مصر: هل تنجح كاميرات المراقبة في الحد من الغش بالامتحانات؟

بعد إعلان «التعليم» عن وضعها بلجان «الثانوية العامة»

جانب من امتحانات الثانوية العامة في مصر (أرشيفية)
جانب من امتحانات الثانوية العامة في مصر (أرشيفية)
TT

مصر: هل تنجح كاميرات المراقبة في الحد من الغش بالامتحانات؟

جانب من امتحانات الثانوية العامة في مصر (أرشيفية)
جانب من امتحانات الثانوية العامة في مصر (أرشيفية)

أعلن الدكتور رضا حجازي، وزير التربية والتعليم المصري، عن تجهيز لجان امتحانات الثانوية العامة بكاميرات مراقبة، وذلك للحد من محاولات الغش المتكررة كل عام. وأشار حجازي إلى اتخاذ جميع إجراءات التفتيش لمنع دخول الطلاب بأي وسائل تساعد على الغش.
وشدد حجازي، خلال عرضه خطة الوزارة للاستعداد لامتحانات الثانوية العامة للعام الدراسي 2023 أمام لجنة التعليم والبحث العلمي بمجلس النواب المصري، على اتجاه الوزارة إلى تزويد ورقة الإجابة الخاصة بطالب الثانوية العامة بـ«باركود» لضمان سير عملية التصحيح على نحو يحقق العدالة بين الطلاب ويحدّ من فرص الخطأ.
كما تطرق في حديثه إلى منع قرارات نقل الطالب من لجنة إلى أخرى إلا من خلال لجنة بالوزارة. جاء ذلك على خلفية رصد حالات غش جماعية العام الماضي في لجان عُرفت باسم «لجان الأكابر» لانتماء الطلاب لعائلات ذات صيت في الصعيد خصيصاً.
حسب إفادة سابقة لوزارة التربية والتعليم، يؤدي نحو 700 ألف طالب امتحانات الثانوية العامة المنتظر انطلاقها في 12 يونيو (حزيران) القادم، على أن تنتهي في 15 يوليو (تموز) ليستعد الطلاب للالتحاق بالمرحلة الجامعية.
على مدار السنوات الماضية جاء الغش كإحدى معضلات امتحانات الثانوية العامة، لا سيما مع تعدد وسائل الغش بين الاستعانة بوسائل إلكترونية، مثل سماعات البلوتوث، وأخرى أكثر حداثة تُزرع داخل الأذن، بهدف تسريب الامتحان على تطبيقي «تويتر» و«تلغرام»، وسط محاولات من المسؤولين بوزارة التربية والتعليم لمحاربة هذا السلوك من خلال التفتيش الدقيق والاستعانة بما أطلق عليها «العصا الإلكترونية» للكشف عن وجود أي أجهزة تسمح للطالب بالاتصال بالخارج سواء بحوزته أو داخل مقعد الامتحان. كما استعانت الوزارة في السابق بغرف عمليات لمراقبة لجان امتحانات الثانوية العامة بكاميرات المراقبة لرصد محاولات الغش.
وقال مصدر مطلع على سير امتحانات الثانوية العامة خلال الأعوام السابقة، إن «المراقبة بالكاميرات مُطبقة بالفعل». وأضاف المصدر، الذي رفض الإفصاح عن اسمه، في تصريحات خاصة لـ«الشرق الأوسط»، أن «وزير التربية والتعليم السابق الدكتور طارق شوقي، كان قد أقر بالفعل مراقبة لجان امتحانات الثانوية العامة بالكاميرات، وتم تنفيذ الخطة على اللجان كافة».
وأكد المصدر أن «كاميرات المراقبة أسهمت بالفعل في الحد من الغش، غير أن القضاء على هذه الآفة قد يتطلب مزيداً من الجهود ليس من المسؤولين في الوزارة فحسب، بل من أولياء الأمور أيضاً، لا سيما أن الأمر بات ثقافة تحتاج إلى استئصال من الجذور».
وأفاد المصدر، الذي عمل من قبل في ملف الإدارة المركزية للتعليم الثانوي، بأن «وتيرة التطور التكنولوجي أسرع من إمكانات الوزارة على الملاحقة والتصدي، فما إن يتم رصد وسيلة للغش، وتتوفر وسيلة مواجهتها إلا وتخرج طريقة أخرى أكثر صعوبة في اكتشافها».
وقال إن «الرغبة في الغش وصلت إلى تعريض حياة الطلاب للخطر من خلال تركيب سماعة داخل الأذن، وتم اكتشافها بعدما تعرض طالب لآلام شديدة وتطلب الأمر نقله من لجنة الامتحان إلى المستشفى لإنقاذه».
من جانبها، تقول الدكتورة صبورة السيد، عضو لجنة التعليم والبحث العلمي بمجلس النواب، إن «تسريب الامتحانات خارج اللجان تم بالفعل التصدي له من خلال المراقبة الحثيثة بالكاميرات».
وتضيف لـ«الشرق الأوسط» أن «الوزارة خطت خطوات جادة وفعالة في مواجهة التسريب والغش في امتحانات الثانوية العامة، من خلال مراقبة اللجان بنسبة تصل إلى 60 في المائة»، وهي النسبة التي أعربت عن أملها في أن ترتفع العام الجاري إلى 100 في المائة.
وأشارت عضو مجلس النواب إلى أن «الباركود هو وسيلة من شأنها عدم السماح بأي خطأ في نتيجة الطالب، كذلك طرق التصحيح الإلكتروني التي تتبعها الوزارة مع أغلب الأسئلة وتطبيق نموذج دقيق لتصحيح الأسئلة المقالية، كل هذا سيصب في النهاية في ضبط نتائج الثانوية العامة وإعطاء كل طالب حقه».


