توافقت مصر وسوريا على «تكثيف قنوات التواصل بين البلدين على مختلف الأصعدة خلال المرحلة المقبلة». وقال سامح شكري، وزير الخارجية المصري، في إفادة أمس (السبت)، عقب لقائه نظيره السوري فيصل المقداد بالقاهرة، إن مصر «تدعم تسوية شاملة للأزمة السورية».
ويزور المقداد القاهرة في زيارة هي الأولى من نوعها منذ أكثر من عشر سنوات، بحسب السفير أحمد أبو زيد، المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية، الذي أكد في إفادة رسمية، أن «شكري والمقداد اتفقا على تكثيف التواصل بشأن القضايا والموضوعات التي تمس مصالح البلدين والشعبين».
وتأتي زيارة المقداد للقاهرة، بعد شهر تقريباً من زيارة شكري لدمشق، التي التقى خلالها الرئيس السوري بشار الأسد، ونقل له رسالة من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أكد فيها «تضامن» مصر مع سوريا بعد الزلزال المدمر الذي ضرب مناطق شمال غربي سوريا في مطلع فبراير (شباط) الماضي. وقبلها أجرى السيسي اتصالاً هو الأول من نوعه مع نظيره السوري، بعد أيام من وقوع الزلزال.
وجدد وزير الخارجية المصري، بحسب إفادة رسمية، «دعم بلاده الكامل لجهود التوصل إلى تسوية سياسية شاملة للأزمة السورية في أقرب وقت، بموجب قرار مجلس الأمن رقم 2254 تحت رعاية الأمم المتحدة». وأكد «مساندة القاهرة لجهود المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا (غير بيدرسن) ذات الصلة»، مشدداً على «أهمية استيفاء الإجراءات المرتبطة بتحقيق التوافق الوطني بين الأشقاء السوريين، وبناء الثقة، ومواصلة اجتماعات اللجنة الدستورية السورية».
وقال شكري إن «التسوية السياسة الشاملة للأزمة السورية من شأنها أن تضع حداً للتدخلات الخارجية في الشؤون السورية، وتضمن استعادة سوريا لأمنها واستقرارها الكاملين، وتحفظ وحدة أراضيها وسيادتها، وتصون مقدرات شعبها، وتقضي على جميع صور الإرهاب والتنظيمات الإرهابية دون استثناء، وتتيح العودة الطوعية والآمنة للاجئين السوريين، بما يرفع المعاناة عن الشعب السوري الشقيق وينهي أزمته الممتدة، الأمر الذي سيعزز من عناصر الاستقرار والتنمية في الوطن العربي والمنطقة».
من جانبه، أعرب وزير الخارجية السوري عن «تطلع بلاده لأن تشهد المرحلة المقبلة مزيدا من التضامن العربي مع سوريا كي تتمكن من تجاوز أزمتها، وتضطلع بدورها التاريخي الداعم لقضايا الأمة العربية». واستعرض المقداد مختلف جوانب الأزمة السورية، بما في ذلك التحديات الاقتصادية والإنسانية والأمنية التي واجهها وما زال يعاني منها الشعب السوري.
وأوضح المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية أن «شكري والمقداد، عقدا جلسة مباحثات ثنائية، أعقبتها جلسة مباحثات موسعة لوفدي البلدين». وأشار إلى أن «المباحثات تناولت مختلف جوانب العلاقات الثنائية، وسبل دفعها وتعزيزها بما يعود بالنفع والمصلحة على الشعبين، إضافة إلى بحث عدد من الملفات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك».
وقال المتحدث باسم الخارجية إنه «في ضوء ما تقتضيه المصلحة العربية المشتركة من تضامن وتكاتف في مواجهة التحديات الإقليمية والدولية المتزايدة، فقد تناولت المباحثات سبل مساعدة الشعب السوري على استعادة وحدته وسيادته على كامل أراضيه، ومواجهة التحديات المتراكمة والمتزايدة، بما في ذلك جهود التعافي من آثار الزلزال المدمر، إضافة إلى جهود تحقيق التسوية السياسية الشاملة للأزمة السورية».
جاءت زيارة المقداد لمصر لتقدم «مؤشراً جديداً» بشأن العلاقات الثنائية بين البلدين، وسط أنباء عن «احتمال عقد قمة تجمع السيسي والأسد»، لكن الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، يرى أنه «من المبكر الحديث عن قمة مصرية - سورية». وأوضح فهمي لـ«الشرق الأوسط» أن «هناك تطوراً في العلاقات وتعاملاً على عدة مستويات سياسية وأمنية، بشكل تدريجي، لتحقيق مصالح مشتركة للبلدين». وقال أستاذ العلوم السياسية إن «القاهرة تسعى للعب دور في التسوية السياسية للأزمة السورية، وهو دور ترحب به روسيا وتدعمه». وأضاف أن «الحديث الآن عن مقاربة أشمل لمنظومة العلاقات بين البلدين يتجاوز فكرة عقد القمم الثنائية».