تارانتينو… أسطورة سينمائية بـ10 أفلام فقط

المخرج الأميركي كوينتن تارانتينو وتمثال الشمع الخاص به في متحف مدام توسو (رويترز)
المخرج الأميركي كوينتن تارانتينو وتمثال الشمع الخاص به في متحف مدام توسو (رويترز)
TT

تارانتينو… أسطورة سينمائية بـ10 أفلام فقط

المخرج الأميركي كوينتن تارانتينو وتمثال الشمع الخاص به في متحف مدام توسو (رويترز)
المخرج الأميركي كوينتن تارانتينو وتمثال الشمع الخاص به في متحف مدام توسو (رويترز)

حدّد كوينتن تارانتينو بنفسه تاريخ صلاحيته كمخرج. قال إنه سيعتزل الصناعة السينمائية في الـ60 من عمره، وإنه سيكتفي بإخراج 10 أفلام خلال مسيرته.
لطالما كرّر المخرج الأميركي نظريته القائلة إن المخرجين يفقدون الكثير من خبرتهم ومهاراتهم كلما تقدّم بهم العمر. وها هو يعلن قبل أيام، بالتزامن مع بلوغه عامه الـ60، عن انتهائه من كتابة الفيلم العاشر الذي سيُخرجه ليختتم بذلك، ربما، مجموعة أفلامه.
بأقلّ من 10 أفلام، تحوّل كوينتن تارانتينو إلى أسطورة هوليوودية. في نظر النقّاد والجمهور على حد سواء، هو رقم صعب صنع محطات مفصلية في تاريخ السينما الأميركية. من فيلمه الأول «كلاب المستودع» (Reservoir Dogs) عام 1992، حتى فيلمه ما قبل الأخير «كان يا ما كان في هوليوود» (Once Upon a Time in Hollywood) عام 2019، يكاد يخلو سجلّه من أي هفوات أو خطوات ناقصة، لولا استخدامه المفرط لمشاهد العنف المثيرة للجدل.

رغماً عن أمه الساخرة

يوم قرأ تارانتينو نصه الأول لأمه خلال مراهقته، سخرت من قدراته الكتابيّة فقرّر منذ ذلك الحين أنه لن يشاركها ثروته لاحقاً. كان واثقاً من أنه سيصبح صاحب شهرة ومال، رغم أن طريقه لم تكن واضحة المعالم بعد.
لم يُثنِه تشكيك والدته بموهبته عن وضع هدفه نصب عينَيه، ولم يحبطه عدم تمكّنه من التخصص الجامعي. لكنه كلما سنحت له الفرصة، كان يتسلل إلى المسارح ودُور السينما. حتى إن وظيفته الأولى كانت دليلاً داخل أحد المسارح. ولاحقاً عمل في متجر لبيع أفلام الفيديو وتأجيرها، فقصده الزبائن حينها بسبب اقتراحاته لهم ومعلوماته السينمائية الواسعة. يقول تارانتينو في إحدى المقابلات معه: «عندما يسألني الناس إن كنت قد ذهبت إلى معهد السينما، أجيبهم: لا، لقد ذهبت إلى الأفلام».
ظل تارانتينو يثابر إلى أن دخل هوليوود عام 1986 كمساعد منتج، وفي الأثناء كان يواصل كتابة السيناريوهات ويأخذ دروساً في التمثيل. أما الأجر الذي تقاضاه عن دوره الأول في أحد الأفلام المغمورة، فوظّفه في إنتاج باكورة أفلامه الذي عُرض عام 1992. كان «Reservoir Dogs» فيلماً بميزانية متواضعة وبنتائج خارقة؛ وضع فيه تارانتينو كل إمكاناته المادية والفنية، فكتبه وأخرجه ومثّل فيه، وكانت النتيجة نجاحاً هائلاً على شبابيك التذاكر وفي مقالات النقّاد السينمائيين.
بين ليلة وضحاها، صار كوينتن تارانتينو اسماً معروفاً في مجال الإخراج، تَعرض عليه كبرى شركات الإنتاج العمل معها. أما هو، وبعد نجاحه الأول، ففضّل العزلة لكتابة فيلمه الثاني. ابتعد عن ضجيج هوليوود ولجأ إلى أمستردام ليخرج منها بنص «Pulp Fiction» عام 1994، الذي يُصنّف أقوى أفلامه على الإطلاق. حقق بفيلم الجريمة والإثارة هذا نجاحاً جماهيرياً عالمياً، متوّجاً ذلك بجوائز عدة، من بينها أوسكار أفضل سيناريو.


تارانتينو (يمين) مع فريق عمل Pulp Fiction في مهرجان كان 1994 (رويترز)
توالت النجاحات السينمائية ومعها الجوائز العالمية. ولعلّ أبرز المحطات التي طبعت مسيرة تارانتينو، فيلما «Kill Bill» بجزأيه و«Django Unchained»، وقد نال الأخير كذلك أوسكار أفضل سيناريو عام 2013. لولا مشاهد العنف الطافح والمبالغة في المخاطرة، لكانت خلت فيلموغرافيا تارانتينو من النقاط السوداء، إلا أن لهذا النوع هواته وهم الذين شاركوا في صناعة مجد المخرج.

خلطة استثنائية

ليس بالعنف وحدَه تربّع كوينتن تارانتينو على عرش أفلام الإثارة. صنع الرجل بصمةً خاصةً به منذ فيلمه الأول، وقد يكون أحد أسباب تلك الفرادة أنه علّم نفسه بنفسه؛ استكشف بمفرده تقنيات صناعة فيلم، وساعدته في ذلك مشاهداته، لا سيّما لأفلام الجريمة المصنوعة في هونغ كونغ، التي تأثر بها كثيراً، ما انعكس جلياً في «Kill Bill» عام 2003.
عرف تارانتينو كيف يصنع فيلماً من لا شيء، أي من ميزانية منخفضة جداً، فصارت كل المشاريع التي لحقت سهلةً بالنسبة إليه. ثم إنه لطالما أشرف على كل تفاصيل أفلامه؛ من الكتابة إلى الإخراج والإنتاج، مروراً بزوايا التصوير والمؤثرات الخاصة، وصولاً إلى إطلالاته اللافتة كممثل في معظم أفلامه. أما مكوّنات خلطته الاستثنائية فهي التركيز على الجريمة غير الاعتيادية والمثيرة للذعر، والشخصيات الملتبسة، والثيمات المتكررة كاستخدام الأسماء والأغراض والأماكن ذاتها في أكثر من فيلم. وممّا يميّز أسلوب تارانتينو السينمائي، توظيفه الفريد للكاميرا بهدف ابتداع لحظات عالية التشويق.

يكفي مشهد واحد حتى يعرف المتفرّج أنه أمام فيلم لتارانتينو، فأسلوبه البصري مهما جرى تقليده، لا يستطيع أحدٌ من المخرجين الكثر المتأثرين به استنساخه. أما الأسلوب الكتابي فلا يقلّ فرادةً؛ سرديّته لا تشبه سواها وحواراته الغريبة لا تخلو من حس الفكاهة السوداء. حتى في الضياع السردي والارتباك الزمني اللذين يأخذهم إليهما، يحب عشّاق تارانتينو المخرج الذي يُعد من أعمدة السينما الحديثة، والذي بدّل أسلوب سرد الحكايات الهوليوودية.

الفيلم العاشر والأخير؟

بعد «Once Upon a Time in Hollywood» الصادر عام 2019، يعود تارانتينو بفيلم جديد قريباً. حسب ما أدلى به منذ أسبوع، فإنه انتهى للتوّ من كتابة ما سوف يصبح فيلمه الأخير، وفق تعبيره. وأضاف تارانتينو في حديث مع مدير مهرجان كان نقلته وكالة الصحافة الفرنسية، إنه من المرجّح أن ينطلق التصوير في الخريف المقبل. وتشير المعلومات المتداولة إلى أن الفيلم سيحمل عنوان «The Movie Critic – ناقدة الأفلام»، وتدور أحداثه عام 1977. أما القصة فتتمحور حول شخصية نسائية عُرفت كناقدة سينمائية في سبعينيات القرن الماضي.


تارانتينو وزوجته دانييلا بيك (رويترز)
«لا يتحسّن المخرجون عندما يتقدّمون في السن. غالباً ما تكون أسوأ أفلامهم تلك التي يصنعونها في نهاية مسيرتهم»، هذا ما قاله تارانتينو في مقابلة عام 2012. ولاحقاً أعلن أن «Once Upon a Time in Hollywood» قد يكون فيلمه الأخير. فهل يصدق هذه المرة ويختتم مجموعته بـ«The Movie Critic»، ويتّجه إلى إخراج المسلسلات القصيرة والمسرحيات، على ما سبق وقال؟


مقالات ذات صلة

إشادة أميركية بالتزام العاهل المغربي «تعزيز السلام»

الولايات المتحدة​ إشادة أميركية بالتزام العاهل المغربي «تعزيز السلام»

إشادة أميركية بالتزام العاهل المغربي «تعزيز السلام»

أشاد وفد من الكونغرس الأميركي، يقوده رئيس لجنة القوات المسلحة بمجلس النواب الأميركي مايك روجرز، مساء أول من أمس في العاصمة المغربية الرباط، بالتزام الملك محمد السادس بتعزيز السلام والازدهار والأمن في المنطقة والعالم. وأعرب روجرز خلال مؤتمر صحافي عقب مباحثات أجراها مع وزير الشؤون الخارجية والتعاون الأفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، عن «امتنانه العميق للملك محمد السادس لالتزامه بتوطيد العلاقات الثنائية بين الولايات المتحدة والمغرب، ولدوره في النهوض بالسلام والازدهار والأمن في المنطقة وحول العالم».

«الشرق الأوسط» (الرباط)
الولايات المتحدة​ إدانة 4 أعضاء في مجموعة متطرفة بالتحريض على هجوم الكونغرس الأميركي

إدانة 4 أعضاء في مجموعة متطرفة بالتحريض على هجوم الكونغرس الأميركي

أصدرت محكمة فيدرالية أميركية، الخميس، حكماً يدين 4 أعضاء من جماعة «براود بويز» اليمينية المتطرفة، أبرزهم زعيم التنظيم السابق إنريكي تاريو، بتهمة إثارة الفتنة والتآمر لمنع الرئيس الأميركي جو بايدن من تسلم منصبه بعد فوزه في الانتخابات الرئاسية الماضية أمام دونالد ترمب. وقالت المحكمة إن الجماعة؛ التي قادت حشداً عنيفاً، هاجمت مبنى «الكابيتول» في 6 يناير (كانون الثاني) 2021، لكنها فشلت في التوصل إلى قرار بشأن تهمة التحريض على الفتنة لأحد المتهمين، ويدعى دومينيك بيزولا، رغم إدانته بجرائم خطيرة أخرى.

إيلي يوسف (واشنطن)
الولايات المتحدة​ إدانة 4 أعضاء بجماعة «براود بويز» في قضية اقتحام الكونغرس الأميركي

إدانة 4 أعضاء بجماعة «براود بويز» في قضية اقتحام الكونغرس الأميركي

أدانت محكمة أميركية، الخميس، 4 أعضاء في جماعة «براود بويز» اليمينية المتطرفة، بالتآمر لإثارة الفتنة؛ للدور الذي اضطلعوا به، خلال اقتحام مناصرين للرئيس السابق دونالد ترمب، مقر الكونغرس، في السادس من يناير (كانون الثاني) 2021. وفي محاكمة أُجريت في العاصمة واشنطن، أُدين إنريكي تاريو، الذي سبق أن تولَّى رئاسة مجلس إدارة المنظمة، ومعه 3 أعضاء، وفق ما أوردته وسائل إعلام أميركية. وكانت قد وُجّهت اتهامات لتاريو و4 من كبار معاونيه؛ وهم: جوزف بيغز، وإيثان نورديان، وزاكاري ريل، ودومينيك بيتسولا، بمحاولة وقف عملية المصادقة في الكونغرس على فوز الديمقراطي جو بايدن على خصمه الجمهوري دونالد ترمب، وفقاً لما نق

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ ترمب ينتقد قرار بايدن عدم حضور مراسم تتويج الملك تشارلز

ترمب ينتقد قرار بايدن عدم حضور مراسم تتويج الملك تشارلز

وجّه الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب، الأربعاء، انتقادات لقرار الرئيس جو بايدن، عدم حضور مراسم تتويج الملك تشارلز الثالث، وذلك خلال جولة يجريها الملياردير الجمهوري في اسكتلندا وإيرلندا. ويسعى ترمب للفوز بولاية رئاسية ثانية في الانتخابات التي ستجرى العام المقبل، ووصف قرار بايدن عدم حضور مراسم تتويج ملك بريطانيا بأنه «ينم عن عدم احترام». وسيكون الرئيس الأميركي ممثلاً بزوجته السيدة الأولى جيل بايدن، وقد أشار مسؤولون بريطانيون وأميركيون إلى أن عدم حضور سيّد البيت الأبيض التتويج يتماشى مع التقليد المتّبع بما أن أي رئيس أميركي لم يحضر أي مراسم تتويج ملكية في بريطانيا. وتعود آخر مراسم تتويج في بري

