80 % من البنية التحتية في الأنبار مدمرة.. وإعادة الإعمار تتطلب 5 مليارات دولار

مجلس المحافظة: فصل ألفين من ضباط ومنتسبي الشرطة المحلية لتغيبهم

الدخان يتصاعد من هدفين ضربتهما القوات الأمنية العراقية خلال معارك مع تنظيم داعش في الضواحي الشرقية من الرمادي (أ.ب)
الدخان يتصاعد من هدفين ضربتهما القوات الأمنية العراقية خلال معارك مع تنظيم داعش في الضواحي الشرقية من الرمادي (أ.ب)
TT

80 % من البنية التحتية في الأنبار مدمرة.. وإعادة الإعمار تتطلب 5 مليارات دولار

الدخان يتصاعد من هدفين ضربتهما القوات الأمنية العراقية خلال معارك مع تنظيم داعش في الضواحي الشرقية من الرمادي (أ.ب)
الدخان يتصاعد من هدفين ضربتهما القوات الأمنية العراقية خلال معارك مع تنظيم داعش في الضواحي الشرقية من الرمادي (أ.ب)

أعلن مجلس محافظة الأنبار تدمير أكثر من 80 % من البنى التحتية في المحافظة بسبب المعارك الدائرة هناك وسيطرة تنظيم داعش على مساحة واسعة تقدر بـ90 في المائة من المساحة الكلية لأكبر محافظات العراق التي تشكل ثلث مساحة البلاد.
وقال عضو مجلس محافظة الأنبار ورئيس لجنة الإعمار فيها المهندس أركان خلف الطرموز في حديث لـ«الشرق الأوسط» إن «المعارك العنيفة التي شهدتها محافظة الأنبار منذ أكثر من عام ونصف تقريبا وسيطرة تنظيم داعش على أغلب مدنها، تسببت بدمار كبير تجاوزت نسبته 80 % من البنى التحتية في المحافظة وشمل الدمار عددا كبيرا من الجسور والمستشفيات والمدارس والمشاريع الخدمية التي قصفت من قبل التنظيم وتلك التي تأثرت بالمعارك الدائرة بين القوات الأمنية ومسلحي تنظيم داعش الإرهابي». وأضاف الطرموز أن «البنى التحتية التي دمرت بسبب الهجمات الإرهابية في مدن الأنبار كان من بينها 50 جسرا حيويا وأكثر من 40 مدرسة حديثة، فضلا عن تدمير معظم المشاريع الخدمية والمراكز الطبية والدوائر الحكومية وتفجير المراكز الأمنية، كما تم تدمير عشرة أحياء سكنية بالكامل يستوعب كل منها آلاف الدور التابعة للمواطنين، إضافة إلى دمار طال شبكات المياه والمجاري ومحطات الكهرباء ومرافق خدمية مهمة، وتعرضت المصانع العملاقة والمعامل في المحافظة إلى السرقة بعد أن فكك تنظيم داعش معامل الفوسفات في القائم ومعامل الإسمنت في مناطق مختلفة، وتم نقل تلك المعامل إلى مدينة الرقة السورية».
وأشار الطرموز إلى أن «حملة الإعمار التي ستشهدها مدن الأنبار بعد التحرير تحتاج إلى جهد دولي لأن حجم الدمار الذي شهدته المحافظة يحتاج إلى أكثر من خمسة مليارات دولار من أجل إعادة بناء البنى التحتية وإعادة بناء الأحياء السكنية التي دمرت بالكامل والمباني الحكومية».
من ناحية ثانية، قال إبراهيم الفهداوي، رئيس اللجنة الأمنية في قضاء الخالدية (20 كلم شرق مدينة الرمادي) إنه تم إعلان القضاء مدينة منكوبة على خلفية نفاد المواد الغذائية وشح المشتقات النفطية وارتفاع أسعارها. وقال الفهداوي في حديث لـ«الشرق الأوسط» إن «قضاء الخالدية أصبح منطقة منكوبة بعد نفاد المخزون الغذائي من الأسواق المحلية والتجارية، فضلا عن النقص الكبير في المشتقات النفطية، وإن سبب هذا الحصار يعود إلى قيام نقطة التفتيش في الفاضلية بعرقلة وصول المواد الغذائية والمستلزمات الأخرى إلى القضاء دون معرفة الأسباب على الرغم من مناشدة المسؤولين في المحافظة الجهات المسؤولة السماح للعجلات المحملة بالمواد الغذائية والمشتقات النفطية التي ما زالت عالقة في تلك النقطة من الدخول إلى القضاء لسد النقص الحاصل». وأضاف الفهداوي: «إن وزير الداخلية محمد الغبان خلال زيارته الأخيرة إلى قاعدة الحبانية العسكرية استمع إلى شرح مفصل من قبل الحكومة المحلية لمعاناة أهالي المناطق الخاضعة للسيطرة الحكومة الاتحادية، الأمر الذي دعاه إلى تشكيل لجان أمنية بالتعاون مع المجالس المحلية من أجل التغلب على هذه الحالة».
من جانب آخر، أعلنت قيادة العمليات المشتركة مقتل 37 عنصرًا من مسلحي تنظيم داعش وإصابة 29 آخرين، في قصف مدفعي لقطعات قيادة الفرقة الثامنة التابعة للجيش العراقي في مناطق البوشجل والملاحمة في محافظة الأنبار. وقال الناطق باسم قيادة العمليات المشتركة العميد يحيى رسول في حديث لـ«الشرق الأوسط» إن «قيادة الفرقة الثامنة تمكنت وبإسناد مدفعي وجوي من قتل 37 إرهابيا من تنظيم داعش وإصابة 29 آخرين كما تم تدمير 16 زورقا و3 مدافع مقاومة للطائرات و15 عجلة و10 مقرات».
وأضاف رسول أن «قواتنا الأمنية تمكنت خلال هجوم شنته على مقرات لتنظيم داعش في مناطق البوشجل والملاحمة من الاستيلاء على مستودعات للأسلحة كان يجهزها التنظيم لتمويل مسلحيه، وتم قتل كل العناصر التي كانت تحرس تلك المستودعات، كما تمكنت قطعاتنا العسكرية من تدمير مستودعات أخرى بقصف مدفعي وتم تفجير المستودعات على من فيها».
من جهتهِ، أعلن المتحدث باسم مجلس محافظة الأنبار عيد عماش، فصل المئات من الضباط والمنتسبين في شرطة المحافظة لعدم التحاقهم بالدوام. وقال عمّاش إن عدد منتسبي شرطة الأنبار يصل إلى قرابة 24 ألف ضابط ومنتسب، بينهم أكثر من 17 ألفًا يوجدون الآن في الأنبار إلى جانب قوات الجيش ومقاتلي العشائر، ويساهمون بشكل فعال في محاربة تنظيم داعش في مناطق مختلفة من مدن المحافظة بعد أن أعيد تشكيلهم على شكل أفواج قتالية تدربت بشكل جيد على حرب المدن والشوارع على يد مدربين أكفاء».
وأضاف عماش: «إن نحو ألفي منتسب وضابط تم فصلهم من شرطة الأنبار لعدم التحاقهم بالخدمة وانتهاء فترة العفو الصادر عن المتغيبين منهم للعودة إلى الخدمة بعد سقوط مدينة الرمادي بيد مسلحي تنظيم داعش، فيما سجل نحو 4 آلاف آخرين الأسماء بقوائم وأعلنوا عن رغبتهم في العودة وبانتظار موافقة وزارة الداخلية أمر عودتهم».



واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
TT

واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)

بعد يوم من تبني الحوثيين المدعومين من إيران مهاجمة أهداف عسكرية إسرائيلية وحاملة طائرات أميركية شمال البحر الأحمر، أعلن الجيش الأميركي، الأربعاء، استهداف منشأتين لتخزين الأسلحة تابعتين للجماعة في ريف صنعاء الجنوبي وفي محافظة عمران المجاورة شمالاً.

وإذ أقرت وسائل الإعلام الحوثية بتلقي 6 غارات في صنعاء وعمران، فإن الجماعة تشن منذ أكثر من 14 شهراً هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، وهجمات أخرى باتجاه إسرائيل، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة، فيما تشن واشنطن ضربات مقابلة للحد من قدرات الجماعة.

وأوضحت «القيادة العسكرية المركزية الأميركية»، في بيان، الأربعاء، أن قواتها نفذت ضربات دقيقة متعددة ضد منشأتين تحت الأرض لتخزين الأسلحة التقليدية المتقدمة تابعتين للحوثيين المدعومين من إيران.

ووفق البيان، فقد استخدم الحوثيون هذه المنشآت لشن هجمات ضد سفن تجارية وسفن حربية تابعة للبحرية الأميركية في جنوب البحر الأحمر وخليج عدن. ولم تقع إصابات أو أضرار في صفوف القوات الأميركية أو معداتها.

وتأتي هذه الضربات، وفقاً للبيان الأميركي، في إطار جهود «القيادة المركزية» الرامية إلى تقليص محاولات الحوثيين المدعومين من إيران تهديد الشركاء الإقليميين والسفن العسكرية والتجارية في المنطقة.

في غضون ذلك، اعترفت الجماعة الحوثية، عبر وسائل إعلامها، بتلقي غارتين استهدفتا منطقة جربان بمديرية سنحان في الضاحية الجنوبية لصنعاء، وبتلقي 4 غارات ضربت مديرية حرف سفيان شمال محافظة عمران، وكلا الموقعين يضم معسكرات ومخازن أسلحة محصنة منذ ما قبل انقلاب الحوثيين.

وفي حين لم تشر الجماعة الحوثية إلى آثار هذه الضربات على الفور، فإنها تعدّ الثانية منذ مطلع السنة الجديدة، بعد ضربات كانت استهدفت السبت الماضي موقعاً شرق صعدة حيث المعقل الرئيسي للجماعة.

5 عمليات

كانت الجماعة الحوثية تبنت، مساء الاثنين الماضي، تنفيذ 5 عمليات عسكرية وصفتها بـ«النوعية» تجاه إسرائيل وحاملة طائرات أميركية، باستخدام صواريخ مجنّحة وطائرات مسيّرة، وذلك بعد ساعات من وصول المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى صنعاء حيث العاصمة اليمنية الخاضعة للجماعة.

وفي حين لم يورد الجيشان الأميركي والإسرائيلي أي تفاصيل بخصوص هذه الهجمات المزعومة، فإن يحيى سريع، المتحدث العسكري باسم الحوثيين، قال إن قوات جماعته نفذت «5 عمليات عسكرية نوعية» استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» وتل أبيب وعسقلان.

الحوثيون زعموا مهاجمة حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» بالصواريخ والمسيّرات (الجيش الأميركي)

وادعى المتحدث الحوثي أن جماعته استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «يو إس إس هاري ترومان» بصاروخين مجنّحين و4 طائرات مسيّرة شمال البحرِ الأحمر، زاعماً أن الهجوم استبق تحضير الجيش الأميركي لشن هجوم على مناطق سيطرة الجماعة.

إلى ذلك، زعم القيادي الحوثي سريع أن جماعته قصفت هدفين عسكريين إسرائيليين في تل أبيب؛ في المرة الأولى بطائرتين مسيّرتين وفي المرة الثانية بطائرة واحدة، كما قصفت هدفاً حيوياً في عسقلانَ بطائرة مسيّرة رابعة.

تصعيد متواصل

وكانت الجماعة الحوثية تبنت، الأحد الماضي، إطلاق صاروخ باليستي فرط صوتي، زعمت أنها استهدفت به محطة كهرباء إسرائيلية، الأحد، وذلك بعد ساعات من تلقيها 3 غارات وصفتها بالأميركية والبريطانية على موقع شرق مدينة صعدة؛ حيث معقلها الرئيسي شمال اليمن.

ويشن الحوثيون هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن وباتجاه إسرائيل، ابتداء من 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة.

مقاتلة أميركية تقلع من على متن حاملة الطائرات «هاري رومان»... (الجيش الأميركي)

وأقر زعيمهم عبد الملك الحوثي في آخِر خُطبه الأسبوعية، الخميس الماضي، باستقبال 931 غارة جوية وقصفاً بحرياً، خلال عام من التدخل الأميركي، وقال إن ذلك أدى إلى مقتل 106 أشخاص، وإصابة 314 آخرين.

كما ردت إسرائيل على مئات الهجمات الحوثية بـ4 موجات من الضربات الانتقامية حتى الآن، وهدد قادتها السياسيون والعسكريون الجماعة بمصير مُشابه لحركة «حماس» و«حزب الله» اللبناني، مع الوعيد باستهداف البنية التحتية في مناطق سيطرة الجماعة.

ومع توقع أن تُواصل الجماعة الحوثية هجماتها، لا يستبعد المراقبون أن تُوسِّع إسرائيل ردها الانتقامي، على الرغم من أن الهجمات ضدها لم يكن لها أي تأثير هجومي ملموس، باستثناء مُسيَّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.