السودان: ترتيب لاجتماع عاجل مدني ـ عسكري لبحث تأخر توقيع الاتفاق النهائي

قوى «الإطاري» تكشف عن تقدم ملموس في ملف الإصلاح الأمني

السلطات أعلنت اليوم (الخميس) عطلة رسمية في البلاد تحسباً لمظاهرة مليونية تتجه نحو القصر الرئاسي بالخرطوم (أ.ف.ب)
السلطات أعلنت اليوم (الخميس) عطلة رسمية في البلاد تحسباً لمظاهرة مليونية تتجه نحو القصر الرئاسي بالخرطوم (أ.ف.ب)
TT

السودان: ترتيب لاجتماع عاجل مدني ـ عسكري لبحث تأخر توقيع الاتفاق النهائي

السلطات أعلنت اليوم (الخميس) عطلة رسمية في البلاد تحسباً لمظاهرة مليونية تتجه نحو القصر الرئاسي بالخرطوم (أ.ف.ب)
السلطات أعلنت اليوم (الخميس) عطلة رسمية في البلاد تحسباً لمظاهرة مليونية تتجه نحو القصر الرئاسي بالخرطوم (أ.ف.ب)

قالت القوى المدنية الموقعة على الاتفاق الإطاري في السودان في بيان متأخر من ليلة أول من أمس، إن المفاوضات بين قوات الجيش والدعم السريع بشأن عملية الإصلاح الأمني والعسكري: «حققت تقدما ملموسا»، موضحة أن التوقيع على الاتفاق السياسي النهائي يتوقف على حسم هذا الملف بالكامل، وفي غضون ذلك أعلنت السلطات يوم الخميس عطلة رسمية بالبلاد، بالتزامن مع دعوات لجان المقاومة لمظاهرة مليونية تتجه للقصر الرئاسي بالخرطوم. وتسود حالة من التوجس والقلق الكبيرين في الشارع السوداني، في ظل تناقل ورصد وسائل التواصل الاجتماعي صورا وفيديوهات تظهر آليات عسكرية ضخمة، تنقل مدرعات وسيارات دفع رباعي تابعة للجيش السوداني في شوارع الخرطوم.
وأعلنت القوى الموقعة على الاتفاق الإطاري الشروع في الترتيب لاجتماع عاجل للقوى العسكرية والمدنية، لبحث العقبات التي تؤخر توقيع الاتفاق السياسي النهائي.
وكانت القوى المدنية قد تسلمت خلال اجتماع بالعاصمة الخرطوم نسخة مسودة الاتفاق السياسي النهائي، التي أعدتها لجنة بمشاركة جميع أعضائها العسكريين والمدنيين. وقالت في بيان إن المجتمعين من ممثلي القوى السياسية أخضعوا مسودة الاتفاق للدراسة والنقاش لمعالجة القضايا العالقة لتصبح الوثيقة جاهزة، فيما عدا القضايا الفنية المتبقية في ملف الإصلاح الأمني والعسكري.
وبحسب متابعات «الشرق الأوسط» فإن اللجنة الفنية المشتركة بين الجيش والدعم السريع لم تنجح في التوصل إلى نقاط حاسمة بشأن الخلافات بينهما، حول تشكيل هيئة القيادة والمواقيت الزمنية لدمج قوات الدعم السريع.
ويناقش ملف الإصلاح الأمني والعسكري على مراحل مختلفة، تشمل عمليات الدمج والإصلاح والتحديث. وتفيد مصادر «الشرق الأوسط» بأن نقطة الخلاف الرئيسية بين الجيش والدعم السريع تتمحور حول قيادة الأركان والقيادة العليا، والمدة الزمنية لدمجهما خلال المرحلة الأولى والثانية. وتضيف المصادر نفسها موضحة أن هناك قدرا كبيرا من التوافق في المراحل الفنية المتعلقة بعمليات دمج قوات الدعم السريع.
وذكر بيان القوى الموقعة على «الإطاري» أن الاجتماع استمع لتقرير حول سير المناقشات العالقة بملف الإصلاح الأمني والعسكري، التي تشهد تقدماً ملموساً داخل اللجان الفنية المعنية. فيما دعا المجتمعون إلى ضرورة مضاعفة الجهد من أجل تجاوز العقبة المتبقية، بما يساهم في توقيع الاتفاق السياسي النهائي بأسرع وقت.
