معتمر آسيوي يعود للحياة بعد أن توقف قلبه وانقطعت أنفاسه

معتمرون (أ.ف.ب)
معتمرون (أ.ف.ب)
TT

معتمر آسيوي يعود للحياة بعد أن توقف قلبه وانقطعت أنفاسه

معتمرون (أ.ف.ب)
معتمرون (أ.ف.ب)

في مكة المكرمة، وتحديداً في الحرم المكي الشريف، كل شيء يختلف حتى الحكايات واللحظات التي تُسرَد من الصحن للمطاف، وفي الساحات الخلفية تختلف، لا تشبهها قصص في مواقع أخرى، وإن توافقت في بعض من جوانبها، إلا أنها حالة متفردة تلك الحكاية المقبلة من الحرم المكي في كل تفاصيلها، كحالة المعتمر الآسيوي الذي توقف قلبه تماماً، وضاعت منه الأنفاس أثناء تأدية مناسك العمرة.

لن نغوص كثيراً في المسائل الطبية، ولكن توقف القلب المفاجئ هو توقف القلب تماماً عن نشاطه، مما يؤدي إلى توقف التنفس، ويسبب فقداناً للوعي، ويمكن أن يؤدي توقف القلب المفاجئ إلى الوفاة دون تلقي العلاج فوراً؛ فكيف عادت للمعتمر الآسيوي الحياة بعد لحظات وهو في هذه الحالة؛ توقف وانقطاع للنفس مع صعوبة الوصول، وهو بين مئات من البشر في الساحة الشمالية؟!


معتمرون (أ.ف.ب)

تبدأ تفاصيل الحكاية في التوسعة الشمالية بالحرم المكي الشريف، عندما قدم من الشارع المحيط للساحة رجل لم يتجاوز عمره 40 عاماً، ملامحه آسيوية، وتحديداً من بنغلاديش، كان نشطاً مستبشراً بقدومه إلى المسجد الحرام لأداء مناسك العمرة، ولم تكن عليه أي بوادر إعياء أو ضعف تستدعي عملية تدخل من أي كادر طبي أو أمني أو حتى تطوعي من الشباب والفتيات المنتشرين في الحرم المكي لخدمة المعتمرين.

وهو يهم بالدخول للمسجد الحرام وفي الساحة الشمالية بدأ المعتمر البنغلاديشي يمسك على صدره وهو يسير، وفي جزء من الوقت الذي يصعب تقديره همَّ إليه «رجل أمن» على الفور، وأمسك به قبل أن يسقط على الأرض محاولاً أخذه إلى موقع آخر لتقديم الخدمات الطبية والإسعافية له، لأنه لم يكن حتى هذه اللحظة قد دخل في المرحلة الحرجة، وبالفعل تمكن رجل الأمن من إيصاله إلى أحد الفرق الإسعافية، لتبدأ مرحلة جديدة مع الحالة الأصعب في هذا اليوم.

عندما وصل المريض، أجلسه الفريق الإسعافي التابع لهيئة الهلال الأحمر السعودي الذي يقوده المسعف بركات السلمي؛ لكي يجري فحصه وقياس العلامات الحيوية لديه. وأثناء القيام بهذه الخطوات الأساسية، ودون سابق إنذار، سقط المعتمِر مغشيّاً عليه، لتتحول الحالة من إعياء وألم يمكن معالجتهما، بحسب وصف «الهلال الأحمر» في مكة المكرمة لـ«الشرق الأوسط»، لتصبح توقف قلب وتنفُّس.


معتمرون (أ.ف.ب)

وهنا يأتي التحرك السريع من الفريق الإسعافي الذي سارع بإجراء ما يُعرف طبياً بـ«الصدمات القلبية»، من خلال جهاز مزيل الرجفان الخارجي الآلي. وعلى الفور، نُقِل إلى مركبة الإسعاف تمهيداً لنقله إلى أحد المستشفيات القريبة من الحرم المكي، وكان التوجه نحو مستشفى «أجياد» الذي قدم الرعاية الطبية الكاملة التي مكّنت، بعد إرادة الله، من إعادة الحياة للمعتمِر الآسيوي.

هذه الخطوات وسرعة التنفيذ والوجود المكثف كانت من الأسباب التي أعادت الحياة للمعتمر الآسيوي، كما أنها أسهمت بإنقاذ كثير من مختلف جنسيات العالم أثناء وجودهم في السعودية لأداء مناسك العمرة أو الحج، وهناك عشرات الآلاف التي أُجريت لهم عمليات معقدة وصعبة في مستشفيات مكة المكرمة، وهذا يعود للخطط المدرَجة من الجهات المشاركة في العمرة والحج، ومن ذلك الخطة التشغيلية لـ«هيئة الهلال الأحمر السعودي»، في شهر رمضان، من خلال تجهيز نحو 75 مركبة إسعاف، وأكثر من عربة غولف ودراجة هوائية ونارية، إضافة إلى 30 مركزاً داخلياً في مكة وخارجها، وأخرى في الحرم المكي، هذه التجهيزات يشغلها 787 من القوى البشرية التي تجتهد وتعمل على خدمة المعتمرين.


