مصر وقبرص لتعزيز التعاون في مجالات الطاقة و«الدفاع»

قمة مرتقبة تجمع السيسي وخريستودوليدس بالقاهرة

الرئيس القبرصي نيكوس خريستودوليدس (إ.ب.أ)
الرئيس القبرصي نيكوس خريستودوليدس (إ.ب.أ)
TT

مصر وقبرص لتعزيز التعاون في مجالات الطاقة و«الدفاع»

الرئيس القبرصي نيكوس خريستودوليدس (إ.ب.أ)
الرئيس القبرصي نيكوس خريستودوليدس (إ.ب.أ)

أكد الرئيس القبرصي نيكوس خريستودوليدس «سعي بلاده إلى تعزيز العلاقات مع مصر في مجالات الطاقة والسياحة والدفاع». وأعلن الرئيس القبرصي، (الثلاثاء)، عزمه زيارة القاهرة قريباً للقاء نظيره المصري عبد الفتاح السيسي، وقال إن «هذه ستكون الزيارة الخارجية الثانية له بعد اليونان، ما يعكس أهمية القاهرة بالنسبة لنيقوسيا».
وتنتظم مصر واليونان وقبرص في آلية تعاون ثلاثي موسعة تشمل المجالات العسكرية والسياسية، وتنسيق المصالح في شرق المتوسط، تنامت بعد اكتشافات بالغاز الطبيعي في شرق المتوسط.
وقال الرئيس القبرصي، في حوار بثت قناة «القاهرة الإخبارية» المصرية مقتطفات منه (الثلاثاء)، إنه «يتطلع لزيارة مصر لإجراء محادثات حول عدد من الملفات المهمة المرتبطة بالعلاقات الثنائية بين البلدين، وسبل تعزيزها»، مشيراً إلى أن «بلاده تلعب دوراً مهماً في دعم العلاقات الأوروبية مع مصر».
وأوضح خريستودوليدس أن لقاءه المرتقب مع السيسي «سيتطرق إلى القضايا الإقليمية والدولية، وعلى رأسها (منتدى غاز شرق المتوسط)، التي ساهمت مصر ودول صديقة في تأسيسه». وقال إن «المنتدى فرصة لتحقيق مزيد من التقارب بين القاهرة ونيقوسيا». وأضاف أنه «سيأتي إلى مصر بأجندة شاملة حول العلاقات الثنائية، وملفات الطاقة وشرق المتوسط». وأشار الرئيس القبرصي إلى «وجود احتياطات جيدة للطاقة في المنطقة ما يوفر فرصاً للتنمية».
وتأسس «منتدى غاز شرق المتوسط» بمبادرة مصرية، طُرحت خلال قمة جزيرة كريت، بين زعماء مصر وقبرص واليونان، في أكتوبر (تشرين الأول) 2018، ودخل ميثاق المنتدى حيز التنفيذ في مارس (آذار) 2021 بعضوية المؤسسين: قبرص ومصر واليونان وإسرائيل وإيطاليا والأردن وفلسطين، وانضمت له فرنسا لاحقاً، كما دخلت الولايات المتحدة الأميركية بصفة مراقب، إضافة إلى تمثيل البنك الدولي والاتحاد الأوروبي في المنتدى.
وأعرب الرئيس القبرصي عن «تطلعه لإنشاء (الأمانة الدائمة للآلية الثلاثية) التي تضم مصر وقبرص واليونان». وقال إن «قبرص استضافت القمة الثلاثية لآلية التعاون الثلاثي ثلاث مرات، ومنذ عام 2014 تم عقد 9 مؤتمرات قمة بشكل دوري».
وتبادلت مصر وقبرص واليونان الزيارات طوال الأعوام الماضية، على عدة مستويات، سياسية واقتصادية وعسكرية. وتوافقت الدول الثلاث، عقب اجتماع لوزراء الدفاع منتصف العام الماضي، على «دعم علاقات التعاون في المجالات الدفاعية والأمنية، من أجل مواجهة التحديات ودعم الاستقرار في شرق البحر المتوسط».
وأشاد الرئيس القبرصي بعملية الإصلاح في مصر، وقال إن «الرئيس المصري يقوم بإصلاحات غير مسبوقة»، مثمناً جهود السيسي في «إعادة الدور الريادي والمحوري لمصر، وقدرتها على حل القضايا الخلافية في المنطقة»، وأشار إلى أنه يعرف السيسي منذ سنوات، والتقى به عدة مرات، حيث كان متحدثاً باسم رئاسة قبرص، ووزيراً للخارجية.
وأدى خريستودوليدس اليمين الدستورية رئيساً لقبرص في نهاية فبراير (شباط) الماضي، بعد فوزه في الانتخابات الرئاسية. وكان الرئيس المصري قد أجرى اتصالاً هاتفياً ونظيره القبرصي، عقب فوزه بالانتخابات الرئاسية في فبراير (شباط) الماضي. وأكد، في إفادة رسمية في حينه، «خصوصية علاقات الصداقة المصرية - القبرصية ومتانتها، والتي تتأسس على قاعدة صلبة من القيم المشتركة والمصالح المتبادلة، فضلاً عن استنادها لإرث غني ومتنوع من التبادل الإنساني والتمازج الحضاري الممتد».
وأعرب الرئيس المصري عن «تطلعه لاستمرار تطوير وتعزيز الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، بما يخدم تطلعات وآمال شعبي البلدين، ويسهم في تحقيق الاستقرار والأمن والتنمية والرخاء في الجوار الإقليمي وعلى الساحة الدولية».


