وفاة مليكة العرود «أيقونة التشدد» في بلجيكا

زوجها الأول قَتل أحمد شاه مسعود بتفجير انتحاري... زوجها الثاني قُتل بغارة أميركية

مليكة العرود في بداية محاكمتها وثمانية أعضاء مزعومين في خلية إرهابية تابعة لـ«القاعدة» يشتبه في تحضيرها لهجمات في بروكسل مايو 2010 (أ.ف.ب)
مليكة العرود في بداية محاكمتها وثمانية أعضاء مزعومين في خلية إرهابية تابعة لـ«القاعدة» يشتبه في تحضيرها لهجمات في بروكسل مايو 2010 (أ.ف.ب)
TT

وفاة مليكة العرود «أيقونة التشدد» في بلجيكا

مليكة العرود في بداية محاكمتها وثمانية أعضاء مزعومين في خلية إرهابية تابعة لـ«القاعدة» يشتبه في تحضيرها لهجمات في بروكسل مايو 2010 (أ.ف.ب)
مليكة العرود في بداية محاكمتها وثمانية أعضاء مزعومين في خلية إرهابية تابعة لـ«القاعدة» يشتبه في تحضيرها لهجمات في بروكسل مايو 2010 (أ.ف.ب)

توفيت الخميس في بلجيكا مليكة العرود التي اعتبرت لسنوات «أيقونة التشدد»، بعدما روّجت لجماعات متطرفة، وتزوجت من متشددين اثنين؛ أولهما عبد الستار دحمان الذي نفّذ عملية انتحارية، متظارهاً بأنه صحافي، في 9 سبتمبر (أيلول) 2001، أدت إلى مقتل الزعيم الأفغاني أحمد شاه مسعود، الملقب بـ«أسد بنجشير».
وظلت العرود لسنوات طويلة محل اهتمام واسع في أوروبا، علماً بأنها تزوجت دحمان في مركز إسلامي ببلدية مولنبيك ببروكسل عام 2000 بعد سنتين من لقائها به على متن قطار، ووقوعها في حبه. بعد زواجهما، توجّهت مليكة مع عبد الستار إلى أفغانستان للعيش في ظل حكومة «طالبان». ويُعتقد أن دحمان نفذ عملية قتل مسعود بناءً على تكليف من تنظيم «القاعدة»، قبل يومين من تنفيذ هجمات 11 سبتمبر في نيويورك وواشنطن.
بعد سقوط نظام حكم «طالبان»، انتقلت العرود إلى باكستان، حيث اعتُقلت وتم تسليمها إلى بلجيكا. بعد ذلك بسنوات، تزوَّجت مليكة التونسي معز غرسلاوي، وذهبت للعيش معه في سويسرا، ونشطا معاً في المواقع المتشددة على الإنترنت. لوحقا هناك على خلفية نشاطهما، فعادا إلى بلجيكا. وقد غادر غرسلاوي نفسه بلجيكا إلى منطقة الحدود الأفغانية - الباكستانية، حيث قُتل بغارة نفذتها طائرة أميركية بلا طيار عام 2012.
انتقلت مليكة التي باتت تُلقب بـ«الأرملة السوداء»، للعيش في الجزء الفلاماني من بلجيكا الناطق باللغة الهولندية. لكن الحكومة البلجيكية جردتها من الجنسية عام 2018 وحكمت عليها بالسجن ثم ترحيلها إلى المغرب. غير أن طردها لم يتم بسبب إجراءات قانونية عرقلت إبعادها من بلجيكا.
وكتب موقع «عين أوروبية على الراديكالية» أن البعض يعتقد أن أهميتها انبثقت مما فعله زوجاها المتوفيان: «إلا أن الأشخاص المقربين منها أكدوا أن العرود هي من كانت توجّه الرجلين، وليس العكس. وحسب التحقيقات، فإن العرود هي من كانت تأخذ القرارات، وهما من ينفذان فقط». وقبل أن يدينها القضاء البلجيكي ويسجنها لمدة 8 سنوات في مايو (أيار) 2010 بتهمة التحريض على التشدد، نشطت العرود في التجنيد عبر الإنترنت. فعلت ذلك من خلال منتدى إلكتروني خاص بها باستخدام اسم مستعار هو «أم عبيدة»، حسب الموقع نفسه الذي أشار إلى أنها نجحت في إقناع 7 رجال على الأقل من بلجيكا وفرنسا بالمغادرة من أجل «الجهاد الأفغاني» عام 2007، كما «انخرطت في تجنيد أول إرهابية أوروبية انتحارية، مورييل ديغاوك، التي توفيت في العراق عام 2005.


مقالات ذات صلة

آسيا مسؤولون أمنيون يتفقدون موقع انفجار خارج مطار جناح الدولي في كراتشي بباكستان 7 أكتوبر 2024 (إ.ب.أ)

أعمال العنف بين السنة والشيعة في باكستان عابرة للحدود والعقود

مرة أخرى وقف علي غلام يتلقى التعازي، فبعد مقتل شقيقه عام 1987 في أعمال عنف بين السنة والشيعة، سقط ابن شقيقه بدوره في شمال باكستان الذي «لم يعرف يوماً السلام».

