باتيلي يدعو لبدء عهد جديد من المصالحة الوطنية في ليبيا

ألمانيا تجدد دعمها فنياً واستشارياً لمفوضية الانتخابات

باتيلي والدبيبة في اجتماع المجلس الأعلى للإدارة المحلية الأول في طرابلس (حكومة «الوحدة» المؤقتة)
باتيلي والدبيبة في اجتماع المجلس الأعلى للإدارة المحلية الأول في طرابلس (حكومة «الوحدة» المؤقتة)
TT

باتيلي يدعو لبدء عهد جديد من المصالحة الوطنية في ليبيا

باتيلي والدبيبة في اجتماع المجلس الأعلى للإدارة المحلية الأول في طرابلس (حكومة «الوحدة» المؤقتة)
باتيلي والدبيبة في اجتماع المجلس الأعلى للإدارة المحلية الأول في طرابلس (حكومة «الوحدة» المؤقتة)

حث عبد الله باتيلي، المبعوث الأممي إلى ليبيا، مؤسسات البلاد كافة على الالتزام بـ«مهمة الانتخابات» المنتظرة، وقال: «تكفي عشر سنوات من الصراع، ولا بد أن نبدأ عهداً جديداً من المصالحة الوطنية في كل المناطق الليبية»، يأتي ذلك فيما أبدت ألمانيا استعدادها لتقديم الدعم الفني والاستشاري، مما يعزز جاهزية مفوضية الانتخابات الليبية.
https://www.facebook.com/UNSMIL/videos/979416090098776
وكان باتيلي، يتحدث مساء (الأربعاء) أمام اجتماع المجلس الأعلى للإدارة المحلية الأول للعام 2023 في طرابلس، بحضور عبد الحميد الدبيبة رئيس حكومة «الوحدة» المؤقتة، وعدد من الوزراء وعمداء البلديات، داعياً إلى «إيجاد آلية شفافة لتوزيع الثروات في إطار نقل الاختصاصات إلى البلديات».
وأورد باتيلي، عبر حسابه على «تويتر» اليوم (الخميس)، بعضاً من حديثه أمام اجتماع الإدارة المحلية، وقال: «تكفي عشر سنوات من الصراع، تكفي عشر سنوات من هذه الأزمة».
وتابع: «آن الأوان لتوفير الظروف لنهضة ليبيا من جديد»، دعياً عمداء البلديات للمساهمة من أجل إجراء انتخابات «حرة ونزيهة» خلال هذا العام.
وقال إن «الانتخابات لن تحل كل المشكلات، ولكن ستكون بداية فجر جديد لليبيا، ونحو تحقيق النهضة»، داعياً إلى ضرورة «طي صفحة الصراع».
وطالب المبعوث الأممي عمداء البلديات بدعم إجراء انتخابات عامة حرة ونزيهة خلال هذا العام، و«أن يؤمنوا بأن الانتخابات المقبلة ستكون نقطة تحول في تاريخ البلاد».
وخلال الاجتماع، قال الدبيبة، إن برنامج حكومته لنقل الاختصاص للبلديات أصبح واقعاً لمواجهة ما أسماه بـ«المركزية المقيتة»، متحدثاً عن «نجاحها في إنهاء الانقسام الذي أبعد البلديات عن تأدية دورها الحقيقي».
ويعتزم المجلس الأعلى للبلديات، إطلاق مبادرة «الميثاق الوطني» للقبول بنتائج الانتخابات الليبية. وتتضمن الالتزام بالحماية السلمية والتداول السلمي على السلطة، وإنهاء المرحلة الانتقالية، وتأييد جهود المبعوث الأممي.
كما تتضمن المبادرة تهيئة الأجواء المناسبة لإجراء الانتخابات من خلال حوار شامل يشارك فيه كل الفاعلين، وتكليف لجنة تتولى التواصل والتنسيق مع الأطراف كافة بشأن الميثاق.