مقالات ذات صلة

هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

شمال افريقيا هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

حفلت الجلسة الافتتاحية لـ«الحوار الوطني»، الذي دعا إليه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قبل أكثر من عام، برسائل سياسية حملتها كلمات المتحدثين، ومشاركات أحزاب سياسية وشخصيات معارضة كانت قد توارت عن المشهد السياسي المصري طيلة السنوات الماضية. وأكد مشاركون في «الحوار الوطني» ومراقبون تحدثوا لـ«الشرق الأوسط»، أهمية انطلاق جلسات الحوار، في ظل «قلق مجتمعي حول مستقبل الاقتصاد، وبخاصة مع ارتفاع معدلات التضخم وتسببه في أعباء معيشية متصاعدة»، مؤكدين أن توضيح الحقائق بشفافية كاملة، وتعزيز التواصل بين مؤسسات الدولة والمواطنين «يمثل ضرورة لاحتواء قلق الرأي العام، ودفعه لتقبل الإجراءات الحكومية لمعالجة الأز

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا السيسي يبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي المصري

السيسي يبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي المصري

عقد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، اجتماعاً، أمس (الخميس)، مع كبار قادة القوات المسلحة في مقر القيادة الاستراتيجية بالعاصمة الإدارية الجديدة، لمتابعة دور الجيش في حماية الحدود، وبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي للبلاد. وقال المستشار أحمد فهمي، المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، في إفادة رسمية، إن «الاجتماع تطرق إلى تطورات الأوضاع على الساحتين الإقليمية والدولية، وانعكاساتها على الأمن القومي في ظل الظروف والتحديات الحالية بالمنطقة». وقُبيل الاجتماع تفقد الرئيس المصري الأكاديمية العسكرية المصرية، وعدداً من المنشآت في مقر القيادة الاستراتيجية بالعاصمة الإدارية. وأوضح المتحدث ب

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا مصر: ظاهرة «المقاتلين الأجانب» تهدد أمن واستقرار الدول

مصر: ظاهرة «المقاتلين الأجانب» تهدد أمن واستقرار الدول

قالت مصر إن «استمرار ظاهرة (المقاتلين الأجانب) يهدد أمن واستقرار الدول». وأكدت أن «نشاط التنظيمات (الإرهابية) في أفريقيا أدى لتهديد السلم المجتمعي».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا حادث تصادم بمصر يجدد الحديث عن مخاطر «السرعة الزائدة»

حادث تصادم بمصر يجدد الحديث عن مخاطر «السرعة الزائدة»

جدد حادث تصادم في مصر الحديث بشأن مخاطر «السرعة الزائدة» التي تتسبب في وقوع حوادث سير، لا سيما على الطرق السريعة في البلاد. وأعلنت وزارة الصحة المصرية، (الخميس)، مصرع 17 شخصاً وإصابة 29 آخرين، جراء حادث سير على طريق الخارجة - أسيوط (جنوب القاهرة).

منى أبو النصر (القاهرة)
شمال افريقيا مصريون يساهمون في إغاثة النازحين من السودان

مصريون يساهمون في إغاثة النازحين من السودان

بعد 3 أيام عصيبة أمضتها المسنة السودانية زينب عمر، في معبر «أشكيت» من دون مياه نظيفة أو وجبات مُشبعة، فوجئت لدى وصولها إلى معبر «قسطل» المصري بوجود متطوعين مصريين يقدمون مياهاً وعصائر ووجبات جافة مكونة من «علب فول وتونة وحلاوة وجبن بجانب أكياس الشيبسي»، قبل الدخول إلى المكاتب المصرية وإنهاء إجراءات الدخول المكونة من عدة مراحل؛ من بينها «التفتيش، والجمارك، والجوازات، والحجر الصحي، والكشف الطبي»، والتي تستغرق عادة نحو 3 ساعات. ويسعى المتطوعون المصريون لتخفيف مُعاناة النازحين من السودان وخصوصاً أبناء الخرطوم الفارين من الحرب والسيدات والأطفال والمسنات، بالتعاون مع جمعيات ومؤسسات أهلية مصرية، على


ساركوزي يندد بـ«مؤامرة» في محاكمته على خلفية «تمويل ليبيا» لحملته الانتخابية

الرئيس ساركوزي مستقبِلاً العقيد القذافي في باريس سنة 2007 (أ.ف.ب)
الرئيس ساركوزي مستقبِلاً العقيد القذافي في باريس سنة 2007 (أ.ف.ب)
TT

ساركوزي يندد بـ«مؤامرة» في محاكمته على خلفية «تمويل ليبيا» لحملته الانتخابية

الرئيس ساركوزي مستقبِلاً العقيد القذافي في باريس سنة 2007 (أ.ف.ب)
الرئيس ساركوزي مستقبِلاً العقيد القذافي في باريس سنة 2007 (أ.ف.ب)

ندد الرئيس الفرنسي الأسبق نيكولا ساركوزي بشدة، اليوم (الخميس)، بـ«مؤامرة» قال إنها من تدبير «كذابين ومحتالين»، خلال محاكمة في باريس بشأن ما يُزعم أنه تمويل غير قانوني لحملته الرئاسية عام 2007 من جانب الحكومة الليبية، بقيادة الرئيس الراحل معمر القذافي. وفي أول تصريحات له منذ بدء المحاكمة يوم الاثنين، قال ساركوزي، البالغ من العمر 69 عاماً، بحسب ما أوردته وكالة الأنباء الألمانية: «لن تجدوا أبداً يورو واحداً مدفوعاً من ليبيا، أو سنتاً واحداً مدفوعاً من ليبيا في حملتي».

ويواجه الرئيس الفرنسي الأسبق الذي تولى منصبه من عام 2007 إلى عام 2012، اتهامات بالفساد السلبي، والتمويل غير القانوني لحملته الانتخابية، وإخفاء اختلاس أموال عامة، وتشكيل عصابة إجرامية. وهي اتهامات يعاقب عليها بالسجن لمدة تصل إلى 10 سنوات. ومن المقرر أن تستمر المحاكمة حتى 10 أبريل (نيسان) المقبل، كما يتوقع صدور الحكم في تاريخ لاحق. وقال ساركوزي، وهو محامٍ متمرس، إن «مجموعات من الكذابين والمحتالين»، منهم «عشيرة القذافي»، زودت المحققين بادعاءات. وندد ساركوزي، وهو يتحدث بنبرة عصبية وصوت قوي وملوحاً بذراعيه، بما وصفها بـ«مؤامرة». وأوضح ساركوزي أن «الكشف (من ليبيا) عن التمويل المزعوم لحملتي جاء بعد بضع ساعات من تصريحي بأن القذافي يجب أن يرحل».

وكان ساركوزي أحد أوائل القادة الغربيين الذين طالبوا بتدخل عسكري في ليبيا في عام 2011، عندما اجتاحت مظاهرات «الربيع العربي» المؤيدة للديمقراطية العالم العربي. وقتل مقاتلون في المعارضة القذافي في أكتوبر (تشرين الأول) من ذات العام؛ مما أنهى حكمه الذي استمر أربعة عقود للدولة الواقعة شمال أفريقيا.