مقالات ذات صلة

هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

شمال افريقيا هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

حفلت الجلسة الافتتاحية لـ«الحوار الوطني»، الذي دعا إليه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قبل أكثر من عام، برسائل سياسية حملتها كلمات المتحدثين، ومشاركات أحزاب سياسية وشخصيات معارضة كانت قد توارت عن المشهد السياسي المصري طيلة السنوات الماضية. وأكد مشاركون في «الحوار الوطني» ومراقبون تحدثوا لـ«الشرق الأوسط»، أهمية انطلاق جلسات الحوار، في ظل «قلق مجتمعي حول مستقبل الاقتصاد، وبخاصة مع ارتفاع معدلات التضخم وتسببه في أعباء معيشية متصاعدة»، مؤكدين أن توضيح الحقائق بشفافية كاملة، وتعزيز التواصل بين مؤسسات الدولة والمواطنين «يمثل ضرورة لاحتواء قلق الرأي العام، ودفعه لتقبل الإجراءات الحكومية لمعالجة الأز

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا السيسي يبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي المصري

السيسي يبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي المصري

عقد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، اجتماعاً، أمس (الخميس)، مع كبار قادة القوات المسلحة في مقر القيادة الاستراتيجية بالعاصمة الإدارية الجديدة، لمتابعة دور الجيش في حماية الحدود، وبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي للبلاد. وقال المستشار أحمد فهمي، المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، في إفادة رسمية، إن «الاجتماع تطرق إلى تطورات الأوضاع على الساحتين الإقليمية والدولية، وانعكاساتها على الأمن القومي في ظل الظروف والتحديات الحالية بالمنطقة». وقُبيل الاجتماع تفقد الرئيس المصري الأكاديمية العسكرية المصرية، وعدداً من المنشآت في مقر القيادة الاستراتيجية بالعاصمة الإدارية. وأوضح المتحدث ب

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا مصر: ظاهرة «المقاتلين الأجانب» تهدد أمن واستقرار الدول

