سجن وزير جزائري سابق مع أفراد عائلته بـ«تهمة الفساد»

وزير المؤسسات المصغرة السابق نسيم ضيافات (الوزارة الأولى الجزائرية)
وزير المؤسسات المصغرة السابق نسيم ضيافات (الوزارة الأولى الجزائرية)
TT

سجن وزير جزائري سابق مع أفراد عائلته بـ«تهمة الفساد»

وزير المؤسسات المصغرة السابق نسيم ضيافات (الوزارة الأولى الجزائرية)
وزير المؤسسات المصغرة السابق نسيم ضيافات (الوزارة الأولى الجزائرية)

أودعت محكمة بالعاصمة الجزائرية متخصصة في محاربة الفساد والإجرام، ليلة أول من أمس، وزير المؤسسات المصغرة السابق، نسيم ضيافات، الحبس الاحتياطي بتهمة الفساد. ولقي المصير نفسه خمسة موظفين حكوميين آخرين، من بينهم مدير شركة عمومية، فيما وضعت زوجته وشقيقان له وزوجة أحدهما في الرقابة القضائية مع حرمانهم من السفر.
وانطلق التحقيق مع المشتبه بهم صباح الخميس، حينما اقتادت الشرطة الموقوفين، يتقدمهم ضيافات (39 سنة)، إلى «محكمة سيدي امحمد»، حيث جرى استجوابهم لساعات طويلة بخصوص مشروعات حكومية تم إطلاقها خلال فترة تولي ضيافات الوزارة بين يناير (كانون الثاني) 2020 وسبتمبر (أيلول) 2022 في مجال إنشاء مؤسسات مصغرة.
وجاء في التحقيقات، حسب مصدر قضائي، أن الوزير «استغل نفوذه بغرض تمكين أفراد من عائلته من مشروعات مربحة». وتم ذلك حسب التحقيقات بـ«تواطؤ» مدير «الشركة الجزائرية لإنشاء المنجزات والهياكل المعدنية» الحكومية، ومسؤولين بها، أودعهم قاضي التحقيق الحبس أيضاً. وتضمنت لائحة الاتهامات، حسب المصدر ذاته، «إساءة استغلال الوظيفة وتبديد أموال عمومية وتلقي رشى»، وهي تهم يشملها «قانون الوقاية من الفساد ومكافحته».
وأكدت وسائل إعلام محلية أن التحقيق استمر أمس مع العديد من الأشخاص، من بينهم مديرون مركزيون بالوزارة، التي تم شطبها من هيكل الحكومة، مع إقالة ضيافات في تعديل حكومي جرى في الثامن من سبتمبر 2022.
والتحق ضيافات بالطاقم الحكومي مع أول رئيس حكومة، بعد تولي عبد المجيد تبون السلطة (نهاية 2019)، هو عبد العزيز جراد. وكان يومها مع مجموعة من الوزراء الشباب، ضمت وزيرين آخرين، عهدت لهم مسؤوليات مهمة في إطار «بداية عهد جديد خال من الفساد ورموزه»، وما سمي بـ«تسليم مشعل المسؤولية للشباب»، وهو شعار ترفعه الحكومات منذ الاستقلال عام 1962.
ويعد ضيافات ثاني وزير في عهد تبون، يتم سجنه بعد وزير الموارد المائية ارزقي براقي، الذي تمت إدانته العام الماضي بالسجن 8 سنوات مع التنفيذ، وفق وقائع تخصه عندما كان مدير «الوكالة الوطنية للسدود».
وشنت السلطات بعد رحيل بوتفليقة عن الحكم، تحت ضغط الشارع، في الثاني من أبريل (نيسان) 2019 حملة اعتقالات وسجن، طالت عدداً كبيراً من كبار المسؤولين المدنيين بتهمة الفساد، من بينهم ثلاثة رؤساء حكومات سابقين. ووفق الصحافة المحلية، فقد تابع القضاء أكثر من 30 وزيراً، كما تم سجن العديد من المسؤولين بالجيش، اثنان منهم ترأسا جهاز الأمن الداخلي، هما الجنرال بشير طرطاق، والجنرال واسيني بوعزة.
وفي يناير الماضي، صرح تبون في لقاء مع وزراء حكومته بأن التحقيقات في الفساد «كشفت أن عائلة واحدة كانت تملك 500 ألف مليار سنتيم»، أي ما يعادل 36 مليار دولار، وتعهد بـ«المضي في محاربة الفساد»، مؤكداً أنه «يوجه آخر نداء لأصحاب الأموال المكدسة لإيداعها في البنوك، وقد قدمنا ألف ضمان لحماية المواطن والاقتصاد الوطني». كما قال لاحقاً إن «الجزائر الجديدة تتوجه إلى عهد خالٍ من الفساد والظلم، وكل أشكال الانحرافات ومن بيروقراطية ورشوة ومحاباة».
وفي 22 ديسمبر (كانون الأول) الماضي أعلن الرئيس استعادة ما يقارب 20 مليار دولار من الأموال ‏التي حصل عليها رجال أعمال بطرق مشبوهة. وفي أبريل 2021 صرح تبون بأن أغلب دول الاتحاد الأوروبي أبدت استعدادها لمساعدة بلاده في استرجاع الأموال المهربة في عهد الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة (1999 - 2019).
ولما زار ممثل السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، جوزيف بوريل، الجزائر، الشهر الماضي، أطلق وعوداً بمرافقة مسار استرداد أموالها المنهوبة، وأكد أن «هناك عملاً مع جهاز الشرطة الأوروبية بهدف مساعدة الجزائر على استرجاع أموال وأصول منهوبة».