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ لا تقل خطورة عن الإدمان... الوحدة أشد قتلاً من التدخين والسمنة

لا تقل خطورة عن الإدمان... الوحدة أشد قتلاً من التدخين والسمنة

هناك شعور مرتبط بزيادة مخاطر الإصابة بالنوبات القلبية والاكتئاب والسكري والوفاة المبكرة والجريمة أيضاً في الولايات المتحدة، وهو الشعور بالوحدة أو العزلة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

اتهام 4 أشخاص بالتخطيط لهجمات ليلةَ رأس السنة في جنوب كاليفورنيا

أفراد شرطة في لوس أنجليس (أرشيفية - رويترز)
أفراد شرطة في لوس أنجليس (أرشيفية - رويترز)
TT

اتهام 4 أشخاص بالتخطيط لهجمات ليلةَ رأس السنة في جنوب كاليفورنيا

أفراد شرطة في لوس أنجليس (أرشيفية - رويترز)
أفراد شرطة في لوس أنجليس (أرشيفية - رويترز)

أعلنت السلطات الفيدرالية، اليوم الاثنين، توقيف أربعة أشخاص يُشتبه في أنهم أعضاء في جماعة متطرفة، يُعتقد أنهم كانوا يخططون لتنفيذ هجمات تفجيرية منسقة في ليلة رأس السنة في أنحاء جنوب ولاية كاليفورنيا.

وأُلقي القبض على المشتبه فيهم الأسبوع الماضي في لوسيرن فالي، وهي مدينة صحراوية تقع شرق لوس أنجليس، حيث يُشتبه في أنهم كانوا يستعدون لاختبار عبوات ناسفة بدائية الصنع قبيل التفجيرات المخطط لها، وذلك بحسب الشكوى الجنائية الفيدرالية التي قُدّمت يوم السبت.

ووفقاً لوكالة أسوشييتد برس، ذكرت الشكوى أنهم أعضاء في فصيل منشق عن جماعة مؤيدة للفلسطينيين تُعرف باسم «جبهة تحرير جزيرة السلحفاة». وتواجه المجموعة تهماً تشمل التآمر وحيازة جهاز تدميري، وفقاً لوثائق المحكمة.

ويُزعم أن المجموعة كانت تخطط لتنفيذ سلسلة من التفجيرات تستهدف مواقع متعددة في كاليفورنيا بدءاً من ليلة رأس السنة، كما كانت تخطط أيضاً لاستهداف عناصر ومركبات إدارة الهجرة والجمارك الأميركية (ICE)، بحسب ما قالت المدعية العامة بام بوندي على وسائل التواصل الاجتماعي.

وتُظهر صور الأدلة المرفقة في وثائق المحكمة مخيماً في الصحراء يحتوي على ما قال المحققون إنها مواد لصنع القنابل كانت مبعثرة فوق طاولات بلاستيكية قابلة للطي.

وجاء في الشكوى أن المشتبه فيهم «جلبوا جميعاً مكونات لصنع القنابل إلى موقع التخييم، بما في ذلك أنابيب PVC بأحجام مختلفة، ومادة يُشتبه بأنها نترات البوتاسيوم، والفحم، ومسحوق الفحم، ومسحوق الكبريت، ومواد يُفترض استخدامها كفتائل، من بين أشياء أخرى».

وكان من المقرر أن تعقد السلطات الفيدرالية مؤتمراً صحافياً صباح الاثنين لمناقشة تفاصيل التوقيفات.


