مع إعلان روبرت إف. كينيدي جونيور، وهو سليل العائلة العريقة التي أدخلت الليبرالية إلى الحياة السياسية الأميركية، أنه سيقدم أوراق اعتماده كمرشح عن الحزب الديمقراطي للانتخابات الرئاسية لعام 2024، لا يزال الغموض يكتنف موعد إعلان الرئيس جو بايدن ترشيحه لولاية ثانية، في ظل تكهنات عن احتمال ظهور مرشحين آخرين.
ورغم بدء ظهور الترشيحات لدى الحزب الجمهوري، بدءاً من الرئيس السابق دونالد ترمب والمندوبة الأميركية الدائمة لدى الأمم المتحدة سابقاً نيكي هالي، وحاكم ولاية أركنساس السابق آسا هاتشينسون، ورائد الأعمال فيفيك راماسوامي، لا يزال آخرون يتحفزون لمثل هذه الخطوة، وبينهم حاكم فلوريدا رون ديسانتيس ونائب الرئيس السابق مايك بنس.
ولا تزال الترشيحات عند الديمقراطيين خجولة نسبياً. ولكنّ كينيدي، وهو محامٍ بيئي وناشط يناهض اللقاحات يبلغ من العمر 69 عاماً، قدم أوراق اعتماده إلى لجنة الانتخابات الفيدرالية ليكون المرشح الذي يمثل الحزب الديمقراطي في انتخابات عام 2024، وأكد هذا التسجيل أمين صندوق حملته جون سوليفان، فيما أعلنت حملته أنه سيعلن ترشيحه رسمياً في 19 أبريل (نيسان) الجاري في مدينة بوسطن بولاية ماساتشوستس.
وكينيدي هو نجل السيناتور السابق عن ولاية نيويورك الذي يحمل اسم أبيه، الذي اغتيل حين كان مرشحاً رئاسياً عام 1968، وابن شقيق الرئيس الأميركي جون كينيدي الذي اغتيل عام 1963.
- تأجيل الإعلان
في غضون ذلك، لا يزال الغموض سيد الموقف بشأن موعد إعلان الرئيس بايدن ترشيحه الرئاسي الثاني، لا سيما بعد ما قيل إنه سيكون قريباً من يوم مارتن لوثر كينغ جونيور في منتصف يناير (كانون الثاني)، ثم قيل أيضاً إنه سيحصل بُعيد الخطاب عن حال الاتحاد في 7 فبراير (شباط)، ثم حدده آخرون ببداية أبريل. وكل هذه المواعيد لم تَصدق. بل إن بايدن لم يؤكّد رسمياً بعد ما إذا كان سيترشح أم لا.
ويسود اعتقاد الآن بين أقرب مستشاري الرئيس أنه لن يتسرع في انطلاق حملته، رابطين عمليات التأجيل بـ«الأحداث العالمية، بما في ذلك الحرب في أوكرانيا والتوترات مع الصين»، فضلاً عن أنه لا يريد صرف الأنظار عن متاعب الجمهوريين، وبينهم خصوصاً محاكمة الرئيس ترمب ومواجهاته مع الحاكم ديسانتيس. ويسود التوقع الآن أن يبدأ الرئيس حملته رسمياً بحلول أوائل الصيف، مع عدم استبعاد تأخير ذلك إلى الخريف. ولا يشك أحد في أن نائبة الرئيس كامالا هاريس سترافق بايدن في ترشيحه الثاني المحتمل. وبينما أطلقت الناشطة ماريان ويليامسون حملة عن الحزب الديمقراطي منذ مدة، جاء ترشيح كينيدي. ولكن لا توجد شخصية رئيسية في الحزب الديمقراطي يُتوقع أن تشكل تحدياً للرئيس بايدن حتى الآن.
- ترشح كينيدي
يروّج المرشح كينيدي، الابن، لادعاءات مشبوهة تربط بين اللقاحات ومرض التوحد. وأسَّس منظمة للدفاع عن صحة الأطفال وتناهض اللقاحات. كما انتقد بشدة التطعيم ضد فيروس «كورونا»، وانتقد طريقة تعامل الحكومة الفيدرالية مع جائحة «كوفيد - 19». وعام 2019 ندّد ثلاثة من أفراد عائلته: أخته كاثلين كينيدي تاونسند، وأخوه جوزيف، وابنة شقيقه مايف كينيدي ماكين، بما سمّوها «حملة معلومات مضللة لها عواقب مفجعة ومميتة». وعام 2022، استعاد كينيدي جونيور ألمانيا النازية في خطاب مضاد للقاحات ألقاه عند نصب لنكولن التذكاري في واشنطن العاصمة. وخلال العام الماضي، أغلقت شركة «إنستغرام» حسابه «لنشره مراراً وتكراراً ادعاءات حول فيروس كورونا أو اللقاحات».
وكان كينيدي قد غرّد الشهر الماضي أنه يفكر في الترشح للرئاسة، قائلاً: «إذا بدا أنه يمكنني جمع الأموال وحشد عدد كافٍ من الناس للفوز، سأقفز إلى السباق». وأضاف إلى تغريدته رابطاً إلى موقعه على الإنترنت: «دعوا بوبي (الاسم المصغر لروبرت) يعرف أنكم تريدون رؤية قيادته في البيت الأبيض»، في إشارة إلى طلبه جمع التبرعات.
وإذا استمر في ترشيحه الرئاسي، سيكون كينيدي الشخص الأحدث في سلسلة طويلة من أفراد الأسرة الذين يدخلون السياسة. وشغلت شقيقته كاثلين منصب نائبة حاكم ولاية ماريلاند بين عامي 1995 و2003، وكان شقيقه جوزيف عضواً في الكونغرس عن ولاية ماساتشوستس بين عامي 1987 و1999، وأخيراً، كان شقيقه كريس كينيدي مرشحاً فاشلاً لمنصب حاكم ولاية إيلينوي عام 2018. كان آخر شخص من آل كينيدي يشغل منصباً منتخباً هو ابن أخيه النائب السابق عن ولاية ماساتشوستس جو كينيدي الثالث، الذي خسر الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي إلى مجلس الشيوخ عام 2020، وهو الآن المبعوث الأميركي الخاص لآيرلندا الشمالية، بالإضافة إلى كارولين كينيدي، ابنة الرئيس السابق جون كينيدي، التي تشغل حالياً منصب السفيرة الأميركية لدى أستراليا.
غموض حول موعد إعلان بايدن ترشحه للرئاسة
سليل من عائلة كينيدي يفتتح ترشيحات الديمقراطيين
غموض حول موعد إعلان بايدن ترشحه للرئاسة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة