السودان يؤجل توقيع «الاتفاق السياسي النهائي» إلى 6 أبريل

«حميدتي» يطالب بتطهير الجيش من أنصار البشير بالتزامن مع دمج قواته فيه

قائد الجيش الفريق البرهان (أ.ف.ب)  -  قائد قوات الدعم السريع الفريق محمد دقلو «حميدتي» (أ.ف.ب)
قائد الجيش الفريق البرهان (أ.ف.ب) - قائد قوات الدعم السريع الفريق محمد دقلو «حميدتي» (أ.ف.ب)
TT

السودان يؤجل توقيع «الاتفاق السياسي النهائي» إلى 6 أبريل

قائد الجيش الفريق البرهان (أ.ف.ب)  -  قائد قوات الدعم السريع الفريق محمد دقلو «حميدتي» (أ.ف.ب)
قائد الجيش الفريق البرهان (أ.ف.ب) - قائد قوات الدعم السريع الفريق محمد دقلو «حميدتي» (أ.ف.ب)

أعلن الناطق الرسمي باسم العملية السياسية في السودان، الوزير السابق خالد يوسف، أن الأطراف المدنية والعسكرية اتفقت على توقيع «الاتفاق السياسي النهائي» يوم 6 أبريل (نيسان) الحالي، والذي كان مقرراً أن يُوقع أمس (الجمعة)، لكن تم تأجيله في اللحظات الأخيرة بسبب خلافات بين الجيش وقوات «الدعم السريع» حول عملية دمج القوتين في جيش موّحد ضمن إجراءات واسعة لإصلاح القوات العسكرية والأمنية في البلاد.
وأوضحت مصادر أن التأجيل أصاب السودانيين بـ«إحباط كبير وشكوك حول إتمام العملية السياسية الجارية الآن، والقاضية بخروج العسكريين من السلطة»، كما عززت الاعتقاد بأن كل ما يحدث لا يتعدى كونه (كذبة أبريل)».
واجتمع، أمس، في القصر الرئاسي كل من قائد الجيش الفريق عبد الفتاح البرهان، وقائد قوات «الدعم السريع» الفريق محمد دقلو «حميدتي»، بالإضافة إلى ممثلين للأحزاب والقوى المدنية وممثلين أمميين. وكشفت مصادر لـ«الشرق الأوسط» أن الاجتماع كان قصيراً ولم يناقش أيّاً من القضايا الخلافية بين الطرفين، بل إن «حميدتي بدا غاضباً ورفض التحدث في الاجتماع» الذي انتهى بالتأكيد فقط على يوم 6 أبريل لتوقيع الاتفاق النهائي.
وأضافت المصادر أن نقطتي الخلاف الرئيسيتين بين القوتين العسكريتين هما، أن الجيش يطالب بدمج «الدعم السريع» في القوات المسلحة خلال عامين فقط، بينما يطالب الأخير بفترة أطول تمتد من 5 إلى 10 سنوات، والأهم من ذلك اشتراطه «بتطهير الجيش من الضباط الإسلاميين الذين كدسهم الرئيس المعزول عمر البشير طوال فترة حكمه لـ30 عاماً».
وكان اتفاقاً إطارياً قد وُقع بين الطرفين العسكريين والمدنيين، بوساطة دولية وإقليمية، في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، يقضي بأن يتنازل العسكريون عن الحكم إلى المدنيين في مرحلة انتقالية مدتها عامان، تنتهي بـ«انتخابات حرة ونزيهة».
وقال يوسف، في بيان نشرته صفحة «المرحلة النهائية للعملية السياسية» على منصة «فيسبوك» إن الاتفاق جاء خلال اجتماع ضم عبد الفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة الانتقالي، ومحمد حمدان دقلو قائد قوات الدعم السريع، وبحضور الآلية الثلاثية المكونة من الاتحاد الأفريقي ومجموعة «الإيقاد» وبعثة الأمم المتحدة المتكاملة «يونيتامس». وأضاف يوسف أن الاجتماع استعرض التقدم في مناقشات الوصول للاتفاق السياسي النهائي، وحدد آخر القضايا المتبقية وهي القضايا الفنية المرتبطة بمراحل الإصلاح والدمج والتحديث في القطاع الأمني والعسكري الذي يشمل الجيش وقوات «الدعم السريع» والشرطة وجهاز المخابرات.
وتابع: «بعد تداول مستفيض قرر الاجتماع بإجماع الأطراف العسكرية والمدنية مضاعفة الجهد لتجاوز العقبة المتبقية خلال أيام معدودة، تمهيداً لتوقيع الاتفاق السياسي النهائي في السادس من أبريل الحالي».
وأكد يوسف أن اجتماع أمس «حدد آخر القضايا الخلافية المتبقية، وهي القضايا الفنية المرتبطة بمراحل الإصلاح والدمج والتحديث في القطاع الأمني والعسكري الذي حسم مداه الزماني وقضاياه الرئيسية في ورقة المبادئ الموقعة في 15 مارس (آذار) الماضي. وأضاف أنه «بعد تداول مستفيض قرر الاجتماع بإجماع الأطراف العسكرية والمدنية مضاعفة الجهد لتجاوز العقبة المتبقية خلال أيام معدودة؛ تمهيداً لتوقيع الاتفاق السياسي النهائي». وبعد اجتماع الأمس، أصدر مجلس السيادة الانتقالي بياناً صحافياً أكد فيه فحوى الاتفاق، لكنه خلا من تحديد موعد السادس من أبريل للتوقيع على الاتفاق النهائي.
وفي ديسمبر الماضي، اتفق القادة العسكريون مع فصائل مدنية على عملية سياسية من مرحلتين لإنهاء الاضطرابات السياسية التي تعم البلاد منذ أن تولى الفريق البرهان السلطة في أكتوبر (تشرين الأول) 2021 بعد أن حل الحكومة المدنية الانتقالية التي كان يرأسها عبد الله حمدوك، وحل مجلس السيادة، وألغى بنوداً في الوثيقة الدستورية، وأعلن حالة الطوارئ في البلاد.
وركزت المحادثات بين الموقعين على الاتفاق الإطاري في ديسمبر الماضي، بشكل أساسي، على تفكيك نظام الرئيس السابق عمر البشير الذي حكم 30 عاماً، استعان خلالها بكوادر حزبه «المؤتمر الوطني» الإسلاموي، ومكّنهم من جميع مفاصل الدولة، بما في ذلك القوات المسلحة والخدمة المدنية والقضاء.
واختتمت الأسبوع الماضي، ورشة حول الإصلاح الأمني والعسكري من دون التوصل إلى اتفاق، بعد أن انسحب ممثلو الجيش من جلستها الأخيرة. عقدت الورشة تنفيذاً لما نص عليه «الاتفاق الإطاري» الذي وقعه العسكريون مع المدنيين في ديسمبر الماضي، كجزء أول من العملية السياسية التي تهدف لعودة المدنيين إلى السلطة.