الديمقراطيون الأميركيون يرفضون التورط في عمل بري بفنزويلا

طائرة من طراز «سي 2 غرايهاوند» على مدرج فيه مقاتلات من طراز «إف 35» في قاعدة «روزفلت رود» البحرية في بورتوريكو (رويترز)
طائرة من طراز «سي 2 غرايهاوند» على مدرج فيه مقاتلات من طراز «إف 35» في قاعدة «روزفلت رود» البحرية في بورتوريكو (رويترز)
TT

الديمقراطيون الأميركيون يرفضون التورط في عمل بري بفنزويلا

طائرة من طراز «سي 2 غرايهاوند» على مدرج فيه مقاتلات من طراز «إف 35» في قاعدة «روزفلت رود» البحرية في بورتوريكو (رويترز)
طائرة من طراز «سي 2 غرايهاوند» على مدرج فيه مقاتلات من طراز «إف 35» في قاعدة «روزفلت رود» البحرية في بورتوريكو (رويترز)

غداة التصريحات المتجددة للرئيس الأميركي دونالد ترمب في شأن عمليات بريّة «قريباً جداً» في حوض البحر الكاريبي، عبّر السيناتور الديمقراطي مارك وارنر عن شكوك حيال الأهداف النهائية للبيت الأبيض في فنزويلا، رافضاً بصورة قاطعة أي تورط بري للولايات المتحدة هناك.

وقال ترمب للصحافيين أخيراً: «قضينا على 96 في المائة من المخدرات التي تدخل عبر البحر، والآن نبدأ براً»، مضيفاً: «سيبدأ الأمر براً قريباً جداً».

ووصفت هيئة التحرير في صحيفة «وول ستريت جورنال» تحركات ترمب العسكرية بأنها تعهد لتغيير النظام. وكتبت أن ترمب «مُلزم الآن بتنفيذ» وعده بإزاحة الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو.

الرئيس الأميركي دونالد ترمب (إ.ب.أ)

«نزاع لا داعي له»

أكد وارنر عبر شبكة «إيه بي سي» التلفزيونية الأميركية أنه وبقية الأعضاء في «مجموعة الثماني» التي تضم قادة مجلسي النواب والشيوخ من الحزبين الجمهوري والديمقراطي في لجان الاستخبارات، لم يطلعوا على نيات إدارة ترمب في ما يتعلق بفنزويلا، وقال: «لا أعرف ما هو هدف هذا الرئيس تجاه فنزويلا». وأضاف عضو لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ أنه في حين أن نظام مادورو «كان وحشياً تجاه الشعب الفنزويلي»، فإن تصرفات إدارة ترمب في المنطقة تُنذر بجر الولايات المتحدة إلى نزاع لا داعي له. كما دعا الإدارة إلى المثول أمام الكونغرس، وتوضيح نياتها فيما يتعلق بالكلام عن إطاحة مادورو، الذي قال ترمب إن «أيامه معدودة». وزاد: «لست متأكداً إلى أين يتجه (ترمب) هنا. أخشى أن يكون إرسال قوات برية إلى فنزويلا كارثة».

وعززت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) الوجود العسكري للقوات بشكل كبير في منطقة القيادة الجنوبية الأميركية. وأذن الرئيس ترمب بتنفيذ ما لا يقل عن 22 غارة على قوارب يُشتبه في تهريبها للمخدرات في البحر الكاريبي وشرق المحيط الهادئ؛ ما أدى إلى مقتل ما لا يقل عن 87 شخصاً يُشتبه في انتمائهم إلى «جماعات مخدرات إرهابية». كما احتجزت ناقلة كانت محملة بأكثر من مليون برميل من النفط قبالة سواحل فنزويلا. وصعّدت هذه التحركات من حدة التوتر مع مادورو، الذي يصفه مسؤولون في الإدارة الأميركية بأنه «زعيم غير شرعي» يقود شبكة إرهابية لتهريب المخدرات.

حشد إضافي

ناقلة نفط قبالة فنزويلا (إ.ب.أ)

وبحسب تقارير نُشرت، الأسبوع الحالي، على موقعي «ذا وور زون» و«بريكينغ ديفانس»، يُسرع «البنتاغون» نشر مقاتلات متطورة في قواعد أميركية سابقة في بورتوريكو وجمهورية الدومينيكان، استعداداً لشن غارات جوية على الأراضي الفنزويلية.

وأفاد موقع «ذا وور زون» بأن مقاتلات شبحية من طراز «إف 35 إيه» التابعة للجناح 158 في الحرس الوطني الجوي بولاية فيرمونت تلقت أوامر تعبئة فيدرالية للانتشار في منطقة الكاريبي. ويمثل نشر هذه الطائرات القادرة على حمل قنابل موجهة زنة 2000 رطل وضرب أهداف في عمق المجال الجوي الفنزويلي، تصعيداً كبيراً للوجود العسكري الأميركي في المنطقة. ورأى الموقع أن «نشر طائرات إف 35 إيه يُعد مؤشراً مهماً إلى نوع العمليات التي قد تُشن قريباً».