«الشرق الأوسط» (باراشينار (باكستان))
المشرق العربي إردوغان وإلى جانبه وزير الخارجية هاكان فيدان خلال المباحثات مع بيلنكن مساء الخميس (الرئاسة التركية)

إردوغان أبلغ بلينكن باستمرار العمليات ضد «الوحدات الكردية»

أكدت تركيا أنها ستتخذ إجراءات وقائية لحماية أمنها القومي ولن تسمح بالإضرار بعمليات التحالف الدولي ضد «داعش» في سوريا. وأعلنت تعيين قائم بالأعمال مؤقت في دمشق.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
أفريقيا نيجيريا: نزع سلاح نحو 130 ألفاً من أعضاء جماعة «بوكو حرام»

نيجيريا: نزع سلاح نحو 130 ألفاً من أعضاء جماعة «بوكو حرام»

قال رئيس هيئة أركان وزارة الدفاع النيجيرية الجنرال كريستوفر موسى، في مؤتمر عسكري، الخميس، إن نحو 130 ألف عضو من جماعة «بوكو حرام» الإرهابية ألقوا أسلحتهم.

«الشرق الأوسط» (لاغوس)
المشرق العربي مئات السوريين حول كالين والوفد التركي لدى دخوله المسجد الأموي في دمشق الخميس (من البثّ الحرّ للقنوات التركية)

رئيس مخابرات تركيا استبق زيارة بلينكن لأنقرة بمباحثات في دمشق

قام رئيس المخابرات التركية، إبراهيم فيدان، على رأس وفد تركي، بأول زيارة لدمشق بعد تشكيل الحكومة السورية، برئاسة محمد البشير.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)

اتهام لرجل عرض علم «حزب الله» خلال مظاهرة مؤيدة لفلسطين

عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)
عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)
TT

اتهام لرجل عرض علم «حزب الله» خلال مظاهرة مؤيدة لفلسطين

عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)
عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)

وجهت الشرطة الفيدرالية الأسترالية اتهاماً لرجل يبلغ من العمر 36 عاماً بعرض رمز منظمة مصنفة «إرهابية» علناً، وذلك خلال مظاهرة في منطقة الأعمال المركزية بمدينة ملبورن في سبتمبر (أيلول) الماضي.

الرجل، المقيم في منطقة فيرنتري غولي، سيمثل أمام محكمة ملبورن الابتدائية في 6 مارس (آذار) المقبل؛ حيث يواجه عقوبة قد تصل إلى 12 شهراً من السجن إذا ثبتت إدانته، وفقاً لصحيفة «الغارديان».

جاءت المظاهرة ضمن فعاليات يوم وطني للعمل من أجل قطاع غزة، الذي نظمته شبكة الدعوة الفلسطينية الأسترالية في 29 سبتمبر الماضي، وشهد تنظيم مسيرات مماثلة في مختلف أنحاء البلاد احتجاجاً على التصعيد المتزايد للعنف في الشرق الأوسط.

وأطلقت الشرطة الفيدرالية الأسترالية بولاية فيكتوريا عملية تحقيق تحت اسم «أردفارنا»، عقب احتجاج ملبورن؛ حيث تلقت 9 شكاوى تتعلق بعرض رموز محظورة خلال المظاهرة.

ووفقاً للشرطة، تم التحقيق مع 13 شخصاً آخرين، مع توقع توجيه اتهامات إضافية قريباً. وصرح نيك ريد، قائد مكافحة الإرهاب، بأن أكثر من 1100 ساعة قُضيت في التحقيق، شملت مراجعة أدلة من كاميرات المراقبة وكاميرات الشرطة المحمولة، إضافة إلى مصادرة هواتف محمولة وقطعة ملابس تحتوي على رمز المنظمة المحظورة.

تأتي هذه الإجراءات بعد قرار الحكومة الفيدرالية الأسترالية في ديسمبر (كانون الأول) 2021 بتصنيف «حزب الله» منظمة إرهابية، ومع التشريعات الفيدرالية الجديدة التي دخلت حيز التنفيذ في يناير (كانون الثاني) 2024، التي تحظر عرض رموز النازيين وبعض المنظمات.

وقالت نائبة مفوض الأمن القومي، كريسي باريت، إن الادعاء يحتاج إلى إثبات أن الرمز المعروض مرتبط بمنظمة إرهابية وأنه قد يحرض على العنف أو الترهيب.

المظاهرة، التي استمرت في معظمها سلمية، جاءت بعد إعلان مقتل قائد «حزب الله» حسن نصر الله في غارة جوية إسرائيلية، وهو ما اعتبره العديد تصعيداً كبيراً في الصراع المستمر في الشرق الأوسط.

وفي وقت لاحق، نُظمت مظاهرات أخرى في سيدني وملبورن وبريزبين، وسط تحذيرات للمتظاهرين بعدم عرض رموز محظورة.