صورة جماعية للمشاركين في اجتماع المجلس الأعلى للإدارة المحلية الأول في طرابلس (حكومة «الوحدة» المؤقتة) 

في غضون ذلك، التقى عماد السايح، رئيس مجلس المفوضية الوطنية العليا للانتخابات، سفير ألمانيا الاتحادية لدى ليبيا ميكائيل أونمخت، بحضور أعضاء مجلس المفوضية، وذلك بديوان مجلس المفوضية.
وتمحور اللقاء بحسب المفوضية، اليوم (الخميس)، حول استعراض آخر مستجدات مسار العملية الانتخابية، وسُبل تدعيم المقترحات التي تنشد السلام والاستقرار وصولاً لإنجاز الاستحقاقات المخطط لها هذا العام.
ونقلت المفوضية عن السفير الألماني «تقدير بلاده للجهود الوطنية الساعية لإنجاز الانتخابات»، مجدداً استعداد بلاده لتقديم الدعم الفني والاستشاري، مما يعزز جاهزية المفوضية، ويهيئ «مناخاً ملائماً» لتنفيذ الاستحقاقات المرتقبة.
في شأن قريب، قال المجلس الأعلى للدولة إن لجنة إعداد مشروعات قوانين الاستفتاء والانتخابات التابعة للمجلس الأعلى للدولة، واللجنة المناظرة لها التابعة لمجلس النواب، (6+6) استهلت أعمالها في مقر المجلس الأعلى بطرابلس.
ويعتبر هذا الاجتماع التحضيري هو الأول لفريقي اللجنة، تمهيداً لوضع القوانين والتشريعات للانتخابات، المزمع إجراؤها قبل نهاية هذا العام، وفقاً للتّعديل الدّستوري الثالث عشر.
وأوضح المجلس الأعلى، في بيان، أنه تم خلال الاجتماع تبادل وجهات النظر حول استراتيجية عمل اللجنتين، والآليات التي ستُتّبع لأداء المهام الموكلة إليهما، مبرزاً أنه «جرى في أجواء إيجابية، تبعث على التفاؤل في إمكانية إنجاز التشريعات المطلوبة في أقصر الآجال». وانتهى إلى أن كل الأعضاء «عقدوا العزم على حلحلة المسائل العالقة كافة، وتذليل الصعاب التي كانت عائقاً في هذا الشأن»، آخذين بعين الاعتبار الاستعانة برأي أهل الخبرة والاختصاص، والأحزاب في كثير من المسائل ذات الصلة بهذه التشريعات.
وفيما يتعلق بالاجتماع الأمني والعسكري المرتقب بين الأفرقاء الليبيين، نقل موقع «ليبيا 24» الإخباري عن مصادر أن بنغازي تحتضن (الاثنين) الاجتماع العسكري والأمني الختامي لقيادات المنطقتين الغربية والشرقية بحضور اللجنة العسكرية المشتركة «5+5».
وأضافت المصادر أن الاجتماع سيحضره «رئيسا الأركان في المنطقتين، إلى جانب القادة السابقين الذين حضروا اجتماع طرابلس الأخير، إضافة إلى حضور قادة جدد عن المنطقة الغربية».
وبشأن ضخ النفط في ليبيا، قالت المؤسسة الوطنية للنفط، في بيان مقتضب، إن إنتاج النفط الخام سجل مليوناً و223 ألف برميل في الـ24 ساعة الماضية، بزيادة بلغت 3 آلاف برميل، كما أشارت إلى أن إنتاج المكثفات بلغ 53 ألف برميل خلال الـ24 ساعة الماضية.


مقالات ذات صلة

المنقوش تناقش في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة المعابر

شمال افريقيا المنقوش تناقش في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة المعابر

المنقوش تناقش في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة المعابر

بحثت نجلاء المنقوش مع نظيرها وزير الخارجية الجزائري أحمد عطاف، خلال زيارة لها أمس إلى الجزائر، فتح المعابر البرية والنقل البحري والجوي أمام حركة التجارة وتنقل الأشخاص، بعد سنين طويلة من الإغلاق، بسبب الأزمة السياسية والأمنية في ليبيا. وذكرت الخارجية الجزائرية في بيان أن الوزيرين بحثا قضايا جارية في الساحتين المغاربية والعربية، منها تطورات ملف الصحراء، والمساعي العربية والدولية لوقف الاقتتال وحقن الدماء في السودان. وأكد البيان أن عطاف تلقى من المنقوش «عرضا حول آخر مستجدات العملية السياسية التي تقودها الأمم المتحدة، لإنهاء الأزمة في ليبيا».