وكذلك وصلت 6 طائرات حرب إلكترونية من طراز «إي إيه 18 جي غرولير» إلى قاعدة روزفلت رودز البحرية السابقة في بورتوريكو في 10 ديسمبر (كانون الأول) الماضي. ووفقاً لموقع «بريكينغ ديفانس»، فإن طائرات «غرولير»، المصممة للتشويش على رادارات العدو واتصالاته ودفاعاته الجوية، ربما تعد «أبرز دليل على استعداد الولايات المتحدة لشن غارات جوية، أكثر من أي وقت مضى خلال الأشهر القليلة الماضية». كما وصلت إلى قاعدة روزفلت رودز طائرات البحث والإنقاذ القتالية من طراز «إتش سي - 130 جاي كومبات كينغ 2» وطائرات هليكوبتر من طراز «إتش إتش 60 دبليو جولي غرين». ورأى موقع «ذا وور زون» أن «نشر طائرات البحث والإنقاذ القتالية المخصصة في المنطقة يُشير إلى أن إدارة ترمب قد تصعّد ضغطها على مادورو بشكل كبير، وتستهدف عصابات المخدرات في الداخل بشن غارات. وتعد هذه الطائرات ضرورية لعمليات الإنقاذ السريع لأي أطقم جوية تُفقد في أثناء العمليات العسكرية، لا سيما فوق المناطق المتنازع عليها».

وإلى جانب مجموعة حاملة الطائرات «يو إس إس جيرالد فورد»، وأكثر من 15 ألف جندي منتشرين في المنطقة، وعشرات الطائرات الموجودة بالفعل في المنطقة، يُمثل هذا الحشد العسكري أكبر قوة أميركية في منطقة الكاريبي منذ أزمة الصواريخ الكوبية عام 1962.

وتروج وسائل الإعلام الأميركية بنشاط لتغيير النظام في فنزويلا.

وعبّر الحلفاء الإقليميون لفنزويلا عن دعمهم حكومة مادورو خلال قمة عُقدت، الأحد، منددين باحتجاز إدارة ترمب ناقلة نفط، الأسبوع الماضي. وقال الرئيس الكوبي ميغيل دياز كانيل: «تواجه أميركا اللاتينية ومنطقة الكاريبي، اليوم، تهديدات غير مسبوقة». وفي إشارة إلى احتجاز الولايات المتحدة لناقلة النفط، وصف الرئيس النيكاراغوي دانيال أورتيغا الأميركيين بأنهم «لصوص».


أميركا تدشن حملة لتعيين مهندسي ذكاء اصطناعي بمناصب اتحادية

علم أميركا على مجلس الشيوخ في العاصمة واشنطن (رويترز)
علم أميركا على مجلس الشيوخ في العاصمة واشنطن (رويترز)
TT

أميركا تدشن حملة لتعيين مهندسي ذكاء اصطناعي بمناصب اتحادية

علم أميركا على مجلس الشيوخ في العاصمة واشنطن (رويترز)
علم أميركا على مجلس الشيوخ في العاصمة واشنطن (رويترز)

دشنت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب حملة لتعيين ألف مهندس في وظائف حكومية اتحادية لمدة عامين، وفقاً لموقع إلكتروني حكومي اطلعت عليه «رويترز» اليوم الاثنين.

وأفاد الموقع بأن الإدارة تتطلع إلى الاستعانة بموظفين من ذوي الخبرة في هندسة البرمجيات والذكاء الاصطناعي والأمن الإلكتروني وتحليل البيانات. وسيعين هؤلاء في وظائف داخل الوكالات الحكومية، على أن يكون مقر معظم الوظائف في واشنطن العاصمة.

وذكر الموقع أن الشركات الخاصة تعهدت بالنظر في تعيين خريجي البرنامج في وظائف. وتتضمن قائمة الشركات «أبل» و«غوغل» و«إنفيديا» وغيرها.

والحملة جزء من مساعي إدارة ترمب لإعادة تشكيل الوكالات الحكومية.