مقالات ذات صلة

الرياض تكثف اتصالاتها لوقف التصعيد في السودان

شمال افريقيا الرياض تكثف اتصالاتها لوقف التصعيد في السودان

الرياض تكثف اتصالاتها لوقف التصعيد في السودان

كثَّفت المملكة العربية السعودية، جهودَها الدبلوماسية لوقف التصعيد في السودان، إلى جانب مساعداتها لإجلاء آلاف الرعايا من أكثر من مائة دولة عبر ميناء بورتسودان. وأجرى وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، أمس، اتصالات هاتفية، مع الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، ووزير الخارجية الجيبوتي محمود علي يوسف، بحث خلالها الجهود المبذولة لوقف التصعيد العسكري بين الأطراف السودانية، وإنهاء العنف، وتوفير الحماية اللازمة للمدنيين، بما يضمن أمنَ واستقرار ورفاه السودان وشعبه.

شمال افريقيا «أمانة» السعودية تجلي 1765 شخصاً لـ32 دولة من السودان

«أمانة» السعودية تجلي 1765 شخصاً لـ32 دولة من السودان

نقلت سفينة «أمانة» السعودية، اليوم (الخميس)، نحو 1765 شخصاً ينتمون لـ32 دولة، إلى جدة، ضمن عمليات الإجلاء التي تقوم بها المملكة لمواطنيها ورعايا الدول الشقيقة والصديقة من السودان، إنفاذاً لتوجيهات القيادة. ووصل على متن السفينة، مساء اليوم، مواطن سعودي و1765 شخصاً من رعايا «مصر، والعراق، وتونس، وسوريا، والأردن، واليمن، وإريتريا، والصومال، وأفغانستان، وباكستان، وأفغانستان، وجزر القمر، ونيجيريا، وبنغلاديش، وسيريلانكا، والفلبين، وأذربيجان، وماليزيا، وكينيا، وتنزانيا، والولايات المتحدة، وتشيك، والبرازيل، والمملكة المتحدة، وفرنسا، وهولندا، والسويد، وكندا، والكاميرون، وسويسرا، والدنمارك، وألمانيا». و

«الشرق الأوسط» (جدة)
شمال افريقيا مصريون يسهمون في إغاثة النازحين عند المعابر الحدودية