من جهة ثانية، ناقشت قوى «الإطاري» النشاط المتزايد لعناصر نظام المؤتمر الوطني (المنحل) من أجل تخريب العملية السياسية، وإشعال الفتنة داخل المؤسسة العسكرية والمكونات الاجتماعية، وأكدت على أن هذه المساعي لن تفلح، وأن النظام الذي أسقطه الشعب «لن يعود مرة أخرى».
في سياق متصل، التقى وفد من لجنة الاتصال بتحالف قوى الحرية والتغيير، أمس الأربعاء، المبعوث الفرنسي الخاص للقرن الأفريقي، فريدريك كلافي، والسفيرة الفرنسية بالخرطوم، رجاء ربيع. وناقش الاجتماع تطورات العملية السياسية بالسودان، والخطوات الأخيرة في مسار الوصول للاتفاق السياسي النهائي، والتحديات التي قادت لتأخير التوقيع.
ومن جهته، أكد المبعوث الفرنسي استعداد بلاده التام لدعم الحكومة الانتقالية القادمة؛ خصوصاً في المجال الاقتصادي، والإعداد للانتخابات بنهاية المرحلة الانتقالية.
بدورهم، أكد ممثلو تحالف قوى الحرية والتغيير قدرة الأطراف المدنية والعسكرية المنخرطة في العملية السياسية على تجاوز هذه العقبات، وعلى أهمية الدور الدولي في دعم العملية السياسية والحكومة الانتقالية التي ستنتج عنها. ودعا التحالف للاستعداد منذ الآن لاستئناف برامج التعاون الدولي بين السودان والمؤسسات المالية الدولية، عقب توقيع الاتفاق السياسي النهائي.
وكان من المقرر التوقيع على الاتفاق السياسي النهائي في الأول من أبريل (نيسان) الحالي، لكن الخلافات بين العسكريين حول الإصلاح الأمني حالت دون ذلك، وحدد لذلك السادس من الشهر ذاته، لكن غالبية التوقعات تذهب إلى تأجيله إلى وقت لاحق.
وفي 5 من ديسمبر (كانون الأول) الماضي، وقع قائد الجيش الفريق عبد الفتاح البرهان، وقائد قوات «الدعم السريع» محمد حمدان دقلو «حميدتي» على الاتفاق الإطاري مع القوى المدنية، برعاية أممية وإقليمية. ومن أبرز القوى المدنية الموقعة على الاتفاق السياسي الإطاري تحالف «قوى الحرية والتغيير»، ومجموعة المجلس المركزي، بالإضافة إلى قوى أخرى داعمة للانتقال المدني والتحول الديمقراطي. وينص الاتفاق السياسي الإطاري على تنحي الجيش عن السلطة نهائياً، وإفساح الطريق أمام القوى السياسية لتكوين حكومة بقيادة مدنية.


مقالات ذات صلة

الرياض تكثف اتصالاتها لوقف التصعيد في السودان

شمال افريقيا الرياض تكثف اتصالاتها لوقف التصعيد في السودان

الرياض تكثف اتصالاتها لوقف التصعيد في السودان

كثَّفت المملكة العربية السعودية، جهودَها الدبلوماسية لوقف التصعيد في السودان، إلى جانب مساعداتها لإجلاء آلاف الرعايا من أكثر من مائة دولة عبر ميناء بورتسودان. وأجرى وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، أمس، اتصالات هاتفية، مع الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، ووزير الخارجية الجيبوتي محمود علي يوسف، بحث خلالها الجهود المبذولة لوقف التصعيد العسكري بين الأطراف السودانية، وإنهاء العنف، وتوفير الحماية اللازمة للمدنيين، بما يضمن أمنَ واستقرار ورفاه السودان وشعبه.

