في أول زيارة من نوعها منذ تفشي جائحة «كوفيد - 19»، بدأ وزير الثقافة والسياحة الصيني هو هيبنغ، زيارة رسمية للقاهرة تستغرق عدة أيام، تستهدف، بحسب إفادة رسمية، «تعزيز العلاقات المصرية - الصينية، وخاصة في مجال السياحة والآثار». وتسعى القاهرة إلى زيادة العائدات السياحية، عبر الانفتاح على أسواق جديدة، من بينها الصين، التي اعتبرها خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، «سوقاً واعدة قد تسهم في دفع الحركة السياحية»
وتسعى مصر لتحقيق طفرة في العائدات السياحية لتصل إلى 30 مليار دولار سنوياً. وكانت وكالة «فيتش» قد توقعت وصول العائدات السياحية في مصر عام 2023 إلى 13.6 مليار دولار أميركي، بحسب تقرير نشرته في فبراير (شباط) الماضي.
وأكد أحمد عيسى، وزير السياحة والآثار المصري، خلال لقائه ونظيره الصيني، (مساء السبت)، «أهمية السوق الصينية، باعتبارها إحدى أهم الأسواق الواعدة سياحياً لمصر»، معرباً عن «رغبة القاهرة في جذب المزيد من السياح الصينيين». وأشار وزير السياحة إلى ما تم إعلانه قبل أيام في هذا الصدد، من تسهيلات تسمح للسائح الصيني بالحصول على تأشيرة زيارة اضطرارية عند الوصول إلى مصر.
وتجاوز عدد السياح الصينيين الذين زاروا مصر نصف مليون سائح عام 2018. حسب تصريحات رسمية من السفارة الصينية بالقاهرة. وأشار وزير السياحة والآثار المصري، في تصريحات صحافية أخيراً، إلى أن عدد السياح الصينيين «بلغ 220 ألف سائح عام 2019. قبل أن تتوقف السياحة الصينية تمام بفعل جائحة كورونا». ولفت وزير السياحة والآثار المصري إلى أن «مصر تطمح في زيادة هذا الرقم، لا سيما أن الأرقام تشير إلى وجود نحو 150 مليون سائح صيني سنوياً حول العالم».
وزار وزير السياحة والآثار الصيني، (الأحد)، عدداً من المزارات السياحية في مدينة الأقصر (جنوب مصر)، بحسب ثروت عجمي، رئيس غرفة سياحة الأقصر، الذي أكد أن السوق الصينية، من الأسواق «الواعدة سياحياً بالنسبة لمصر والقادرة على دفع معدلات الحركة السياحية في البلاد».
وقال عجمي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إن «السائح الصيني يتميز بأنه يمزج بين السياحة الشاطئية والثقافية، مما يفيد مقاصد متنوعة في مصر». وأضاف أنه «قبل الجائحة كانت الصين من أهم الأسواق المصدرة للسياحة إلى مصر، ووصل عدد السياح إلى نصف مليون زائر، وكانت مصر تتطلع إلى زيادة الرقم إلى نحو مليون سائح».
وبحسب بيانات أكاديمية السياحة الصينية، وهي مؤسسة بحثية تابعة لوزارة الثقافة والسياحة الصينية، فإن السوق السياحية الصينية، كانت تصدر نحو 150 مليون سائح سنوياً قبل الجائحة، وبلغ معدل إنفاق السياح الصينيين خارج بلادهم أكثر من 250 مليار دولار.
واحتلت الصين المرتبة الرابعة بين أهم 10 أسواق مصدرة للسياحة في مصر عام 2017. بحسب الهيئة العامة للاستعلامات المصرية. وفي 20 يناير (كانون الثاني) الماضي، وصل أول فوج سياحي صيني إلى مصر بعد رفع بكين لإجراءات حظر السفر المرتبطة بـ«كورونا».
ويتضمن برنامج زيارة وزير الثقافة والسياحة الصيني لمصر، مجموعة من اللقاءات الرسمية مع عدد من المسؤولين المصريين لبحث وتعزيز سبل التعاون بين الجانبين المصري والصيني. إلى جانب المشاركة في ورشة عمل مهنية تضم عدداً من شركات السياحة والمنشآت الفندقية المصرية والصينية ومنظمي الرحلات الصينيين لبحث سبل زيادة التبادل السياحي بين البلدين.
وتوقع الخبير السياحي محمد كارم، أن «تشهد الفترة المقبلة زيادة في السياحة الصينية الوافدة لمصر». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «السياحة الصينية تشكل قوة دفع للقطاع السياحي ككل، كونها تسهم في زيادة العائدات، وتسهم في تدفق العملة، إلى جانب تشغيل المنشآت السياحية المختلفة، لا سيما أن السائح الصيني متنوع الاهتمامات من الثقافة، إلى الشواطئ، وحتى المؤتمرات وسياحة المخيمات».
وتتزامن زيارة المسؤول الصيني مع استضافة الهيئة المصرية العامة للتنشيط السياحي، وفداً يضم 22 فرداً من مُنظمي الرحلات وممثلي المنظمة الصينية لخدمات السياحة، في جولة تعريفية لعدد من المقاصد السياحية في مصر، تستمر حتى 4 أبريل (نيسان) الحالي، وزار الوفد عدداً من المعالم السياحية والأثرية بمدن القاهرة والأقصر، والغردقة، بينها المتحف المصري الكبير، والأهرامات، ووادي الملوك، ومعبد الأقصر. وحسب التصريحات الرسمية فإن «جولة منظمي الرحلات الصينيين في مصر هي أحد الأدوات الترويجية لزيادة الزيارات السياحية الصينية».
وتستهدف مصر زيادة معدلات الزيارة السياحية لتصل إلى «30 مليون سائح سنوياً بحلول عام 2028»، وكان وزير السياحة والآثار المصري قد توقع أن «يصل عدد السياح خلال العام الحالي إلى 15 مليون سائح».
هل تستطيع السوق الصينية دفع حركة السياحة في مصر؟
عقب زيارة وزير الثقافة إلى القاهرة للمرة الأولى منذ تفشي «كورونا»
هل تستطيع السوق الصينية دفع حركة السياحة في مصر؟
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة