امتعاض صيني من نية يابانية لتشديد قيود معدات الرقائق

شريحة من الرقائق الإلكترونية في شركة «رينيساس» بالعاصمة اليابانية طوكيو (رويترز)
شريحة من الرقائق الإلكترونية في شركة «رينيساس» بالعاصمة اليابانية طوكيو (رويترز)
TT

امتعاض صيني من نية يابانية لتشديد قيود معدات الرقائق

شريحة من الرقائق الإلكترونية في شركة «رينيساس» بالعاصمة اليابانية طوكيو (رويترز)
شريحة من الرقائق الإلكترونية في شركة «رينيساس» بالعاصمة اليابانية طوكيو (رويترز)

أعلنت الصين انتقاداتها بعدما قالت الحكومة اليابانية، يوم الجمعة، إنها ستشدد قيود الصادرات على معدات تصنيع الرقائق المتقدمة؛ للحيلولة دون استخدام التكنولوجيا لأغراض عسكرية، لتنضم إلى الجهود التي تقودها الولايات المتحدة، التي تسعى إلى عرقلة قدرات الصين على تطوير أشباه موصلات عالية الجودة.
وقال وزير الاقتصاد والتجارة والصناعة الياباني ياسوتوشي نيشيمورا، في مؤتمر صحافي، إن «هذا التدبير يهدف للحيلولة دون تحويل التكنولوجيا اليابانية إلى الاستخدام العسكري»، وشدد على أن «طوكيو ستفي بمسؤوليتها في المجتمع الدولي»، وفقاً لوكالة أنباء «كيودو» اليابانية.
وستراجع اليابان، بموجب الخطة، مرسوم وزارة التجارة بهذا الصدد، وتضيف 23 عنصراً ستخضع للقيود. وستشمل القائمة، أنظمة الطباعة الحجرية، وهي تقنية تستخدم لطباعة أنماط معقدة على رقائق أشباه الموصلات الضرورية لإنتاج الرقائق المتطورة، بالإضافة إلى أجهزة تنظيف معدات تصنيع أشباه الموصلات.
وكان من المرجح أن يثير قرار اليابان، الخاص بتوسيع قائمة معدات تصنيع الرقائق التي تتطلب موافقة على تصديرها، والذي من المتوقع أن يدخل حيز التنفيذ في شهر يوليو (تموز) المقبل، غضبَ بكين.
وقال مسؤول في قسم الإشراف على الصادرات في وزارة الاقتصاد والتجارة والصناعة اليابانية «لوكالة الصحافة الفرنسية» إن «هذا الإجراء يهدف إلى استكمال الجهود المبذولة لتفادي استخدام التكنولوجيات لأهداف عسكرية».
ورد متحدث باسم وزارة الخارجية الصينية ماو نينغ، مؤكداً أن «تسييس المسائل التجارية والتكنولوجية، واستخدامها أدوات، وعسكرتها، تزعزع استقرار سلسلة الإنتاج والإمداد العالمية بصورة مصطنعة». وأكد المتحدث أن اليابان «تلحق الضرر بالآخرين، وكذلك بنفسها».
وتصاعد التوتر الدولي في السنوات الأخيرة حول قطاع أشباه الموصلات الاستراتيجي على ضوء الاستخدامات الواسعة لهذه المكونات الإلكترونية في أوجه الحياة اليومية جميعها، من الهواتف الذكية إلى السيارات الموصولة، مروراً بالمعدات العسكرية. وتدور معركة شرسة بين الصين والولايات المتحدة في مجال صنع أشباه الموصلات، وضاعفت واشنطن في الأشهر الأخيرة العقوبات على مصنعي الرقائق الصينيين تحت شعار الأمن القومي. وفي مواجهة هذه القيود أعلنت الصين في نهاية 2022 الحد من تصدير تكنولوجيا صنع الرقائق الإلكترونية لأسباب «أمنية»، رداً على ضغوط من الولايات المتحدة على هذا الصعيد. وانتقدت الصين بشدة القرار الهولندي الذي بررته بـ«المضايقة والهيمنة» الغربيتين.


مقالات ذات صلة

وزير الدفاع السعودي ونظيره الفرنسي يبحثان في الرياض أفق التعاون العسكري

الخليج الأمير خالد بن سلمان خلال استقباله سيباستيان ليكورنو في الرياض (واس)

وزير الدفاع السعودي ونظيره الفرنسي يبحثان في الرياض أفق التعاون العسكري

بحث الأمير خالد بن سلمان وزير الدفاع السعودي مع سيباستيان ليكورنو وزير القوات المسلحة الفرنسية، مستجدات الأوضاع الإقليمية وجهود إحلال السلام في المنطقة والعالم.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
يوميات الشرق أعضاء اللجنة الوزارية أعربوا عن رغبتهم في تعزيز التعاون بما يعكس الهوية الثقافية والتاريخية الفريدة للمنطقة (واس)

التزام سعودي - فرنسي للارتقاء بالشراكة الثنائية بشأن «العلا»

أكد أعضاء اللجنة الوزارية السعودية - الفرنسية بشأن تطوير «العلا»، السبت، التزامهم بالعمل للارتقاء بالشراكة الثنائية إلى مستويات أعلى.

