«الوطني الحر» يدفع لتفاهم مع «القوات» انطلاقاً من رفضهما فرنجية

لا خروقات متوقعة من خلوة النواب المسيحيين اليوم

البطريرك الراعي مستقبلاً أمس السفيرة الفرنسية (الوكالة الوطنية)
البطريرك الراعي مستقبلاً أمس السفيرة الفرنسية (الوكالة الوطنية)
TT

«الوطني الحر» يدفع لتفاهم مع «القوات» انطلاقاً من رفضهما فرنجية

البطريرك الراعي مستقبلاً أمس السفيرة الفرنسية (الوكالة الوطنية)
البطريرك الراعي مستقبلاً أمس السفيرة الفرنسية (الوكالة الوطنية)

لا يرى «التيار الوطني الحر» مخرجاً للأزمة الرئاسية التي يرزح تحتها البلد منذ نحو 5 أشهر، إلا بتفاهم مسيحي- مسيحي يقطع الطريق على رئيس تيار «المردة» سليمان فرنجية الذي تبناه «الثنائي الشيعي» المتمثل بحركة «أمل» و«حزب الله»، ويؤدي لتزكية مرشح آخر لا يستفز بقية القوى والمكونات. بالمقابل، يرفض «القواتيون» تكرار تجربة عام 2016، والتفاهم مع العونيين على رئيس، وما زالوا يحاولون توحيد صفوف القوى التي تعرف بـ«السيادية» لخوض المعركة الرئاسية بمرشح يواجه فرنجية.
وحاول البطريرك الماروني بشارة الراعي مراراً الدخول على الخط، وجمع القوى المسيحية للتفاهم على رئيس. وكلف المطران أنطوان أبو نجم قبل فترة، التواصل مع الأقطاب المسيحيين لهذا الغرض، إلا أن كل هذه المحاولات باءت بالفشل، لرفض حزب «القوات» بشكل أساسي تكرار تجربة الانتخابات الماضية التي أدت في نهاية المطاف لانتخاب العماد ميشال عون رئيساً.
واستقبل الراعي أمس السفيرة الفرنسية آن غريو التي أعربت عن تقديرها «لدوره البناء لإيجاد حل»، ولفتت إلى «توحيد الجهود للوصول إلى مخرج للأزمة في لبنان، وتحديداً الأزمة السياسية، في إطار الحوار المتواصل الثابت والموثوق مع البطريرك».
وأضافت غريو: «تبادلنا الآراء حول الوضع، وأكدنا مشاركتنا في جميع الجهود لإيجاد حل توافقي في هذا البلد؛ لأن اللبنانيين اليوم بحاجة إلى إجابات ملموسة على تساؤلاتهم، وهذا من مسؤولية قادتهم السياسيين».
وتجمع البطريركية المارونية اليوم النواب المسيحيين في خلوة ذات طابع ديني، يشارك فيها نواب الكتل المسيحية الأساسية، أي «الوطني الحر»، و«القوات»، و«الكتائب»، وعدد من النواب المستقلين، بينما يقاطعها نواب آخرون. وتؤكد مصادر بكركي لـ«الشرق الأوسط» أن «الخلوة روحية حصراً، ولن تقارب ببرنامجها الملف الرئاسي أو غيره من الملفات السياسية، وإن كانت ستشهد -لا شك- حوارات ونقاشات جانبية بين النواب خلال النهار».
ويتخلل البرنامج الذي اطلعت عليه «الشرق الأوسط» حلقتا تأمل، وقداس، ودعوة للغداء.
ويرجح عضو تكتل «لبنان القوي» (نواب «الوطني الحر» وحلفاؤهم) النائب جيمي جبور، أن «يؤدي السياق الطبيعي للأمور لتلاقي (القوات) و(الوطني الحر) في نهاية المطاف في الملف الرئاسي»، لافتاً في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «التلاقي اليوم هو حالياً على رفض ترشيح فرنجية؛ لكنه قد يتحول لتلاقٍ إيجابي على خوض الانتخابات باسم مرشح واحد». بالمقابل، يؤكد عضو تكتل «الجمهورية القوية» (القوات) النائب بيار أبو عاصي، أن حزب «القوات»: «لن يكرر تجربة عام 2016؛ حيث تم الاتفاق مع (التيار) على 10 بنود فلم يطبق أي حرف منها طوال 6 سنوات»، مشدداً في تصريح لـ«الشرق الأوسط» على أن «الأزمة أكبر من أزمة ثقة؛ لأن الأخطر كان أداء عون والتيار في السلطة التي سكروا فيها، وكانوا مسؤولين أساسيين عما آلت إليه الأمور من انهيار على المستويات كافة». ويضيف: «أي منطق يقول بتكرار التجربة الماضية، ونحن إن تجاوزنا حاجز الثقة فلا شك لن نستطيع تخطي حاجز المصلحة الوطنية العليا».
من جهته، لا يستغرب جبور أن يعتمد القواتيون راهناً «سقوفاً عالية في رفض التلاقي والحوار»، وهو وإن كان يؤكد أن «التيار ليس مستقتلاً على التلاقي مع القوات»، يرى أنه في «نهاية المطاف يتلاقى الناس ويتحاورون. فإن كنا اختلفنا بالرؤى السياسية في المرحلة الماضية ولا نزال نختلف اليوم على مقاربة كثير من الملفات؛ فإننا تلاقينا على عدد من الملفات معهم ومع (الكتائب) في مجلس النواب بشكل تلقائي، بالممارسة والتطبيق ومن دون اتفاق مسبق». ويوضح أن «ما قد نكون بصدده ليس اتفاقاً يشبه اتفاق معراب، إنما تفاهم على خوض الاستحقاق الرئاسي باعتبارنا أكثر فريقين إلى جانب (الكتائب) معنيين به، وإذا لم توافق إحدى الكتلتين الكبيرتين على اسم مرشح معين، فذلك يعني أن رئاسته تفتقد للمشروعية والميثاقية».
أما أبو عاصي، فيستهجن «لجوء التيار كلما كان مأزوماً للتمترس وراء حقوق المسيحيين»، متسائلاً: «كيف أمن التيار هذه الحقوق بالهدر والفساد والدعم غير المشروط لـ(حزب الله)، ومن خلال تدمير علاقات لبنان الخارجية؟». ويضيف: «بعدما أفهمهم (حزب الله) أنهم ليسوا شركاء له، إنما مجرد غطاء كان يتلطى به، عادوا لنغمة حقوق المسيحيين ودورهم». ويشير أبو عاصي إلى أنه «يتم العمل على خطة جديدة للتعامل مع الأزمة الرئاسية؛ لكن بعيداً عن الأضواء؛ لأن بخلاف ذلك نكون نضُر بالتوافق الوطني السيادي».