مقالات ذات صلة

الجزائر تحشد إمكانات كبيرة لتجنب عودة حرائق الغابات

شمال افريقيا الجزائر تحشد إمكانات كبيرة لتجنب عودة حرائق الغابات

الجزائر تحشد إمكانات كبيرة لتجنب عودة حرائق الغابات

أكد وزيران جزائريان استعداد سلطات البلاد لتجنب سيناريو موسم الحرائق القاتل، الذي وقع خلال العامين الماضيين، وسبّب مقتل عشرات الأشخاص. وقال وزير الفلاحة والتنمية الريفية الجزائري، عبد الحفيظ هني، في ندوة استضافتها وزارته مساء أمس، إن سلطات البلاد أعدت المئات من أبراج المراقبة والفرق المتنقلة، إضافة لمعدات لوجيستية من أجل دعم أعمال مكافحة الحرائق، موضحاً أنه «سيكون هناك أكثر من 387 برج مراقبة، و544 فرقة متنقلة، و42 شاحنة صهريج للتزود بالمياه، و3523 نقطة للتزود بالمياه، و784 ورشة عمل بتعداد 8294 عوناً قابلاً للتجنيد في حالة الضرورة القصوى».

«الشرق الأوسط» (الجزائر)
شمال افريقيا المنقوش تبحث في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة الحركة على المعابر

المنقوش تبحث في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة الحركة على المعابر

بحثت وزيرة الخارجية الليبية نجلاء المنقوش مع نظيرها الجزائري أحمد عطاف، خلال زيارة لها اليوم الخميس إلى الجزائر، في فتح المعابر البرية والنقل البحري والجوي أمام حركة التجارة وتنقل الاشخاص، بعد سنوات طويلة من الإغلاق، بسبب الأزمة السياسية والامنية في ليبيا.

المنجي السعيداني (تونس)
شمال افريقيا الجزائر: التماس بسجن وزير سابق 12 سنة مع التنفيذ

الجزائر: التماس بسجن وزير سابق 12 سنة مع التنفيذ

التمست النيابة بمحكمة بالجزائر العاصمة، أمس، السجن 12 سنة مع التنفيذ بحق وزير الموارد المائية السابق، أرزقي براقي بتهمة الفساد. وفي غضون ذلك، أعلن محامو الصحافي إحسان القاضي عن تنظيم محاكمته في الاستئناف في 21 من الشهر الحالي، علماً بأن القضاء سبق أن أدانه ابتدائياً بالسجن خمس سنوات، 3 منها نافذة، بتهمة «تلقي تمويل أجنبي» لمؤسسته الإعلامية. وانتهت أمس مرافعات المحامين والنيابة في قضية الوزير السابق براقي بوضع القضية في المداولة، في انتظار إصدار الحكم الأسبوع المقبل.

«الشرق الأوسط» (الجزائر)
شمال افريقيا رئيس الشورى السعودي يدعو من الجزائر لتوسيع الاستثمار ومصادر الدخل

رئيس الشورى السعودي يدعو من الجزائر لتوسيع الاستثمار ومصادر الدخل

استقبل الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون في مقر القصر الرئاسي بالجزائر، الثلاثاء، الدكتور عبد الله آل الشيخ، رئيس مجلس الشورى السعودي الذي يقوم بزيارة رسمية؛ تلبية للدعوة التي تلقاها من رئيس مجلس الأمة الجزائري. وشدد آل الشيخ على «تبادل الخبرات لتحقيق المصالح التي تخدم العمل البرلماني، والوصول إلى التكامل بين البلدين اللذين يسيران على النهج نفسه من أجل التخلص من التبعية للمحروقات، وتوسيع مجالات الاستثمار ومصادر الدخل»، وفق بيان لـ«المجلس الشعبي الوطني» الجزائري (الغرفة البرلمانية). ووفق البيان، أجرى رئيس المجلس إبراهيم بوغالي محادثات مع آل الشيخ، تناولت «واقع وآفاق العلاقات الثنائية الأخوية، واس