شمال افريقيا وفدان أميركي وفرنسي يبحثان في ليبيا تطوير الجيش

وفدان أميركي وفرنسي يبحثان في ليبيا تطوير الجيش

بحث وفدان عسكريان، أميركي وفرنسي، في ليبيا سبل إعادة بناء وتطوير المؤسسة العسكرية المُنقسمة، بين شرق البلاد وغربها، منذ إسقاط النظام السابق، في وقت زار فيه المشير خليفة حفتر، القائد العام لـ«الجيش الوطني» روما، والتقى برئيسة الوزراء بالحكومة الإيطالية جورجا ميلوني، وعدد من وزراء حكومتها. وفي لقاءين منفصلين في طرابلس (غرباً) وبنغازي (شرقاً)، التقى الوفدان الأميركي والفرنسي قيادات عسكرية للتأكيد على ضرورة توحيد الجيش الليبي.

جمال جوهر (القاهرة)
شمال افريقيا المنقوش تبحث في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة الحركة على المعابر

المنقوش تبحث في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة الحركة على المعابر

بحثت وزيرة الخارجية الليبية نجلاء المنقوش مع نظيرها الجزائري أحمد عطاف، خلال زيارة لها اليوم الخميس إلى الجزائر، في فتح المعابر البرية والنقل البحري والجوي أمام حركة التجارة وتنقل الاشخاص، بعد سنوات طويلة من الإغلاق، بسبب الأزمة السياسية والامنية في ليبيا.

المنجي السعيداني (تونس)
شمال افريقيا «حبوب الهلوسة»... «سلاح قاتل» يستهدف عقول الليبيين

«حبوب الهلوسة»... «سلاح قاتل» يستهدف عقول الليبيين

لم يكن من قبيل الصدفة أن تقذف أمواج البحر المتوسط كميات متنوعة من المخدرات إلى السواحل الليبية، أو أن تتلقف شِباك الصيادين قرب الشاطئ «حزماً» من «الحشيش والكوكايين وحبوب الهلوسة»، فالبلاد تحوّلت -وفق تقرير أممي- إلى «معبر مهم» لهذه التجارة المجرّمة. وتعلن السلطات الأمنية في عموم ليبيا من وقت لآخر عن ضبط «كميات كبيرة» من المخدرات قبل دخولها البلاد عبر الموانئ البحري والبرية، أو القبض على مواطنين ووافدين وهو يروّجون هذه الأصناف التي يُنظر إليها على أنها تستهدف «عقول الشباب الليبي». غير أنه بات لافتاً من واقع عمليات الضبط التي تعلن عنها السلطات المحلية تزايُد تهريب المخدرات وتعاطيها، خصوصاً «حبوب

جمال جوهر (القاهرة)
شمال افريقيا «النواب» و«الدولة» يقران آلية عمل لجنة قوانين الانتخابات الليبية

«النواب» و«الدولة» يقران آلية عمل لجنة قوانين الانتخابات الليبية

استهلّت اللجنة المُشتركة لممثلي مجلسي «النواب» و«الدولة» (6+6) المكلفة بإعداد قوانين الانتخابات الليبية، اجتماعاتها في العاصمة طرابلس بـ«الاتفاق على آلية عملها». وطبقاً لما أعلنه عبد الله بليحق، المتحدث الرسمي باسم مجلس النواب، فقد شهد الاجتماع ما وصفه بتقارب في وجهات النظر بين أعضاء اللجنة حول القوانين الانتخابية، مشيراً، في بيان مقتضب مساء أول من أمس، إلى أنه «تم أيضاً الاتفاق على التواصل مع الجهات والمؤسسات ذات العلاقة بالعملية الانتخابية».

خالد محمود (القاهرة)

ليبيا: المنفي يدعو لإجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية العام المقبل

محمد المنفي مع عدد من أعضاء بالمجلس الرئاسي الليبي (أرشيفية)
محمد المنفي مع عدد من أعضاء بالمجلس الرئاسي الليبي (أرشيفية)
TT

ليبيا: المنفي يدعو لإجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية العام المقبل

محمد المنفي مع عدد من أعضاء بالمجلس الرئاسي الليبي (أرشيفية)
محمد المنفي مع عدد من أعضاء بالمجلس الرئاسي الليبي (أرشيفية)

دعا رئيس المجلس الرئاسي الليبي، محمد المنفي، اليوم (السبت)، إلى «إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المؤجلة، العام المقبل»، وعدَّ الانتخابات البلدية «تجربة ناجحة ومحفزة». وفي غضون ذلك، طالب رئيس حكومة الوحدة «المؤقتة»، عبد الحميد الدبيبة، مجدداً بوضع الدستور، وانتقد مبادرة القائد العام للجيش الوطني المتمركز في شرق البلاد، المشير خليفة حفتر، بشأن «المصالحة الوطنية».