مقالات ذات صلة

رحيل الموسيقار اللبناني إيلي شويري

المشرق العربي رحيل الموسيقار اللبناني إيلي شويري

رحيل الموسيقار اللبناني إيلي شويري

تُوفّي الموسيقار اللبناني إيلي شويري، عن 84 عاماً، الأربعاء، بعد تعرُّضه لأزمة صحية، نُقل على أثرها إلى المستشفى، حيث فارق الحياة. وأكدت ابنته كارول، لـ«الشرق الأوسط»، أنها تفاجأت بانتشار الخبر عبر وسائل التواصل الاجتماعي، قبل أن تعلم به العائلة، وأنها كانت معه لحظة فارق الحياة.

المشرق العربي القضاء اللبناني يطرد «قاضية العهد»

القضاء اللبناني يطرد «قاضية العهد»

وجّه المجلس التأديبي للقضاة في لبنان ضربة قوية للمدعية العامة في جبل لبنان القاضية غادة عون، عبر القرار الذي أصدره وقضى بطردها من القضاء، بناء على «مخالفات ارتكبتها في إطار ممارستها لمهمتها القضائية والتمرّد على قرارات رؤسائها والمرجعيات القضائية، وعدم الامتثال للتنبيهات التي وجّهت إليها». القرار التأديبي صدر بإجماع أعضاء المجلس الذي يرأسه رئيس محكمة التمييز الجزائية القاضي جمال الحجار، وجاء نتيجة جلسات محاكمة خضعت إليها القاضية عون، بناء على توصية صدرت عن التفتيش القضائي، واستناداً إلى دعاوى قدمها متضررون من إجراءات اتخذتها بمعرض تحقيقها في ملفات عالقة أمامها، ومخالفتها لتعليمات صادرة عن مرجع

يوسف دياب (بيروت)
المشرق العربي جعجع: فرص انتخاب فرنجية للرئاسة باتت معدومة

جعجع: فرص انتخاب فرنجية للرئاسة باتت معدومة

رأى رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع أن فرص انتخاب مرشح قوى 8 آذار، رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، «باتت معدومة»، مشيراً إلى أن الرهان على الوقت «لن ينفع، وسيفاقم الأزمة ويؤخر الإصلاح». ويأتي موقف جعجع في ظل فراغ رئاسي يمتد منذ 31 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، حيث فشل البرلمان بانتخاب رئيس، وحالت الخلافات السياسية دون الاتفاق على شخصية واحدة يتم تأمين النصاب القانوني في مجلس النواب لانتخابها، أي بحضور 86 نائباً في دورة الانتخاب الثانية، في حال فشل ثلثا أعضاء المجلس (86 نائباً من أصل 128) في انتخابه بالدورة الأولى. وتدعم قوى 8 آذار، وصول فرنجية إلى الرئاسة، فيما تعارض القوى المسيحية الأكثر

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي بخاري يواصل جولته على المسؤولين: الاستحقاق الرئاسي شأن داخلي لبناني

بخاري يواصل جولته على المسؤولين: الاستحقاق الرئاسي شأن داخلي لبناني

جدد سفير المملكة العربية السعودية لدى لبنان، وليد بخاري، تأكيد موقف المملكة من الاستحقاق الرئاسي اللبناني بوصفه «شأناً سياسياً داخلياً لبنانياً»، حسبما أعلن المتحدث باسم البطريركية المارونية في لبنان بعد لقاء بخاري بالبطريرك الماروني بشارة الراعي، بدأ فيه السفير السعودي اليوم الثاني من جولته على قيادات دينية وسياسية لبنانية. وفي حين غادر السفير بخاري بكركي من دون الإدلاء بأي تصريح، أكد المسؤول الإعلامي في الصرح البطريركي وليد غياض، أن بخاري نقل إلى الراعي تحيات المملكة وأثنى على دوره، مثمناً المبادرات التي قام ويقوم بها في موضوع الاستحقاق الرئاسي في سبيل التوصل إلى توافق ويضع حداً للفراغ الرئا

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي شيا تتحرك لتفادي الفراغ في حاكمية مصرف لبنان

شيا تتحرك لتفادي الفراغ في حاكمية مصرف لبنان

تأتي جولة سفيرة الولايات المتحدة الأميركية لدى لبنان دوروثي شيا على المرجعيات الروحية والسياسية اللبنانية في سياق سؤالها عن الخطوات المطلوبة لتفادي الشغور في حاكمية مصرف لبنان بانتهاء ولاية رياض سلامة في مطلع يوليو (تموز) المقبل في حال تعذّر على المجلس النيابي انتخاب رئيس للجمهورية قبل هذا التاريخ. وعلمت «الشرق الأوسط» من مصادر نيابية ووزارية أن تحرك السفيرة الأميركية، وإن كان يبقى تحت سقف حث النواب على انتخاب رئيس للجمهورية لما للشغور الرئاسي من ارتدادات سلبية تدفع باتجاه تدحرج لبنان من سيئ إلى أسوأ، فإن الوجه الآخر لتحركها يكمن في استباق تمدد هذا الشغور نحو حاكمية مصرف لبنان في حال استحال عل

محمد شقير (بيروت)

جنبلاط: دور الجيش أسقط «الأمن الذاتي»... وجعجع: لا عودة إلى ما قبل 7 أكتوبر

اجتماع تكتل «الجمهورية القوية» برئاسة رئيس «القوات» سمير جعجع (حزب القوات اللبنانية)
اجتماع تكتل «الجمهورية القوية» برئاسة رئيس «القوات» سمير جعجع (حزب القوات اللبنانية)
TT

جنبلاط: دور الجيش أسقط «الأمن الذاتي»... وجعجع: لا عودة إلى ما قبل 7 أكتوبر

اجتماع تكتل «الجمهورية القوية» برئاسة رئيس «القوات» سمير جعجع (حزب القوات اللبنانية)
اجتماع تكتل «الجمهورية القوية» برئاسة رئيس «القوات» سمير جعجع (حزب القوات اللبنانية)

قال الرئيس السابق لـ«الحزب التقدمي الاشتراكي»، وليد جنبلاط، إن الدور الذي قام به الجيش اللبناني خلال الحرب أسقط كل الادعاءات السخيفة ولكن الخطيرة بما يُسمى في الأمن الذاتي، في وقت عدّ فيه رئيس حزب «القوات اللبنانية»، سمير جعجع، أن «(حزب الله) ارتكب جريمة كبيرة بحق اللبنانيين»، مؤكداً أنه لا عودة إلى ما قبل 7 أكتوبر.

وتأتي مواقف جنبلاط وجعجع مع ارتفاع الأصوات في لبنان، بعد وقف إطلاق النار، الرافضة لما يقول «حزب الله» على لسان مسؤوليه إنه «انتصار»، لا سيما في ظل الخسائر البشرية والاقتصادية والاجتماعية التي نتجت عن الحرب التي استمرت أكثر من شهرين.

