توقع اتهامات جديدة ضد ترمب بداية مايو

الجمهوريون قلقون من تأثيرها على حظوظ مرشّحهم الأبرز

ترمب يخاطب أنصاره في مارالاغو 4 أبريل (أ.ف.ب)
ترمب يخاطب أنصاره في مارالاغو 4 أبريل (أ.ف.ب)
TT

توقع اتهامات جديدة ضد ترمب بداية مايو

ترمب يخاطب أنصاره في مارالاغو 4 أبريل (أ.ف.ب)
ترمب يخاطب أنصاره في مارالاغو 4 أبريل (أ.ف.ب)

بعد أيام من توجيه التهم للرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب في قضية «ستورمي دانيلز»، يبدو أن تحقيقين آخرين يشارفان على الانتهاء، وفق تقارير إعلامية. ويركّز التحقيق الأول على جهود مزعومة قام بها الرئيس السابق لقلب نتائج انتخابات 2020 في ولاية جورجيا، أما الثاني فيتعلق بهجوم 6 يناير (كانون الثاني) على مبنى الكابيتول.
وتستعد فاني ويليس، المدعية العامة في مقاطعة فولتون بجورجيا، إلى توجيه لائحة اتهام، قد تكون هذه المرة أكثر خطورة، ليس فقط على ترمب فحسب، بل على العديد من حلفائه ومساعديه، الذين تم التحقيق مع العشرات منهم، من بينهم محامي ترمب السابق رودي جولياني، وديفيد شيفر رئيس الحزب الجمهوري في جورجيا. واستهدفت تحقيقاتها مجموعة واسعة من السلوكيات التي «تركزت حول الجهود المبذولة لتقويض العملية الديمقراطية وقلب خسارة ترمب في انتخابات عام 2020»، بما في ذلك مكالمته الهاتفية في يناير 2021 مع براد رافينسبيرغر، وزير خارجية ولاية جورجيا الجمهوري، التي ضغط فيها عليه لإعادة حساب النتائج و«العثور» على أصوات كافية للفوز.
بالنسبة إلى ترمب، فإن احتمال توجيه اتهام جنائي ثانٍ، وربما أكثر تعقيداً في ولاية أخرى، يسلط الضوء على كمية التحديات القانونية التي يواجهها، والتي قد تضر بفرصه الانتخابية، رغم اعتباره المرشح الأول الواضح بين المرشحين الجمهوريين للرئاسة.
كما يخضع ترمب أيضاً للتحقيق من قبل جاك سميث، المستشار الخاص الذي عيّنه وزير العدل ميريك غارلاند، لدوره في الأحداث التي سبقت هجوم 6 يناير 2021 على مبنى الكابيتول، وقراراته بالاحتفاظ بوثائق حكومية حساسة في منزله بفلوريدا.
وفيما تُظهر الوثائق أن المدّعين العامين يتابعون العديد من الخيوط في جورجيا، التي تشمل ترمب أو حلفاءه، كشفت أيضاً أن فريق الدفاع عن ترمب رسم بالفعل خطوط معركته القضائية، بشكل مبكر أيضاً. وفيما حافظ ترمب بثبات على التمسك ببراءته، واستخدم لغة تحريضية لمهاجمة المدعين العامين في كل من جورجيا ونيويورك، قدّم فريقه القانوني الشهر الماضي في جورجيا اقتراحاً من 52 صفحة، مع أكثر من 400 صفحة إضافية من المستندات، في «تحدٍ لقضية لم ترفع بعد»، في إشارة إلى نوع التحديات القانونية واحتمالات إطالة أمد البت في تلك الدعاوى.
وأدّى توجيه ألفين براغ المدعي العام في مانهاتن، الاتهامات لترمب في قضية «أموال الصمت» التي يتهم بدفعها لستورمي دانييلز، إلى تعرضه لانتقادات شديدة من الجمهوريين، الذين وصفوا الاتهامات بأنها واهية وذات دوافع سياسية. وقالوا إن الجرائم المزعومة غير كافية، ولا تستحق توجيه أول لائحة اتهام في البلاد لرئيس سابق. لكن ما هو متوقع من القضايا الأخرى يثير قلق الجمهوريين؛ خصوصاً أنه قد ينتج عنها توجيه اتهامات قد تكون كافية لإدانته. حتى أن بعض الديمقراطيين يشيرون إلى أن التهم التي وجهت إليه في مانهاتن قد تكون «نزهة» مقارنة بالادعاءات التي تلوح في الأفق ضده في جورجيا وواشنطن.
ويتداخل التحقيق الطويل الأمد الذي أجرته المدعية العامة ويليس في مقاطعة فولتون بجورجيا بشكل كبير مع التحقيق الأوسع في سلوك ترمب من قبل المستشار الخاص جاك سميث، في واشنطن. وكلاهما يعتمد على أدلة ووثائق مماثلة، ومجموعة صغيرة مشتركة من الشهود الذين لديهم معرفة بتصرفات الرئيس السابق. ويراهن فريق الدفاع عن ترمب، لإثارة التناقضات في القضيتين وإطالة البت فيهما، على التعقيدات التي يثيرها وجود الشهود أنفسهم، مما يزيد من احتمال وجود تناقضات في الشهادات، يمكن لمحامي ترمب استغلالها. غير أن امتلاك المدعية ويليس الأسبقية في قضيتها، التي بدأت التحقيق فيها منذ أكثر من سنتين، يجعله في وضع أفضل لتوجيه لوائح الاتهام في وقت مبكر، يتوقع أن يكون بداية الشهر المقبل. وهو ما زاد الضغط على المحقق الخاص سميث، الذي تعهد بالعمل بسرعة، للتقدم في التحقيقات.


