بايدن يؤكد استمرار الجهود للحل اليمني

باريس تحمّل الحوثيين مسؤولية عدم التجديد... وغروندبرغ دعا لاستغلال الزخم

الرئيس الأميركي جو بايدن (رويترز)
الرئيس الأميركي جو بايدن (رويترز)
TT

بايدن يؤكد استمرار الجهود للحل اليمني

الرئيس الأميركي جو بايدن (رويترز)
الرئيس الأميركي جو بايدن (رويترز)

حمَّلت فرنسا الحوثيين مسؤولية عدم تجديد الهدنة اليمنية التي قالت إنها خففت معاناة الشعب اليمني، في الوقت الذي أكدت فيه واشنطن استمرارها في دعم كل الجهود الرامية إلى حل شامل للأزمة اليمنية، مؤكداً أهمية الهدنة الأممية داخلياً وإقليمياً.
وفي بيان نشره البيت الأبيض بمناسبة مرور عام على الهدنة في اليمن، قال الرئيس الأميركي جو بايدن، الأحد، إن الهدنة «أنقذت أرواحاً لا حصر لها من اليمنيين، وسمحت بزيادة تدفق المساعدات الإنسانية في جميع أنحاء البلاد»؛ مشيراً إلى أنها سمحت لليمنيين بالسفر.
ونقلت وكالة أنباء «العربي» أن الرئيس الأميركي أشار إلى توقف الهجمات عبر الحدود من اليمن في العام الماضي، وكذلك الغارات الجوية داخل اليمن، وأن ذلك «نتيجة إيجابية» أخرى للهدنة، مؤكداً التزام بلاده بدعم السعودية والإمارات ضد الهجمات المدعومة من إيران. وأعرب عن تطلعه إلى مواصلة العمل مع جميع الشركاء في المنطقة لإنهاء الحرب في اليمن بشكل دائم.
بدورها، قالت السفارة الفرنسية لدى اليمن: «اليمنيون مرهقون من الحرب. وحان الوقت لإحلال السلام في اليمن»، وأضافت: «يصادف الثاني من أبريل (نيسان) الذكرى الأولى للهدنة التي تم التوصل إليها من خلال وساطة الأمم المتحدة. للأسف، لم يتم تجديد هذه الهدنة رسمياً منذ 2 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي. الحوثيون هم المسؤولون عن عدم تجديدها. أتاحت هذه الهدنة إمكانية التخفيف من معاناة الشعب اليمني. يجب تجديدها والحفاظ عليها».
ودعت السفارة في سلسلة تغريدات على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»: «جميع الأطراف، وخصوصاً الحوثيين، إلى نبذ العنف والتفاوض بحسن نية برعاية الأمم المتحدة... يتطلب السلام والاستقرار حواراً مباشراً بين الحكومة والحوثيين للتوصل إلى حل سياسي شامل. وتحقيقاً لهذه الغاية، تؤكد فرنسا دعمها الكامل لجهود المبعوث الأممي (هانس غروندبرغ)».
من ناحيته، أعرب المبعوث الأممي لليمن، في كلمة له بمناسبة مرور عام على الهدنة، عن أنها «ما زالت قائمة إلى حد كبير، ويستمر تنفيذ كثير من بنودها حتى اليوم. إلا أن أهم ما بشرت به الهدنة هو تعزيزها لفرصة إطلاق عملية سياسية جامعة تهدف إلى إنهاء النزاع بشكل شامل ومستدام».
وقال غروندبرغ، حسب مقال له نشر نسخته العربية موقع «المشاهد»: لقد آن «أوان الحوار والتسويات وإظهار القيادة والإرادة الجادة لتحقيق السلام»، مرجعاً مسؤولية تحقيق السلام إلى الأطراف، وقال: «لا يوجد نقص في الأفكار أو التحضير أو الدعم الدولي، للمضي قدماً نحو السلام والتنمية المستدامين في اليمن؛ لكن الوصول إلى الحد الأدنى من الثقة الذي تتطلبه المناقشات البناءة أمر شاق وعسير، إلا أن فقدانه سهل».
ومع الزخم الوطني والإقليمي والدولي المتجدد للوصول إلى السلام في اليمن، يعتقد المبعوث الأممي أن «تحقق هذه الفرصة ممكن؛ لكن لا تزال هناك مخاطر كبيرة. فالتصعيد العسكري والاقتصادي والخطابي في الأسابيع الأخيرة يذكرنا بهشاشة إنجازات الهدنة إن لم ترتكز على تقدم سياسي نحو حل سلمي للنزاع».
ويعتقد غروندبرغ أن «هناك حاجة لحماية مكتسبات الهدنة والبناء عليها، وصولاً لمزيد من الإجراءات الإنسانية، ووقف إطلاق النار على الصعيد الوطني، وتسوية سياسية مستدامة تلبي تطلعات اليمنيين نساءً ورجالاً». وزاد بأن ذلك «يتطلب عملية تجمع أصحاب المصلحة اليمنيين معاً، لتنفيذ التدابير المتفق عليها، ونزع فتيل التوترات، والتفكير بشكل تشاركي في الأسئلة الرئيسية المتعلقة بالأمن ومؤسسات الحكم وتصميم عملية الانتقال... يجب أن يكون كلا الطرفين على استعداد للجلوس معاً، والتحاور بشكل جاد ومسؤول، فهذا الاستعداد هو مقياس مدى التزامهم بشراكة سياسية في المستقبل».