«الشرق الأوسط» (الجزائر)
شمال افريقيا الجزائر: السجن بين 10 و15 سنة لوجهاء نظام بوتفليقة

الجزائر: السجن بين 10 و15 سنة لوجهاء نظام بوتفليقة

قضت محكمة الاستئناف بالعاصمة الجزائرية، أمس، بسجن سعيد بوتفليقة، شقيق الرئيس الراحل، 12 سنة مع التنفيذ، فيما تراوحت الأحكام بحق مجموعة رجال الأعمال المقربين منه ما بين ثماني سنوات و15 سنة مع التنفيذ، والبراءة لمدير بنك حكومي وبرلماني، وذلك على أساس متابعات بتهم فساد. وأُسدل القضاء الستار عن واحدة من أكبر المحاكمات ضد وجهاء النظام في عهد بوتفليقة (1999 - 2019)، والتي دامت أسبوعين، سادها التوتر في أغلب الأحيان، وتشدد من جانب قاضي الجلسة وممثل النيابة في استجواب المتهمين، الذي بلغ عددهم 70 شخصاً، أكثرهم كانوا موظفين في أجهزة الدولة في مجال الاستثمار والصفقات العمومية، الذين أشارت التحقيقات إلى تو

«الشرق الأوسط» (الجزائر)

«الخوذ البيضاء» يطالب الأمم المتحدة بالحصول على خرائط «السجون السرية» من الأسد

لقطة جوية تظهر تجمع الناس في سجن صيدنايا (أ.ف.ب)
لقطة جوية تظهر تجمع الناس في سجن صيدنايا (أ.ف.ب)
TT

«الخوذ البيضاء» يطالب الأمم المتحدة بالحصول على خرائط «السجون السرية» من الأسد

لقطة جوية تظهر تجمع الناس في سجن صيدنايا (أ.ف.ب)
لقطة جوية تظهر تجمع الناس في سجن صيدنايا (أ.ف.ب)

أعلن جهاز «الخوذ البيضاء»، اليوم (الثلاثاء)، أنه قدم طلباً إلى الأمم المتحدة للحصول على خرائط بمواقع «السجون السرية» من الرئيس بشار الأسد الذي فرّ، الأحد، مع دخول فصائل المعارضة بقيادة «هيئة تحرير الشام» دمشق، وإعلانها إسقاط حكمه، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».

وأكد نائب وزير الخارجية الروسي، سيرغي ريابكوف، في مقابلة مع شبكة أميركية، اليوم (الثلاثاء)، أن الأسد داخل روسيا، في أول تأكيد رسمي من موسكو لما سبق أن أوردته وكالات أنباء روسية.

وقال مدير جهاز «الخوذ البيضاء»، رائد الصالح، في منشور على منصة «إكس» اليوم: «أرسلنا (...) طلباً للأمم المتحدة عبر وسيط دولي لمطالبة روسيا بالضغط على المجرم (...) بشار الأسد لتسليمه خرائط بمواقع السجون السرية، وقوائم بأسماء المعتقلين، لنتمكن من الوصول إليهم بأسرع وقت ممكن».

ومنذ بداية الاحتجاجات التي تحوّلت إلى نزاع مسلّح في عام 2011، توفي أكثر من 100 ألف شخص في السجون خصوصاً تحت التعذيب، وفق تقديرات للمرصد السوري لحقوق الإنسان تعود إلى عام 2022.

وأفاد المرصد بأنّ الفترة ذاتها شهدت احتجاز نحو 30 ألف شخص في سجن صيدنايا الواقع على مسافة نحو 30 كيلومتراً من العاصمة دمشق، ولم يُطلق سراح سوى 6 آلاف منهم.

من جانبها، أحصت منظمة العفو الدولية آلاف عمليات الإعدام، مندّدة بـ«سياسة إبادة حقيقية» في سجن صيدنايا الذي وصفته بـ«المسلخ البشري».

وأعلنت فصائل المعارضة تحرير المحتجزين في السجون بما فيها سجن صيدنايا الذي يُعد من أكبر السجون السورية، وتفيد منظمات غير حكومية بتعرّض المساجين فيه للتعذيب.

وأعلن جهاز «الخوذ البيضاء»، اليوم، «انتهاء عمليات البحث عن معتقلين محتملين في زنازين وسراديب سريّة غير مكتشفة» داخل سجن صيدنايا «من دون العثور على أي زنازين وسراديب سرية لم تُفتح بعد».

غير أنّ الكثير من العائلات لا تزال مقتنعة بأنّ عدداً كبيراً من أقربائها محتجزون في سجون سرية تحت الأرض.

وقال رائد الصالح: «توحُّش وإجرام لا يمكن وصفه مارسه نظام الأسد البائد في قتل السوريين واعتقالهم وتعذيبهم».