مصر: ظاهرة «المقاتلين الأجانب» تهدد أمن واستقرار الدول

قالت مصر إن «استمرار ظاهرة (المقاتلين الأجانب) يهدد أمن واستقرار الدول». وأكدت أن «نشاط التنظيمات (الإرهابية) في أفريقيا أدى لتهديد السلم المجتمعي».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا حادث تصادم بمصر يجدد الحديث عن مخاطر «السرعة الزائدة»

حادث تصادم بمصر يجدد الحديث عن مخاطر «السرعة الزائدة»

جدد حادث تصادم في مصر الحديث بشأن مخاطر «السرعة الزائدة» التي تتسبب في وقوع حوادث سير، لا سيما على الطرق السريعة في البلاد. وأعلنت وزارة الصحة المصرية، (الخميس)، مصرع 17 شخصاً وإصابة 29 آخرين، جراء حادث سير على طريق الخارجة - أسيوط (جنوب القاهرة).

منى أبو النصر (القاهرة)
شمال افريقيا مصريون يساهمون في إغاثة النازحين من السودان

مصريون يساهمون في إغاثة النازحين من السودان

بعد 3 أيام عصيبة أمضتها المسنة السودانية زينب عمر، في معبر «أشكيت» من دون مياه نظيفة أو وجبات مُشبعة، فوجئت لدى وصولها إلى معبر «قسطل» المصري بوجود متطوعين مصريين يقدمون مياهاً وعصائر ووجبات جافة مكونة من «علب فول وتونة وحلاوة وجبن بجانب أكياس الشيبسي»، قبل الدخول إلى المكاتب المصرية وإنهاء إجراءات الدخول المكونة من عدة مراحل؛ من بينها «التفتيش، والجمارك، والجوازات، والحجر الصحي، والكشف الطبي»، والتي تستغرق عادة نحو 3 ساعات. ويسعى المتطوعون المصريون لتخفيف مُعاناة النازحين من السودان وخصوصاً أبناء الخرطوم الفارين من الحرب والسيدات والأطفال والمسنات، بالتعاون مع جمعيات ومؤسسات أهلية مصرية، على


السيسي يراهن على «وعي المصريين» لتجاوز الأزمات والتهديدات الإقليمية

السيسي خلال اجتماع مع قادة القوات المسلحة والشرطة والأجهزة الأمنية (الرئاسة المصرية)
السيسي خلال اجتماع مع قادة القوات المسلحة والشرطة والأجهزة الأمنية (الرئاسة المصرية)
TT

السيسي يراهن على «وعي المصريين» لتجاوز الأزمات والتهديدات الإقليمية

السيسي خلال اجتماع مع قادة القوات المسلحة والشرطة والأجهزة الأمنية (الرئاسة المصرية)
السيسي خلال اجتماع مع قادة القوات المسلحة والشرطة والأجهزة الأمنية (الرئاسة المصرية)

راهن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي على وعي المصريين وتكاتفهم باعتبار ذلك «الضمانة الأساسية لتجاوز الأزمات الإقليمية والتهديدات». وشدد، خلال لقائه، مساء الأحد، قادة القوات المسلحة والشرطة والأجهزة الأمنية، على أن امتلاك بلاده «القدرة والقوة يضمن لها الحفاظ على أمن وسلامة مقدرات الشعب».

وقال السيسي، بحسب إفادة رسمية للمتحدث باسم الرئاسة المصرية، محمد الشناوي، إن «الدولة تتابع عن كثب الأوضاع الإقليمية والدولية استناداً لثوابت السياسة المصرية القائمة على التوازن والاعتدال اللازمين في التعامل مع الأحداث والمتغيرات المتلاحقة، والعمل على إنهاء الأزمات وتجنيب المنطقة المخاطر المتصاعدة بالانزلاق إلى بؤر جديدة للصراع تهدد استقرار دولها».

وأضاف أن «الظروف الحالية برهنت على أن وعي الشعب المصري وتكاتفه هو الضمانة الأساسية لتجاوز الأزمات الإقليمية والتهديدات المحيطة»، مشيراً إلى «استمرار جهود التنمية الشاملة في كافة ربوع مصر سعياً نحو تحقيق مستقبل يلبي تطلعات وطموحات أبناء الشعب».

