باكستان لتقاسم خطط دعم الوقود مع «صندوق النقد» والأنظار تتجه للسعودية

وزير المالية يلغي زيارة لواشنطن ويركز على المفاوضات

عمال يفرغون صناديق الفاكهة في سوق بمدينة بيشاور 2 أبريل 2023 (أ.ف.ب)
عمال يفرغون صناديق الفاكهة في سوق بمدينة بيشاور 2 أبريل 2023 (أ.ف.ب)
TT

باكستان لتقاسم خطط دعم الوقود مع «صندوق النقد» والأنظار تتجه للسعودية

عمال يفرغون صناديق الفاكهة في سوق بمدينة بيشاور 2 أبريل 2023 (أ.ف.ب)
عمال يفرغون صناديق الفاكهة في سوق بمدينة بيشاور 2 أبريل 2023 (أ.ف.ب)

ذكر وزير المالية الباكستاني، إسحق دار، أنه تم تقاسم خطط تنفيذ دعم الوقود مع «صندوق النقد الدولي»، للمساعدة في تبديد مخاوف «الصندوق»، قبل أن يعيد إحياء برنامج إنقاذ متعثر، بقيمة 5.‏6 مليار دولار، بينما تتجه الأنظار إلى السعودية التي تعهدت لـ«الصندوق» بتوفير تمويل لباكستان (يُقدَّر بمليار دولار)، وفق وزيرة دولة بوزارة المالية الباكستانية، يوم الخميس الماضي.
وقال دار في بيان بثه التلفزيون، أمس (السبت): «يتعلق الأمر بأخذ مال من الباكستانيين الأغنياء ومنحه للفقراء»، مضيفاً أن الدعم لن يؤثر على ميزانية البلاد، حسب وكالة «بلومبرغ» للأنباء.
وأضاف وزير المالية أن العديد من الاجتماعات عُقِدت في إسلام آباد مع «صندوق النقد الدولي»، خلال الأسبوع الماضي، وتم الانتهاء من العديد من الإجراءات لاستئناف برنامج القرض.
وقال وزير المالية إنه ألغى زيارته لواشنطن لحضور اجتماعات الربيع لـ«صندوق النقد الدولي» و«البنك الدولي»، بتوجيهات من رئيس الوزراء، وذلك بسبب الوضع السياسي في البلاد.
وأضاف أنه سيحضر اجتماعات ثنائية ومتعددة الأطراف مهمة عبر الإنترنت، مشيراً إلى أن وفداً باكستانياً سيكون موجوداً في واشنطن.
وتواجه باكستان خطر التخلف عن سداد ديونها؛ إذ تعطل برنامج إنقاذ من «صندوق النقد الدولي»، منذ نوفمبر (تشرين الثاني)، وذلك في وقت تدور فيه معركة سياسية طاحنة بين الحكومة ورئيس الوزراء السابق عمران خان.
وقال دار إن الأزمة تفاقمت بعد قرار من المحكمة العليا في الآونة الأخيرة بإبطال خطط لتأجيل انتخابات مجلسين إقليميين من المقرر انعقادها الشهر المقبل. وتسبب الأمر في أزمة بين الحكومة والمحكمة.
وأردف دار خلال خطاب أذاعه التلفزيون: «نحن كدولة عالقون في فوضى غريبة... لذا، في ظل هذه الظروف، وبتوجيهات من رئيس الوزراء، ألغيت خطط سفري إلى هناك (واشنطن) بشكل شخصي».
ورفض الوزير تقارير ربطت بين إلغاء زيارته وتعطل برنامج الإنقاذ المالي من «صندوق النقد». وأضاف أنه توجد «أزمة دستورية» تسببت فيها المحكمة العليا التي طالبت الحكومة بتوفير 21 مليار روبية باكستانية (74 مليون دولار) للسلطات الانتخابية بحلول يوم الاثنين لإجراء الانتخابات.
وقال دار إن باكستان من جانبها أكملت جميع متطلبات مراجعة «برنامج صندوق النقد»، للحصول على مبلغ 1.1 مليار دولار، وهو تمويل ضروري للدولة التي تمر بأزمة مالية.
وذكر أن كل ما تبقى تأكيد من دولة واحدة على أنها ستقدم لباكستان مليار دولار لدعم متطلبات حساباتها الخارجية. وأضاف أن دولة أخرى أكدت بالفعل تقديم ملياري دولار.
وبينما لم يذكر دار اسم البلدين، قالت وزيرة دولة بوزارة المالية الباكستانية يوم الخميس إن السعودية أبلغت «الصندوق» بأنها ستوفر تمويلاً لباكستان.
وتداولت وسائل إعلام محلية على نطاق واسع تقارير عن تعهد السعودية بتقديم ملياري دولار، بينما يُنتظر أن تؤكد الإمارات توفير مليار دولار.
وقال الوزير إنه بمجرد تأكيد توفير المليار دولار، سيجري التوصل إلى اتفاق على مستوى الخبراء. ونفى وجود أي مسائل أخرى عالقة.
وباكستان في حاجة ماسة إلى الأموال؛ إذ يبلغ احتياطي النقد الأجنبي 4.2 مليار دولار تقريباً، وهو مبلغ بالكاد يغطي شهراً واحداً من الواردات.
تعاني باكستان واحدة من أكبر الأزمات الاقتصادية في التاريخ، وفي أوائل الأسبوع الماضي زادت أسعار الفائدة إلى أعلى مستوى لها على الإطلاق، بعد تسارع أسعار المستهلك إلى رقم قياسي جديد. كما زادت الحكومة من رسوم الضرائب وأسعار الطاقة، وسمحت بتقليص قيمة العملة للوفاء بشروط «الصندوق».
وعانت باكستان بشدة من آثار الفيضانات الكارثية التي ضربت البلاد في صيف العام الماضي. وقدرت وزارة المالية الباكستانية حجم الخسائر بـ40 مليار دولار.