مصريون يسهمون في إغاثة النازحين عند المعابر الحدودية

بعد 3 أيام عصيبة قضتها المسنة السودانية زينب عمر، بمعبر «أشكيت» من دون مياه نظيفة أو وجبات مُشبعة، فوجئت لدى وصولها إلى معبر «قسطل» المصري بوجود متطوعين مصريين يقدمون مياهاً وعصائر ووجبات جافة مكونة من «علب فول وتونة وحلاوة وجبن بجانب أكياس الشيبسي»، قبل الدخول إلى المكاتب المصرية وإنهاء إجراءات الدخول المكونة من عدة مراحل؛ من بينها «التفتيش، والجمارك، والجوازات، والحجر الصحي، والكشف الطبي»، والتي تستغرق عادة نحو 3 ساعات. ويسعى المتطوعون المصريون لتخفيف مُعاناة النازحين من السودان، وخصوصاً أبناء الخرطوم الفارين من الحرب والسيدات والأطفال والمسنات، بالتعاون مع جمعيات ومؤسسات أهلية مصرية، على غر

شمال افريقيا الأمم المتحدة تطلب 445 مليون دولار لمساعدة الفارين من السودان

الأمم المتحدة تطلب 445 مليون دولار لمساعدة الفارين من السودان

أعلنت الأمم المتحدة، الخميس، أنها تحتاج إلى 445 مليون دولار لمساعدة 860 ألف شخص توقعت أن يفروا بحلول أكتوبر (تشرين الأول) المقبل من القتال الدامي في السودان بين الجيش وقوات الدعم السريع. وأطلقت مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين هذا النداء لجمع الأموال من الدول المانحة، مضيفة أن مصر وجنوب السودان سيسجّلان أكبر عدد من الوافدين. وستتطلب الاستجابة للأزمة السودانية 445 مليون دولار حتى أكتوبر؛ لمواجهة ارتفاع عدد الفارين من السودان، بحسب المفوضية. وحتى قبل هذه الأزمة، كانت معظم العمليات الإنسانية في البلدان المجاورة للسودان، التي تستضيف حالياً الأشخاص الفارين من البلاد، تعاني نقصاً في التمو

«الشرق الأوسط» (جنيف)
شمال افريقيا الصراع في الخرطوم يوجّه ضربة جديدة للاقتصاد

الصراع في الخرطوم يوجّه ضربة جديدة للاقتصاد

وجّه الصراع المحتدم الذي يعصف بالسودان ضربة قاصمة للمركز الرئيسي لاقتصاد البلاد في العاصمة الخرطوم. كما عطّل طرق التجارة الداخلية، مما يهدد الواردات ويتسبب في أزمة سيولة. وفي أنحاء مساحات مترامية من العاصمة، تعرضت مصانع كبرى ومصارف ومتاجر وأسواق للنهب أو التخريب أو لحقت بها أضرار بالغة وتعطلت إمدادات الكهرباء والمياه، وتحدث سكان عن ارتفاع حاد في الأسعار ونقص في السلع الأساسية. حتى قبل اندلاع القتال بين طرفي الصراع في 15 أبريل، عانى الاقتصاد السوداني من ركود عميق بسبب أزمة تعود للسنوات الأخيرة من حكم الرئيس السابق عمر البشير واضطرابات تلت الإطاحة به في عام 2019.

«الشرق الأوسط» (الخرطوم)

ليبيا تعلن عن تفكيك شبكة للإتجار في البشر

جنود يوزعون زجاجات مياه على مجموعة كانت محتجَزة لدى تجار البشر في ليبيا (لقطة من فيديو نشره النائب العام الليبي)
جنود يوزعون زجاجات مياه على مجموعة كانت محتجَزة لدى تجار البشر في ليبيا (لقطة من فيديو نشره النائب العام الليبي)
TT

ليبيا تعلن عن تفكيك شبكة للإتجار في البشر

جنود يوزعون زجاجات مياه على مجموعة كانت محتجَزة لدى تجار البشر في ليبيا (لقطة من فيديو نشره النائب العام الليبي)
جنود يوزعون زجاجات مياه على مجموعة كانت محتجَزة لدى تجار البشر في ليبيا (لقطة من فيديو نشره النائب العام الليبي)

أعلن مكتب النائب العام الليبي، السبت، على صفحته بموقع «فيسبوك» أن السلطات الليبية فكَّكت شبكة ضالعة في الإتجار بالبشر بمنطقة في جنوب غربي البلاد، وألقت القبض على بعض أعضائها.

وذكر البيان أن السلطات ألقت القبض على زعماء الشبكة، وعشرة أعضاء بتهمة ارتكاب جرائم ضد المهاجرين، منها القتل والاحتجاز غير القانوني والتعذيب والاغتصاب، وفقاً لوكالة «رويترز» للأنباء.

ووثَّق التحقيق انتهاكات تعرض لها 1300 مهاجر، منها الاحتجاز القسري والتعذيب والابتزاز للإفراج عنهم.

وأرسل مهربو البشر الذين يعملون في ليبيا مئات الآلاف من المهاجرين عبر البحر إلى أوروبا، وخاصة إيطاليا، منذ عام 2014. ولقي الآلاف حتفهم أثناء الرحلات.