«الشرق الأوسط» (باريس)
الخليج وزير الخارجية السعودي مع نظيره الفرنسي خلال لقاء جمعهما على غداء عمل في باريس (واس)

وزير الخارجية السعودي يبحث مع نظيره الفرنسي تطورات غزة ولبنان

بحث الأمير فيصل بن فرحان وزير الخارجية السعودي مع نظيره الفرنسي جان نويل، الجمعة، التطورات في قطاع غزة وعلى الساحة اللبنانية، والجهود المبذولة بشأنها.

«الشرق الأوسط» (باريس)
الخليج وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان يستقبل نظيره الفرنسي جان نويل بارو في الرياض (واس)

فيصل بن فرحان يناقش التطورات اللبنانية مع نظيريه الفرنسي والأميركي

ناقش وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، مع نظيره الفرنسي جان نويل بارو، التطورات على الساحة اللبنانية والجهود المبذولة بشأنها.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الخليج الأمير خالد بن سلمان خلال لقائه في مكتبه بالرياض السفير الفرنسي لودوفيك بوي (وزارة الدفاع السعودية)

وزير الدفاع السعودي والسفير الفرنسي يناقشان الموضوعات المشتركة

ناقش الأمير خالد بن سلمان بن عبد العزيز وزير الدفاع السعودي مع لودوفيك بوي سفير فرنسا لدى المملكة، الاثنين، عدداً من القضايا والموضوعات ذات الاهتمام المشترك.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

ترمب يتعهد زيادة الرسوم الجمركية على الواردات الصينية والكندية والمكسيكية

الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب (رويترز)
الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب (رويترز)
TT

ترمب يتعهد زيادة الرسوم الجمركية على الواردات الصينية والكندية والمكسيكية

الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب (رويترز)
الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب (رويترز)

أعلن الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، يوم الاثنين، أنّه سيفرض منذ اليوم الأول لتسلّمه السلطة في 20 يناير (كانون الثاني) رسوماً جمركية بنسبة 25 في المائة على كل واردات الولايات المتحدة من المكسيك وكندا، وسيزيد بنسبة 10 في المائة الرسوم المفروضة على وارداتها من الصين، وذلك لإرغام الدول الثلاث على «وقف تدفق المهاجرين غير الشرعيين والمخدرات» لبلاده.

وفي سلسلة تصريحات نشرها على حسابه في منصّته «تروث سوشيال» للتواصل الاجتماعي، كتب ترمب: «في 20 يناير، وفي أحد أوائل الأوامر التنفيذية الكثيرة التي سأصدرها، سأوقّع كلّ الوثائق اللازمة لفرض رسوم جمركية على المكسيك وكندا بنسبة 25% على كلّ منتجاتهما الآتية إلى الولايات المتحدة وحدودها المفتوحة السخيفة».

وأضاف: «ستظل هذه الرسوم سارية إلى أن يتوقف غزو المخدرات، وبخاصة الفنتانيل، وجميع المهاجرين غير الشرعيين لبلدنا!»، من دون أن يذكر اتفاقية التجارة الحرة المُبرمة بين الولايات المتحدة وكندا والمكسيك، وفق ما ذكرته «وكالة الصحافة الفرنسية».

وفي تصريح ثان نشره بعد لحظات، قال الرئيس السابق والمقبل إنّه سيفرض أيضاً على الصين رسوماً جمركية إضافية بنسبة 10 في المائة، «تُزاد إلى أيّ رسوم إضافية»، وذلك على كل واردات بلاده من المنتجات الصينية، وذلك عقاباً لبكين على ما يعتبره عدم مكافحتها كما ينبغي تهريب المخدّرات إلى الولايات المتّحدة.

ورداً على إعلان ترمب، حذّرت الصين من أنّ «لا أحد سينتصر في حرب تجارية». وقال ليو بينغيو، المتحدث باسم السفارة الصينية في واشنطن، في رسالة عبر البريد الإلكتروني تلقّتها وكالة الصحافة الفرنسية إنّ «الصين تعتقد أنّ التعاون الاقتصادي والتجاري بين الصين والولايات المتحدة مفيد للطرفين بطبيعته».

بدورها، ذكّرت كندا الرئيس الأميركي المنتخب بدورها «الأساسي لإمدادات الطاقة» للولايات المتّحدة. وقالت نائبة رئيس الوزراء الكندي كريستيا فريلاند في بيان إنّ «علاقتنا متوازنة ومتبادلة المنفعة، بخاصة بالنسبة للعمّال الأميركيين»، مؤكدة أن أوتاوا ستواصل «مناقشة هذه القضايا مع الإدارة الأميركية الجديدة».

وتشكّل الرسوم الجمركية أحد الأسلحة الأساسية في ترسانة ترمب لتنفيذ أجندته الاقتصادية.

وخلال حملته الانتخابية التي توّجت بفوزه بالانتخابات التي جرت في الخامس من نوفمبر (تشرين الثاني)، تعهّد الرئيس الجمهوري المنتخب فرض رسوم جمركية واسعة النطاق على العديد من حلفاء بلاده وخصومها على حد سواء.

ويحذّر العديد من الخبراء الاقتصاديين من أنّ زيادة الرسوم الجمركية ستضرّ بالنمو وستزيد معدلات التضخّم، إذ إنّ هذه التكاليف الإضافية سيتحمّلها في البداية مستوردو هذه البضائع الذين غالباً ما سيحملونها لاحقاً إلى المستهلكين.

لكنّ المقربين من الرئيس المنتخب يؤكّدون أنّ الرسوم الجمركية هي ورقة مساومة مفيدة تستخدمها الولايات المتحدة لإرغام شركائها التجاريين على الرضوخ لشروطها.