واقترح المنفي في بيان عبر منصة «إكس»، إجراء ما وصفه بـ«انتخابات وطنية عام 2025»، وفقاً لقوانين لجنة «6+6» المشتركة بين مجلسي «النواب» و«الأعلى للدولة»، بعد «حسم المواد الخلافية، ومنح صلاحيات أوسع للجنة المشتركة التي تضم طرفي الصراع في البلاد، وذلك وفق إشراف قضائي كامل ورقابة دولية».

المنفي قال إن «التجربة الناجحة للانتخابات البلدية تُحفز على إجراء انتخابات العام المقبل» (الشرق الأوسط)

وعدَّ المنفي أن «التجربة الناجحة للانتخابات البلدية تُحفز على إجراء انتخابات العام المقبل»، معرباً عن دعمه لجهود بعثة الأمم المتحدة في «كسر الجمود السياسي، وتفعيل الحوار بين المؤسسات الليبية»، ولافتاً إلى أن «المبدأ الموحد في تقييم أداء المؤسسات وشرعيتها، ومدى التزامها بخريطة الطريق، هو الضامن لحوار ناجح يضمن استمرار الاستقرار المُنجز».

في غضون ذلك، استغل الدبيبة مشاركته في فعاليات «الملتقى الخاص بأسرى ثورة 17 فبراير»، في مصراتة، اليوم السبت، بالقول إن «المشكلة تكمن في أربعة أشياء تعد من عوائق تقدم العملية السياسية، وفي مقدمتها المنظومة العسكرية»، التي أشار إلى أنها «لن تعود مجدداً لحكم البلاد».

ودعا الدبيبة إلى «وضع دستور واضح وحقيقي، بوصفه الأساس لقوانين عادلة لإجراء الانتخابات»، مستشهداً بنجاح المرحلة الأولى من الانتخابات البلدية، التي عدَّها بمثابة «دليل على نجاح حكومته فى تأمين وإجراء الانتخابات، من دون حدوث أي انتهاكات».

الدبيبة خلال فعالية خاصة بالأسرى في مصراتة (حكومة الوحدة)

كما لفت الدبيبة إلى أنه اجتمع مع اللجنة المكلفة بوضع الدستور، الأسبوع الماضي، وطالب بإعادة النظر في هذا الدستور، وتلافي الأخطاء، كما طالب بإجراء انتخابات لرئيس الدولة «والنواب»، وقال مجدداً إن مجلس النواب «يريد تمديد وجوده 13 عاماً إضافياً»، مضيفاً أن «البرلمان يريد تشكيل حكومة جديدة، بدلاً من (الوحدة)، بهدف تمديد بقاء المجلس في السلطة»، لافتاً إلى ما أسماه بـ«مؤامرات كبيرة تتعرض لها البلاد»، لم يوضحها.

وفي أول تعليق له على مبادرة حفتر لـ«المصالحة الوطنية»، قال الدبيبة إنها «سذاجة».

الدبيبة عدَّ مبادرة حفتر للمصالحة الوطنية «سذاجة» (الجيش الوطني)

في سياق آخر، أعلنت حكومة «الوحدة» أن وزيرها المكلف بالنفط والغاز، خليفة عبد الصادق، بحث مع سفير إسبانيا، خافيير كينتانا، سبل تعزيز التعاون في مجالات الطاقة والاستثمار، ودعوة الشركات الإسبانية للاستثمار في الطاقة المتجددة، والتأكيد على أهمية تنظيم منتدى أعمال مشترك لتعزيز الشراكات الاقتصادية بين البلدين.

وبالتزامن مع ذلك، أعلن «اللواء 444»، التابع لحكومة «الوحدة»، استمرار عناصره فى تقديم الإغاثة لمدينة ترهونة، بعد تعرضها لأمطار غزيرة، وما نجم من أضرار في طرقها ومنازل سكانها نتيجة تهالك البنى التحتية فيها، مشيراً إلى «مواصلة إزاحة الحواجز وحلحلة العوائق، وتقويم الطريق بعد انجراف الوادي».

وتعهد «اللواء 444» في بيان، مساء الجمعة، بـ«تسخير ما يتاح له من إمكانات لنجدة ترهونة وأي مدينة ليبية».