جانب من اجتماع السيسي مع قادة القوات المسلحة والشرطة والأجهزة الأمنية (الرئاسة المصرية)

اجتماع الرئيس المصري مع قادة القوات المسلحة والشرطة المدنية والأجهزة الأمنية المختلفة بمقر القيادة الاستراتيجية بالعاصمة الإدارية الجديدة (شرق القاهرة)، الأحد، حضره رئيس مجلس الوزراء مصطفى مدبولي، ووزير الدفاع والإنتاج الحربي عبد المجيد صقر، ووزير الداخلية محمود توفيق، ورئيس أركان القوات المسلحة أحمد خليفة، ورئيس المخابرات العامة حسن رشاد.

وقال متحدث الرئاسة المصرية، إن «اللقاء تناول تطورات الأوضاع الراهنة على الساحتين الإقليمية والدولية وانعكاساتها على الأمن القومي المصري»، فضلاً عن «استعراض الجهود التي تبذلها القوات المسلحة والشرطة المدنية والأجهزة الأمنية في حماية حدود الدولة المصرية وجبهتها الداخلية ضد مختلف التهديدات على كافة الاتجاهات الاستراتيجية في ظل ما تموج به المنطقة من أحداث».

وشدد الرئيس المصري على «ضرورة تعظيم قدرات كافة مؤسسات الدولة وأجهزتها»، مؤكداً «أهمية الدور الذي تضطلع به القوات المسلحة والشرطة المدنية في الحفاظ على الوطن، إيماناً منهما بالمهام المقدسة الموكلة إليهما لحماية مصر وشعبها العظيم مهما كلفهما ذلك من تضحيات»، بحسب الشناوي.

وفي سياق متصل، عقد الرئيس المصري اجتماعاً، الأحد، بمقر القيادة الاستراتيجية بالعاصمة الإدارية الجديدة، مع عدد من الإعلاميين والصحافيين، تناول «تطورات الأوضاع الإقليمية في منطقة الشرق الأوسط، بما في ذلك الحرب في غزة والجهود المصرية ذات الصلة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، وتبادل الرهائن والمحتجزين، وإنفاذ المساعدات الإنسانية دون عراقيل»، بحسب متحدث الرئاسة المصرية.

الرئيس المصري خلال لقاء مع عدد من الإعلاميين والصحافيين (الرئاسة المصرية)

وتناول اللقاء أيضاً التطورات في سوريا ولبنان وليبيا والسودان والصومال واليمن، والجهود المصرية لتسوية تلك الأزمات، كما تطرق اللقاء إلى «الأمن المائي باعتباره أولوية قصوى لمصر ومسألة وجود»، وفق المتحدث الرئاسي.

وأكد السيسي خلال اللقاء «قوة وجاهزية أجهزة الدولة، وبشكل خاص القوات المسلحة والشرطة المدنية، لمواجهة أي تحديات داخلية أو خارجية»، مشدداً على أن «تماسك المصريين ووحدتهم العامل الأول والأهم في الحفاظ على الدولة».

وأشار الرئيس المصري إلى أن بلاده «مرت في الفترة الماضية بالأصعب فيما يتعلق بتنفيذ خطة الإصلاح الاقتصادي وتحقيق التنمية». وقال: «نسير في الطريق الصحيح، الأمر الذي انعكس في ثقة مؤسسات التمويل الدولية في الاقتصاد المصري»، مشيراً إلى «حرص الدولة على توطين الصناعة لتقليل الاعتماد على الاستيراد قدر الإمكان، وبالتالي تخفيض الطلب على العملة الصعبة».

وأكد السيسي أن «الدولة قد قطعت شوطاً كبيراً على طريق الإصلاح في مختلف المجالات»، مشيراً إلى أن «هناك بعض السلبيات التي نعمل بكل إخلاص على إصلاحها لبناء دولة قوية تكون عصيّة أمام أي معتدٍ».