مقالات ذات صلة

ترمب «شخصية العام» لمجلة «تايم»: 72 يوماً من الغضب

الولايات المتحدة​ احتفل ترمب باختياره «شخصية العام» من قِبل مجلة «تايم» بقرع جرس افتتاح بورصة نيويورك يوم 12 ديسمبر الحالي (أ.ب)

ترمب «شخصية العام» لمجلة «تايم»: 72 يوماً من الغضب

احتفى ترمب باختياره «شخصية العام» من مجلة «تايم»، وقرع جرس افتتاح بورصة نيويورك على بُعد بضعة مبانٍ من المحكمة التي أدانته قبل 6 أشهر فقط.

علي بردى (واشنطن)
الاقتصاد إريك ترمب يتحدث خلال مقابلة مع «رويترز» في أبو ظبي (رويترز)

إريك ترمب: نخطط لبناء برج في الرياض بالشراكة مع «دار غلوبال»

قال إريك ترمب، نجل الرئيس الأميركي المنتخب، لـ«رويترز»، الخميس، إن منظمة «ترمب» تخطط لبناء برج في العاصمة السعودية الرياض.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
المشرق العربي مجلة «تايم» تختار الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب «شخصية عام 2024»... (أ.ب)

ترمب: أدعم حل الدولتين لكن «هناك بدائل أخرى»

أجرى رئيس أميركا المنتخب، دونالد ترمب، حواراً مع مجلة «تايم» التي اختارته «شخصية عام 2024» وأكد أن «مشكلة الشرق الأوسط» أسهل في التعامل من «المشكلة الأوكرانية».

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب خلال فعالية شخصية العام لمجلة تايم في بورصة نيويورك، 12 ديسمبر 2024 (أ.ب)

ترمب رداً على سؤال عن احتمالات الحرب مع إيران: «أي شيء يمكن أن يحدث»

قال الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب ردا على سؤال في مقابلة مع مجلة «تايم» حول احتمالات الحرب مع إيران، إن «أي شيء يمكن أن يحدث».rnrn

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب (أ.ب)

"تايم "تختار دونالد ترمب شخصية العام 2024

اختارت مجلة تايم الأميركية دونالد ترمب الذي انتخب لولاية ثانية على رأس الولايات المتحدة شخصية العام 2024.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

TT

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)

وجّه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، الخميس، تحذيراً قوياً بشأن ضرورة «زيادة» الإنفاق الدفاعي، قائلاً إن الدول الأوروبية في حاجة إلى بذل مزيد من الجهود «لمنع الحرب الكبرى التالية» مع تنامي التهديد الروسي، وقال إن الحلف يحتاج إلى التحول إلى «عقلية الحرب» في مواجهة العدوان المتزايد من روسيا والتهديدات الجديدة من الصين.

وقال روته في كلمة ألقاها في بروكسل: «نحن لسنا مستعدين لما ينتظرنا خلال أربع أو خمس سنوات»، مضيفاً: «الخطر يتجه نحونا بسرعة كبيرة»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتحدّث روته في فعالية نظمها مركز بحثي في بروكسل تهدف إلى إطلاق نقاش حول الاستثمار العسكري.

جنود أميركيون من حلف «الناتو» في منطقة قريبة من أورزيسز في بولندا 13 أبريل 2017 (رويترز)

ويتعين على حلفاء «الناتو» استثمار ما لا يقل عن 2 في المائة من إجمالي ناتجهم المحلي في مجال الدفاع، لكن الأعضاء الأوروبيين وكندا لم يصلوا غالباً في الماضي إلى هذه النسبة.

وقد انتقدت الولايات المتحدة مراراً الحلفاء الذين لم يستثمروا بما يكفي، وهي قضية تم طرحها بشكل خاص خلال الإدارة الأولى للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

وأضاف روته أن الاقتصاد الروسي في «حالة حرب»، مشيراً إلى أنه في عام 2025، سيبلغ إجمالي الإنفاق العسكري 7 - 8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد - وهو أعلى مستوى له منذ الحرب الباردة.

وبينما أشار روته إلى أن الإنفاق الدفاعي ارتفع عما كان عليه قبل 10 سنوات، عندما تحرك «الناتو» لأول مرة لزيادة الاستثمار بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم من طرف واحد، غير أنه قال إن الحلفاء ما زالوا ينفقون أقل مما كانوا ينفقونه خلال الحرب الباردة، رغم أن المخاطر التي يواجهها حلف شمال الأطلسي هي «بالقدر نفسه من الضخامة إن لم تكن أكبر» (من مرحلة الحرب الباردة). واعتبر أن النسبة الحالية من الإنفاق الدفاعي من الناتج المحلي الإجمالي والتي تبلغ 2 في المائة ليست كافية على الإطلاق.

خلال تحليق لمقاتلات تابعة للـ«ناتو» فوق رومانيا 11 يونيو 2024 (رويترز)

وذكر روته أنه خلال الحرب الباردة مع الاتحاد السوفياتي، أنفق الأوروبيون أكثر من 3 في المائة من ناتجهم المحلي الإجمالي على الدفاع، غير أنه رفض اقتراح هذا الرقم هدفاً جديداً.

وسلَّط روته الضوء على الإنفاق الحكومي الأوروبي الحالي على معاشات التقاعد وأنظمة الرعاية الصحية وخدمات الرعاية الاجتماعية مصدراً محتملاً للتمويل.

واستطرد: «نحن في حاجة إلى جزء صغير من هذه الأموال لجعل دفاعاتنا أقوى بكثير، وللحفاظ على أسلوب حياتنا».