معتمرون (أ.ف.ب)


مقالات ذات صلة

السعودية تعلن بدء التخطيط الزمني لموسم الحج المقبل

الخليج الأمير سعود بن مشعل أكد ضرورة تكثيف التنسيق بين كافة القطاعات لتهيئة كافة السبل لتطوير الخدمات (إمارة منطقة مكة المكرمة)

السعودية تعلن بدء التخطيط الزمني لموسم الحج المقبل

نحو تهيئة كافة السبل لتطوير الخدمات وتسهيل طرق الحصول عليها وتحسين المرافق التي تحتضن هذه الشعيرة العظيمة، أعلنت السعودية عن بدء التخطيط الزمني لحج 1446هـ.

«الشرق الأوسط» (جدة)
شمال افريقيا الحجاج المصريون النظاميون يؤدون مناسك الحج (أرشيفية - وزارة التضامن الاجتماعي)

مصر تلغي تراخيص شركات سياحية «متورطة» في تسفير حجاج «غير نظاميين»

ألغت وزارة السياحة والآثار المصرية تراخيص 36 شركة سياحة، على خلفية تورطها في تسفير حجاج «غير نظاميين» إلى السعودية.

أحمد عدلي (القاهرة)
الخليج 7700 رحلة جوية عبر 6 مطارات نقلت حجاج الخارج إلى السعودية لأداء فريضة الحج (واس)

السعودية تودّع آخر طلائع الحجاج عبر مطار المدينة المنورة

غادر أراضي السعودية، الأحد، آخر فوج من حجاج العام الهجري المنصرم 1445هـ، على «الخطوط السعودية» من مطار الأمير محمد بن عبد العزيز الدولي في المدينة المنورة.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد صورة للطرفين عقب توقيع الاتفاقية (مجموعة السعودية)

«مجموعة السعودية» توقّع صفقة لشراء 100 طائرة كهربائية

وقّعت «مجموعة السعودية» مع شركة «ليليوم» الألمانية، المتخصصة في صناعة «التاكسي الطائر»، صفقة لشراء 100 مركبة طائرة كهربائية.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
يوميات الشرق الثوب الأغلى في العالم بحلته الجديدة يكسو الكعبة المشرفة في المسجد الحرام بمكة المكرمة (هيئة العناية بشؤون الحرمين)

«الكعبة المشرفة» تتزين بالثوب الأنفس في العالم بحلته الجديدة

ارتدت الكعبة المشرفة ثوبها الجديد، الأحد، جرياً على العادة السنوية من كل عام هجري على يد 159 صانعاً وحرفياً سعودياً مدربين ومؤهلين علمياً وعملياً.

إبراهيم القرشي (جدة)

ارتفاع حصيلة ضحايا الغارات الإسرائيلية على لبنان إلى 3670 قتيلاً

عمال إنقاذ ينقلون جثة أحد الضحايا من موقع غارة إسرائيلية استهدفت وسط بيروت (ا.ب)
عمال إنقاذ ينقلون جثة أحد الضحايا من موقع غارة إسرائيلية استهدفت وسط بيروت (ا.ب)
TT

ارتفاع حصيلة ضحايا الغارات الإسرائيلية على لبنان إلى 3670 قتيلاً

عمال إنقاذ ينقلون جثة أحد الضحايا من موقع غارة إسرائيلية استهدفت وسط بيروت (ا.ب)
عمال إنقاذ ينقلون جثة أحد الضحايا من موقع غارة إسرائيلية استهدفت وسط بيروت (ا.ب)

أعلنت وزارة الصحة اللبنانية، أن حصيلة الضحايا جراء الغارات الإسرائيلية المستمرة على مناطق مختلفة في البلاد ارتفعت إلى 3670 قتيلاً، و15413 مصاباً.

وقالت الصحة اللبنانية في بيان، اليوم السبت، إن «الغارات الإسرائيلية المتواصلة على مختلف المناطق اللبنانية تسببت بمقتل 3670 شخصاً وإصابة 15413 آخرين منذ بدء العدوان الإسرائيلي على الأراضي اللبنانية»، وفقاً للوكالة الوطنية اللبنانية للإعلام.

فرق الإنقاذ تبحث تحت أنقاض مبنى مدمر بعد غارات إسرائيلية على منطقة سكنية في حي البسطة بوسط بيروت (إ.ب.أ)

ولفت البيان إلى أن حصيلة الغارات الإسرائيلية على مختلف المناطق اللبنانية أسفرت عن مقتل 25 شخصاً، وإصابة 58 آخرين بجروح متفاوتة الخطورة خلال الساعات الـ24 الماضية.

يذكر أن الطائرات الحربية الإسرائيلية بدأت منذ 23 سبتمبر (أيلول) الماضي بشن سلسلة واسعة من الغارات لا تزال مستمرة حتى الساعة، استهدفت العديد من المناطق في جنوب لبنان والبقاع شرق لبنان والعاصمة بيروت والضاحية الجنوبية لبيروت وجبل لبنان وشمال لبنان.

وبدأ الجيش الإسرائيلي في أول أكتوبر (تشرين الأول) الماضي عملية عسكرية برية مركزة في جنوب لبنان.

وطالت الغارات الإسرائيلية منازل المواطنين والمنشئات المدنية والصحية والطرقات، ومراكز للجيش اللبناني والقوات الدولية العاملة في جنوب لبنان «اليونيفيل».