مقالات ذات صلة

إسلام آباد: «طالبان باكستان» قد تستهدف عمران خان

العالم إسلام آباد: «طالبان باكستان» قد تستهدف عمران خان

إسلام آباد: «طالبان باكستان» قد تستهدف عمران خان

ذكرت وسائل إعلام باكستانية أمس (الاثنين)، نقلاً عن تقرير سري لوزارة الدفاع، أن رئيس الوزراء السابق عمران خان وزعماء سياسيين آخرين، قد يجري استهدافهم من قبل تنظيمات إرهابية محظورة خلال الحملة الانتخابية. وذكر التقرير على وجه التحديد عمران خان، ووزير الدفاع خواجة آصف، ووزير الداخلية رنا سناء الله، أهدافاً محتملة لهجوم إرهابي خلال الحملة الانتخابية. وقدمت وزارة الدفاع تقريرها إلى المحكمة العليا في وقت سابق من الأسبوع الحالي.

عمر فاروق (إسلام آباد)
العالم 3 قتلى بقنبلة استهدفت مركزاً للشرطة في باكستان

3 قتلى بقنبلة استهدفت مركزاً للشرطة في باكستان

أسفر اعتداء بقنبلة استهدف اليوم (الاثنين) مركزا لشرطة مكافحة الإرهاب الباكستانية عن ثلاثة قتلى وتسبب بانهيار المبنى، وفق ما أفادت الشرطة. وقال المسؤول في الشرطة المحلية عطاء الله خان لوكالة الصحافة الفرنسية إن «قنبلتين انفجرتا» في مركز الشرطة «وأسفرتا عن مقتل ثلاثة أشخاص على الأقل» في مدينة كابال الواقعة في وادي سوات بشمال غربي باكستان.

«الشرق الأوسط» (إسلام آباد)
العالم باكستان: 358 قتيلاً بثلاثة شهور بسبب الإرهاب

باكستان: 358 قتيلاً بثلاثة شهور بسبب الإرهاب

تمكّن الجيش الباكستاني من القضاء على ثمانية مسلحين من العناصر الإرهابية خلال عملية نفذها في مقاطعة وزيرستان شمال غربي باكستان. وأوضح بيان صادر عن الإدارة الإعلامية للجيش اليوم، أن العملية التي جرى تنفيذها بناءً على معلومات استخباراتية، أسفرت أيضًا عن مقتل جنديين اثنين خلال تبادل إطلاق النار مع الإرهابيين، مضيفًا أنّ قوات الجيش صادرت من حوزة الإرهابيين كمية من الأسلحة والمتفجرات تشمل قذائف». ونفذت جماعة «طالبان» الباكستانية، وهي عبارة عن تحالف لشبكات مسلحة تشكل عام 2007 لمحاربة الجيش الباكستاني، ما يقرب من 22 هجوماً.

«الشرق الأوسط» (إسلام آباد)
الاقتصاد باكستان تقترب من اتفاق مع صندوق النقد بعد تعهد الإمارات بمليار دولار

باكستان تقترب من اتفاق مع صندوق النقد بعد تعهد الإمارات بمليار دولار

قال وزير المالية الباكستاني، إسحق دار، اليوم (الجمعة)، إن الإمارات أكدت تقديم دعم بقيمة مليار دولار لإسلام أباد، ما يزيل عقبة أساسية أمام تأمين شريحة إنقاذ طال انتظارها من صندوق النقد الدولي. وكتب دار على «تويتر»: «مصرف دولة باكستان يعمل الآن على الوثائق اللازمة لتلقي الوديعة المذكورة من السلطات الإماراتية». ويمثل هذا الالتزام أحد آخر متطلبات الصندوق قبل أن يوافق على اتفاقية على مستوى الخبراء للإفراج عن شريحة بقيمة 1.1 مليار دولار تأخرت لأشهر عدة، وتعد ضرورية لباكستان لعلاج أزمة حادة في ميزان المدفوعات. ويجعل هذا التعهد الإمارات ثالث دولة بعد السعودية والصين تقدم مساعدات لباكستان التي تحتاج إل