وتحدّث جنبلاط، في لقاء موسع مع حزبيين، عن اتفاق وقف إطلاق النار الأخير والقرارات الدولية السابقة، قائلاً: «بانتظار الانسحاب الإسرائيلي الكامل من الأرض اللبنانية، وتطبيق كل القرارات الدولية من (1701) إلى اتفاق الهدنة، لا بد من الأخذ بعين الاعتبار أن القرار الدولي (242)، الصادر في عام 1967، لا يشمل لبنان، أي أن مزارع شبعا وتلال كفرشوبا هي عملياً أراضٍ سورية محتلة، إلى أن يجري الترسيم بين الدولة اللبنانية والدولة السورية، وعندها تصبح لبنانية. لكن في الوقت الحاضر ليست لبنانية، والقرار (242) لا يشمل لبنان».

وأضاف: «بانتظار أن تعود إلى الدولة اللبنانية حصرية امتلاك السلاح، وحصرية إعلان قرار الحرب والسلم»، موجهاً التحية إلى «رئيس البرلمان نبيه بري الصديق الكبير والحليف التاريخي، ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي؛ اللذين عملا على إنجاح وقف إطلاق النار عبر الوسيط الأميركي آموس هوكستين، وأيضاً الاهتمام الدائم والكبير للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون».

رئيس «الاشتراكي» السابق وليد جنبلاط (رويترز)

من جهته، تحدّث جعجع عن سقوط نظرية «وحدة الساحات»، مشيراً إلى أن نتائج «حرب الإسناد» التي فتحها «حزب الله» كانت دمار غزة كلياً ودمار لبنان، ومنتقداً كلام مسؤولي «حزب الله» عن «الانتصار بمنطق عجيب غريب لا يمت إلى الواقع بصلة».

رئيس حزب «القوات» سمير جعجع (حزب القوات)

وقال جعجع، بعد اجتماع استثنائي عقده تكتل «الجمهورية القوية» والهيئة التنفيذية في حزب «القوات»، لمناقشة اتفاق وقف إطلاق النار: «(حزب الله) أخذ لبنان إلى حرب كان غالبية اللبنانيين ضدها، وبُذلت جهود كثيرة لإيقافها طوال الأشهر الماضية، عبر وزراء خارجية؛ لإقناعه بوقفها، لكنه تمسّك بموقفه وأصر على الاستمرار بما يقوم به».

ورأى أن «(حزب الله) ارتكب جريمة كبيرة في حق اللبنانيين، وفي حق سكان البقاع والجنوب والضاحية، وكنا في غنى عن استشهاد أكثر من 4000، وعن تهجير من تهجّر وتدمير ما تدمّر، ورغم كل هذه الكوارث لا يزال نواب الحزب يتحدثون عن (انتصار) بمنطق عجيب غريب لا يمت إلى الواقع بصلة».

وأضاف: «على جماعة (حزب الله) أن يكونوا صادقين مع أنفسهم، وعليهم الاجتماع مع قيادة الجيش ووضع خطة لتفكيك بنيتهم العسكرية شمال الليطاني»، مجدداً تأكيد عدم شرعية سلاح «الحزب»، وقال: «نحن في الأساس، لا نعد أن سلاح (حزب الله) شرعي، والقرار الذي وافق عليه الحزب بنفسه لوقف إطلاق النار يشكّل أكبر دليل على عدم شرعية هذا السلاح»، مشدداً: «لا يمكن العودة إلى الوضعية التي كنا عليها قبل السابع من أكتوبر في لبنان».

وأضاف: «ولّى زمن عدم تنفيذ الاتفاقات والتعهدات. الحكومة ومجلس النواب، كما (حزب الله)، يجب أن يقفوا أمام مسؤولياتهم، ويعملوا على تنفيذ ما تم الاتفاق عليه، بما يخدم مصلحة لبنان ويؤمن استقراره. ووفق الاتفاق، السلاح يجب أن يبقى في يد الجيش اللبناني والقوى الأمنية فقط».

وعبّر جعجع في المقابل «عن التعاطف مع العائلات التي فقدت أحد أفرادها ومع الجرحى، وكل من فقد منزلاً أو رزقه، وكل من اضطر إلى ترك منزله».

وأكد جعجع أن «جميع اللبنانيين مع القضية الفلسطينية؛ لأنها قضية حق، ولا يمكن لأحد أن يزايد على الآخر في هذا الشأن، ولكن الكارثة تكمن في زجّ لبنان في المشكلات عبر المتاجرة بهذه القضية، وكأن لبنان هو من يستطيع حلها».