شمال افريقيا «أمانة» السعودية تجلي 1765 شخصاً لـ32 دولة من السودان

«أمانة» السعودية تجلي 1765 شخصاً لـ32 دولة من السودان

نقلت سفينة «أمانة» السعودية، اليوم (الخميس)، نحو 1765 شخصاً ينتمون لـ32 دولة، إلى جدة، ضمن عمليات الإجلاء التي تقوم بها المملكة لمواطنيها ورعايا الدول الشقيقة والصديقة من السودان، إنفاذاً لتوجيهات القيادة. ووصل على متن السفينة، مساء اليوم، مواطن سعودي و1765 شخصاً من رعايا «مصر، والعراق، وتونس، وسوريا، والأردن، واليمن، وإريتريا، والصومال، وأفغانستان، وباكستان، وأفغانستان، وجزر القمر، ونيجيريا، وبنغلاديش، وسيريلانكا، والفلبين، وأذربيجان، وماليزيا، وكينيا، وتنزانيا، والولايات المتحدة، وتشيك، والبرازيل، والمملكة المتحدة، وفرنسا، وهولندا، والسويد، وكندا، والكاميرون، وسويسرا، والدنمارك، وألمانيا». و

«الشرق الأوسط» (جدة)
شمال افريقيا مصريون يسهمون في إغاثة النازحين عند المعابر الحدودية

مصريون يسهمون في إغاثة النازحين عند المعابر الحدودية

بعد 3 أيام عصيبة قضتها المسنة السودانية زينب عمر، بمعبر «أشكيت» من دون مياه نظيفة أو وجبات مُشبعة، فوجئت لدى وصولها إلى معبر «قسطل» المصري بوجود متطوعين مصريين يقدمون مياهاً وعصائر ووجبات جافة مكونة من «علب فول وتونة وحلاوة وجبن بجانب أكياس الشيبسي»، قبل الدخول إلى المكاتب المصرية وإنهاء إجراءات الدخول المكونة من عدة مراحل؛ من بينها «التفتيش، والجمارك، والجوازات، والحجر الصحي، والكشف الطبي»، والتي تستغرق عادة نحو 3 ساعات. ويسعى المتطوعون المصريون لتخفيف مُعاناة النازحين من السودان، وخصوصاً أبناء الخرطوم الفارين من الحرب والسيدات والأطفال والمسنات، بالتعاون مع جمعيات ومؤسسات أهلية مصرية، على غر

شمال افريقيا الأمم المتحدة تطلب 445 مليون دولار لمساعدة الفارين من السودان

الأمم المتحدة تطلب 445 مليون دولار لمساعدة الفارين من السودان

أعلنت الأمم المتحدة، الخميس، أنها تحتاج إلى 445 مليون دولار لمساعدة 860 ألف شخص توقعت أن يفروا بحلول أكتوبر (تشرين الأول) المقبل من القتال الدامي في السودان بين الجيش وقوات الدعم السريع. وأطلقت مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين هذا النداء لجمع الأموال من الدول المانحة، مضيفة أن مصر وجنوب السودان سيسجّلان أكبر عدد من الوافدين. وستتطلب الاستجابة للأزمة السودانية 445 مليون دولار حتى أكتوبر؛ لمواجهة ارتفاع عدد الفارين من السودان، بحسب المفوضية. وحتى قبل هذه الأزمة، كانت معظم العمليات الإنسانية في البلدان المجاورة للسودان، التي تستضيف حالياً الأشخاص الفارين من البلاد، تعاني نقصاً في التمو