«الشرق الأوسط» (إسلام آباد)
العالم باكستان: مقتل أربعة رجال شرطة في معركة بالأسلحة النارية مع الإرهابيين

باكستان: مقتل أربعة رجال شرطة في معركة بالأسلحة النارية مع الإرهابيين

أعلنت الشرطة الباكستانية مقتل 4 رجال شرطة باكستانيين على الأقل في معركة بالأسلحة النارية مع الإرهابيين في مدينة كويتا في الساعات الأولى من الثلاثاء. وقال قائد شرطة العمليات في كويتا، كابتن زهيب موشين، لموقع صحيفة «دون» الباكستانية، إنه جرى شن العملية لتحييد الإرهابيين الذين شاركوا في الهجمات السابقة على قوات الأمن في كوتشلاك. وأضاف زهيب أن العملية أجريت بالاشتراك مع أفراد شرطة الحدود، حسب موقع صحيفة «دون» الباكستانية. وقال زهيب إن عناصر إنفاذ القانون طوقوا، خلال العملية، منزلاً في كوتشلاك، أطلق منه الإرهابيون النار على رجال الشرطة ما أدى إلى مقتل أربعة منهم.

«الشرق الأوسط» (إسلام آباد)

وزير الاقتصاد الألماني يطالب بتغيير قواعد ديون الاتحاد الأوروبي

وزير الاقتصاد الألماني روبرت هابيك يتحدث قبل «مؤتمر الصناعة 2024» (د.ب.أ)
وزير الاقتصاد الألماني روبرت هابيك يتحدث قبل «مؤتمر الصناعة 2024» (د.ب.أ)
TT

وزير الاقتصاد الألماني يطالب بتغيير قواعد ديون الاتحاد الأوروبي

وزير الاقتصاد الألماني روبرت هابيك يتحدث قبل «مؤتمر الصناعة 2024» (د.ب.أ)
وزير الاقتصاد الألماني روبرت هابيك يتحدث قبل «مؤتمر الصناعة 2024» (د.ب.أ)

قال وزير الاقتصاد الألماني، روبرت هابيك، إنه يسعى لتغيير قواعد الديون التي تم التفاوض عليها بشق الأنفس داخل الاتحاد الأوروبي، واصفاً إياها بـ«الخطر الأمني» لأنها تمنع الإنفاق الضروري على الدفاع وغيرها من الأولويات.

وأضاف المرشح عن حزب «الخضر» لمنصب المستشار في مؤتمر صناعي في برلين يوم الثلاثاء: «هذه القواعد لا تتناسب مع متطلبات العصر»، وفق «رويترز».

وأشار هابيك إلى أن الحكومة الائتلافية تفاوضت بشكل غير صحيح على إصلاحات القواعد الأوروبية، دون أن يذكر كريستيان ليندنر، وزير المالية السابق المسؤول عن تلك المفاوضات.

وأدى نزاع حول الإنفاق إلى انهيار الائتلاف الحاكم في ألمانيا في وقت سابق من هذا الشهر، بعدما قام المستشار أولاف شولتز بإقالة ليندنر، المعروف بتوجهاته المتشددة في مجال المالية العامة، ما فتح الباب لإجراء انتخابات مبكرة في فبراير (شباط) المقبل.

وفي إشارة إلى مطالبات بإعفاء الإنفاق الدفاعي من القيود المفروضة على الاقتراض بموجب الدستور، قال هابيك: «لا يمكننا التوقف عند مكابح الديون الألمانية». وأضاف أن ألمانيا قد تضطر إلى تحقيق مزيد من المدخرات في موازنتها لعام 2025 للامتثال لقواعد الاتحاد الأوروبي المالية، حتى إذا التزمت بالحد الأقصى للاقتراض بنسبة 0.35 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي كما ينص دستور البلاد.

وبعد أشهر من النقاشات، وافق الاتحاد الأوروبي في نهاية عام 2023 على مراجعة قواعده المالية. وتمنح القواعد الجديدة، التي دخلت حيز التنفيذ في أبريل (نيسان) الدول أربع سنوات لترتيب شؤونها المالية قبل أن تواجه عقوبات قد تشمل غرامات أو فقدان التمويل الأوروبي. وإذا اقترن مسار خفض الديون بإصلاحات هيكلية، يمكن تمديد المهلة إلى سبع سنوات.

وأشار هابيك إلى أن القواعد الجديدة قد تسمح بزيادة الاقتراض إذا أسهم ذلك في زيادة النمو المحتمل.

وردّاً على انتقادات هابيك، قال ليندنر إن الدول الأوروبية بحاجة إلى الالتزام بحدود إنفاقها، مشيراً إلى «قلقه الشديد» بشأن مستويات الديون المرتفعة في فرنسا وإيطاليا. وأضاف ليندنر لـ«رويترز»: «الوزير هابيك يلعب باستقرار عملتنا». وأكد قائلاً: «إذا شككت ألمانيا في قواعد الاتحاد الأوروبي المالية التي تفاوضت عليها بشق الأنفس أو خالفتها، فإن هناك خطراً في انفجار السد».