً وطنياً تابعاً للاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، من أصل 211 اتحاداً، لملف المملكة لاستضافة كأس العالم 2034 مجرد تأييد شكلي.

سعد السبيعي (الدمام)
رياضة سعودية المدن السعودية ستكون نموذجاً للمعايير المطلوبة (الشرق الأوسط)

«مونديال 2034»: فرصة سعودية لتغيير مفهوم الاستضافات

ستكون استضافة «كأس العالم 2034» بالنسبة إلى السعودية فرصة لإعادة صياغة مفهوم تنظيم الأحداث الرياضية العالمية؛ إذ تسعى السعودية إلى تحقيق أهداف «رؤيتها الوطنية.

فاتن أبي فرج (بيروت)
رياضة سعودية يُتوقع أن تجذب المملكة مستثمرين في قطاعات مثل السياحة، الرياضة، والتكنولوجيا، ما يعزز التنوع الاقتصادي فيها (الشرق الأوسط)

«استضافة كأس العالم» تتيح لملايين السياح اكتشاف جغرافيا السعودية

حينما يعلن الاتحاد الدولي لكرة القدم، اليوم الأربعاء، فوز السعودية باستضافة كأس العالم 2034، ستكون العين على الفوائد التي ستجنيها البلاد من هذه الخطوة.

سعد السبيعي (الدمام)

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».