مقالات ذات صلة

غروندبرغ يتحدث عن «نقاش جوهري» مع العليمي ويدعو لتقديم التنازلات

العالم العربي غروندبرغ يتحدث عن «نقاش جوهري» مع العليمي ويدعو لتقديم التنازلات

غروندبرغ يتحدث عن «نقاش جوهري» مع العليمي ويدعو لتقديم التنازلات

وصف المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الخميس) اللقاء الذي جمعه برئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني رشاد العليمي في عدن بـ«المثمر والجوهري»، وذلك بعد نقاشات أجراها في صنعاء مع الحوثيين في سياق الجهود المعززة للتوصل إلى تسوية يمنية تطوي صفحة الصراع. تصريحات المبعوث الأممي جاءت في وقت أكدت فيه الحكومة اليمنية جاهزيتها للتعاون مع الأمم المتحدة والصليب الأحمر لما وصفته بـ«بتصفير السجون» وإغلاق ملف الأسرى والمحتجزين مع الجماعة الحوثية. وأوضح المبعوث في بيان أنه أطلع العليمي على آخر المستجدات وسير المناقشات الجارية التي تهدف لبناء الثقة وخفض وطأة معاناة اليمنيين؛ تسهيلاً لاستئناف العملية السياسية

علي ربيع (عدن)
العالم العربي الحوثيون يفرجون عن فيصل رجب بعد اعتقاله 8 سنوات

الحوثيون يفرجون عن فيصل رجب بعد اعتقاله 8 سنوات

في خطوة أحادية أفرجت الجماعة الحوثية (الأحد) عن القائد العسكري اليمني المشمول بقرار مجلس الأمن 2216 فيصل رجب بعد ثماني سنوات من اعتقاله مع وزير الدفاع الأسبق محمود الصبيحي شمال مدينة عدن، التي كان الحوثيون يحاولون احتلالها. وفي حين رحب المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ بالخطوة الحوثية الأحادية، قابلتها الحكومة اليمنية بالارتياب، متهمة الجماعة الانقلابية بمحاولة تحسين صورتها، ومحاولة الإيقاع بين الأطراف المناهضة للجماعة. ومع زعم الجماعة أن الإفراج عن اللواء فيصل رجب جاء مكرمة من زعيمها عبد الملك الحوثي، دعا المبعوث الأممي في تغريدة على «تويتر» جميع الأطراف للبناء على التقدم الذي تم إنجازه

علي ربيع (عدن)
العالم العربي أعداد اللاجئين الأفارقة إلى اليمن ترتفع لمعدلات ما قبل الجائحة

أعداد اللاجئين الأفارقة إلى اليمن ترتفع لمعدلات ما قبل الجائحة

في مسكن متواضع في منطقة البساتين شرقي عدن العاصمة المؤقتة لليمن، تعيش الشابة الإثيوبية بيزا ووالدتها.

محمد ناصر (عدن)
العالم العربي كيانات الحوثيين المالية تتسبب في أزمة سيولة نقدية خانقة

كيانات الحوثيين المالية تتسبب في أزمة سيولة نقدية خانقة

فوجئ محمود ناجي حين ذهب لأحد متاجر الصرافة لتسلّم حوالة مالية برد الموظف بأن عليه تسلّمها بالريال اليمني؛ لأنهم لا يملكون سيولة نقدية بالعملة الأجنبية. لم يستوعب ما حصل إلا عندما طاف عبثاً على أربعة متاجر.