«الشرق الأوسط» (جنيف)
شمال افريقيا الصراع في الخرطوم يوجّه ضربة جديدة للاقتصاد

الصراع في الخرطوم يوجّه ضربة جديدة للاقتصاد

وجّه الصراع المحتدم الذي يعصف بالسودان ضربة قاصمة للمركز الرئيسي لاقتصاد البلاد في العاصمة الخرطوم. كما عطّل طرق التجارة الداخلية، مما يهدد الواردات ويتسبب في أزمة سيولة. وفي أنحاء مساحات مترامية من العاصمة، تعرضت مصانع كبرى ومصارف ومتاجر وأسواق للنهب أو التخريب أو لحقت بها أضرار بالغة وتعطلت إمدادات الكهرباء والمياه، وتحدث سكان عن ارتفاع حاد في الأسعار ونقص في السلع الأساسية. حتى قبل اندلاع القتال بين طرفي الصراع في 15 أبريل، عانى الاقتصاد السوداني من ركود عميق بسبب أزمة تعود للسنوات الأخيرة من حكم الرئيس السابق عمر البشير واضطرابات تلت الإطاحة به في عام 2019.

«الشرق الأوسط» (الخرطوم)

وفاة أكثر من 73 شخصاً في ولاية الجزيرة بالسودان بسبب تفاقم الوضع الصحي

سودانيون فارون من ولاية الجزيرة يصلون إلى منطقة قريبة من مدينة القضارف شرق البلاد في 2 نوفمبر 2024 (أ.ف.ب)
سودانيون فارون من ولاية الجزيرة يصلون إلى منطقة قريبة من مدينة القضارف شرق البلاد في 2 نوفمبر 2024 (أ.ف.ب)
TT

وفاة أكثر من 73 شخصاً في ولاية الجزيرة بالسودان بسبب تفاقم الوضع الصحي

سودانيون فارون من ولاية الجزيرة يصلون إلى منطقة قريبة من مدينة القضارف شرق البلاد في 2 نوفمبر 2024 (أ.ف.ب)
سودانيون فارون من ولاية الجزيرة يصلون إلى منطقة قريبة من مدينة القضارف شرق البلاد في 2 نوفمبر 2024 (أ.ف.ب)

قالت اللجنة التمهيدية لنقابة أطباء السودان إن أكثر من 73 شخصاً لاقوا حتفهم في مدينة الهلالية ومناطق مجاورة بولاية الجزيرة بسبب تفاقم الوضع الصحي.

وجاء في بيان للجنة، اليوم (الأربعاء): «تواجه مناطق شرق الجزيرة في السودان كارثة إنسانية متفاقمة، نتيجة لهجمات عنيفة ومستمرة تشنها ميليشيا (الدعم السريع)».

وتابعت: «يعاني مستشفى الصباغ الريفي، الذي يعد المحطة الرئيسية لتقديم الرعاية الطبية للنازحين، من تدفق هائل للمرضى يفوق طاقته الاستيعابية، ويعاني من نقص حاد في الكوادر الطبية والأدوية والمستلزمات الطبية الأساسية».

وأضافت: «يعيش النازحون في مدينة حلفا الجديدة وقراها في أوضاع مأساوية، حيث ينامون في العراء دون مأوى أو أغطية، ويفتقرون إلى مصادر مياه شرب نظيفة».

وطالبت اللجنة المجتمع الإقليمي والدولي «بالتدخل الفوري لوقف هذه المأساة الإنسانية».

وتصاعد العنف في ولاية الجزيرة بشرق السودان في الأسابيع الأخيرة، وقالت الأمم المتحدة إن نحو 135 ألف شخص نزحوا منها إلى ولايات أخرى.

وأدت الحرب بين الجيش السوداني و«قوات الدعم السريع» التي اندلعت في أبريل (نيسان) 2023 إلى انتشار الجوع في أنحاء البلاد، بالإضافة إلى نزوح الملايين.