محمد ناصر (عدن)
العالم العربي تحذيرات من فيضانات تضرب اليمن مع بدء الفصل الثاني من موسم الأمطار

تحذيرات من فيضانات تضرب اليمن مع بدء الفصل الثاني من موسم الأمطار

يجزم خالد محسن صالح والبهجة تتسرب من صوته بأن هذا العام سيكون أفضل موسم زراعي، لأن البلاد وفقا للمزارع اليمني لم تشهد مثل هذه الأمطار الغزيرة والمتواصلة منذ سنين طويلة. لكن وعلى خلاف ذلك، فإنه مع دخول موسم هطول الأمطار على مختلف المحافظات في الفصل الثاني تزداد المخاطر التي تواجه النازحين في المخيمات وبخاصة في محافظتي مأرب وحجة وتعز؛ حيث تسببت الأمطار التي هطلت خلال الفصل الأول في مقتل 14 شخصا وإصابة 30 آخرين، كما تضرر ألف مسكن، وفقا لتقرير أصدرته جمعية الهلال الأحمر اليمني. ويقول صالح، وهو أحد سكان محافظة إب، لـ«الشرق الأوسط» عبر الهاتف، في ظل الأزمة التي تعيشها البلاد بسبب الحرب فإن الهطول ال

محمد ناصر (عدن)

الحوثيون: استهدفنا حاملة طائرات أميركية ومدمرتين... و«البنتاغون» يؤكد

الحوثيون يستهدفون حاملة طائرات أميركية ومدمرتين أميركيتين أخريين بعدد من الصواريخ والطائرات المسيَّرة (أرشيفية - د.ب.أ)
الحوثيون يستهدفون حاملة طائرات أميركية ومدمرتين أميركيتين أخريين بعدد من الصواريخ والطائرات المسيَّرة (أرشيفية - د.ب.أ)
TT

الحوثيون: استهدفنا حاملة طائرات أميركية ومدمرتين... و«البنتاغون» يؤكد

الحوثيون يستهدفون حاملة طائرات أميركية ومدمرتين أميركيتين أخريين بعدد من الصواريخ والطائرات المسيَّرة (أرشيفية - د.ب.أ)
الحوثيون يستهدفون حاملة طائرات أميركية ومدمرتين أميركيتين أخريين بعدد من الصواريخ والطائرات المسيَّرة (أرشيفية - د.ب.أ)

أعلن البنتاغون، الثلاثاء، أن الحوثيين في اليمن أطلقوا صواريخ ومسيّرات باتجاه مدمّرتين أميركيتين في أثناء عبورهما مضيق باب المندب الاثنين، لكنهما تمكنتا من التصدي للهجوم.

وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية بات رايدر للصحافيين إن السفينتين «تعرّضتا لهجوم استخدمت خلاله ثماني طائرات من دون طيار، وخمسة صواريخ باليستية مضادة للسفن، وثلاثة صواريخ كروز مضادة للسفن، وتمّ التعامل معها بنجاح».

كان المتحدث العسكري باسم جماعة الحوثي في اليمن يحيى سريع، قال في وقت سابق من اليوم، إن قوات الجماعة استهدفت حاملة الطائرات الأميركية (أبراهام لينكولن) في البحر العربي، ومدمرتين أميركيتين أخريين في البحر الأحمر بعدد من الصواريخ والطائرات المسيّرة.

وأضاف على منصة «إكس» أن القوة الصاروخية وسلاح الجو المسيّر للحوثيين استهدفا حاملة الطائرات «في أثناء تحضير أميركا لتنفيذ عمليات معادية تستهدف بلدنا، وحققت العملية أهدافها بنجاح».

وتابع قائلاً: «في عملية أخرى تم استهداف مدمرتين أميركيتين في البحر الأحمر... استمرت العمليتان 8 ساعات».

ويقول الحوثيون إنهم يستهدفون السفن التابعة لإسرائيل أو المتجهة إلى موانئ إسرائيلية؛ دعماً للفلسطينيين في قطاع غزة، ودفعت الهجمات الولايات المتحدة وبريطانيا إلى قصف أهداف تابعة للحوثيين في اليمن.

وتسببت هجمات الحوثيين في تعطيل التجارة الدولية عبر قناة السويس، أقصر طريق شحن بين أوروبا وآسيا، وأبدلت بعض شركات الشحن مسار سفنها إلى الدوران حول أفريقيا عبر طريق رأس الرجاء الصالح.